الخط الزمني للصراع الفلسطيني الإسرائيلي (2023) - ويكيبيديا

تسردُ هذه المقالة الخطّ الزمني للصراع الفلسطيني الإسرائيلي عام 2023. المقالة مرتبة حسب شهور السنة وتسردُ أبرز الأحداث التي شهدتها القضية الفلسطينية أو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي طوال السنة.

يناير[عدل]

1 – 10 يناير[عدل]

بدأ العامُ الجديد على وقعِ اقتحامات قامَ بها الجيش الإسرائيلي لعدد من البلدات في الضفّة الغربية، وقد تركَّز الاقتحام في قرية كفر دان غرب جنين حينَ تعرض الجنود الإسرائيليون لإطلاق نارٍ متتالٍ من قِبل مقاومين مجهولين دون وقوع خسائر في الأرواح.[1] اعقَلت القوات الإسرائيليّة في وقت متأخّر من يوم الثاني من كانون الثاني/يناير الأسير المحرَّر باسل البرغوثي ووالده وذلك قُبيل انسحابها من بيت ريما شمال غرب رام الله.[2] أقدمَ وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير على اقتحامِ باحات المسجد الأقصى وهو الاقتحام الذي خلَّف ردود فعل من قِبل بعض الفصائل الفلسطينيّة التي أدانَ بعضها هذا التصرف، فيما وصفتهُ أخرى بـ «الاستفزاز».[3][4] اقتحمت قوة خاصة من الجيش الإسرائيلي في الساعات الأولى من صباح الخامس من يناير مخيم بلاطة شرق نابلس، ثمّ اندلعت اشتباكاتٌ بينها وبين مقاومين في المنطقة قبل أن ينقطعَ التيار الكهربائي عن المخيّم.[5] انسحبت قواتُ الاحتلال بشكل تدريجي من المنطقة وذلك بعد نحو ساعتين من اقتحامها، فيما أعلنت مصادر طبيّة محلية إصابة 3 شباب أحدهم في حالة حرجة قبل أن يُعلنَ خبر وفاته لاحقًا.[6]

اعتقلنا الليلة 14 مطلوبًا من الضفة المحتلة وتعرضنا لإطلاق النار في أكثر من منطقة ... أطقلنا النار تجاه مصادر الخطر وهناك إصابات محقَّقة تم رصدها.
— جزءٌ من بيانٍ للجيش الإسرائيلي عقبَ اقتحامه مخيّم بلاطة.[7]

أفرجَت إسرائيل عن الأسير كريم يونس بعد 40 عامًا من الاعتقال، لكنّها أنزلتهُ وحيدًا في رعنانا بالداخل المحتلّ، وهو ما دفعَ لجنة الحريات بالداخل المحتل إلى «استنكارِ الطريقة التي أفرج فيها الاحتلال عن الأسير كريم يونس والتي تدلُّ على الحقد الدفين حيث تم إطلاق سراحه في رعنانا وكان الأهالي في إنتظاره عند باب السجن».[8] في أعقابِ هذا قرَّرت إسرائيل سحبَ تصاريح الدخول من ثلاث قادة في حركة فتح، وهم محمود العالول و‌روحي فتوح و‌عزام الأحمد وذلك بعدَ زيارتهم الأسير المحرَّر كريم يونس.

[9] اندلعت في الثامن من يناير مواجهاتٌ على مدخل بلدة بيت أمر شمال الخليل، وذلكَ بعد انطلاق مسيرة للمطالبة بالإفراج عن جثمانِ الشاب عاهد اخليل المحتجز لدى إسرائيل منذ عامين تقريبًا.[10] على الجانب المُقابل فقد أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي وقوع انفجارٍ داخل معسكرٍ للجيش في مدينة جنين أدى لتدمير غرف القيادة دون وقوع إصابات، لكنها لم تُعلن السبب.[11] عاودت قواتُ الاحتلال في العاشر من يناير اقتحام عددٍ من البلدات الفلسطينيّة حيث اقتحَمت مدينة نابلس بدايةً وأغلقَت حاجز قلنديا بعد تعرضه لهجومٍ بعبوة ناسفة محلية الصنع، فيما أعلنَ نادي الأسير الفلسطيني في بيانٍ له «اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي 16 فلسطينيًا في الضفة الغربيّة».[12]

11 – 20 يناير[عدل]

عاودت قواتُ الاحتلال الإسرائيلي من جديدٍ اقتحامها لمخيّم بلاطة في نابلس في الحادي عشر من يناير فتجدَّدت الاشتباكات بين فلسطينيين في المخيّم والقوات الإسرائيليّة، قبل أن تُعلنَ وزارة الصحة في بيانٍ لها عن «ارتقاء الشاب أحمد أبو جنيد متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال في مخيم صباح اليوم».[13] أقدمَ فلسطينيّ سويعات بعد اقتحامِ مخيّم بلاطة على تنفيذِ عمليّة طعن في مستوطنة حفات يهودا قُربَ الخليل، وهو ما نجمَ عنه بحسبِ مصادر عبريّة إصابة واحدة متوسّطة الخطورة لأحدِ المستوطنين الذي كانَ في عينِ المكان.[14] ذكرت مصار عبريّة أخرى أنّ منفذ هذه العمليّة قد سدَّد طعناتٍ في الرأس والرقبة للمستوطن وأصابه بجراح وُصفت بالمتوسّطة إلى الخطيرة قبل أن تُطلق عليه الشرطة الإسرائيلية النار، ثم أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيانٍ جديدٍ لها عن «ارتقاء الشاب سند محمد سمامرة من مدينة الظاهرية على مقربةٍ من مستوطنة حفات يهودا جنوب الخليل برصاص الاحتلال».[15] تصاعدَ التوتر في مدن الضفّة الغربية عقبَ مقتل فلسطينيين اثنين في يومٍ واحد برصاصِ الجيش الإسرائيلي، ووصلَ مدينة رام الله التي شهدت إطلاق نارٍ استهدفَ مركبة مستوطنين دون حديثٍ عن قتلى.[16]

اندلعت في الثاني عشر من يناير اشتباكاتٌ بين مقاومين وقوات الاحتلال وذلك عقبَ اقتحامِ الأخيرة للبلدة القديمة في مدينة نابلس، وقد نجمَ عن هذه الاشتباكات ثلاث إصابات بالرصاص الحيّ التي أطلقها جنود الجيش الإسرائيلي على شباب البلدة.[17] نشرت مجموعات عرين الأسود بُعيد هذا الاقتحامِ بيانًا ذكرت فيهِ أنّ «الاحتلال فشلَ بالوصول إلى أيّ أحدٍ من مقاتلينا ونؤكد خوضنا اشتباكات عنيفة خلال العمليّة في نابلس».[18] اقتحمت القوات الإسرائيلية في وقت آخر من نفس اليوم مخيم قلنديا شمالي القدس فاندلعت اشتباكاتٌ جديدة هناك، قبل أن تُؤكّد الصحة الفلسطينية «استشهاد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي» خلال هذا الاقتحام الأخير، فضلًا عن اعتقالِ 18 فلسطينيًا في أنحاء متفرقة بالضفة الغربيّة.[19] اغتالَ الجيش الإسرائيلي في ساعات متأخرة من نفس اليوم شابًا في عقده الثالث وذلك بعدما أصابته رصاصة جنديّ إسرائيلي في الرأس في بلدة قباطية، ليرتفعَ عددُ القتلى الفلسطينيين على يدِ جيش الاحتلال لثلاثة في يومٍ واحد.[20]

اغتالت قوّة إسرائيليّة خاصة صبيحة الرابع عشر شابين فلسطينيين في مدينة جنين، وتبيَّن لاحقًا أنّ المغتالَين هما أمجد خليلية وعز الدين حمامرة وذلك بعدما نعتهما سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين،[21] كما وأعلنت وزارة الصحّة الفلسطينيّة عن مقتل فلسطيني ثالث في نفس اليوم وذلك بسببِ الجراح الخطيرة التي كان قد أُصيبَ بها مطلع العام.[22] استمرَّت الاقتحامات الإسرائيلية للبلدات الفلسطينية ومعها تواصلت الاشتباكات خاصّة في بلدة سلواد شرقي رام الله التي قُتل فيها شابٌ فلسطينيّ بعد إصابته بالرصاص الحيّ من جنود الاحتلال الذين كانوا يُحاولون اقتحام المدينة.[23] نشرَ الجيش الإسرائيلي في منتصف الخامس عشر من يناير بيانًا أعلنَ فيه مقتل جندي وإصابة 4 أحدهم بجروح خطيرة جراء انفجار ذخيرة في قاعدة عسكرية في وقتٍ سابق مؤكّدًا فتحه تحقيقًا في الحادث.[24] عرضت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في السادس عشر من الشهر رسالة مصوَّرة للجندي الإسرائيلي الأسير لديها أفرها منغستو يُطالب فيها إسرائيل بالإفراج عنه وتحريره،[25] فيما علَّقَ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على خطوة نشر فيديو منغيستو بالقولِ أنها «خدعة تؤخّر أي فرصة للتوصل إلى صفقة».[26]

21 – 31 يناير[عدل]

أعلنت وزارة الصحّة الفلسطينيّة في بيانٍ رسمي لها في وقتٍ ما من يوم الـ 21 من يناير عن «استشهاد طارق عودة معالي (42 عامًا) بعد إصابته برصاص الاحتلال غرب رام الله»،[27] في الوقت الذي واصلت فيه القوات الإسرائيليّة اقتحاماتها المتكررة لعددٍ من القرى والبلدات في الضفّة والاشتباك مع مقاومين هناك.[28] ذكرت مصادر عبريّة في نفس اليوم خبر إصابة مستوطِنة بالرصاص في مستوطَنة بسغات زئيف شمال القدس المحتلّة، فيما اشتبهت مصادر مقرّبة من الشرطة الإسرائيليّة بأنَّ مصدر النيران كانَ من مخيّم شعفاط الذي يشهدُ اقتحامات متقطّعة من قوات الاحتلال وعلى فترات زمنيّة متفرقة.[29][30] اقتحَمت القوات الإسرائيلية في الثالث والعشرين من يناير عددًا من منازل أقارب الأسير المحرَّر كريم يونس ثمّ اقتادت زوجة شقيقه للتحقيق.[31] على المستوى السياسي فقد التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الرابع والعشرين من هذا الشهر بالملك الأردني عبد الله الثاني في العاصِمة الأردنيّة عمان،[32] وناقشَ الثنائي «قضايا مشتركَة» بما فيها «وضع مدينة القدس»،[33] بينما استمرَّت الاقتحامات الإسرائيلية والتي تركَّزت هذه المرة في البلدات الواقعة أو القريبة من بيت لحم.[34]

شهدَ يوم الخامس والعشرين ارتفاعًا ملحوظًا في التوتّر في مدن الضفّة، حيث كانت البداية مع الاقتحامِ المبكّر لقوات الاحتلال لمخيم شعفاط تمهيدًا لهدمِ منزل عدي التميمي،[35] الشاب الفلسطيني الذي نفَّذَ هجوم شعفاط في تشرين الأول/أكتوبر من عام 2022 والذي أسفرَ عن مقتل مجنَّدة إسرائيليّة وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.[36] ارتفعَ منسوب التوتّر حينما أقدمت قوات إسرائيليّة على إعدامِ شابٍ فلسطينيّ بالرصاص قُرب مدينة قلقيلية، وهو ما أكّدته وزراة الصحّة الفلسطينية في بيانها اللاحق.[37] اندلعت اشتباكاتٌ في مخيّم شعفاط بين القوات الإسرائيليّة المقتحِمة وشباب المخيّم ما تسبَّب في مقتل فتى فلسطيني (17 سنة) هو الثاني الذي تغتاله إسرائيل في هذا اليوم وذلك بعد استهدافه المباشر بالرصاص الحيّ.[38] امتدَّت الاشتباكات بعد عمليّتي الاغتيال لتشملَ بلدة الرام الواقعةِ شمال القدس، وقرية العيسوية الواقعةِ إلى الشمال الشرقي من البلدة القديمة للقدس، فضلًا عن بلدة صور باهر الواقعة في الجنوب الشرقي، وبلدة سلوان التي شهدت إصابات بالرصاص الحيّ بعد استهدافِ قوات الاحتلال للشباب المحتجّين.[39][40]

مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي يُوضّح الاقتحام الذي قامت به وحدة اليمَّام لمدينة جنين في السادس والعشرين من يناير، والذي استهدفَت من خلاله – بحسبِ المصادر العبريّة – خليّة تتبعُ لحركة الجهاد الإسلامي.

أقدَمت قوات إسرائيليّة خاصّة بدعمٍ من باقي أفرع قوات الجيش بُعيد الثامنة صباحًا من يوم السادس والعشرين من يناير (بتوقيت فلسطين) على اقتحامِ مخيّم جنين ثمّ سُرعان ما اندلعت اشتباكاتٌ مسلّحة بين المقاومين في المخيّم الذين حاولوا التصدّي للاجتياحِ الإسرائيلي.[41] وصفت وسائل إعلام محليّة الاقتحام الإسرائيلي بـ «التوغّل العسكري الكبير»، فيما أعلنت وزارة الصحّة الفلسطينية عن «ارتقاء شاب بعد إصابته برصاص الاحتلال في الصدر في جنين».[42] استمرَّ التوغّل الإسرائيلي في المخيّم ومناطق أخرى قريبة، وأقدمَ جيشُ الاحتلال على هدم جدران نادي مخيّم جنين، والذي يتم التعامل معه كنقطة إسعاف للمصابين.[43] اقتحَم الاحتلال خلالَ عمليّته العسكريّة هذه المستشفى الحكومي بمخيم جنين مطلقةً قنابل الغاز تجاه المسعفين الذين كانوا يُحاولون تقديم المساعدة للمصابين والجرحى،[44] وأكَّد الإسعاف الفلسطيني وجود إصابات في صفوفه كما وثَّقَ القوات الإسرائيليّة وهي تستهدفُ طواقمه وسيارات الإسعاف بشكل مباشر.[45] حدثت وزارة الصحّة في بيانها حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي والذي أسفرَ عن «استشهاد 5 فلسطينيين بينهم سيدة مسنة» وارتفاع الإصابات إلى 16 بينها 4 بحالة خطيرة،[46] وارتفعَ عدد القتلى على يدِ القوات الإسرائيليّة لـ 9 فلسطينيين أغلبهم مدنيين، وذلكَ قبل أن تنسحبَ القوات الخاصّة قُبيل الواحدة مساءً.[47]

عقدَ رئيسُ الوزراء الإسرائيلي جلسةً لتقييم الأوضاع الأمنيّة بعد اقتحامِ جنين، فيما أعلنت القناة 12 العبريّة نقلًا عن مصادر في حيش الاحتلال استعادة الأخير «لإمكانية اندلاع تصعيد بعد أحداث جنين».[48] نشرت إذاعة الجيش الإسرائيلي مقالًا مفصّلًا قالت إنه نقلًا عن مصدر أمني والذي أكَّد لها أنَّ «الهدف من العملية في جنين اعتقال مطلوبٍ كبير»، فيما ذهبت وسائل إعلام إسرائيلية في وقتٍ لاحق إلى القول بأنّ هدف العملية كانَ اعتقال قيادي في الجهاد الإسلامي،[49] أمّا القناة 14 الإسرائيلية فقد ذهبت أبعد من ذلك وقالت في تحليلها لمعرض ما حصل أنّ «العملية العسكرية في جنين منعت عملية فلسطينية كبيرة في إسرائيل».[50] خلَّف هذا الاقتحام وعمليّات الاغتيال والاستهداف المباشر لسكان المخيّم ردود فعل أوليّة من قِبل عددٍ من فصائل المقاومة الفلسطينيّة، حيث نشرت حركة حماس بيانًا قالت فيه إنَّ «جيش الاحتلال لن يفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة قادت معركة كبيرة في جنين»،[51] أمّا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقد أكَّدت على أنّ «جرائم الاحتلال لن تمرَّ دون عقابٍ» داعيةً قوى المقاومة لضرب مواقع جيش الاحتلال.[52] حركة الجهاد الإسلامي أكَّدت من جهتها أنّ «المقاومة مستعدة وجاهزة لمواجهة قادمة إذا استمرَّ العدوان على الشعب الفلسطيني»،[53] ودعَت مجموعات عرين الأسود إلى الاشتباكِ مع جيش الاحتلال في جميع نقاط التماس في الضفة الغربية.[54]

في غضونِ ذلك أوقفت الرئاسة الفلسطينية ما وصفهُ المتحدث باسمها «التعاون الأمني مع إسرائيل»، داعيةً المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لحماية الفلسطينيين من جرائم الاحتلال»، معَ الإعلانِ عن إضرابٍ شاملٍ في القدس ورام الله ونابلس وبيت لحم «حدادًا على أرواح شهداء جنين».[55] لقي القرارُ الفلسطيني بوقفِ التعاون الأمني معَ إسرائيل معارضةً مبدئيّة من الولايات المتحدة عبرَ خارجيّتها التي أعلنت أنّ «قرار السلطة الفلسطينية تعليق التنسيق الأمني مع إسرائيل ليس في محلّه».[56] نشرَ الجيش الإسرائيلي بيانًا جديدًا بعد انتهاء العمليّة العسكريّة التي نفذها، وقال إنّه استهدفَ خلالها مطلوبين من حركة الجهاد الإسلامي مُضيفًا أنه نجحَ في «تحييد 3 عناصر من الخلية».[57] كردِّ فعلٍ على مجزرة جنين أطلقت فصائل المقاومة في غزّة بُعيد الواحدة صباحًا من يوم السابع والعشرين صاروخَيْنِ صوبَ المستوطنات الإسرائيليّة، وأعلنَ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي تفعيل صافرات الإنذار في مدينة عسقلان وفي بعض بلدات غلاف غزة.[58] لم يُسفر الصاروخان الفلسطينيانِ عن إصابات أو أضرار بحسبِ هيئة البث الإسرائيلية التي نقلت عن الجيش الإسرائيلي تأكيده اعتراض الصاروخان من قِبل نظام القبة الحديدية.[59] أغارت طائرة حربيّة إسرائيلية على موقعٍ للمقاومة الفلسطينية وسط القطاع بُعيد الرابعة صباحًا بالتوقيت الفلسطيني، فيما أعلنت المقاومة في نفس الوقت إطلاقها صواريخ باتجاه الطائرات التي تُحلّق في أجواء غزة.[60] عاودَ طيران الاحتلال غاراته الجويّة حيث قصفَ هذه المرة موقعا ثانيًا للمقاومة جنوب مدينة غزة ما تسبَّب في خسائر ماديّة دون وقوع ضحايا.[61] بعد توقّف الاشتباكات، نشرَ جيشُ الاحتلال الإسرائيلي بيانًا وضَّحَ فيه الغارات التي استهدفت المواقع الفلسطينيّة، كما أعلنَ أنّ الموقع المُستهدَف تحت الأرض يتبعُ لحركة حماس ومُخصَّصٌ لإنتاج الصواريخ،[62] وردَّ المتحدث باسمِ حماس بالقولِ إنّ الغارات الإسرائيلية على القطاع هي «امتدادٌ لجرائم الاحتلال في الضفة والقدس وداخل الخط الأخضر».[63]

خيري موسى علقم
خيري علقم أمام قبة الصخرة في القدس

معلومات شخصية
الوفاة 27 ديسمبر 2023 (21 سنة)
القدس[64]
سبب الوفاة إطلاق نار
الجنسية  فلسطين
الحياة العملية
المدرسة الأم ثانوية قرية الطور
المهنة فنّي كهرباء
سبب الشهرة المسؤول عن العمليّة الهجوميّة في القدس يوم السابع والعشرين من يناير، والتي أسفرت عن مقتل 7 مستوطنين إسرائيليين وجُرحِ آخرين[65]

اقتحَمت قواتُ الاحتلال الإسرائيلي عقبَ صلاة ظهر يوم الجمعة الموافق للسابع والعشرين من يناير بلدة الرام في مدينة القدس، وهي البلدة التي شهدت مؤخرًا عمليّات اشتباكات كبيرة واقتحامات متكرّرة.[66] على صعيدٍ آخر فقد انطلقَت مسيرةٌ حاشدةٌ في قطاع غزة تنديدًا «بالعدوان الإسرائيلي على مخيّم جنين»، كما نُظّمت مسيراتٌ مماثلة جابت شوارع العاصمة الأردنية عمان.[67] نشرت وسائل إعلام عبريّة خبر إصابة عددٍ من الإسرائيليين فيما وصفتهُ بإطلاق نارٍ شمالي القدس وذلك بُعيد التاسعة والنصف مساءً (بتوقيت فلسطين) من يوم السابع والعشرين من يناير. لم تُحدّد المصادر العبريّة التي نقلت الخبر في البداية موقع الهجوم بدقّة لكنها أعلنت نقلًا عن مصادر طبيّة إسرائيليّة إصابة 13 شخصًا على الأقل بعضهم في حالة خطرة، كما تبيَّن أنّ الهجوم قد وقعَ تحديدًا في منطقة النبي يعقوب شمالي القدس.[68] أعلَنت الشرطة الإسرائيلية مقتلَ منفذ الهجوم، فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية سقوط 5 قتلى في العمليّة مضيفةً أنّ العدد قابلٌ للازديادِ.[69] نشرت الجريدة الإسرائيليّة معاريف مقالة جديدة مُفصَّلة عن الهجوم وفيه أكَّدت ارتفاع الحصيلة لسبعِ قتلى وعشرات الإصابات.[70]

انتشرت العشرات من قوات الشرطة والجيش في المنطقة التي شهدت الهجوم، وبدأت عمليّات التمشيطِ بحثًا عن مشتبهٍ بهم آخرون. أغلقت قواتُ الاحتلال حاجز شعفاط ومدخل بلدة عناتا شرقي القدس، في الوقتِ الذي أُعلن فيه أنّ نتنياهو سيُجري تقييمًا أمنيًا بعد الهجوم في القدس.[71] نشرت الشرطة الإسرائيلية بعد العمليّة بيانًا قالت فيه إنّ «هجوم القدس صعبٌ ومعقَّد» معلنةً الدفع بتعزيزات أمنيّة إضافية لاحتمال وجود مسلَّحين آخرين.[72] حاولت القوات الإسرائيلية بعدها اقتحامَ مخيم شعفاط شرقي القدس، فاندلَعت اشتباكاتٌ جديدةٌ بينها وبين شبان المخيّم الذين حاولوا منعها من التقدّم واقتحامه.[73] ذكرت وسائل إعلام عبريّة وغربية خبر قطعِ وزير الدفاع زيارته إلى الولايات المتحدة والعودة إلى إسرائيل وذلك في أعقابِ هجوم القدس.[74] اقتَحمت قوات الاحتلال سويعات قليلة بعد الهجوم مفرق بيت حنينا وحي النبي يعقوب وأطلقت قنابل الصوت والغاز على شبان فلسطينيين لتفريقهم،[75] فيما ذكرت وزراة الصحة الفلسطينية أنّ طواقم الهلال الأحمر تعاملت معَ 3 إصابات برصاص الاحتلال.[76]

بدأَ جيش الاحتلال بتعزيز فرقة الضفة بـ 3 كتائب إضافيّة، وذلك بعد تقييمٍ للوضع،[77] كما ألغت الشرطة والإسعاف الإسرائيليان الإجازات والعطل لموظفيهما معلنانِ تعزيز أطقمهما بالقدس.[78] أكَّد نتنياهو في تصريحٍ للصحافة قُبيل الاجتماع الحكومي الأمني خبر التعزيزات التي وصلت القدس، وأعلن دعمه لهدمِ بيوت من سمَّاهم «المخربين».[79] طالبَ وزير المالية الإسرائيلي في نفس السياق بمحاصرة الأحياء التي تعيشُ فيها عائلات منفذي الهجمات،[80] بينما اعترضت الخارجية الفلسطينية على القرارات التي خرجَ بها المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر ضد المقدسيين، واصفةً إيّاها بـ «العقوبات العنصرية الجماعيّة».[81]

استمرَّ التوتر في المنطقة وأقدمَ مستوطنون على حرقِ منزلٍ وسيّارة في بلدة ترمسعيا شمالي رام الله.[82] نقلت وسائل إعلام عبريّة عن مصادر رسميّة في الجيش الإسرائيلي خبر استهداف الأخير لشخصين على خط وقف إطلاق النار بالجولان السوري المحتل، قبل أن ينشرَ جيشُ الاحتلال بيانًا رسميًا أعلن فيه قَتلهُ لمسلحٍ واعتقال آخر خلالَ محاولتها التسلّل من جنوب غرب سوريا على مقربةٍ من خط وقف إطلاق النار في الجولان.[83] أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في وقتٍ مبكّر من يوم الثلاثين من يناير «استشهاد شابٍ متأثرا بجروحٍ أُصيب بها برصاص الاحتلال قبل أيامٍ في مدينة جنين».[84]

نُدين إرهاب المستوطنين المسلَّحين ونُطالب بإدراج تنظيماتهم المتطرفة على قوائم الإرهاب.
– الخارجيّة الفلسطينيّة في بيانٍ لها يوم الواحد والثلاثين من يناير.[85]

هدأت الأوضاع قليلًا في الثلاثين من يناير، ثم عادت للتوتّر في اليومِ الموالي عقبَ الاستهدافات المتكررة من طرفِ المستوطنين للفلسطينيين في البلدات المتاخمة للمستوطنات.[86] نشرت وسائل إعلام عبريّة بُعيد التاسعة مساءً (بالتوقيت الفلسطيني) خبر عمليّة دهسٍ نفذها شابٌ فلسطيني على حاجز زعترة جنوب نابلس، ما تسبَّبَ في إصابة جنديين اثنين في الوقتِ الذي انسحبَ فيه المنفذ من عينِ المكان.[87] على المستوى السياسي فقد حلَّ وزير الخارجيّة الأمريكي أنتوني بلينكن ضيفًا على تل أبيب، حيثُ طالبَ باتخاذِ خطواتٍ سريعةٍ لتخفيضِ ما سمَّاها «حدة العنف»، وأكَّدَ للإسرائيليين «الالتزام الأمريكي الراسخ بأمن إسرائيل» كما جاءَ على لسانه في المؤتمر الصحفي الذي عقده.[88]

فبراير[عدل]

1 – 10 فبراير[عدل]

تم الاتفاق مع الجانب الإسرائيلي على المضي قدمًا في تطبيع العلاقات بين البلدين.
—من بيانٍ للخارجيّة السوادنية بعد اللقاء الذي جمعَ بين البرهان وكوهين.[89]
صفقة التطبيع مع إسرائيل مذلّة وتنفصل تمامًا عن قيم الشعب السوداني
—القوى الشعبية لمناهضة التطبيع بالسودان.[90]
نعودُ من الخرطوم بنعم ثلاث مرات: للسلام وللمفاوضات وللاعتراف بإسرائيل
—وزير الخارجية الإسرائيلي عقبَ الاتفاق مع رئيس مجلس السيادة السوداني على تطبيع وتعزيز العلاقات بين الخرطوم وتل أبيب.[91]

بدأ الشهرُ الجديد بصاروخٍ أُطلقَ من قطاع غزة فيما تضاربت الأنباء عن عبوره للمستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع أو اعتراضه كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية والتي أعلنت أنه ورغمَ الاعتراض الناجح إلّا أن بقاياه تسبَّبَت في إصابة شخصٍ واحدٍ بجروح طفيفة.[92] شنَّت الطائرات الإسرائيلية بعدها غارة جويّة استهدفت من خلالها وعبر عددٍ من الصواريخ موقعا للمقاومة الفلسطينيّة وسط قطاع غزة دون حديثٍ عن خسائر بشريّة أو إصابات قبل أن تهدأَ الأوضاع على الأرض،[93] أمّا على الجانبِ المُقابل فقد أعلنت مصادر عبرية في الثاني من فبراير عن مقتلِ مستوطنٍ متأثرًا بإصابته خلالَ عملية إلعاد قبل 9 أشهر، والتي أسفرت عن مقتل 3 مستوطنين في حينها.[94] بالعودة للمستوى السياسي فقد نشرت صحيفة هآرتس العبريّة مقالًا نقلًا عن مسؤول إسرائيلي أطلعها فيهِ على أنّ السودان يستعدُّ للتوقيع على اتفاقِ تطبيعٍ للعلاقات مع إسرائيل،[95] وهو ما أكّدته رويترز لاحقًا نقلًا عن عن مصدرين رسميينِ في الحكومة السودانية والذين أكَّدا لها خبر وصول وفد إسرائيلي العاصِمة الخرطوم وذلك لبحثِ تطبيع العلاقات بين البلدين.[96] تبيَّن لاحقًا أنَّ وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين قد التقى فعلًا في العاصِمة السودانيّة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وناقشَ الثنائي بحسبِ أكسيوس «تعزيز العلاقات بين البلدين وآفاق التعاون»، ثمّ سارعَ المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية للإعلانِ في مؤتمرٍ صحفيّ أنَّ «دائرة السلام الإقليمي تتوسَّع».[97] في سياقٍ متصل فقد صوَّتَ مجلس النواب الأمريكي لصالحِ إخراج النائبة إلهان عمر من لجنة العلاقات الخارجية وذلكَ على خلفيّة انتقادها لإسرائيل وتوجيه اتهاماتٍ لها بمعاداة السامية.[98]

خاضَ مقاتلونا اشتباكاتٍ عنيفةٍ مع الاحتلال صباح اليوم في المخيم، وفشل بتحقيق هدفه وانسحبَ خائبًا.
—جزءٌ من بيانٍ لكتائب القسام عقبَ اقتحام الاحتلال لمخيّم عقبة جبر واغتياله لعددٍ من المقاومين الفلسطينيين هناك.[99]

أطلقت قواتُ الاحتلال في وقتٍ ما من يوم الثالث من فبراير الرصاص الحيّ على شابٍ فلسطيني قرب حاجز حوارة جنوب نابلس بزعم محاولته الاستيلاء على سلاح أحد الجنود الإسرائيليين، قبل أن يُعلن الهلال الأحمر في بيانٍ رسمي مقتلَ الشاب الذي تعرَّض للاستهدافِ الإسرائيلي والذي تعود أصوله لقرية الجديدة جنوب مدينة جنين.[100] اقتحمت القواتُ الإسرائيلية في اليومِ الموالي (4 فبراير) مخيم عقبة جبر في مدينة أريحا، وسُمع صوت الرصاص الحيّ الناجم عن الاشتباكات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال عقبَ محاصرة الأخيرة لأحدِ المنازل في المخيّم.[101] تسبَّبت الاشتباكات بحسبِ مصادر طبية فلسطينية أوليّة في وقوعِ 7 إصابات على الأقل بينها اثنتان خطيرتان. أطلقَ جيش الاحتلال عددًا من القذائف تجاه المنزل المحاصر وهو ما تسبَّب في سقوطِ ضحايا.[102] تضاربت الأنباء حول ما حصلَ تحديدًا في المخيّم، ومع ذلك فقد ذكرت وسائل إعلام محليّة أنّ الجيش الإسرائيلي قد قتلَ خلال اقتحامهِ للمخيّم خمس شباب فلسطينيين أغلبهم من المنخرطين في صفوفِ فصائل المقاومة.[103] صادقَ مجلس الوزراء الإسرائيلي في السادس من فبراير على إقامة مستوطنة جديدة في منطقةٍ متاخمةٍ للحدود مع قطاع غزة، ثم عقدَ نتنياهو مؤتمرًا صحفيًا ذكرَ فيه أنّ «الأمر الأكثر أهمية للردِّ على الإرهاب هو تعزيز الاستيطان وهذا ما تقوم به حكومتي».[104] ردَّت فصائل المقاومة سريعًا فبعد سويعاتٍ من تصريحات نتنياهو، سُمعت صافرات إنذارٍ وهي تدوي في منطقة غلاف غزة بعد إطلاق صاروخٍ من القطاع.[105] ضربَ زلزالٌ كبيرٌ دولتي تركيا وسوريا في الساعات المبكّرة من يوم السادس من فبراير، ما تسبَّبَ في سقوطِ عشرات آلاف الضحايا ما بين قتيلٍ وجريحٍ في الدولتين. أعلنت الخارجية الفلسطينية في بيانٍ قابلٍ للتحديث مقتل 72 فلسطينيًا ضمنَ قائمة الضحايا الذين سقطوا في الزلزال في سوريا وذلك عقبَ انتشال عددٍ من الجثت من مخيم الرمل ومن أماكن أخرى.[106]

القائمة
تاريخ الاغتيال الاسم الكامل العُمر مكان الاغتيال معلومات إضافيّة
قائمة الشبان الفلسطينيين الذين اغتِيلوا على يدِ قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيّم عقبة جبر
06 فبراير 2023 إبراهيم وائل عويضات 27 سنة مخيم عقبة جبر، محافظة أريحا اغتالت القوات الإسرائيليّة الشباب الخمسة وكلهم منخرطون في صفوفِ فصائل المقاومة الفلسطينيّة خلالَ تنفيذها لعمليّة خاصّة في ساعات مبكّرة من يوم السادس من فبراير 2023 في مخيّم عقبة جبر الواقعِ في مدينة أريحا ضمنَ محافظة أريحا.[107] حاصرت القوات الخاصّة أحد المباني داخل المخيّم والذي تحصَّن فيه الشباب الذين نسبت لهم مصادر عبريّة نقلًا عن مسؤولين في الجيشِ الإسرائيلي الوقوق خلف عملية إطلاق النار على مطعمٍ للمستوطنين قبل 10 أيام.[108] تبيَّن لاحقًا أنَّ الشباب الخمسة ينتمون لخليّة تتبعُ كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس. عُرفت هذه الخليّة أو الكتيبة باسمِ «كتيبة مخيم عقبة جبر» وكانت تستعدُّ – بحسبِ الجيش الإسرائيلي – لتنفيذ عمليات أخرى.[102]
رأفت وائل عويضات 21 سنة
مالك عوني لافي 22 سنة
أدهم مجدي عويضات 22 سنة
ثائر عويضات 28 سنة

نشرَ نادي الأسير في وقتٍ ما من يوم العاشر من فبراير بيانًا أعلنَ فيه «استشهاد الأسير أحمد أبو علي من مدينة يطا نتيجة الإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال»،[109] فيما ذكرت مصادر عبريّة أنّ إدارة السجن الإسرائيلي أغلقَت كافة الأقسام بعد وفاة أحمد أبو علي.[110] نفَّذ فلسطيني خلال نفس اليوم عمليّة جديدة حيثُ دهسَ عبر سيّارته عددًا من المستوطنين في حي راموت بالقدس، ما أسفرَ عن وقوع عدّة إصابات كما سُمع دوي إطلاق نار في المكان.[111] تأكَّد لاحقًا أنَّ شابًا فلسطينيًا قد قادَ فعلًا مركبته بمحطة حافلات مستوطنين ثمّ نفذ عملية الدعس بالقدس. أسفرت العمليّة بحسبِ مصادر طبية رسمية إسرائيليّة في إصابة 8 مستوطنين بإصابات متفاوتة الخطورة، وقُتل اثنين آخرين، بينما قُتل المنفذ وهو شابٌ ينحدرُ من مدينة العيسوية ويبلغُ من العمر 30 سنة وذلك بعد الاشتباك مع مستوطنين مسلّحين آخرين كانوا في عينِ المكان.[112]

11 – 20 فبراير[عدل]

قتلَ مستوطنٌ إسرائيلي في الحادي عشر من فبراير شابًا فلسطينيًا بالرصاص وذلك خلال مواجهاتٍ مع الأهالي في قراوة بني حسان غرب سلفيت.[113] سُمعت في نفس اليوم صفارات الإنذار وهي تدوي في ناحل عوز بعد إطلاق صاروخٍ من قطاع غزة.[114] اقتحَمت القوات الإسرائيلية في اليومِ الموالي مخيّم جنين بحثًا عن مطلوبين كما أعلنت وسائل إعلام عبرية، وواجهت مقاومةً من أبناء المخيّم الذين اشتبكوا معها. اغتالَت قوات الاحتلال خلال هذا الاقتحام طفلًا فلسطينيًا بعدما تعرّض لرصاصة من سلاح جنديّ إسرائيلي.[115] توترت الأوضاع أكثر في الضفة كما بدأت تتوتر في قطاع غزة، ففي يوم الثالث عشر من فبراير سُمعَت عدة انفجارات في مدينة غزة وسط تحليقٍ للطائرات الحربية الإسرائيلية، قبل أن يُعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي تنفيذ سلاح الجوّ لغارات على مواقع تحت الأرض مخصَّصة لإنتاج مواد صاروخية لحماس.[116] ردَّت فصائل المقاومة سريعًا من خلال كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والتي أطلقت رشقة صاروخيّة صوبَ بلدة سديروت والنقب الغربي مع سماع أصوات تصدّي القبة الحديديّة لبعضِ الصواريخ.[117] عودةً نحو الضفة فقد أعلنَ الهلال الأحمر الفلسطيني مقتل فتى بنيران قوات الاحتلال في مدينة نابلس، كما بدأت إسرائيل في تنفيذِ هدم منزلين في بلدة جبل المكبر بالقدس المحتلّة التي شهدت اشتباكات متفرقة احتجاجًا على أعمال الهدم المستمرّة في حقّ منازل عوائل منفذي العمليات وغيرهم.[118] عاودت إسرائيل بعد أقلّ من 48 ساعة من هدمِ المنزلين الأولين تفجير منزلٍ هو الثالث في هذا الشهر والذي يعود للفلسطيني محمد الجعبري قُرب مستوطنة كريات أربع في مدينة الخليل.[119] على المستوى السياسي والدولي فقد أصدرَ الاتحاد الأوروبي بيانًا أعلنَ فيه رفضه القرار الإسرائيلي بمنحِ شرعيةٍ لتسع بؤر استيطانية بالضفة الغربية داعيًا لإلغائه بسرعة.[120]

21 – 28 فبراير[عدل]

مقطع فيديو صُوّر من كاميرا موضوعة على خوذة أحد أفراد وحدة اليمام، وفيه يظهر استهداف الوحدة للمنزل المحاصَر بصاروخ محمول على الكثف وعدد من الأعيرة الناريّة يوم الثاني والعشرين من فبراير.

هدأت الأوضاع نسبيًا يومي العشرين والحادي عشرين من فبراير لكنها عادت للاشتعال من جديدٍ عقبَ عملية عسكريّة خاصة نفذتها القوات الإسرائيليّة في مدينة نابلس في ساعات مبكّرة من يوم الثاني والعشرين من الشهر. كانت البداية عبر اقتحامٍ للمدينة بقوات كبيرة حاصرت منزلًا ثم سُرعان ما استهدفته عبرَ عددٍ من الصواريخ ولاحقًا بالأعيرة الناريّة.[121] ذكرت مصادر محليّة في حصيلة مبدئيّة مقتل فلسطينيَيْن اثنين وإصابة 36 على الأقل، ثمّ سُرعان ما ارتفعَ العدد لخمسِ شبابٍ سقطوا في صفوف الفلسطينيين وعشرات الجرحى على يدِ القوات المحتلَّة.[122] انسحبت الأخيرة من وسط المدينة بعد أزيد من خمس ساعات من المحاصَرة والاستهداف، لكنها استمرَّت في حصار عددٍ من مداخل البلدات لساعات إضافيّة.[123] حدَّثَت الصحة الفلسطينية حصيلة هذه المجزرة والتي نجمَ عنها مقتل 9 فلسطينيين وإصابة أكثر من 100 آخرين، كما نشرت سرايا القدس بيانًا أعلنت فيه مقتل قائد كتيبة نابلس محمد أبو بكر جنيدي.[124] في ردودِ الفعل على هذه المجزرة – وهي ثاني مجزرة هذا العام بعد مجزرة جنين التي وقَعت في أواخر يناير – أدانت الخارجية الفلسطينية ما سمَّتها جرائم الاحتلال في نابلس مؤكّدة متابعتها لهذه الجرئم مع الجهات المختصَّة والمحاكم الدولية،[125] كما أعلنت القوى الفلسطينية إضرابًا شاملًا في نابلس ليومٍ كاملٍ «حدادًا على الشهداء الذين قُتلوا برصاص جيش الاحتلال».[126]

أطلقت فصائل المقاومة في الساعات الأولى من صباح الثالث والعشرين وبعد ساعات قليلة من مجزرة نابلس عددًا من الصواريخ من القطاع باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية، وفُعّلت صفارات الإنذار في عسقلان وسديروت ومستوطنات أخرى، فيما أعلنَ الجيش الإسرائيلي اعتراضه لكذا صاروخ.[127] قصفت مقاتلات إسرائيلية في وقتٍ لاحقٍ موقعا للفصائل الفلسطينية غرب مدينة غزة، ومعَ ذلك فقد أعلنَ المتحدث باسمِ حركة حماس أنَّ المقاومة تثبت معادلة القصف بالقصف،[128] وهو نفس ما ذهبَ له المتحدث باسمِ حركة الجهاد الإسلامي الذي أعلنَ أنَّ المقاومة متأهبة ولن تتخلى عن واجباتها والتزاماتها في «الردّ على العدوان أينما وقع».[129] نقلَ موقع أكسيوس عن مصدرٍ في السلطة الفلسطينية نيّة الأخيرة أو بالأحرى تلويحها بإلغاء قمة أمنية مزمعٌ عقدها في الأيّام المقبلة مع الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن ومصر، وردَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتأكيدِ على مواصلة التصرف بقوة في كافّة الساحات لإحباط مساعي من يحاول المساس بإسرائيل بحسبِ قوله.[130] بالعودة للمستوى السياسي فقد حاولَ وفدٌ إسرائيلي المشاركة في القمّة الإفريقية، لكنّهم تعرضوا للطرد من المؤتمر وأعلنت عددٌ من الدول الإفريقيّة وعلى رأسها جيبوتي على لسان وزير خارجيها وبصريحِ العبارة معارضة التطبيع مؤكّدًا على عدمِ السماحِ لها بالتسلل إلى الاتحاد الإفريقي.[131]

تُوفيَّ في الرابع والعشرين من الشهر فلسطيني آخر متأثرًا بالجروحِِ التي أُصيبَ بها قُبيل ساعات خلال مواجهاتٍ متفرّقةٍ مع الاحتلال في مخيم العروب بالضفة الغربية.[132] هدأت الأوضاعُ قليلًا، وبحلول الخامس والعشرين من فبراير أكّدَ مسؤولٌ فلسطيني لم يكشف عن هويّته مشاركة السلطة الفلسطينية في الاجتماع بمدينة العقبة الأردنية بمشاركة الولايات المتحدة ومصر والأردن وإسرائيل وذلك بعد يومين فقط من مجزرة نابلس وبعد تهديدها وتلويحها بعدم المشاركة احتجاجًا على ما يتعرض له الفلسطينيون في مختلفِ مناطق الضفة.[133] لقيت خطوة المشاركة هذه في القمّة جنبًا إلى جنب مع إسرائيل انتقادات كبيرة واعتراضات شديدة حيثُ استنكرت وأدانت فصائل المقاومة في جنين عقد هذا اللقاء الذي قالت إنّه يرمي لمنح الاحتلال فرصًا لارتكابِ المزيدِ من الجرائم بحقّ الشعب الفلسطيني،[134] أمّا على الجانب العربي فقد أعلنَ مصدرٌ في الحكومة الأردنيّة أنّ اجتماع العقبة يأتي ضمنَ «جهود وقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية والوصول لفترة تهدئة».[135]

الذهاب إلى الوحدة الوطنية أولى من التوجه إلى تفاهمات أمنية مع الاحتلال
فصائل المقاومة في جنين تعليقًا على قبول السلطة الفلسطينيّة المشاركة مع الاحتلال في اجتماع العقبة أيامًا قليلة بعد مجزرة نابلس.[136]

نفَّذ فلسطينيٌّ في وقتٍ ما من السادس والعشرين من فبراير عمليّة هجوميّة أسفرت عن مقتلِ مستوطنين إسرائيليين اثنين وذلك بعدما فتحَ عليهما النار في منطقة حوارة جنوب نابلس بالضفة الغربية.[137] بدأَ بعدها الجيش الإسرائيلي عمليات بحث وتمشيط واسعة في المنطقة، كما وصلت تعزيزاتٌ جديدةٌ للمساعدة في إغلاق البلدات والقرى بحثًا عن منفذ أو منفذي الهجوم. خلَّفت هذه العملية الفرديّة ردود فعلٍ في الوسطِ الإسرائيلي خاصّة وأنها تزامنت مع اجتماع العقبة حيثُ طالبت وزيرة الاستيطان الوفد الإسرائيلي بالانسحابِ فورا من الاجتماع، كما أقدمَ مستوطنون في نفس اليوم على حرقِ عددٍ من منازل الفلسطينيين في بلدة حوارة التي شهدت العمليّة الفلسطينية قبل ساعات.[138] صدرَ بيانٌ مشتركٌ عن عن اجتماع العقبة وفيهِ أعلنَ الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي التزامهما بجميع الاتفاقات السابقة بما في ذلك خفض التصعيد والحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة في القدس.[139] جرى الاتفاقُ كذلك على عقد اجتماعٍ في شرم الشيخ الشهر المقبل لتحقيق الأهداف التي تم تحديدها في العقبة.[140] ذكرَ البيان المشترك نقطة التزام إسرائيل بوقف إقرار أي بؤر استيطانية جديدة لمدة 6 أشهر، وهي النقطة التي أثارت الكثير من الجدل خاصّة وأنه مباشرة بعد انتهاء الاجتماع، صرَّحَ مسؤولٌ إسرائيلي لم يكشف عن هويّته لوكالة رويترز للأنباء تأكيد الوفد الإسرائيلي الذي شاركَ في العقبة لباقي الوفود أنه لا تغيير على الموافقة السابقة لبناء 9 مستوطنات بالضفة الغربية رغم النقطة المتناقضة التي ذكرها البيان.[141]

رغمَ كل الاتفاقات التي خرجَ بها اجتماع العقبة، فقد أقدمَ الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير سويعات بعد القمّة على اقتحامِ جبل صبيح، وهو ما اعتبرته الخارجيّة الفلسطينية انقلاب على تفاهمات العقبة.[142] قرَّر الجيش الإسرائيلي يوم السابع والعشرين من فبراير تعزيز قواته في الضفة الغربية بكتيبة رابعة وذلكَ بعد تقييمٍ للوضع الأمني. سويعاتٌ بعد هذا القرار حتى نفَّذَ فلسطينيٌّ عمليّة جديدة في الأغوار حينما فتحا النيران على بعضِ المستوطنين، ثمّ قامَ فلسطيني ثانٍ باستهدافِ مجموعة مستوطنين آخرين في عملية إطلاق نار جديدة وهذه المرّة في مدينة أريحا ما نجمَ عنه مقتل مستوطن إسرائيلي متأثرًا بجراحه.[143]

مارس[عدل]

1 – 10 مارس[عدل]

سيّارة فلسطيني في قرية حوارة أقدمَ مستوطنون إسرائيليون على حرقها.
منزل فلسطيني أَضرمَ فيه مستوطنون النيران خلال هجومهم على القرية.
صورة لشاحنة حرقها المستوطنون الذين هاجموا حوارة في أواخر فبراير.
اعتدى المستوطنون بالإضافة للمتلكات على المزارع وأشجار الزيتون وغيرها من الأشجار التي خربوها وقطعوا بعضها كما أضرموا النيران عن عمدٍ في أخرى.
مظاهر الاعتداء على ممتلكات الفلسطينيين في قرية حوراة خلال مهاجمتها من طرفِ المستوطنين الإسرائيليين خلال أواخر شهر فبراير من عام 2023.

شهدت الساعات الأولى من فاتح آذار/مارس اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيّم عقبة جبر بمدينة أريحا حيثُ حاصرت أحد المنازل هناك، ثمّ اندلَعت اشتباكاتٌ بين القوات الإسرائيليّة ومقاومين في عينِ المكان.[144] نجمَ عن هذا الاقتحام إصابة 3 فلسطينيين بجروح متفاوتة الخطورة مثلما أعلنت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية، كما اعتقلت إسرائيل 3 آخرين «لضلوعهم في عملية إطلاق نار قبل أيّام» والمقصود عمليّة حوارة.[145] منعَت قواتُ الاحتلال قُبيل انسحابها من المنطقة التي حاصرتها طواقم الإسعاف المحليّة من إسعافِ المصابين، خاصّة مع وجودِ 3 إصاباتٍ إحداها خطيرة. انسحَب الجيش الإسرائيلي من المخيّم بعد أكثر من ساعة ونصف من الحصار والاشتباكات، ثمّ أعلنت بعدها وزارة الصحة الفلسطينية عن وفاة فلسطيني متأثرًا بالجروح الحرجة التي أُصيب بها برصاص الاحتلال خلال الاقتحام وهو الذي مَنعت قوات الاحتلال المسعفين من التدخل لإنقاذه.[146]

استمرَّ الجدل السياسي الإسرائيلي بخصوص قرية حوارة الفلسطينيّة التي تعرَّضت في الأيامِ القليلة الماضيّة لعشرات الهجمات التي نفّذها مستطونون إسرائيليون مدجَّجُون بالسلاح وبدعمٍ من جيش الاحتلال.[147] استمرَّ التجييش الإسرائيلي ضد القرية الفلسطينيّة، حيثُ أدلى وزير المالية الإسرائيلي بتصريحٍ أثار الكثير من اللغط خلال حوارٍ له مع موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي حينما طالبَ وبصريح العبارة بوجوبِ محو قرية حوارة من الأرض دافعًا الحكومة الإسرائيلية لفعل ذلك،[148] قبل أن يتراجعَ لاحقًا هذا التصريح مبرّرًا أنه كان مجرد زلّة لسان.[149] في سياقٍ آخر وبعد الحديث الإسرائيلي المتصاعد حول سنّ قانون يقضي بإعدام الفلسطينيين من منفذي الهجمات، صادقَ الكنيست بالقراءة التمهيدية على مشروع القانون الذي ينصُّ في بنوده على «إعدام أسرى فلسطينيين متهمين بعمليات قُتلَ فيها إسرائيليون».[150] بالعودة لمجزرة نابلس والتي قَتل فيها جيشُ الاحتلال 10 فلسطينيبن، فتحَ الفريق الاستقصائي التابع لجريدة نيويورك تايمز تحقيقًا خلص فيه إلى أنَّ الجنود الإسرائيليين استخدموا القوة المميتة ضد فلسطينيين عُزَّل بنابلس في الثاني والعشرين من شباط/فبراير، كما خلص إلى أنَّ العملية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 4 أشخاصٍ على الأقل «لم يُشكّلوا تهديدا على ما يبدو».[151][152]

وصلَ في الثالث من مارس وفدٌ أوروبي إلى قرية زعترة وبلدة حوارة جنوبي نابلس للاطلاع على ما خلّفته اعتداءات المستوطنين. أدانَ الوفد الزائر ما سمَّاها جرائم المستوطنين كما طالبَ بحماية المدنيين الفلسطينيين.[153] حاولَ فلسطينيون وناشطون أجانب مناهضون للاستيطان بالتوازي مع زيارة الوفد الأوروبي تنظيم مسيرة في المنطقة لكنَّ قوات الاحتلال منعتها ومنعت الناشطين من دخول بلدة حوارة، كما اعتدت بالضربِ على بعضهم واعتقلت آخرين بشكل مؤقت.[154][155]

عادت الأوضاع لتهدأ من جديدٍ لكن لأيام قليلة فقط حيث اقتحَمت مساء السابع من مارس أعدادٌ كبيرةٌ من جيش الاحتلال الإسرائيلي معززة بقوات خاصة مدينة جنين ومخيمها، ثمّ حاصرت منزلًا يقعُ تحديدًا على أحدِ أطراف المخيّم.[156] سُرعان ما اندلعت اشتباكاتٌ بين القوات المحاصِرة ومقاومين فلسطينيين حاولوا إجبار جنود الجيش الإسرائيلي على الانسحاب من المنطقة. كان واضحًا بحسبِ وسائل إعلام فلسطينيّة أنّ العملية العسكريّة الإسرائيليّة كبيرة ومهمّة خاصة بعد رصدِ مروحية تابعة لسلاح الجوّ الإسرائيلي تُحلّق في سماء جنين وتُشارك في عمليّة الاقتحام.[157] أطلقت قوات الاحتلال صاروخًا على المنزل الذي حاصرته، وتحدثت إذاعة الجيش الإسرائيلي بنوعٍ من التفصيل عن هذه العمليَة قائلةً إنها تستهدفُ منفذ هجوم حوارة قبل أيام وأهداف أخرى. تمكَّن الجيش الإسرائيلي بحسبِ نفس الإذاعة من اغتيالِ 4 مسلحين فلسطينيين بينهم منفذ عملية حوارة.[158] نفذ الجيش الإسرائيلي بالموازاة مع عمليّته العسكريّة في جنين عملية عسكرية أخرى في نابلس، وخرجَ الناطق العسكري الإسرائيلي ليؤكّد الأخبار التي سرت مُعلنًا أنّ العمليتان في جنين ونابلس تتعلقان بمنفذي هجوم حوارة. نشرت وزارة الصحة الفلسطينية عديد البيانات بخصوص ضحايا الهجوم الإسرائيلي، وأعلنت في آخر تحديثٍ لها مقتل 6 فلسطينيين وإصابة آخرين في جنين كلهم على يدِ القوات الإسرائيلية، فضلًا عن الاعتقالات التي طالت مجموعة من الشباب في قرى وبلدات مختلفة.[159]

انتهت العمليّة بعد ساعاتٍ بالانسحابِ التدريجي للجيش الإسرائيلي من المنطقة كما قامَ بعمليّة إخلاء واحدة عبر المروحيّة المسندة له، في حين تحدثت مصادر فلسطينيّة عن نجاحِ مقاومين في جنين في إسقاطِ طائرة مسيَرة إسرائيلية.[160] انتهت العمليّة بمقتل 6 فلسطينيين مُقابل إصابة جنديين إسرائيليين خلال تبادل إطلاق النار الذي جرى حين حصار جنين. أدانت الخارجية الفلسطينية العمليّة الإسرائيلية وقالت في بيانٍ لها «إنّ مجازر واعتداءات الاحتلال في جنين ونابلس تأكيدٌ إسرائيلي على اختيار مسار التصعيد»،[161] ومثل الخارجيّة فعلت الرئاسة الفلسطينية التي أصدرت بيانًا تحدثت فيه عن «عمليات القتل اليومية التي تنفذها قوات الاحتلال» وكيف أنها «حربٌ شاملةٌ وتدميرٌ لجهود إعادة الاستقرار».[162] نعت كتائب القسام منفذ عملية حوارة الذي تُؤكّد اغتياله خلال العمليّة العسكرية الإسرائيلية التي شاركت بها قوات خاصة، ودعت الحركة الفلسطينية الناشِطة في قطاع غزة إلى تصعيدِ المقاومة المسلَّحة «في وجه الاحتلال ومستوطنيه في كل مكان».[163] أعرَبت الخارجية الأمريكية عن قلقها مما سمَّته تصاعد العنف بالضفة الغربية وحثت كلّ الأطراف على اتخاذ خطوات للحد من سقوط الأرواح.[164]

بعدَ السابعة والنصف من صباح يوم التاسع من مارس، فتحَ جنود الجيش الإسرائيلي النار على سيّارة كان بها شبابٌ فلسطينيون في بلدة جبع جنوب جنين. ظلّت الأخبار قليلة بخصوصِ هذه العمليّة لكن مصادر محليّة أكّدت أنّ قوات الاحتلال قد اغتالت في هجومها هذا 3 شبان فلسطينيين،[165] وقُتل الرابع في يومٍ واحدٍ وهو طفل (14 سنة) متأثرًا بجروحٍ كانَ قد أُصيبَ بها في مدينة جنين قبل يومين.[166] ردًا على عمليات الاغتيال الإسرائيليّة الأخيرة والتي أسفرت عن مقتلِ 12 فلسطينيًا قُتلوا جيمعًا برصاصِ جنود الجيش الإسرائيلي منذ بداية شهر آذار/مارس فقط، نفَّذَ فلسطيني بشكل فردي عمليّة هجوميّة في تل أبيب حيثُ فتحَ النيران على عددٍ من المستوطنين في المدينة وذلك في الساعات الأخيرة من يوم التاسع من مارس.[167] ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية في حصيلة مبدئيّة إصابة 3 أشخاص، كما وردت أنباءٌ عن مقتلِ المنفذ. ارتفعَ عددُ المصابين في العمليّة لخمسة، اثنان منهم في حالة خطيرة، فيما أكّدت إذاعة الجيش الإسرائيلي الأخبار التي تحدثت عن مقتل المنفذ مُضيفةً أنه قُتل في وسطِ تل أبيب مع استمرار التحقيق بشأن وجود مشتبه به آخر في المنطقة.[168] تبيَّنَ لاحقًا أنّ منفذ عملية تل أبيب شابٌ فلسطينيّ يبلغُ من العمر 23 سنة وينحدرُ من بلدة نعلين شمال غرب رام الله.[169]

في ردودِ الفعل على هجوم تل أبيب، استغلَّ عمدة المدينة الوضع مطالبًا من الإسرائيليين وقفَ الاحتجاجات الشعبيّة فورًا وإفساح المجال لقوات الأمن لتقوم بعملها، في حين وصفَ رئيس الوزراء الإسرائيلي العمليّة بـ «الصعبة والإرهابية» مضيفًا أنها لن تُضعف عزمه.[170] زفَّت حركة المقاومة الفلسطينيّة حماس في بيانٍ لها منفذ العمليّة وباركت عمليته واصفةً إيّاها بـ «البطولية» وتوعَّدت إسرائيل بالمزيد، كما أكّدت على لسانِ الناطق باسمها أنّ العملية جاءت «ردًا على جرائم الاحتلال في جنين وباقي البلدات القريبة» متوعدًا هو الآخر بـ «مزيدٍ من الضربات الموجعة».[171] ذكرَ الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي أنّ «العملية الفدائية في تل أبيب حطَّمت المنظومة الأمنية الصهيونية ووجَّهت ضربةً في العمق».[172] أمرَ وزير الدفاع الإسرائيلي في وقتٍ لاحقٍ بهدمِ منزل منفذ هجوم تل أبيب، ثمّ نفذَ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية سريعة بمشاركةِ الشاباك وحرس الحدود في قرية نعلين غربي رام الله استهدفَ من خلالها فعلًا منزل منفذ الهجوم.[173]

كان العاشر من مارس حافلًا بهجمات المستوطنين الإسرائيليين، حيثُ أقدم مستوطنٌ على اغتيال شابٍ فلسطيني بالرصاص الحيّ حينما أطلقَ النار عليه على مقربةٍ من مستوطنة معاليه شمرون شرق مدينة قلقيلية مدعيًا أنه كان يحملُ أكواع متفجرة وسكاكين وكان ينوي القيام بعمليّة طعنٍ ما.[174] ساعاتٌ بعد عمليّة الاغتيال الأولى حتى اغتالَ الجيش الإسرائيلي فلسطينيًا ثانيًا في أقلّ من 24 ساعة وهو فتى في السادسة عشر من عمره حينما أصابه جنديّ إسرائيلي برصاصةٍ في الصدر خلال مواجهات روتينيّة تتكرّر يوم الجمعة من كلّ أسبوع في مدينة قلقيلية كذلك.[175]

11 – 20 مارس[عدل]

كانَ الحادي عشر من مارس هادئًا نوعًا ما، حيث لم يشهد اشتباكات بين الطرفين، ورغم ذلك فقد استمرَّت التوترات في الضفة الغربية. ذكرت مصادر مقربة من الجيش الإسرائيلي في صباح الثاني عشر من الشهر أنّ الأخير قتلَ 3 فلسطينيين خلال اشتباكٍ قرب بلدة صرة غربي نابلس بالضفة الغربية، وهو ما أكّدته وزارة الصحة الفلسطينية دقائق بعد حديث المصادر العبريّة حيث أعلنت في بيانٍ لها «استشهاد 3 مواطنين عقب إطلاق الاحتلال النار عليهم قُرب نابلس»،[176] وأصدرت مجموعة عرين الأسود بيانًا مطولًا أعلنت فيه مقتل مجموعة من مقاتليها خلالَ اشتباكاتٍ مع القوات الإسرائيلية متوعّدةً بالرد والاستمرار في الفِعل المقاوم.[177] أعلنَ الجيش الإسرائيلي في الخامس عشر من مارس أنَّ قوة أمنية قتلت شخصًا تسلَّل من لبنان ونفذ تفجيرًا بعبوة ناسفة جنوب مدينة حيفا قبل أيام، وبيَّن أنه يُحقّق في مسؤولية حزب الله اللبناني عن هذه العملية التي وصفها بالخطيرة دون تقديم مزيدٍ من التفاصيل أو التوضيحات،[178] ومع ذلك فقد ذكرَ المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في وقتٍ لاحقٍ أنّ الأخيرة لم تلحظ عبور أي شخص للخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل خلال الأيام الأخيرة.[179] استمرَّ المسؤولون الإسرائيليون في الحديث عن عمليّة الاغتيال هذه وعن خطورتها، حيث ذكرَ وزير الدفاع الإسرائيلي أنّ قوات الجيش بالتعاون مع أجهزتها منعَت ما وصفها بـ «العمليّة الكبيرة والصعبة والتي تحملُ في طياتها ضررًا كبيرًا».[180]

اندلعت في الساعة الأولى من صباح السادس عشر من مارس اشتباكاتٌ بين الفلسطينيين والاحتلال الذي اقتحمَ مدينة نابلس تمهيدًا لاقتحامِ المستوطنين منطقة قبر يوسف، ثم اقتحمَت بعد ساعات دوريات إسرائيلية برفقة جرافات هدم قرية دير عمار غرب مدينة رام الله وشرعت في هدمِ منزل لفلسطيني.[181] استمرَّت الاقتحامات الإسرائيلية للبلدات والمدن الفلسطينية خلال نفس اليوم، فنفذت القوات الخاصّة عمليّة في وسط مدينة جنين. كانت البداية عبر الدفعِ بتعزيزات عسكريّة مفاجِئة إلى المدينة وذلك في حوالي الرابعة مساءً بالتوقيت الفلسطيني، ثمّ سرعان ما تحدثت مصادر فلسطينيّة وأخرى عبريّة عن اغتيال القوات الخاصّة لشابٍ فلسطيني وسط المدينة الفلسطينية، وارتفعَ العدد إلى 3 بحسبِ بيان الصحّة الفلسطينية.[182] أكّد الجيش الإسرائيلي في بيانٍ له تنفيذه عمليّة أساسيّة في جنين، كما توالت الأخبار والمعلومات عن هويّة الضحايا فنشرت كتيبة جنين هي الأخرى بيانًا أعلنت فيه أنّ من ضمنِ الضحايا القيادي في صفوفِ الكتيبة نضال خازم وهو المسؤول عن وحدة قوة البهاء.، بالإضافة إلى يوسف شريم القيادي بكتائب القسام في الضفة.[183] انسحبت القوّة الإسرائيلية التي اقتحَمت المدينة بعد حوالي ساعة ونصف، في الوقت الذي نشرت فيه وزارة الصحة الفلسطينية بيانًا محدثًا أعلنت فيه ارتفاع عدد الضحايا برصاص قوات الاحتلال في جنين إلى 4 ووصلَ عددُ المصابين إلى 20.[184] في ردودِ الفعل على هذه العملية، ذكرت حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) أنّ «جريمة اغتيال أبطال المقاومة في جنين لن تمر دون رد، والمقاومة قادرة على ضرب الاحتلال وتدفيعه الثمن»، أمّا الخارجية الفلسطينية فذكرت أنَّ سلطات الاحتلال «تستغلُّ عدم جدية المواقف الدولية فتُصعّد من جرائمها ضد الشعب الفلسطيني».[185] أدانت الرئاسة الفلسطينية في ذات السياق ما وصفتها بـ «مجزرة الاحتلال الجديدة في جنين» قائلةً إنها تهدفُ لتفجير الأوضاع و«هي استمرارٌ للعدوان على شعبنا»، فيما دعت القنصلية البريطانية في القدس إسرائيل إلى إجراءِ تحقيقٍ شفافٍ بشأن التوغّل الإسرائيلي في جنين.[186] استمرّت التوترات أكثر، حيث اغتالَ الجيش الإسرائيلي في اليومِ المولي فلسطينيًا آخر بزعمِ محاولته طعن جندي قرب مستوطنة بيت إيل شمال رام الله.[187] نشرت سرايا القدس في التاسع عشر من مارس بيانًا أعلنت فيه مقتل أحد قادتها في سوريا وهو علي رمزي الأسود، مضيفةً أنه قُتل بالرصاص في ريف دمشق في عملية اغتيالٍ وصفتها بـ «الجبانة» ومؤكّدةً أنها تحملُ «بصمات العدو الصهيوني».[188] على نفس الجانب فقد أدانت حركة حماس في نفس اليوم إعلان السلطة الفلسطينيّة المشاركة في اجتماع شرم الشيخ الأمني مجدّدةً الدعوة لها لوقفِ كل أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال.[189] أقرَّ المبعوث الأممي للسلام بصعوية الاتفاق على استراتيجيةٍ لاحتواء التصعيد بسبب انعدام الثقة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، لكنّه لمَّح إلى أنَّ تنفيذ تفاهمات اجتماع العقبة – الذي ترفضه فصائل المقاومة المسلّحة في فلسطين – يُمكن أن يُساعد في دفع الأمور نحو الاتجاه الصحيح، كما اعترفّ بأنَّ ضمان الهدوء والسلام في الضفة الغربية وشرقي القدس هو مفتاحٌ للحفاظ على الهدوء في غزة.[190]

أُصيبَ خلال نفس اليوم إسرائيليين اثنين في عملية إطلاق نارٍ بحوارة. تفاقَمت حالة إحداهما حيث وصفتها مصادر طبية عبرية بالخطيرة، في الوقت الذي انتشرت فيه قوات الاحتلال بكثافة في شارع حوارة الرئيسي بحثًا عن منفذ العملية.[191] سرَت أخبارٌ أنَّ منفذ الهجوم تجنَّب إطلاق النار باتجاه أطفال كانوا داخل مركبة المستوطنيـن.[192] واصلت القوات الإسرائيليّة بحثها وأغلقَت أغلبية مداخل مدينة نابلس، لكنها فشلت رغمَ ذلك في ضبطِ المنفذ. ذكرَ الناطق باسم حركة حماس في معرض ردّه على العمليّة الفدائية في حوارة مبرزًا أنها «ردُّ فعلٍ طبيعي على جرائم الاحتلال بحق الشعبن الفلسطيني»، كما باركَت الجهاد الإسلامي عملية نابلس واصفةً إيّاها بـ «البطولية» واعتبرتها هي الأخرى ردًا مشروعًا على جرائم الاحتلال. أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي في وقتٍ لاحقٍ «تحييد القوات الإسرائيلية فلسطينيًا ويجري فحصه لمعرفة ما إذا كان هو منفذ الهجوم في حوارة»، لكنَّ الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي خرجَ بتصريحٍ مختلفٍ حينَ أعلنَ إلقاء القبض على منفذ هجوم حوارة بعد إصابته وهو رهن التحقيق.[193] عُقد خلال هذا اليوم اجتماع شرم الشيخ المرتقَب وهو الاجتماع الذي جاء متمّمًا لاجتماع العقبة. أكَّد المشاركون في اجتماع شرم الشيخ التزامهم بتعزيز الاستقرار والسلام للفلسطينيين والإسرائيليين، كما اتفقَ الأخيرَيـن بحسب البيان الختامي للمؤتمر على استحداث آليةٍ للحد من العنف والتحريض،[194] بالإضافة للتأكيد على عدم المساس بالوضعية التاريخية للأماكن المقدسة في القدس، فضلًا عن النقطة التي أثارت الجدل في الاجتماع السابق وهي النقطة التي تُلزم إسرائيل بوقف مناقشة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر.[195]

21 – 31 مارس[عدل]

لم يمر يومانِ على اجتماع شرم الشيخ حتى صادقَ الكنيست على قانونٍ يسمحُ للمستوطنين بالعودة إلى 4 مستوطنات خالية بالضفة الغربية، وهو الذي وقَّع على اتفاقٍ يقضي بوقف مثل هذه القرارات لأربعة أشهر.[196] أدانت الرئاسة الفلسطينية – التي شاركت في اجتماعَي العقبة وشرم الشيخ على التوالي – تصديق الكنيست الإسرائيلي وأعلنت رفضها له، مضيفةً أنَّ الحكومة الإسرائيلية – التي شاركت هي الأخرى في الاجتماع إلى جانبِ الرئاسة الفلسطينية – مصرة على تحدي القانون الدولي وتعمل على إفشال جهود منع التصعيد.[197]

اقتربت ساعة المواجهة ونحن مستعدون للدخول في معارك أكبر مع العدو ... رسالتنا إلى الاحتلال: لقد اتخذنا قرارًا بتوسيع المواجهة وكنا ننتظر معارك أكبر وقد أتت
—منشور نشرته مجموعة عرين الأسود يوم الواحد والعشرين من مارس على قنواتها الرسميّة في مواقع التواصل.[198][199]

اقتحَمت قوات الاحتلال في الثاني والعشرين من مارس مخيّم عسكر شرق نابلس تمهيدًا لهدم منزل عائلة خروشة المتهم بتنفيذ عملية حوارة.[200] في ردودِ الفعل الدوليّة على قرار الحكومة الإسرائيلية الأخير، استدعت واشنطن السفير الإسرائيلي حيث أعربت الإدارة الأمريكية عن قلقها من الإجراء الذي وصفته بـ «الاستفزازي». رغم كل هذه الاجتماعات والتنبيهات والبيانات وغيرها فقد أقرَّت بلدية القدس في نفسِ اليوم خطّة لبناء حي استيطاني جديد جنوب المدينة يشملُ إنشاء 1200 وحدة سكنية، وسيقطع هذا الحيّ التواصل الجغرافي للقدس مع بيت لحم.[201]

عادت الاغتيالات من جديد لتبرز وتتصدر الأخبار، ففي الثالث والعشرين من مارس اغتالَت قوة عسكرية إسرائيلية أمير أبو خديجة قائد كتيبة طولكرم العسكرية ومؤسس مجموعة الرد السريع فيها واعتقلَت اثنين آخرين بعد محاصرة منزلٍ قُرب طولكرم.[202] هدأت الأوضاع لاحقًا، وفي الخامس والعشرين من الشهر ردَّ فلسطينيون على أعمال الاغتيال والتضييق والحصار والاعتقال عبر تنفيذ عمليّة خاطِفة استهدفوا من خلالها بالنيران قوة تابعة لجيش الاحتلال في بلدة حوارة جنوبي نابلس وهي البلدة التي شهدت عمليّة مشابهة قبلَ أيّام قليلة، ما نجمَ عنه إصابة 3 إسرائيليين بجروح متفاوتة الخطورة.[203] أغلقَ الجيش الإسرائيلي عددًا من مداخل نابلس ونَشَرَ قوات إضافية في البلدة لملاحقة منفذي الهجوم، في الوقت الذي نشرت فيه حماس والجهاد بيانَين يُشيدان بالعمليّة الجديدة في نفس البلدة، والتي تثبت بحسبِ الحركَتين «قدرة المقاومة على مباغتة العدو والاستخفاف بأمنه وجيشه».[204]

نُدين الاقتحام السافر للمستوطنين لباحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي ... اقتحامات المستوطنين تقوِّض جهود السلام وتتعارض مع الأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية.
—من بيان الخارجيّة السعودية ردًا على اقتحامِ قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى.[205]

ردَّت إسرائيل على العمليّة في حوارة عبرَ اقتحامِ المصلى القبلي بالمسجد الأقصى مطالبةً المعتكفين داخله بالمغادرة بشكل فوري، قبل أن تبدأَ في اعتقال بعض المعتكفين الذين أصرّوا على عدم الانسحاب، كما اقتحَمت مخيم نور شمس شرقي طولكرم وسطَ اشتباكات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين.[206] طغت المشاكل الداخليّة في الحكومة الإسرائيليّة على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي طوال الأيام الماضيّة، وتصاعدت الأمور أكثر يوم السادس والعشرين من مارس حينما خرجَ عشرات الآلاف من المحتجّين الإسرائيليين للشوارع في مدن عدّة للتظاهر ضد التعديلات القضائية،[207] وزادت الأمور احتقانًا بعدما أقالَ نتنياهو وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من منصبه.[208] اشتبكت الشرطة مع محتجين حاولوا الوصول إلى منزل رئيس الوزراء نتنياهو بالقدس، واستخدمت خراطيم المياه لتفريقهم.[209] قرَّرَ نتنياهو أخيرًا تعليق تشريع التغييرات القضائية تحت ضغطٍ شعبي كبير، ورغمَ ذلك فقد واصلَ بعضٌ من منظمي الاحتجاجات المظاهرات لأن هدفهم إلغاء التعديلات وليس تأجيلها فحسب.[210] استيقظَ الفلسطينيون في الساعات الأولى من صباح الثلاثين من مارس على وقع اقتحامٍ جديدٍ من الجيش الإسرائيلي وهذه المرّة لبلدة قباطية جنوب جنين في الضفة الغربية، فاندلَعت اشتباكاتٌ مسلّحة بين القوات الإسرائيلية وبين مقاومين فلسطينيين في البلدة قبل أن تنسحبَ الأولى في وقت لاحق بعدما اعتقلَت فلسطينيًا أو أكثر.[211]

أبريل[عدل]

1 – 10 أبريل[عدل]

بدأَ اليوم الأول من الشهر الرابع من السنة على وقعِ توترٍ جديدٍ حينما أطلقَ جندي في الجيش الإسرائيلي رصاصة بشكل مباشر على شابٍ فلسطيني عند باب السلسلة في البلدة القديمة بالقدس،[212] ومعَ اقتراب صلاة الفجر أغلقت قوات الاحتلال عددًا من الأبواب المؤدية للأقصى، كما دفعت بتعزيزات ملحوظة داخل البلدة القديمة، وصوَّرت عدسات مصوّرين فلسطينيين القوات الإسرائيليّة وهي تعتدي على عددٍ من المعتكفين داخل المسجد الأقصى.[213] شهدَ نفس اليوم عمليّة فلسطينيّة جديدة وهذه المرة على مقربةٍ من مدينة الخليل حينما دهسَ فلسطيني عددًا من الجنود في منطقة غوش عتصيون ما تسبَّبَ في إصابة 3 منهم على الأقل قبل أن تتمكَّن القواتُ الإسرائيليّة في عينِ المكان من قتله.[214] ذكرت إذاعة الجيش الإٍسرائيلي أنَّ منفذ عملية الدهس في الخليل ضابط في أحد أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وتبيَّن لاحقًا أنَّ المنفذ يُدعى محمد برادعية وقد أخطرت الهيئة العامة للشؤون المدنية بـ «استشهاد الرجل برصاص الاحتلال شمال الخليل».[215] عاودت القوات الإسرائيليّة لليومِ الثاني تواليًا (2 أبريل) اقتحام المصلى القبلي بالمسجد الأقصى وحاولت إخلاءه من المعتكفين، وبحلول الثالث من الشهر قتلَ الجنود الإسرائيليون فلسطينيًا آخر حيثُ أعدموه بالرصاص الحيّ وأصابوا ثانيًا بجروح خطيرة في حي المخفية بمدينة نابلس، ثمّ فارقَ الحياة هو الآخر سويعاتٌ بعد ذلك متأثرًا بالجراحِ التي أُصيبَ بها.[216] شهدَ الرابع من أبريل اشتباكات متفرقة في عددٍ من بلدات الضفة، ولعلَّ أبرزها الاشتباكات في قرية كفر نعمة غربي رام الله والتي نجمَ عنها إصابة فلسطينيين بجروح متفاوتة الخطورة.[217] ساعاتٌ بعد ذلك حتى أعلنَ الإسعاف الإسرائيلي إصابة جنديانِ في عملية طعن في ريشون لتسيون جنوب تل ابيب، فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية مقتل منفذ العملية، واعتقال مشتبهٍ فيه آخر.[218]

وصلت حدّة التوترات مستويات قياسيّة في ساعات الصباح الأولى من يوم الخامس من أبريل حينما حاولَت شرطة الاحتلال إخلاء معتكفين من داخل المسجد القبلي في المسجد الأقصى، فاستعملت قنابل الصوت التي ألقتها من خلال النوافذ الزجاجيّة بعدما حطَّمتها، كما منعت طواقم الإسعاف من التدخل. اقتحَمت الشرطة الإسرائيلية المسجد القبلي فعلًا واعتدت على المعتكفين ممن رفضوا الانسحاب، فضلًا عن اعتقالها للعشرات منهم وإجلاء آخرين قسرًا.[219] سُمعَت دعواتٌ عبر مآذن القدس للنفير العام إثرَ هذا الاقتحام، ومن غزة طالبَ إسماعيل هنية القيادي البارز في حركة حماس الشعب الفلسطيني في الضفة ومناطق 48 التوجه للمسجد الأقصى وحمايته وهو نفس الذي طالبَ به الأمين العام للجهاد الإسلامي.[220] خرجَت مسيراتٌ في عددٍ من محافظات الضفة الغربية نُصرةً للمسجد الأقصى وتنديدًا بانتهاكات الاحتلال، في الوقت الذي حاصرت فيه الأخيرة عشرات الشبان الفلسطينيين في إحدى ساحات المسجد القبلي واعتقلَت العشرات منهم، وبحسبِ هيئة شؤون الأسرى والمحررين فقد تجاوزَ عدد المعتقلين الفلسطينيين من المسجد الأقصى خلال هذا اليوم فحسب الـ 400 معتقَل. رغمَ كل هذا فقد تمكَّن بعضٌ من الفلسطينيين من تأديةِ صلاة الفجر عند باب الأسباط بعد أن منعهم الجيش الإسرائيلي من دخول الأقصى.[221] مع بزوغ الشمس بدأت شرطة الاحتلال في طردِ المصلين من باحات المسجد الأقصى للسماحِ لمستوطنين باقتحامِ باحات المسجد على دُفعات. في غمرة الاشتباكات ومحاولات الاقتحام في الأقصى، هاجمَ شابٌ فلسطيني عبر سلاحهِ الناري مجموعة جنود إسرائيليين في دوريَة عسكريّة في بيت أمر شمال الخليل فأصاب واحدًا بجروح متعددة. اقتحمَ بعدها الجيشُ الإسرائيلي المدينة التي حصلَ فيها الهجوم ومخيم نور شمس بحثًا عن المنفذ الذي كان قد انسحب من مكان العمليّة.[222]

بعضٌ من أبرز ردود الفعل العربيّة على اقتحامِ الأقصى من قِبل إسرائيل صباح الخامس من أبريل
  • الأردن الخارجية الأردنية: اقتحام إسرائيل للمسجد الأقصى والاعتداء عليه وعلى المصلين انتهاكٌ صارخٌ وتصرفٌ مدانٌ ومرفوض.[223]
  • مصر الخارجية المصرية: نُدين اقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى ونطالب بالوقف الفوري للاعتداءات على المصلّين.[224]
  • قطر الخارجية القطرية: تُدين قطر بأشدِّ العبارات اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين.[225]
  • السعودية الخارجية السعودية: نُدين اقتحام قوات الاحتلال لباحات المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين.[226]

على الجانبِ المُقابل وتحديدًا في غزّة كانت صافرات الإنذار قد دوَّت في منطقة غلاف القطاع تزامنًا معَ محاولات الاقتحام الإسرائيليّة للمسجد. سُمعَ دوي انفجارات في منطقة سديروت في الوقت الذي تحدثت فيه بعضٌ من وسائل الإعلام المحليّة عن إطلاقِ 10 صواريخ من غزة تجاه المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة، وأكَّد الجيش الإسرائيلي الخبر حينما أعلنَ في بيانٍ له اعتراضَ القبة الحديدة لعددٍ من القذائف الصاروخية التي أُطلقت من غزة.[227] سُمعَ كذلك دوي انفجار غرب مدينة غزة وتبيَّنَ أنها طائرات إسرائيلية أغارت على المنطقة بعد إطلاق صواريخ من القطاع. تبادلت حماس والجيش الإسرائيلي التصريحات من بعدِ تبادل القصف، حيث ذكر جيش الدفاع أنّه في حالة تأهب وجاهزية على كافة الجبهات والساحات وذلك عشيّة عيد الفصح اليهودي، كما توعَّد بالردِ بقوة على أي اعتداء ينطلقُ من قطاع غزة، فيما ذكرت حماس في بيانها أنَّ قصف إسرائيل لغزة ما هي إلّا محاولةٌ فاشلةٌ بحسبها لمنع استمرارِ الحركة في دعم أهالي القدس والضفة الغربية بكل الوسائل.[228] بعد نهايةِ الاشتباكات القصيرة بين فصائل المقاومة العسكريَة في غزة من جهة وبين إسرائيل من جهة ثانيّة وهي الاشتباكات التي لم تتسبَّب في وقوع خسائر في الأرواح، طالبَ وزير الأمن القومي الإسرائيلي الحكومة بالرد بقوّة على إطلاق الصواريخ من القطاع وليس قصف الأماكن غير المأهولة فحسب، كما طالبَ وزير المالية الإسرائيلي بشنّ عملية السور الواقي 2 في الضفة الغربية تبدأ في نابلس وجنين.[229] ساعاتٌ بعد انتهاء اقتحام باحات الأقصى ودخول مجموعتي مستوطنين له بحمايةٍ من الشرطة الإسرائيليّة وبعد توقّف القصف السريع المتبادل بين غزة وإسرائيل حتى سرت أخبار نقلتها وسائل إعلام عبريّة عن مسؤولين في الحكومة والجيش طلبوا من سكّان الجليل الأعلى بالتزام الملاجىء عقبَ سماع انفجارات على الحدود مع لبنان.[230] تضاربت الأخبار حول سبب الانفجار الذي سُمع دويه في المنطقة حيث رجَّحت القناة الـ 13 الإسرائيليّة أنّ المسألة تتعلَّقُ باعتراض طائرة مسيَّرة بعد الاشتباه باختراقها الحدود الإسرائيلية اللبنانية من جهة بلدة المطلة، قبل أن تُؤكّد إذاعة الجيش الإسرائيلي أنَّ تفعيل القبة الحديدية في شمال إسرائيل كانَ عن طريق الخطأ وهو سبب أصوات الانفجارات التي سُمعَت في المنطقة.[231]

عاودت قوات الاحتلال قُبيل صلاة تراويح نفس اليوم (الخامس من أبريل) اقتحام باحات الاقصى استعدادًا لمنع اعتكاف المصلين في المسجد القبلي، فاندلعت مواجهاتٌ بين الفلسطينيين في عينِ المكان والقوات الإسرائيلية. نظَّمَ آلاف الفلسطينيين مسيرة داخل الباحات تنديدًا بالاقتحام المتكرِّر، كما نُظِّمت وقفات احتجاجية متزامِنة في مدن فلسطينية أخرى داخل الخط الأخضر.[232] استعانت الشرطة الإسرائيلية بطائرة مسيَّرة كانت تُحلّق على ارتفاعٍ قريبٍ فوق الأقصى لرصد ومتابعة مجريات الأوضاع. تصاعدت حدّة التوترات حينما اقتحمَ عناصر من جيش الاحتلال الباحات واعتدوا على فلسطينيين هناك حيث استهدفهوم بالرصاص المطاطي كما ضربوهم بالهراوات والعصي وغيرها لدفعهم نحو الانسحاب وإخلاء المنطقة.[233] حصلت مواجهاتٌ بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية على مدخل مخيم شعفاط شمال القدس، كما شهدت قرية الرينة داخل الخط الأخضر مواجهات متفرقة هي الأخرى فضلًا عن مخيم العروب شمال الخليل. شهدت الاحتجاجات في البلدة القديمة بالقُدس استهدافًا مباشرًا بالرصاص الحيّ لطفل فلسطيني أُصيب في ذراعه بسلاح مستوطن إسرائيلي.[234]

مع بزوغ فجر السادس من نيسان/أبريل أعلنت إسرائيل فرضَ قيودٍ جديدةٍ على دخول المصلين للمسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر، ثمّ سمحَت سويعاتٌ بعد ذلك لمجموعة من المستوطنين باقتحام الأقصى وسطَ حراسة مشددة.[235] تطوَّرت الأوضاع لاحقًا حينما أعلنَ الجيش الإسرائيلي بعد الثانية والنصف من زوال نفس اليوم (توقيت إسرائيل) عن تفعيل صفارات الإنذار في مستوطنة شلومي بالجليل الغربي ويجري فحص الأمر. نُشر فيديو لمنظومة القبة الحديدية وهي تعترضُ صاروخًا أُطلق من الأراضي اللبنانية باتجاه الجليل الغربي، كما سُمعَت صفارات الإنذار وهي تدوي في بلدات إسرائيلية عدة على الحدود مع لبنان.[236] طلبَ الجيش الإسرائيلي من سكان المناطق الحدودية الدخول إلى الملاجئ، كما أخلى الشواطئ في منطقة مدينة نهاريا الساحلية. أكَّدت إذاعة الجيش الإسرائيلي الأخبار مُضيفةً بأنَّ صاروخين سقطا في بلدتي شلومي وباسوتا بالجليل الغربي. أعلنت مصادر طبيّة إسرائيلية عن إصابة 3 إسرائيليين بجروح متفاوتة الخطورة جراء القصف الصاروخي، في الوقت الذي نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أمنيّة توضيحها أنَّ معظم الصواريخ التي أُطلقت من لبنان من طرازي كاتيوشا و‌غراد.[237] ردَّت إسرائيل عبرَ المدفعية التي قصفت منطقتي القليلة و‌زبقين جنوبي لبنان بعدد من القذائف، في الوقت الذي ترأسَ فيه رئيس الوزراء نتنياهو اجتماعًا أمنيًا عالي المستوى لمتابعة التطورات.[238] تضاربت الأنباء حول عدد الصواريخ التي أُطلقَت من لبنان، حيث ذكرت هيئة البث الإسرائيلية بناءً على تقديرات إلى أنه جرى إطلاق 15 صاروخًا، فيما ذكر مراسلون عسكريون لقنوات عبريّة عددًا يفوقُ العشرين بقليل لكنَّ مراسلًا للقناة 14 الإسرائيليّة قالَ إن عدد الصواريخ تجاوزَ الـ 100، قبل أن يخرجَ الجيش الإسرائيلي على لسانِ الناطق الرسمي بلسانه ليُؤكّد «اعتراض 25 صاروخًا من أصل 30 أُطلقت من لبنان على شمال إسرائيل».[239]

إسرائيل تُواجه صواريخ من الجنوب والشمال وسنتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن بلدنا.
— وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في تصريحٍ له ردًا على الاستهداف من جنوب لبنان.[240]

لم تُعلن أيّ جهة مسؤوليتها عن الهجوم من جنوب لبنان، لكنَّ مسؤول إسرائيلي افترضَ بأن فلسطينيين هم من شنًّوا  الضربات الصاروخية على إسرائيل. خرجَ الجيش اللبناني ببيانٍ في وقتٍ لاحقٍ يُؤكّد فيه إطلاق عددٍ من الصواريخ من محيط بلدات القليلة والمعلية وزبقين لكنّه لم يُحدّد الجهة التي تقفُ خلفَ الهجوم، وتزامنًا مع بيان الجيش اللبناني، حذرت الخارجية اللبنانية ممَّا سمَّتها «نيّات إسرائيل التصعيدية التي تُهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين».[241] حمَّلَ جيشُ الاحتلال الإسرائيلي الجيش اللبناني مسؤولية إطلاق صواريخ نحو إسرائيل، كما عزَّزَ من إجراءاته الأمنية في القدس والبلدة القديمة بعدما حجَّ نحو 40 ألف شخصٍ نحو الأقصى لتأدية صلاة التراويح. اندلعت مواجهاتٌ في مدينة الناصرة و‌أم الفحم و‌سخنين بين فلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية احتجاجًا على اقتحامِ الأقصى.[242] قُبيل الحادية عشر من يوم السادس من أبريل الطويل والمليء بالأحداث، صوَّرت وسائل إعلام عبريّة السلطات الأمنيّة وهي تفتحُ الملاجئ في تل أبيب ومدن أخرى، كما وصلت تعزيزات عسكرية إلى الشمال بما فيها نظام القبة الحديدية، واستمرَّ التوتر أكثر فأكثر حيث هاجمَ فلسطيني عبر سلاحه الناري جنديًا إسرائيليًا عند مستوطنة آدم شرقي القدس مصيبًا إيّاه.[243]

يعقوب شبتاي مفوض الشرطة الإسرائيلية الذي طالبَ المستوطنين الحاصلين على رخصة سلاح بحمله معهم ردًا على العمليّة الفلسطينية في منطقة الحمرا.

بدأَ اليوم الجديد (السابع من أبريل) ببيانٍ استباقي للغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية أكَّدت فيه جاهزية المقاومة للمواجهة والرد بكل قوة على أي عدوان، كما طالبت إسرائيل «وقف عدوانها الهمجي بحق الأقصى والمعتكفين فيه».[244] بحلول الثانية عشر ورُبع من صباح اليوم الجديد، نقلت وسائل إعلام فلسطينيّة خبر سماع دوي انفجارات في مدينة غزة، ونشرت إذاعة الجيش الإسرائيلي بيانًا عريضًا كتبت فيه باللّغة العبرية:

«بدءُ مهاجمة أهداف تابعة لحماس في غزة.[245]»

أكَّد الجيش الإسرائيلي الأخبار مُضيفًا أنّه «يُهاجم أهداف داخل القطاع»، وردَّت الفصائل العسكريّة عبرَ إطلاق صاروخ أرض جو تجاه الطيران الإسرائيلي في سماء قطاع غزة، مُعلنةً تصدّي دفاعاتها الجوية للطيران الحربي الإسرائيلي.[246] استمرَّ ردُّ المقاومة عبرَ إطلاق رشقة صاروخية استهدَفت بلدات غلاف غزة وتحديدًا مدينة سديروت وعدد من المستوطنات الأخرى القريبة. تواصلَ تبادل القصف بين فصائل المقاومة وإسرائيل، حيث أغارت الأخيرة على موقعٍ في بيت حانون، فيما قصفت الأولى البلدات المتاخمة للقطاع من جديد.[247]

تطوَّر الأمر حينما قصفَت إسرائيل مواقع في مدينة صور وضواحيها جنوبي لبنان، وركَّزت غارتها الجويّة على سهل القليلة الذي أُطلقت منه الصواريخ نحو البلدات الإسرائيليّة قبل عدّة ساعات.[248] عاودت الطائرات الحربيّة الإسرائيلية شنَّ غارات جديدة على قطاع غزة ثم حصل تبادل قصفٍ جديد بين الطرفين. أطلَقت فصائل المقاومة في القطاع في المجموعِ 44 قذيفة صاروخيّة نحو البلدات المتاخمة، وبحسبِ مصادر رسميّة عبرية فقد نجحت القبة الحديدية في صدِّ 29 صاروخًا.[249] في المُقابل فقد شنَّت إسرائيل عدّة غارات على غزة وذكرَ الجيش الإسرائيلي في بيانه أنه قصفَ 10 أهدافٍ في القطاع مُقابل 3 في لبنان. رغمَ كلّ الاشتباكات وتبادل القصف فلم تقع خسائر بشريّة في صفوف جميعِ الأطراف. بُعيد العاشرة صباحًا ألغى الجيش الإسرائيلي التعليمات الاستثنائية لسكان غلاف غزة داعيًا إيّاهم للعودة إلى حياتهم الطبيعية.[250] دقائقُ بعد ذلك حتى حصلَ هجومٌ مسلّحٌ لكن هذه المرة في منطقة الحمرا في غور الأردن، حيث أطلقَ فلسطيني الرصاص من سلاح كلاشينكوف ما تسبَّب في مقتل 3 إسرائيليين.[251] دعا المفوض العام للشرطة عقبَ هذا الهجوم الإسرائيليين ممن يمتلكون رخصَ أسلحةٍ لحملها، في الوقتِ الذي فرضت فيه قوات الاحتلال طوقا أمنيا على مدينة أريحا في إطار البحث عن منفذ أو منفذي العملية.[252] رغم انتهاء الاشتباكات إلّا أن وتيرة العنف بين الفلسطينيين والمستوطنين ظلَّت في تصاعد مستمر حيثُ أقدمَ مستوطنون إسرائيليون وهذه المرّة بحمايةٍ ودعمٍ من الشرطة الإسرائيلية على مهاجمةِ مركبات المواطنين الفلسطينيين قُربَ مدخل مدينة البيرة بالضفة بالغربية.[253]

شهدَ مساء السابع من أبريل عملية فلسطينية جديدة لكن هذه المرة في قلبِ تل أبيب حينما دهسَ فلسطيني مجموعة مستوطنين وأطلق النار عليهم ما تسبَّبَ في مقتل مستوطن إسرائيلي واحد وجُرح 6 آخرين بعضهم جراحهم وُصفت بالخطيرة للغاية.[254] تبيَّن أن منفذ الهجوم هو يوسف أبو جابر وينحدرُ من قرية كفر قاسم حيثُ استعملَ سيارة عائلته لتنفيذ العمليّة قبل أن يقتله جنود إسرائيليون كانوا متمركزين في منطقة الهجوم.[255] رغمَ بداية انحسار التوترات، فقد شهدَ اليوم الموالي (8 أبريل) توترًا في منطقة الجولان حينما فعَّلت إسرائيل سفارات الإنذار خاصتها هناك، بعدما سماع دوي انفجارٍ في المنطقة ناجمٌ بحسبِ هيئة البثّ الإسرائيلية عن صاروخ أُطلقَ من سوريا وسقطَ في منطقة مفتوحة.[256] سُرعان ما ردَّت إسرائيل حينما أعلنَ المتحدث باسمِ جيشها شنّ غارات داخل الأراضي السورية وتحديدًا محيط العاصمة دمشق.[257] أعلنت القناة 13 الإسرائيلية في وقتٍ لاحقٍ وبناء على مصادر أمنيّة أنَّ القصف الإسرائيلي الذي طالَ العاصمة السوريّة استهدفَ مقرًا تابعًا لماهر الأسد شقيق الرئيس السوري، وأنه جاء ردًا على إطلاق مسيّرة إيرانية منه نحو إسرائيل قبل أسبوع.[258]

مايو[عدل]

1 – 10 مايو[عدل]

نفذت القوات الإسرائيلية الخاصة في الصباح الباكر من يوم السبت 6 مايو 2023 عملية عسكرية لها في مخيم طولكرم بمدينة طولكرم واغتالت فلسطينيين اثنين من عناصر كتيبة طولكرم بعد الاشتباك معهما وهما "سامر صلاح الشافعي" (22 عامًا) و"حمزة جميل خريوش (22 عامًا)"، حيث اتهمتهم إسرائيل بتنفيذ عدة عمليات إطلاق نار صوب الحواجز والمستوطنات والمركبات الإسرائيلية في منطقة طولكرم.[259][260]

11 – 20 مايو[عدل]

21 – 31 مايو[عدل]

يونيو[عدل]

يوليو[عدل]

1 – 10 يوليو[عدل]

إسقاط المسيرة الإسرائيلية في مخيم جنين

لم يشهد فاتح تموز/يوليو أحداثًا بارزًا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكنّ اليوم الثاني شهدَ حدثًا ملحوظًا حين أعلنت حركة الجهاد الإسلامي نجاح مقاتليها في إسقاطِ طائرة مسيرة إسرائيلية في أجواء مخيم جنين دون تقديمِ مزيدٍ من التفاصيل، وسُرعان ما انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر المسيّرة الإسرائيلية والنيران تلتهمُ جزئًا منها بعدما استُهدفت برصاصِ المقاومين الفلسطينيين وهي بصددِ إجراء جولات استطلاعيّة في السماء.[262] على الجانب الإسرائيلي نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر رسمية قولها إنَّ الجيشَ الإسرائيلي يُجري تحقيقًا لمعرفة أسباب تحطم الطائرة المُسيَّرة والتي اعترفَ الحيش أنها كانت في مهمة أمنية.[263] شهدَ هذا اليوم أيضًا عودة نسبيةً لعُنف المستوطنين الممنهَج ضد المدن والبلدات الفلسطينية حيثُ أقدمَ مستوطنون على إضرامِ النيران في شاحنة فلسطينية بين قريتي عوريف و‌عصيرة القبلية جنوب نابلس.[264]

التوغل الإسرائيلي داخل جنين
الخط الزمني للصراع الفلسطيني الإسرائيلي (2023) طُلب من شرطة الأجهزة الأمنية الفلسطينية مغادرة مدينة جنين عندما بدأت قوات الأمن [الإسرائيلية] في اقتحام المدينة. الخط الزمني للصراع الفلسطيني الإسرائيلي (2023)

—موقع Ynet العبري المَنْفذ الإلكتروني لجريدة يديعوت أحرنوت نقلًا عن مصادر في الجيش الإسرائيلي.[265]

شهدت الساعة الأولى من يوم الثالث من يوليو شنّ إسرائيل هجومًا جويًا خاطفًا على مخيم جنين وسُمع دوي انفجارين متتاليين ناجمينِ عن الغارة الجويّة.[266] ذكرت مصادر إسرائيلية رسمية أنّ الغارة استهدفت ما قالت إنها «بنية تحتية» في جنين. نجمَ عن القصف الإسرائيلي الأول مقتل فلسطيني واحد ووقوعِ وجريحين كما تبيَّن أنَّ الاستهداف طالَ منزلًا وسط المخيم. صوَّرت وسائل إعلام فلسطينية القوات الإسرائيلية وهي تقتحمُ المخيم مستعينةً بآليات عسكرية كبيرة وجرافات معَ غطاء جوي.[267] تعقدت الأمور أكثر فأكثر حينما أرسلَ جيش الاحتلال الإسرائيلي رسائل نصية لسكان المخيم يدعوهم فيها إلى البقاء في منازلهم، ومباشرة بعد ذلك جدَّدت القوات الإسرائيلية قصفها على جنين ثمّ واجهَ مقاومةً من الفلسطينيين في المدينة والذين استهدفوا آليات الاحتلال بعبوات ناسفة محلية الصنع.[268] سرعان ما نشرت حركات المقاومة بياناتٍ تحديثية لما يجري في الضفة الغربية حيثُ أكّدت حركة الجهاد الإسلامي والتي ينشطُ أعضائها بقوة ملحوظة في جنين عن استعدادها لمواجهة من وصفته بالعدوّ موضّحةً أن كل الخيارات مفتوحة لضربه ردًا على عدوانه،[269] في حين قالت حركة حماس إنّ العدوان على جنين سيفشل محملة حكومة نتنياهو مسؤولية ما يجري،[270] أما حركة فتح فقد أكّدت مواجهتها ومعها كل الفصائل الفلسطينية لهذا العدوان.[271] تقدمت القوات الإسرائيلية أعمق بقليل داخل المدينة فحاصرت مخيم جنين من اتجاهين وتبثت بعضًا من قواتها وسط المدينة.[272]

نُعلن عن معركة «بأس جنين» للرد على العدوان وتوغل قوات الاحتلال في مدينة جنين ومخيمها الصامد [...] ما رآه العدو شيء يسير مما أعده مجاهدونا الذين يستهدفونه بالرصاص والعبوات الناسفة.
— كتيبة جنين تُعلن عن معركة بأس جنين ردًا على العملية الإسرائيلية.[273]

بدأت العملية الإسرائيلية في التوضح أكثر فأكثر مع مرور الوقت، حيثُ أكّدت وسائل إعلام عبرية أنّ القوات التي تشارك في العملية من وحدات النخبة، كما أنّ عددها كان كبيرًا جدًا مقارنة بعمليات أخرى سابقة حيث قدَّرت مصادر شبه رسمية أن أكثر من 1000 جندي يُشارك في الاقتحام، ورجَّح متابعون للشأن الفلسطيني أنّ عدد القوات خلال هذه العملية هو الأكبر منذ عملية السور الواقي عام 2002.[274] نشر الجيش الإسرائيلي بيانًا مشتركًا مع جهاز الشاباك أعلنا فيه استهدفهما عناصر من كتيبة جنين ومقرًا للفصائل الفلسطينية في المدينة يُستخدم كنقطة مراقبة وتجمُّع لتسليح العناصر.[275] عاودت إسرائيل قصفها على مخيم جنين وكان القصفُ صاروخيًا هذه المرة، كما استولَت القوات المقتحمَة على منزل عائلة الأسير زكريا الزبيدي.[276]

لقي الجيش الإسرائيلي خلال توغّله مقاومةً شديدةً من فصائل المقاومة على اختلافها في جنين والتي حاولت عبر العبوات الناسفة منعه من التقدم كما خاضَ مقاتلو الفصائل اشتباكاتٍ مسلّحة من مسافات قريبة جدًا وتبادلَ الطرفان إطلاقًا كثيفًا للنيران في بعض أوقات الاجتياح.[277] أسفرَ الهجوم الإسرائيلي الكبير عن مقتلِ 12 فلسطينيًا كلّهم من الشباب فضلًا عن إصابة المئات وأغلبهم مدنيون أُصيبوا خلال الغارات الجوية التي شُنّت على المخيم عبر الطائرات الحربية والطائرات المسيرة كما اعتقلت إسرائيل ما مجموعه 300 فلسطينيًا وعثرت على ما قالت إنها عبوات ناسفة وقنابل ومتفجّرات، في حين قتلت الفصائل المقاوِمة جنديًا إسرائيليًا واحدًا خلال اشتباكٍ مسلحٍ وجرحت آخرين كما نسفت العديد من الآليات والجرافات وناقلات الجند المدرعة وأسقطت خمس طائرات مسيّرة.[278]

تسبَّب الاجتياح الإسرائيلي الذي يُعتبر أكبر توغلٍ داخل المدينة منذ 2002 في دمارٍ هائلٍ للبنية التحتية للمدينة التي تُعاني أصلًا بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة عليها منذُ سنوات،[279] حيث أُتلفت شبكتي المياه والكهرباء كما تدمَّر نحو 800 منزل إمّا بشكل كلّي أو جزئي حسبَ إحصائيات بلدية جنين، فضلًا عن تضرر 3 مستشفيات تعرضت لهجمات إسرائيلية أثناء التوغّل والاجتياح.[280] إنسانيًا فقد أجبرت إسرائيل مئات العوائل على إخلاء منازلها كما نزحَ آلافُ الفلسطينيين الذين تعاملَ معهم الهلال الأحمر الفلسطيني لمناطق أخرى داخل المدينة أكثر أمانًا.[281]

تداعيات

أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي في التاسع من يوليو على فتح النار صوب سيّدة فلسطينية على مقربةٍ من محطة القطار في القدس بدعوى محاولتها تنفيذ عملية طعن.[282] استمرّت التوترات في التصاعد ما بعد اقتحام جنين، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي في اليوم الموالي (10 يوليو) النار على شابٍ فلسطيني وهذه المرة في قرية دير نظام شمال غرب مدينة رام الله ما تسبب في وفاته وبرّر عناصر الجيش عمليتهم هذه بالقولِ إنّ الشاب حاول تفجير عبوة ناسفة دون تقديم دلائل ولا مزيدٍ من التفاصيل.[283]

صاروخ كتيبة عياش

شهدَ يوم العاشر من تموز/يوليو حدثًا ملحوظًا ونوعيًا حيث أعلنت كتيبة العياش أنها أطلقت صاروخًا محلي الصنع باتجاه مستوطنة شاكيد غرب مدينة جنين، وهو ما أكّدته المصادر العبريّة قبل أن يعثر الجيش الإسرائيلي على منصتي إطلاق صواريخ استُعملتا على ما يبدو في استهدافِ مستوطنة شاكيد بالصاروخ المحلّي، كما عثر الجيش على شظايا قذيفة صاروخية داخل المستوطنة ولم يُعلن عن وقوع قتلى أو إصابات.[284]

11 – 20 يوليو[عدل]

الهدوء الحذر

هدأت الأوضاع لعدّة أيام بعد توترٍ كبيرٍ أعقبَ عملية الاقتحام الإسرائيلية لمدينة جنين وما تلاها من تداعياتٍ وردود فعلٍ ميدانية وغير ذلك. شهد يوم السادس عشر من يوليو عملية فلسطينية جديدة حيث فتح فلسطيني النار على مستوطنين عند حاجز تقوع قرب مدينة بيت لحم بالضفة الغربية. أُصيبَ خلال هذا الهجوم مستوطنين اثنين أحدهم جراحه وُصفت بالحرجة، فيما أعلنت مصادر مقربة من الجيش الإسرائيلي أنّ الأخير يُطارد المشتبه فيه، والذي نجحَ في وقتٍ لاحقٍ في اعتقاله. باركَ الناطق باسم حركة حماس عملية إطلاق النار في بيت لحم مضبفًا أنّ «المقاومة لن تتوقف أمام عدوان الاحتلال»، كما باركت حركة الجهاد الإسلامي العملية معتبرةً إيّاها ردًا طبيعيًا ومشروعًا على ما قالت إنّها جرائم الاحتلال في حقّ الشعب الفلسطيني.[285]

ردود الفعل على تصرفات السلطة الفلسطينية

أيامٌ قليلةٌ عقبَ زيارة محمود عباس لمدينة جنين حتى نشرت كتيبة جنين التي تنشطُ داخل المدينة بيانًا قالت فيه إنها وافقت على طلب وفدٍ من السلطة زيارة الرئيس إلى جنين مُقابل الإفراج عن معتقليها، لكنّ السلطة نقضت عهدها بعد انتهاء الزيارة بل أقدمت على اعتقالِ المزيد من المقاومين واصفةً هذا السلوك بأنّه «وصمة عار» وأنه «تكاملٌ بين السلطة والاحتلال»، داعيةً إلى تنظيمِ مسيرات غضب في جميع المحافظات في الضفة وفي غزة والشتات للضغطِ على السلطة التي تُنسّق أمنيًا مع تل أبيب.[286] لم تكن كتيبة جنين الوحيدة التي وجَّهت انتقادًا للسلطة الفلسطينية بقيادة عباس بسبب تصرفاتها، بل فعلت مثلها كتائب أخرى ولعلَّ أبرزها كتائب شهداء الأقصى في طولكرم التي أعلنت براءتها من «الاعتقالات والملاحقات التي تنفذها السلطة الفلسطينية»، مؤكّدة أن كل الفصائل موحدة واختتمت بيانها بدعوةٍ إلى أجهزة الأمن الفلسطينية لتصحيح المسار.[287] جاء ردُّ السلطة على الانتقادات الكثيرة التي طالتها على لسانِ المتحدث باسم الأجهزة الأمنية والذي رفضَ «اتهام السلطة وأجهزتها بتنفيذ اعتقالات سياسية في الضفة الغربية»، مضيفًا أنّ الاعتقال أو التوقيف الذي طال بعض الفلسطينيين «جاء بناءً على مذكرات قانونية» وليس بسببِ الانتماء السياسي. شهد يوم السابع عشر من الشهر مظاهراتٍ واحتجاجاتٍ في مخيم جنين وقطاع غزة تنديدًا بالاعتقالات التي تشنها السلطة الفلسطينية. اعتبرت كتيبة جنين أنّ الحشود التي شاركت في المظاهرات التي دعت لها خرجت لتؤكّد صوابية النهج معتبرةً خيار المقاومة خيار كل الشعب وليس فصيلًا بعينه، ومتوعّدة الاحتلال بالمزيدِ من العمليات والمزيدِ من المقاومة.[288]

اقتحام قبر النبي يوسف

أقدمَ مئات المستوطنين يوم التاسع عشر من تموز/يوليو على اقتحامِ قبر النبي يوسف في المنطقة الشرقية في مدينة نابلس، لكنهم واجهوا مقاومةً من فلسطينيين في عينِ المكان والذين فجّروا عبوة ناسفة بالقربِ من جرافة عسكرية كانت تُساند المقتحمين الإسرائيليين. تطوّر الاقتحام لاحقًا لاشتباكاتٍ بين الطرفين استخدم فيه الجيش الإسرائيلي الرصاص الحيّ ما تسبب في إصابة 4 فلسطينيين واحدٌ منهم فارق الحياة في وقتٍ لاحقٍ متأثرًا بالإصابات الحرجة التي طالت جسده واختنقَ نحو 15 آخرين تعاملت معهم منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني.[289]

21 – 31 يوليو[عدل]

عودة الاقتحامات والاجتياحات

اجتاحت إسرائيل مخيم نور شمس فجر يوم الرابع والعشرين من تموز/يوليو 2023 في مدينة طولكرم بأكثر من 60 آلية عسكرية في اقتحامٍ هو الأوسع للمدينة منذُ الانتفاضة الثانية بهدف توجيه ضربة عسكرية لكتيبة طولكرم، وقد دمَّرت القوات الإسرائيلية شوارع المخيم عبر تجريفها بجرافات عسكرية مجنزرة، وأدى الاجتياح إلى وقوع 13 إصابة في الجانب الفلسطيني، فيما فجَّرت كتيبة طولكرم عبوات ناسفة بالآليات الإسرائيلية في المدينة كان منها عبوة ناسفة شديدة الانفجار استهدفت جرافة عسكرية إسرائيلية مجنزرة مما أدى إلى إعطابها.[290] فور انسحاب القوات الإسرائيلية التي خلَّفت دمارًا واسعًا، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعليماته بإزالة آثار الاجتياح حيث باشرت طواقم بلدية طولكرم و‌وزارة الأشغال العامة و‌وزارة الحكم المحلي و‌الدفاع المدني و‌سلطة الطاقة بالعمل على إصلاح الطرق وخطوط المياه والكهرباء والصرف الصحي المدمَّرة،[291] وعقبَ الانسحاب تفقَّدَ المخيم كل من وزير الحكم المحلي مجدي الصالح ومدير عام الدفاع المدني اللواء العبد إبراهيم خليل بإيعاز من رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية وبتوجيهات الرئيس الفلسطيني عباس.[292][293][294][295][296][297]

اغتيال 3 فلسطينيين في نابلس

نشر الجيش الإسرائيلي بيانًا في وقت مبكّر من يوم الخامس والعشرين من تموز/يوليو أعلن فيه «تحييد 3 مخربين أطلقوا النار نحو قواتنا في مدينة نابلس». لم يُعرف الكثير عن هذه العمليّة، لكنّ حركة حماس أدانت جريمة الاغتيال في نابلس وقالت إنها «تُضاف إلى سجلات جرائم حكومة الاحتلال الفاشية وعدوانها المتصاعد على شعبنا»،[298] أمّا الرئاسة الفلسطينية فقد وصفت اغتيال الشبان الثلاثة بجريمة حرب خاصة بعدما احتجزت تل أبيب جثمان الضحايا. تبيَّن لاحقًا أنّ الفلسطينيين الثلاثة الذين اغتالتهم إسرائيل هم منخرطون في صفوفِ حركة حماس التي نعتهم في بيانٍ جديدٍ لاحقٍ، وأنهم خاضوا اشتباكًا مسلحًا مع جنود الجيش الإسرائيلي في نابلس وقُتلوا هناك بعد محاصرة سيارتهم في أحد شوارع المدينة.[299]

تواصل الاقتحامات واستمرار اغتيال المدنيين الفلسطينيين

تسارعت وتيرة الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية، حيث اقتحمَ الجيش الإسرائيلي في السادس والعشرين من يوليو مخيم العين في مدينة نابلس وحاصرَ أحد المنازل، ثمّ خاضَت اشتباكًا مع مقاومين في المنطقة. اعتقلت القوات الإسرائيلية خلال اقتحامها «المطلوب الفلسطيني» كما تصفة ثمّ بدأت عملي الانسحاب بعدما قتلت فلسطينيًا آخر وأصابت سيّدة ثالثة بجراح متفاوتة الخطورة.[300]

الطفل فارس شرحبيل أبو سمرة (14 سنة) الذي اغتيلَ على يد جندي إسرائيلي في مدينة قلقيلية.

واصلت القوات الإسرائيلية اقتحاماتها للمدن والبلدات الفلسطينية حيثُ شهد نفس اليوم اقتحام الجيش الإسرائيلي حيّ النقار في مدينة قلقيلية الواقعة شمال الضفة الغربية، وهناك أقدم جندي إسرائيلي على فتح النار صوب طفلٍ فلسطيني لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره فأرداهُ قتيلًا على الفور.[301] أثار هذا الاغتيال الإسرائيلي للطفل الفلسطيني جدلًا وخلَّف بعض ردود الفعل الفلسطينية التي استنكرت سياسة الاغتيالات الإسرائيلية التي لا تُميّز بين مدني وعسكري ولا بين طفل وبالغ.[302]

اقتحام الأقصى

أقدم مئاتُ المستوطنين على اقتحامِ المسجد الأقصى صبيحة السابع والعشرين من يوليو، وشاركَ في عمليّة الاقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي أدى رفقة باقي المقتحمين طقوسا تلمودية في باحات المسجد وذلك تزامنًا مع ذكرى خراب الهيكل.[303] بلغَ عددُ المستوطنين الذين اقتحموا المسجد قرابة 2140 مستوطنًا وذلك بحسبِ وزارة الأوقاف الإسلامية، والتي وثقت منعَ قوات الاحتلال الإسرائيلي للمصلين الفلسطينيين من الدخول إلى الأقصى. أدانت الخارجية الفلسطينية الاقتحام الإسرائيلي وقالت إنّه «عمل استفزازي وغطاء رسمي لخطط التهويد»، فيما اعتبرت حركة حماس هذه الاقتحامات الواسعة والمستمرة والتي يقودها وزراء في حكومة الاحتلال تصعيدًا خطيرًا لما قالت إنها «حرب دينية».[304] أدانت كذلك السفارة الأمريكية في إسرائيل وعلى غيرِ عادتها دخول بن غفير المسجد الأقصى معلنةً رفضها «أي خطواتٍ أحادية تُهدد الوضع القائم».[305]

أغسطس[عدل]

1 – 10 أغسطس[عدل]

عمليّة معاليه أدوميم
سياستي في تسليح أكبر عددٍ من الإسرائليين مهمة وتثبت مدى الحاجة إليها.
— وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في تصريحٍ له عقب عمليّة أدوميم.[306]

شهد فاتح آب/أغسطس عملية فلسطينية جديدة في مستوطنة معاليه أدوميم حينما فتحَ فلسطيني النار على مجموعةٍ من المستوطنين ما تسبَّب في إصابة خمسة منهم بجروحٍ متفاوتة الخطورة، قبل أن يتبادل المهاجِم إطلاق النار مع جنود الجيش الإسرائيلي المتمركزين في المستوطنة ليُصاب برصاصةٍ أوليّة منهم قبل أن يتمّ تصفيته.[307] أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية «استشهاد الشاب مهند المزارعة برصاص الاحتلال شرقي القدس»، فيما قالت حركة حماس إنّ العملية تأتي دفاعًا عن المسجد الأقصى وردًا على اقتحامات المستوطنين وأداء الطقوس التلمودية في ساحاته، ومثلها قالت حركة الجهاد التي اعتبرت العمليّة ردٌّ طبيعي على «العدوان الإسرائيلي واقتحام المسجد الأقصى».[308]

تصاعد التوتر

تصاعدَ التوتر بعد الاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى قبل أيّام وعملية معاليه أدوميم، حيث شهد نفس اليوم (الأول من أغسطس) عملية فلسطينية جديدة وهذه المرة في مدينة الخليل حين حاول فلسطيني طعنَ جندي إسرائيلي قبل أن يقوم جنود آخرون في عينِ المكان بفتحِ النار عليه ليُفارق الحياة على الفور.[309] اندلعت احتجاجاتٌ في بعض مدن الضفة الغربية تنديدًا بالهجمات الإسرائيلية والاغتيالات المتصاعدة، وخلال احتجاجٍ في بلدة السموع جنوب الضفة الغربية فتحَ جندي إسرائيلي النار على طفلٍ فلسطيني (15 سنة) ضمن المحتجّين فأرداهُ قتيلًا. نشرت حركة حماس بيانًا نعت فيه «الشهيد الطفل محمد الزعارير» مضيفةً أنّ «دماء أطفالنا ستكون لعنة على الاحتلال ومستوطنيه».[310]

اغتيال فلسطيني على يد مستوطن إسرائيلي

عاد عنف المستوطنين للواجهة حينما أقدمَ مستوطنٌ إسرائيلي في الرابع من آب/أغسطس على قتلِ الشاب الفلسطيني قصي جمال معطان (19 سنة) بدمٍ بارد وبدون سبب محدّد في قرية برقة شرقي رام الله في الضفة الغربية.[311] خلَّفت هذه الجريمة – التي حظيت بدعمٍ من بن غفير وساسة آخرون يُوصفون بالمتطرفين في الحكومة الإسرائيلية – ردود فعل محليّة ودولية خاصة بعدما أفرجت إسرائيل عن المستوطن الذي اغتالَ قصي والمعروف بتطرّفه ودعمه لقتلِ الفلسطينيين في أيّ مكان.[312]

هجوم تل أبيب

وسط موجة تصاعد العنف ضدّ الفلسطينيين من قِبل المستوطنين الذين يحظون بدعمٍ وحمايةٍ كاملةٍ من الجيش الإسرائيلي ومع ازدياد حالات الاغتيال الإسرائيلية للفلسطينيين والاقتحام المستمر للمدن والبلدات الفلسطينية في الضفة، شنّ فلسطينيٌّ هجومًا في قلبِ العاصمة تل أبيب حيث فتح النار على عناصر الأمن الإسرائيليين ما تسبب في إصابة ثلاثة منهم بإصابات مختلفة ومتفاوتة الخطورة، قبل أن يُقتل في عينِ المكان على يدِ عنصر أمني رابع كان في منطقة العمليّة. أعلنَ المفتش العام للشرطة الإسرائيلية أنّ منفذ الهجوم من قرية رمانة في قضاء جنين وعُثر بحوزته على وصيّةٍ بأنه جاء ليُستشهَد.[313] في ردودٍ الفعل الفلسطينية على هذه العمليّة، وصفت حركة حماس الهجوم بـ «البطولي» قائلةً إنه ردٌّ على «تصعيد مليشيات المستوطنين جرائمها بحق الفلسطينيين»، فيما اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي العملية تأكيدٌ على ترابط الساحات واستمرار المقاومة في مواجهة العدوان، مؤكّدةً هي الأخرى أنّ ما حصلَ «ردٌّ طبيعي على جرائم القتل اليومية التي ينفذها الاحتلال بحق أبناء شعبنا».[314] خرجت مسيراتٌ صغيرة بالعشرات في مدينة جنين تأييدًا لعملية تل أبيب خاصة بعدما سرت أخبارٌ عن وفاة شرطي هُوجم خلال العمليّة متأثرا بجراحه، لكنّ الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية قمعتها وحاولت تفريقها.[315]

اغتيال 3 فلسطينيين في جنين

شهد مساء السادس من أغسطس عملية جديدة نفذتها القوات الخاصّة الإسرائيلية بعدما تسلّلت لموقعٍ قُرب بلدة عرابة جنوبي جنين، وهناك اغتالت ثلاث شبان فلسطينيين بعدما كانت قد اغتالت قبل أقلّ من عشر أيامٍ ثلاث شبان فلسطينيين آخرين في نابلس. حظيت القوات الخاصة الإسرائيلية بدعمٍ كبيرٍ من الجيش على الأرض، والذي منعَ سيارات الإسعاف من الوصول إلى مكان إطلاق النار.[316] في أعقابِ ذلك نشر الجيش الإسرائيلي بيانًا قال فيه إنّ «قواتنا قضت على خلية في منطقة جنين»، زاعمًا أنّ الخلية التي وصفها بـ «الإرهابيّة» كانت تُخطّط لتنفيذِ هجومٍ مسلّح وجرى تصفيتها بتعاونٍ بين الجيش و‌قوات حرس الحدود و‌الشاباك في عمليّة قال إنها «دقيقة».[317] اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي الشبان الثلاثة «جريمة مكتملة الأركان»، فيما قالت حماس إنّ «الاحتلال لن يفلت من دفع ثمن جرائمه وشعبنا ومقاومته الباسلة لن يمررا العدوان دون تدفيعه الثمن»، أما كتيبة جنين فقد نعت الشبان الفلسطينيين الثلاثة، مؤكّدة في بيانها أنّ «الاغتيال الجبان الذي استهدف أبطالنا المجاهدين لن ينال من عزيمة مجاهدينا الذين سيثأرون للشهداء».[318]

11 – 20 أغسطس[عدل]

اقتحام طولكرم والطائرة المسيرة في غزة

استمرّت السياسة الإسرائيلية في اقتحامِ بلدات الضفة الغربية، ففي الحادي عشر من آب/أغسطس اقتحمَ جيش الاحتلال الإسرائيلي مخيم طولكرم وقتل خلال اقتحامه شابًا فلسطينيًا وأصابَ آخرين قبل أن ينسحب وسطَ حمايةٍ من عشرات الآليات العسكريّة. لم يتأخر الرد الفلسطيني كثيرًا على اقتحام طولكرم، حيث تعرّض موقعٌ يتمركزُ فيه جنود الجيش الإسرائيلي بين مستوطنتي دوتان وحارميش بالضفة الغربية لإطلاق نارٍ وفرَّ المنفذ(ون).[319] شهد مساء الرابع عشر من أغسطس حدثًا أمنيًا جديدًا على الحدود مع قطاع غزة حينما سرت أخبارٌ تُفيد بسقوط طائرة مسيرة تابعة لجهاز الأمن الإسرائيلي العام الشاباك في غزة دون مزيدٍ من المعلومات، قبل أن تُؤكّد كتائب القسام عبر منصّاتها الرسمية تمكنّها الفعلي من الاستيلاء على طائرة مسيرة إسرائيلية مفصحةً عن طرازها (نأوربيتر K1).[320]

اقتحام مخيمي عقبة جبر وبلاطة

اقتحمت القوات الإسرائيلية في ساعات الصباح الأولى من يوم الخامس عشر من أغسطس مخيم عقبة جبر «بحثًا عن مطلوبين»، وهناك اشتبكت مع مقاومين فلسطينيين حاولوا منعها من التوغّل للداخل، لكنها نجحت في اغتيالِ فلسطينيين اثنين وأصابت آخرين كما جاء في بيانٍ رسمي لوكالة الأنباء الفلسطينية.[321]

توجّه الجيش الإسرائيلي بعدها صوبَ مخيم بلاطة، وهناك دارت اشتباكاتٌ خفيفةٌ بين المقاومين من جهة وقوات الاحتلال من جهة ثانيّة والتي استعملت الرصاص الحيّ فأصابت شابًا فلسطينيًا برصاصةٍ في الصدر نُقل على إثرها وهو في حالةٍ حرجةٍ لمستشفى رفيديا لتلقي العلاج.[322]

اشتباكات جنين

حاولت قوّة إسرائيلية خاصة التسلل ليلًا لمخيم جنين فضبطتها كتيبة جنين التي اشتبكت مع القوة الخاصّة في الحي الشرقي لمدينة جنين، ومع ذلك فقد تمكّنت القوات الإسرائيلية الخاصة المدعومة بعشرات الجنود والآليات في الخلف من اغتيال «الهدف» الذي جاءت من أجله وهو مصطفى الكستوني أحد قادة كتائب شهداء الأقصى في مدينة جنين،[323] كما أصابت موظفة في وزارة الصحة الفلسطينيّة برصاصتين في الصدر والبطن خلال اقتحامها فضلًا عن إصابات أخرى في صفوفِ المقاومين الذين اشتبكوا معها. لم تكتفِ القوات الإسرائيلية باغتيال الكستوني فحسب، بل فجّرت منزله واختطفت شابين لم يُفصَح حينها عن هويّتهما.[324]

قبل انسحابها من جنين تعرضت القوات الخاصة لوابلٍ من الرصاص من عناصر في كتيبة جنين والذين نجحوا في إصابة جندي من شرطة الحدود بجروح متعددة، وفي ردودٍ الفعل على الاقتحام وعلى اغتيال مصطفى، أكّدت سرايا القدس جهوزيتها العالية والدائمة «للتصدي لأي عدوان صهيوني يستهدفُ مدينة جنين ومخيمها»، أما الناطق باسمِ حماس فقد اعتبرَ «جنين عاصمة المقاومة وقلعة المجاهدين ولن يكسرها كل إجرام العدو الصهيوني»، في حين حذرت كتيبة جنين الاحتلال من ارتكاب أي حماقة مؤكّدة أن سلاحها سيبقى جاهزًا للتصدي لأي عدوان، في الوقت الذي توعَّدت فيه كتائب شهداء الأقصى التي ينتمي لها الكستوني بالردّ.[325]

هجوم حوارة
نبارك عملية إطلاق النار البطولية في حوارة وهي نتاج وعد المقاومة الثابت والمستمر للدفاع عن شعبنا.
— حركة حماس.[326]
نبارك عملية إطلاق النار قرب حاجز حوارة وهي رد طبيعي ومشروع على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.
— حركة الجهاد.[327]

عقبَ اغتيال مصطفى الكستوني وغيره من الشبان الفلسطينيين الذي قتلهم الجيش الإسرائيلي خلال اقتحاماته الأخيرة للمخيمات والبلدات الفلسطينية، ردَّ الفلسطينيون سريعًا عبر عملية نفذها فلسطيني يوم التاسع عشر من أغسطس في مدينة حوارة حينما استهدفَ عبر سلاحه الناري مستوطنين اثنين فقتلهما في عينِ المكان.[328] سُرعان ما باشرت القوات الإسرائيلية في ملاحقة المشتبه فيه في العملية ونشرت عشرات الحواجز في المنطقة كما بدأت في إجراء عمليات تفتيشٍ دقيقة ومع ذلك فقد فشلت في العثور عليه. أُرسلت تعزيزاتٌ عسكرية إلى بلدات وقرى جنوب نابلس، ونُصبت حواجز على مداخل ومخارج بلدة حوارة والبلدات القريبة منها.[329]

ترأس وزير الدفاع اجتماعا لتقييم الوضع الأمني مع كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية بخصوص عملية حوارة في الوقت الذي طالبَ فيه وزير المالية الإسرائيلي بتسلإيل سموتريش الجيش بتنفيذ عملية عسكرية جديدة في الضفة الغربية لاستعادة الردع والأمن كما قال، أمّا الخارجية الفلسطينية فقد عبّرت عن قلقها من شعار «محو حوارة» الذي يُنادي به المستوطنين الإسرائيليين واعتبرته تحريضًا لارتكاب مجازر إبادة بحقّ الشعب الفلسطيني.[330]

21 – 31 أغسطس[عدل]

هجوم الخليل

بعد يومٍ واحدٍ تقريبًا من هجوم حوارة، عاودَ الفلسطينييون عمليّاتهم الانتقاميّة ردًا على سلسلة الاغتيالات التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي في مدن الضفة والتي لا تُميّز بين مدني ولا منخرطٍ في فصائل المقاومة، فقامَ فلسطينيان اثنان بتنفيذِ عملية جديدة قرب مستوطنة كريات أربع في الخليل حينما فتحا النار على سيّارة مستوطنٍ إسرائيلي، ما نجم عنها مقتل المستوطنة الإسرائيلية في السيارة وإصابة الثاني بجروح حرجة، قبل أن يلوذ المنفذان بالفرار من عينِ المكان.[331] استدعى الجيش الإسرائيلي مروحية إلى موقع إطلاق النار لمطاردة منفذي العملية، كما نادى مئات الجنود لمباشرة مهام البحث والمطاردة خاصّة بعد فرار منفذ عملية حوارة رغم كل التعزيزات الأمنية والرقابة المشددة. أغلقت القوات الإسرائيلية الخاصة منافذ الخليل واستُدعيت مروحيات عسكرية للمشاركة في العمليّة، كما استُدعيت قوة من كتيبة الاستخبارات القتالية 636 للبحث عن المنفذ(ين).[332]

أشادَ الناطق باسمِ حركة حماس بالعمليّة قائلًا إنّ المقاومة الباسلة تضربُ بكل قوة وتحدٍ في شمال الضفة الغربية ووسطها واليوم في جنوبها، مضيفًا أنّ الفعل الفدائي سيتواصل ويتطور حتى دحر الاحتلال، وقالت حركة الجهاد الإسلامي إنّ عملية الخليل رد طبيعي ومشروع على جرائم الاحتلال وعدوان مستوطنيه بحق أبناء الشعب الفلسطيني، في حين وصفت الجبهة الشعبية العملية بأنها امتدادٌ لتصاعد المقاومة بالضفة وإثباتٌ لقدرتها على خرقِ الإجراءات الأمنية الصهيونية.[333] من الجانبِ الإسرائيلي، وصلَ بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه لموقعِ العمليّة وتحدثا في بيانٍ مشتركٍ وصفا فيه ما يجري بأنه تمّ بتوجيهٍ خارجي متوعدًا بمحاسبة من وصفهم بالقتلة ومرسليهم، ومُضيفًا أنّ «إسرائيل في ذروة هجومٍ إرهابي ممول ومدعوم من إيران وأتباعها». تمكّنت قواتٌ خاصّة من وحدة اليمام بعد مرور أكثر من 40 ساعة من عمليّة الخليل من إلقاء القبض على المنفذين كما نقلت وسائل إعلام عبريّة، في الوقت الذي أكّد نادي الأسير الفلسطيني أنّ القوات الإسرائيلية اعتقلت 50 فلسطينيًا في الضفة الغربية معظمهم من الخليل في إطار العملية الكبيرة التي تشنّها ضد الشباب الفلسطيني في المدينة.[334]

صالح العاروري

ظهر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في لقاءٍ مطوّلٍ عبر فضائية الأقصى وفيه هدَّد حكومة الاحتلال الإسرائيلي من الاستمرار في تنفيذ مخططاتها مؤكدًا أن المساس بالوضع القائم في المسجد الأقصى وتصعيد الاستيطان سيجرُّ المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.[335] أثارت تصريحاتُ العاروري لغطًا داخل إسرائيل، التي هدَّد رئيسُ وزرائها نتنياهو باغتيالِ العاروري نفسه وقادة آخرين في حماس ردًا على عملياتها الفرديّة في الضفة،[336] وردّت حركة المقاومة الفلسطينية بالقولِ إنّ تهديدات الاحتلال باغتيال قادة المقاومة لن تُرهبها وأنّ أي حماقة ستواجه بقوة وحزم، مضيفةً أنّ التهديدات بتصفية العاروري جوفاء ولن تُضعف المقاومة، أمّا العاروري نفسه فقد نشر له صورة في وقتٍ لاحقٍ بعد الشد والجرّ الذي حصل وهو مرتديًا للزيّ العسكري.[337]

لقاء المنقوش وكوهين في روما

كشفت الخارجية الإسرائيلية في بيانٍ لها يوم السابع والعشرين من آب/أغسطس عن عقدِ اجتماعٍ وصفته بـ «السرّي» بين وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين و‌نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية الليبية في العاصمة الإيطالية روما قبل أسبوع رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين أساسًا.[338] تسبَّب البيان الإسرائيلي في خلقِ جدلٍ كبيرٍ داخل ليبيا وفي حصول ردود فعل ملحوظة، فعلى الرغم من محاولة وزارة الخارجية الليبية الدفاع عن ممثلتها حين سارعت بنشر بيانٍ توضيحي عقبَ البيان الإسرائيلي أكّدت فيه رفضَ نجلاء المنقوش عقد لقاءات مع أي طرف ممثلٍ للكيان الإسرائيلي وفقا لنهج الحكومة معترفةً أنّ ما حدث في روما كان «لقاءً عارضًا غير رسمي وغير معد مسبقًا» ولم يتضمّن أي مباحثات أو اتفاقات،[339] إلّا أن الأمور تطوَّرت سريعًا حينما خرجت احتجاجاتٌ نظّمها ليبيون في العاصمة طرابلس وفي مناطق أخرى ضدّ المنقوش ما دفعَ رئيس حكومة الوحدة الوطنية إلى إيقافِ الوزيرة عن العمل قبل أن يُحيلها للتحقيق، ومع ذلك فقد استمرَّت الاحتجاجات الليليّة رفضًا لأيّ محاولة تطبيع وتنديدًا بتصرّف المنقوش التي أدرجها جهاز الأمن الداخلي الليبي ضمنَ قائمة الممنوعين من السفر لحين امتثالها للتحقيقات وسطَ أنباء عن فرارها.[340]

مقتل فلسطيني على يدِ أجهزة الأمن الفلسطينية

أعلنت الشرطة الفلسطينية صباح الثلاثين من آب/أغسطس مقتل شابٍ في إطلاق نار بمخيم طولكرم، مؤكّدةً أنّ الأجهزة الأمنية باشرت التحري في ظروف الحادث، لكنّ كتيبة طولكرم الناشطة في طولكرم خرجت ببيانٍ تعقيبي قالت فيه إنّ أجهزة أمن السلطة هي من أطلقت النار نحو المدنيين والمقاومين ما تسبب في مقتلِ المقاوِم في صفوفها، ومشددة على أنّ مقاتليها لم يطلقوا النار صوب الأجهزة الأمنية مطالبةً هي والمبادرة الوطنية الفلسطينية بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة ومحاسبة المتسببين بمقتل المقاوم الفلسطيني في طولكرم.[341] تسبب هذا الاغتيال في ردود فعل ملحوظة في فلسطين حيث أعلنَ المتحدث باسم حماس أن «استشهاد شاب برصاص أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في طولكرم جريمة وطنية وأخلاقية» داعيًا إلى المحاسبة ومثله فعل المتحدث باسمِ حركة الجهاد الذي أدان بشدة ما وصفها بجريمة اعتداء السلطة على أبناء الشعب الفلسطيني.[342]

الفشل الإسرائيلي في اقتحام نابلس

حاول مستوطنون في وقتٍ متأخرٍ من يوم الثلاثين من أغسطس وبحمايةٍ من الجيش الإسرائيلي اقتحام مناطق محددة في نابلس، لكنّ مجموعة عرين الأسود منعتهم من ذلك بعدما فجّرت في جنود الجيش عبوة ناسفة.[343] اعترفَ مصدرٌ في عرين الأسود أنّ العبوة التي انفجرت بجنود الاحتلال في نابلس زرعها المقاوم الفلسطيني عايد القني من عرين الأسود نفسها، والذي كان قد أُعلن عن وفاته خلال الأعمال التحضيريّة قُبيل الاقتحام الإسرائيلي بقليل. تحدثت مصادر عرين الأسود عن إيقاعِ قتلى وإصابات محقّقة في وسطِ جنود الاحتلال بعد التفجير،[344] قبل أن يُعلن الجيش الإسرائيلي في بيانٍ رسمي نُشر في وقتٍ لاحقٍ عن إصابة ضابطٍ و3 جنود آخرين خلال محاولة تأمين دخول المستوطنين لقبر يوسف.[345]

عملية الدهس في رام الله

دهسَ فلسطيني صباح الحادي والثلاثين من آب/أغسطس مجموعة من الجنود الإسرائيليين في حاجزٍ عسكري على مقربةٍ من مدينة رام الله.[346] وصل الإسعاف الإسرائيلي لعينِ المكان للتعامل مع الجرحى، قبل أن يُعلق في وقت لاحق عن مقتل جندي إسرائيلي متأثرًا بالجروح الحرجة التي طالته خلال العملية مع إصابة 4 مجنّدين آخرين بجروح متفاوتة الخطورة وبعضهم في حالة صعبة إلى حرجة.[347] في ردودِ الفعل على العمليّة أشاد الناطق باسم حماس حازم قاسم بعمليّة الدهس مؤكّدًا على أنّ العمليات في الضفة الغربية ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه رسالة واضحة أنه لا أمن للمحتل على الأرض الفلسطينية، أما من الجانب الإسرائيلي فقد لمَّح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنّ عملية الدهس غربي رام الله ستكون لها عواقب وخيمة.[348]

أكتوبر[عدل]

1 – 10 أكتوبر[عدل]

المراجع[عدل]

  1. ^ "بعد عملية عسكرية إسرائيلية.. تشييع جثماني فلسطينيين استشهدا بجنين والاحتلال يهدم منزلي منفذي عملية الجلمة - الجزيرة نت". أخبار. 2 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-02-20. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  2. ^ "الاحتلال يمدد اعتقال الأسير باسل البرغوتي لمدة 5 أيام إضافية". الاحتلال يمدد اعتقال الأسير باسل البرغوتي لمدة 5 أيام إضافية. 28 يونيو 2020. مؤرشف من الأصل في 2023-02-20. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  3. ^ "بن غفير يقتحم الأقصى (فيديو)". RT Arabic. 3 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-02-20. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  4. ^ Abusaif، Mosab (3 يناير 2023). "الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير يقتحم المسجد الأقصى بحراسة أمنية مشددة- (فيديوهات وصور)". القدس العربي. مؤرشف من الأصل في 2023-02-20. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  5. ^ "استشهاد فتى خلال اشتباكات عنيفة مع الاحتلال بمخيم بلاطة". بوابة اللاجئين الفلسطينيين. 5 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-02-20. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  6. ^ "مقتل فلسطيني وإصابة 3 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم بلاطة بالضفة الغربية". شبكة الصين. 5 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-23. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  7. ^ فابيان، بقلم إيمانويل؛ إسرائيل، بقلم طاقم تايمز أوف؛ شنايدر، بقلم طال؛ شارون، بقلم جيريمي؛ كيلر-لين، بقلم كاري؛ ب، بقلم أ ف؛ ماغيد، بقلم جيكوب (10 يناير 2023). "اعتقال عضوا مسلحا في "عرين الأسود" في نابلس؛ و15 فلسطينيا آخرا في الضفة الغربية". تايمز أوف إسرائيل. مؤرشف من الأصل في 2023-02-20. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  8. ^ "من هو "عميد الأسرى" الفلسطينيين كريم يونس الذي أفرجت عنه إسرائيل بعد 40 عاما؟". فرانس 24 / France 24. 5 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-02-20. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  9. ^ ""إسرائيل" تسحب تصاريح 3 من قادة فتح لزيارتهم كريم يونس". الترا فلسطين Ultra Palestine. مؤرشف من الأصل في 2023-02-20. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  10. ^ "مواجهات غاضبة مع الاحتلال بمنطقة عصيدة في بيت أمر احتجاجا على اتشهاد الشاب عاهد اخليل". مواجهات غاضبة مع الاحتلال بمنطقة عصيدة في بيت أمر احتجاجا على اتشهاد الشاب عاهد اخليل. 5 يناير 2021. مؤرشف من الأصل في 2023-01-23. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  11. ^ Chehade، M (9 يناير 2023). "بالصورة". AlJadeed.tv. مؤرشف من الأصل في 2023-01-23. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  12. ^ "وسائل إعلام إسرائيلية: انفجار داخل معسكر لجيش الاحتلال في جنين". اليوم السابع. 9 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-23. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  13. ^ الفلسطينية، وكالة الصحافة (17 يناير 2023). "الشهيد أحمد أبو جنيد.. الصحفي الذي آثر البندقية على الكاميرا". وكالة الصحافة الفلسطينية. مؤرشف من الأصل في 2023-01-24. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  14. ^ "إصابة مستوطن بجراح خطيرة بعملية طعن في الخليل واستشهاد المنفذ". Mehr News Agency (بالفارسية). 11 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-02-20. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  15. ^ "استشهاد الشاب سند سمامرة متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال". وكـالـة مـعـا الاخـبـارية. 11 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-02-20. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  16. ^ "مقتل ثلاثة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة". SWI swissinfo.ch. 12 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-23. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  17. ^ "مراسلتنا: قوات الاحتلال تقتحم البلدة القديمة في نابلس وسط اشتباكات مسلحة". مراسلتنا: قوات الاحتلال تقتحم البلدة القديمة في نابلس وسط اشتباكات مسلحة. 12 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-23. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  18. ^ "(محدث) "عرين الأسود" تنفي مزاعم الاحتلال اعتقال أي من عناصرها في نابلس". وكالة قدس برس للأنباء - وكالة “قدس برس” للأنباء، شركة محدودة، مقرها الرئيس في بريطانيا ولها مكاتب إقليمية وفروع ومراسلون في أرجاء العالم. والوكالة هيئة مستقلة تأسست في الأول من حزيران (يونيو) 1992 وهدفها تقديم الخدمات الإعلامية متعددة الأوجه. 12 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-23. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  19. ^ الله، نائلة خليل ــ رام (12 يناير 2023). "استشهاد شاب فلسطيني خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة قباطية جنوب جنين". العربي الجديد. مؤرشف من الأصل في 2023-02-20. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  20. ^ "إصابة فلسطيني ثان برصاص قوات الاحتلال إثر اقتحامها بلدة "قباطية" في جنين". الشرق. 16 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-23. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  21. ^ جنين، جهاد بركات ــ (18 يناير 2023). "الفلسطينيان حمامرة وخليلية.. صداقة ومقاومة للاحتلال حتى الشهادة". العربي الجديد. مؤرشف من الأصل في 2023-01-23. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  22. ^ د.ب.أ، هسبريس - (16 يناير 2023). "مقتل فلسطيني بنيران الجيش الإسرائيلي". Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية. مؤرشف من الأصل في 2023-01-23. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  23. ^ "الضفة الغربية: وزارة الصحة الفلسطينية تعلن مقتل شابين برصاص الجيش الإسرائيلي". BBC News عربي. 14 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-02-02. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  24. ^ "مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 3 في انفجار ذخيرة شرقي الضفة". Anadolu Ajansı. 15 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-02-02. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  25. ^ القسام، كتائب الشهيد عز الدين. "شاهد.. القسام تعرض رسالة مصورة للجندي الأسير". كتائب الشهيد عز الدين القسام. مؤرشف من الأصل في 2023-01-23. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  26. ^ "أكد صحة فيديو القسام.. نتنياهو يحمّل حركة حماس المسؤولية عن مصير الأسير منغستو - الجزيرة نت". أخبار. 17 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-02-06. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.
  27. ^ Department، Blue Ltd. - Development. "استشهاد المواطن طارق معالي برصاص مستوطن على جبل الريسان غرب رام الله". وكالة وطن للأنباء. مؤرشف من الأصل في 2023-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  28. ^ الإخبارية، وكالة شهاب (21 يناير 2023). "فصائل فلسطينية: دماء الشهيد معالي ستزيد من اشتعال المقاومة". وكالة شهاب الإخبارية. مؤرشف من الأصل في 2023-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  29. ^ "إصابة مستوطنتين بالرصاص في مستوطنة "بيسجات زئيف" شمال القدس". وكالة سبأ. 21 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  30. ^ "أنباء عن إصابة مستوطنة بالرصاص شمال القدس المحتلة- الأخبار الشرق الأوسط - وکالة تسنیم الدولیة للأنباء". وکالة تسنیم الدولیة للأنباء. 21 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  31. ^ الشحات، عمر عبد العزيز (23 يناير 2023). "قوات الاحتلال تقتحم منزل الأسير المحرر كريم يونس وتعتقل زوجة شقيقه (فيديو) - أخبار أسرى فلسطينيون". الجزيرة مباشر. مؤرشف من الأصل في 2023-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  32. ^ "العاهل الأردني يستقبل نتنياهو في أول زيارة خارجية منذ عودته لرئاسة وزراء إسرائيل". CNN Arabic. 24 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-02-14. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  33. ^ عواودة، وديع (24 يناير 2023). "نتنياهو يلتقي عبد الله الثاني في عمّان بعد تغيّب الأردن عن اجتماع «اتفاق إبراهيم» ومنع السفير من زيارة الأقصى". القدس العربي. مؤرشف من الأصل في 2023-01-29. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  34. ^ "العاهل الأردني يستقبل نتانياهو في زيارة مفاجئة لعمان - 24.01.2023". DW.COM. مؤرشف من الأصل في 2023-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  35. ^ المحتلة، محمد عبد ربه ــ القدس؛ غزة، العربي الجديد ــ (25 يناير 2023). "قوة كبيرة للاحتلال تقتحم عناتا وتهدم منزل عائلة الشهيد عدي التميمي". العربي الجديد. مؤرشف من الأصل في 2023-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  36. ^ "قوات الاحتلال تهدم منزل الشهيد عدي التميمي في القدس.. وصحيفة عبرية تكشف عن خطة "ضم مصغر" بالضفة". القدس العربي. 25 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  37. ^ نت، الميادين (25 يناير 2023). "الاحتلال الإسرائيلي يعدم شاباً قرب قلقيلية بدم بارد". شبكة الميادين. مؤرشف من الأصل في 2023-01-31. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  38. ^ الإخبارية، وكالة سوا (25 يناير 2023). "فصائل فلسطينية تُعقّب على استشهاد الفتى "محمد علي" في شعفاط". وكالة سوا الإخبارية. مؤرشف من الأصل في 2023-02-08. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  39. ^ "مقتل فلسطينيين اثنين برصاص إسرائيلي في الضفة الغربية والقدس". Arabic. 26 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  40. ^ الفتح، بوابة. "القدس: إصابة حرجة برصاص الاحتلال بالصدر في مخيم شعفاط". بوابة الفتح. مؤرشف من الأصل في 2023-02-20. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  41. ^ "شهداء وجرحى في اقتحام جيش الاحتلال مدينة جنين ومخيمها (فيديو) - أخبار سياسة". الجزيرة مباشر. 26 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  42. ^ الله، نائلة خليل ــ رام (26 يناير 2023). "مجزرة برصاص قوات الاحتلال في جنين: 9 شهداء وتنديد عربي". العربي الجديد. مؤرشف من الأصل في 2023-01-31. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  43. ^ مغربي، باسل (26 يناير 2023). "10 شهداء برصاص الاحتلال في جنين والرام الخميس - فلسطينيات". عرب 48. مؤرشف من الأصل في 2023-02-07. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  44. ^ "جيش الإحتلال يمنع وصول الإسعاف إلى المصابين وتعتدي على مستشفى جنين". alrainewspaper. 26 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  45. ^ نوفل، عزيزة (26 يناير 2023). "شهود عيان تحدثوا للجزيرة نت.. إسرائيل استهدفت طواقم الإسعاف والصحافيين خلال مجزرة جنين - سياسة". الجزيرة نت. مؤرشف من الأصل في 2023-02-16. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  46. ^ القدس، رأي (26 يناير 2023). "الخميس الأسود: ماذا بعد مجزرة جنين؟". القدس العربي. مؤرشف من الأصل في 2023-01-29. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  47. ^ Abusaif، Mosab (26 يناير 2023). "10 شهداء في مجزرة إسرائيلية.. والقيادة الفلسطينية ترد: "التنسيق الأمني لم يعد قائما" والاحتلال يعلن أنه "مستعد لأي سيناريو"". القدس العربي. مؤرشف من الأصل في 2023-01-29. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  48. ^ "نتنياهو: إسرائيل لا تنوي التصعيد وتعليماتي بالاستعداد لأي سيناريو". دنيا الوطن. 26 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  49. ^ "إذاعة الجيش الإسرائيلي: هدف العملية العسكرية في جنين اعتقال مطلوب كبير". Elnashra News. 26 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  50. ^ "إعلام إسرائيلي: رفع حالة التأهب في غلاف غزة". دنيا الوطن. 26 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  51. ^ "حماس: جنين تواصل المقاومة والاحتلال لن يفلح في كسر إرادة الفلسطينيين". قناة الغد. 26 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  52. ^ "جيش الاحتلال يرتكب مجزرة وحشية في مخيم جنين ورئيس أركانه يوعز برفع حالة التأهّب - جريدة البناء". جريدة البناء Al-binaa Newspaper. 27 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  53. ^ الشامي، خالد (12 يوليو 2015). "«الجهاد الإسلامي»: المقاومة الفلسطينية متواجدة في كل مكان ومستعدة للمواجهة مع الاحتلال". المصري اليوم. مؤرشف من الأصل في 2023-01-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  54. ^ للإعلام، نابلس -المركز الفلسطيني (13 نوفمبر 2015). ""عرين الأسود تنفذ عملية إطلاق نار وتدعو للإضراب والاشتباك مع الاحتلال". المركز الفلسطيني للإعلام - أخبار فلسطين - أخبار القدس. مؤرشف من الأصل في 2023-01-30. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  55. ^ "بعد "مجزرة" جنين.. الرئاسة الفلسطينية توقف التنسيق الأمني مع إسرائيل وتدعو الفصائل لاجتماع طارئ - الجزيرة نت". أخبار. 26 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-02-16. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  56. ^ "الخارجية الأمريكية: بلينكن يزور مصر وإسرائيل والضفة الغربية نهاية الشهر". euronews. 26 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  57. ^ عماد، فادى (26 يناير 2023). "9 قتلى وإضراب عام واشتباكات نارية.. ماذا حدث في جنين؟ القصة الكاملة". صدى البلد. مؤرشف من الأصل في 2023-01-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  58. ^ "المقاومة الفلسطينية تطلق صاروخين من قطاع غزة إلى عسقلان- (فيديوهات)". القدس العربي. 26 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  59. ^ "إعلام إسرائيلى: القبة الحديدية تتصدى لصاروخين تم إطلاقهما من غزة على عسقلان". اليوم السابع. 27 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-02-02. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  60. ^ "غزة: إسرائيل تشن غارات على القطاع ردا على إطلاق صواريخ". BBC News عربي. 27 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-02-02. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  61. ^ "قطاع غزة.. هدوء حذر بعد غارات إسرائيلية وإطلاق صواريخ". العربية. 27 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-02-02. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  62. ^ "صباح الجمعة.. غارة إسرائيلية جديدة تستهدف معسكرا لحماس بعد إطلاق صواريخ من غزة". CNN Arabic. 27 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-02-14. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  63. ^ الهور، أشرف (27 يناير 2023). "صواريخ غزة تحمل رسائل تحذير ساخنة لحكومة نتنياهو.. حماس والجهاد: يد المقاومة على الزناد". القدس العربي. مؤرشف من الأصل في 2023-01-29. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  64. ^ "Seven killed in Jerusalem settlement attack". The Electronic Intifada. 27 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-02-26. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-28.
  65. ^ "منفذ عملية القدس.. حمل اسم جده الذي استشهد على يد مستوطن عام 1998". دنيا الوطن. 27 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-02-26. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-28.
  66. ^ المحتلة، محمد عبد ربه ــ القدس؛ الله، محمود السعدي ــ رام (27 يناير 2023). "تشييع جثمان الشهيد محيسن وأداء صلاة الغائب على أرواح شهداء جنين". العربي الجديد. مؤرشف من الأصل في 2023-01-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  67. ^ Department، Blue Ltd. - Development. "مسيرة وسط وسط عمان نصرةً لفلسطين ورفضا للتطبيع مع الاحتلال". وكالة وطن للأنباء. مؤرشف من الأصل في 2023-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-27.
  68. ^ "هجوم القدس: سبعة قتلى وإصابة 3 على الأقل في هجوم على كنيس يهودي". BBC News عربي. 27 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-02-02. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-28.
  69. ^ "شرطة الاحتلال: هجوم القدس نفذ شاب بمفرده عمره 21 عاما". قناة الغد. 27 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-28.
  70. ^ "هجوم القدس.. جدل بشأن توقيت تحرك الشرطة الإسرائيلية". سكاي نيوز عربية. 28 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-30. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-28.
  71. ^ "نتنياهو: الحكومة اتخذت قرارات للرد على هجوم القدس الشرقية". سكاي نيوز عربية. 28 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-30. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-28.
  72. ^ هايل، إبراهيم (27 يناير 2023). ""هجوم معقد".. مقتل 8 إسرائيليين في عملية إطلاق نار بالقدس والكشف عن المنفذ". “هجوم معقد“.. مقتل 8 إسرائيليين في عملية إطلاق نار بالقدس والكشف عن المنفذ. مؤرشف من الأصل في 2023-01-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-28.
  73. ^ "الاحتلال الإسرائيلى يقتحم مخيم شعفاط شمال القدس ردا على عملية اطلاق النار". اليوم السابع. 27 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-29. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-28.
  74. ^ "وزير الدفاع الإسرائيلي يقطع زيارته إلى واشنطن.. وكشف هوية منفذ عملية القدس". موقع 24. مؤرشف من الأصل في 2023-01-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-28.
  75. ^ قاسم، أحمد (28 يناير 2023). "بعد عملية القدس.. اندلاع مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال". صدى البلد. مؤرشف من الأصل في 2023-01-29. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-28.
  76. ^ "مراسلنا: مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وشرطة الاحتلال في بلدة بيت حنينا". قناة الغد. 27 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-28.
  77. ^ عماد، فادى (28 يناير 2023). "3 كتائب.. جيش الاحتلال يرسل تعزيزات لقواته في الضفة الغربية". صدى البلد. مؤرشف من الأصل في 2023-01-31. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-31.
  78. ^ جمال، إسراء (28 يناير 2023). "شرطة الاحتلال تعلن الاستنفار وإلغاء الإجازات بعد عمليتي القدس - المصري اليوم". almasryalyoum.com. مؤرشف من الأصل في 2023-01-31. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-31.
  79. ^ الشحات، عمر عبد العزيز (28 يناير 2023). "نتنياهو يكشف عن طبيعة الرد على عملية القدس وآلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد حكومته (فيديو) - أخبار الصراع العربي الإسرائيلي". الجزيرة مباشر. مؤرشف من الأصل في 2023-01-31. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-31.
  80. ^ "هجمات للمستوطنين وشرطة الاحتلال في القدس.. هدم منزل في "جبل المكبر" وحملة اعتقالات طالت العشرات من الشبان". القدس العربي. 29 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-31. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-31.
  81. ^ "الخارجية الفلسطينية: قرارات إسرائيل عقوبات جماعية عنصرية". العربية. 29 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-31. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-31.
  82. ^ "مستوطنون يحرقون ويحطمون منزلين ومركبتين في ترمسعيا برام الله". دنيا الوطن. 29 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-31. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-31.
  83. ^ "الجيش الإسرائيلي يقتل مواطنا سوريا ويصيب آخر بالجولان". Anadolu Ajansı. 29 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-02-02. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-31.
  84. ^ "استشهاد فلسطيني متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال في جنين - الأخبار". الجزيرة مباشر. 29 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-31. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-31.
  85. ^ قاسم، أحمد (30 يناير 2023). "بيان عاجل من الخارجية الفلسطينية بشأن اشتباكات نابلس". صدى البلد. مؤرشف من الأصل في 2023-02-26. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-31.
  86. ^ "تسليح المستوطنين الإسرائيليين سيساهم بإشعال المزيد من الحرائق في المنطقة". قناة الغد. 30 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-01-30. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-31.
  87. ^ "نابلس.. إصابة مستوطنين اثنين في عملية دهس عند حاجز زعترة العسكري". العربية. 31 يناير 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-02-02. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-31.
  88. ^