المسجد الأقصى - ويكيبيديا

المسجد الأقصى
منظور جوي للمسجد الأقصى من الجنوب.
إحداثيات 31°46′39″N 35°14′13″E / 31.7775067°N 35.2368801°E / 31.7775067; 35.2368801
معلومات عامة
الموقع بلدة القدس القديمة  تعديل قيمة خاصية (P276) في ويكي بيانات
القرية أو المدينة البلدة القديمة، القدس
الدولة  فلسطين
المساحة 144000 متر مربع  تعديل قيمة خاصية (P2046) في ويكي بيانات
المواصفات
المساحة 144 ألف متر مربع
عدد المصلين ~500 ألف
عدد المآذن 4
التصميم والإنشاء
النمط المعماري إسلامية، مملوكية، أموية
 
معلومات أخرى
ويكيميديا كومنز commons:Category:Al-Aqsa Mosque المسجد الأقصى
خريطة


ٱلْمَسْجِدُ ٱلْأَقْصَىٰ أحد أكبر مساجد العالم وأحد المساجد الثلاثة التي يشد المسلمون الرحال إليها، كما قال نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم؛[1] وهو أيضًا أول القبلتين في الإسلام. يقع داخل البلدة القديمة بالقدس في فلسطين. وهو كامل المنطقة المحاطة بالسور واسم لكل ما هو داخل سور المسجد الأقصى الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من البلدة القديمة المسورة.[2]

تبلغ مساحته قرابة 144000 متر مربع، ويشمل قبة الصخرة والمسجد القِبْلي والمصلى المرواني ومصلى باب الرحمة، وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلمًا. ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تُسمى «هضبة موريا»، وتعد الصخرة أعلى نقطة فيه، وتقع في قلبه.

ذُكر المسجد الأقصى في القرآن: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ۝١ [الإسراء:1] (1).

يُقدّس اليهود أيضًا المكان نفسه، ويطلقون على ساحات المسجد الأقصى اسمَ «جبل الهيكل» نسبة إلى هيكل النبي سليمان، وتُحاول العديد من المنظمات اليهودية التذرع بهذه الحجة لبناء الهيكل حسب مُعتقدها.

أصل التسمية

[عدل]

للمسجد الأقصى عدة أسماء، أهمّها ثلاثة:

  • المسجد الأقصى: وكلمة «الأقصى» تعني الأبعد،[3] وسُمِّيَ الأقصَى لبعد ما بينه وبين المسجد الحرام، وكان أبعد مسجد عن أهل مكة في الأرض يعظَّم بالزيارة.[4] والذي سمّاه بهذا الاسم وفقًا للعقيدة الإسلامية الله في القرآن، وذلك في الآية: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ۝١ [الإسراء:1] (1)، كُتبت فيه الألفُ الأخيرة ممدودةً الأقصا،[5] وهو اسم تفضيل معناه الأبعد، ثم صار يُقصد به الوصف لا التفضيل، وفي الاسم إعلال إذ أصلها الأقصَي بالياء المنقوطة، ثم أصبحت الياء ألفاً لأن ما قبلها حرف الصاد مفتوح، وأصل ألف الأقصى واو أو ياء، إما قصِيَ يقصو، أو قصا يقصو.[6]
  • البيت المُقَدَّس: وكلمة «المقدّس» تعني المبارك والمطهّر، وقد ذكر علماءُ المسلمين وشعراؤهم هذا الاسم كثيرًا، كما قال الإمام ابن حجر العسقلاني:[7]
إلى البيت المقدّس قد أتينا
حِنان الخُلد نُزُلاً من كريم
  • بيت المَقْدِس: وهو الاسم الذي كان متعارفًا عليه قبل أن يُطلق عليه اسم «المسجد الأقصى» في القرآن الكريم، وهذا الاسم هو المستَخدَم في معظم أحاديث النبي محمد، مثل ما قاله يوم الإسراء والمعراج: «ثم دخلت أنا وجبريل عليه السلام بيت المقدس فصلى كل واحد منا ركعتين».[8]

اعتقادات خاطئة عن حدوده بسبب الاحتلال

[عدل]
المسجد الاقصى

يعتقد الكثيرون أن المسجد الأقصى هو فقط المصلى المبني جنوبي قبة الصخرة (المصلى القبلي)، وهو الذي تقام فيه الصلوات الخمس الآن للرجال، وهذا الاعتقاد نتيجة محاولات الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني السيطرة على أجزاء من الأقصى أو تدميره، والصحيح أن المسجد الأقصى هو اسم لجميع المسجد وهو كل ما هو داخل سور المسجد ويشمل الساحات الواسعة، والجامع القبلي وقبة الصخرة والمصلى المرواني ومصلى باب الرحمة والأروقة والقباب والمصاطب وأسبلة الماء والحدائق وتحت أرض المسجد وفوقه وغيرها من المعالم، وعلى أسواره المآذن، والمسجد كله غير مسقّف سوى بناء قبة الصخرة والمصلى القبلي الجامع والمصلى المرواني. وهذا ما اتفق عليه العلماء والمؤرخون، وعليه تكون مضاعفة ثواب الصلاة في أي جزء مما دار عليه السور، وتبلغ مساحته تقريباً 144000 متراً مربعاً.[9]

تاريخ المسجد الأقصى

[عدل]

أول بنائه

[عدل]

لا يُعرف بدقة متى بُني المسجد الأقصى لأول مرة، ولكن ورد في أحاديث النبي محمد بأن بناءه كان بعد بناء الكعبة بأربعين عامًا، فعن أبي ذر أنه قال: «قلت: يا رسول الله! أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة».[10] وقد اختلف المؤرخون في مسألة الباني الأول للمسجد الأقصى على عدة أقوال: أنهم الملائكة، أو النبي آدم أبو البشر، أو ابنه شيث، أو سام بن نوح، أو النبي إبراهيم، ويرجع الاختلاف في ذلك إلى الاختلاف في الباني الأول للكعبة، وقد رجّح الباحث عبد الله معروف بأن آدم هو من بنى المسجد الأقصى البناء الأول، لرواية عن ابن عباس،[11] ولترجيح أن يكون آدم هو الباني للكعبة، كما رجّحه الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري.[12][13] ويُرجّح عبد الله معروف أن يكون البناء الأول للمسجد الأقصى قد اقتصر على وضع حدوده وتحديد مساحته التي تتراوح ما بين 142 و144 دونماً.[14]

عهد اليبوسيين وبني إسرائيل

[عدل]
الجدار الجنوبي، بناه اليبوسيون الذين استقروا في فلسطين حوالي عام 3000 ق. م.

أما من بعد عهد آدم، فقد انقطعت أخبار المسجد لانعدام التأريخ في تلك الفترة، إلى أن سُجلت معلومات تاريخية عن أول مجموعة من البشر قدمت إلى مدينة القدس وسكنتها، وهم اليبوسيون (3000 - 1550 ق.م) قبيلة كنعانية، وهم الذين بنوا مدينة القدس وأسموها "اور شليم (مدينة السلام)،[15] حتى أن بقايا الآثار اليبوسية ما تزال باقية في سور المسجد الأقصى بحسب رأي بعض الباحثين. وفي تلك الفترة، هاجر النبي إبراهيم إلى مدينة القدس، وعمّر المسجد وصلّى فيه، وكذلك ابنه إسحق وحفيده يعقوب من بعده.[14]

وبعد ذلك آل أمر مدينة القدس والمسجد الأقصى إلى الفراعنة (1550 - 1000 ق.م)، ثم استولى عليها لاحقًا «القوم العمالقة»، ثم فتح المدينة النبي داود ومعه بنو إسرائيل عام 995 ق.م،[16] فَوُسْع المدينة وعمّر المسجد الأقصى. ثم استلم الحكم ابنه سليمان، فعمّر المسجد وجدّده مرة أخرى، ويروي النبي محمد ذلك فيقول: «لِمَا فرغ سُليمانُ بنُ داودَ عليهما اَلسَّلَام من بناءِ بيتِ المقدسِ سأل اللهَ عَزَّ وَجِلَ ثلاثًا أن يُؤتيَه حُكمًا يُصادِفُ حُكمَه ومُلكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدِه وَأَنَّهُ لا يأتي هذا المسجدَ أحدٌ لا يُريدُ إِلَّا اَلصَّلَاة فيه إلَّا خرج من ذنوبِه كيومِ ولدَتْه أُمّه» فقال النبي محمد: «أما اثنتيْن فقد أُعْطِيهما وأرجو أن يكونَ قد أُعْطِي اَلثَّالِثَة»،[17] وهذا البناء لسليمان هو الذي يقول اليهود بنسبته إليهم، ويطلقون عليه اسم «هيكل سليمان». وبوفاة النبي سليمان، انتهى حكم بني إسرائيل الذي دام 80 عامًا.[18]

عهد الهياكل

[عدل]

بعد وفاة سليمان، انقسمت دولة بني إسرائيل إلى «مملكة إسرائيل» في الشمال، و«مملكة يهوذا» في الجنوب ومعها القدس، وما لبثت أن هاجمها البابليون وأحرقوا الهيكل، وسبوا اليهود إلى بابل فيما عُرْف بالسبي البابلي.[19] بعد ذلك هزم الفرس البابليين، وسمح الملك الفارسي قورش الكبير عام 538 ق.م لمن أراد من أسرى اليهود في بابل بالعودة إلى القدس وإعادة بناء الهيكل المهدم،[20] فعاد عدد من اليهود إلى القدس وشرعوا في بناء الهيكل الثاني، وانتهوا من العمل به سنة 516 ق.م، في عهد الملك الفارسي دارا الأول، وعُرف فيما بعد بمعبد حيرود تيمنًا بملك اليهود حيرود الكبير الذي قام بتوسيعه.[21][22]

عهد الرومان والبيزنطيين

[عدل]

احتلّ الإغريق أراضي فلسطين، وخضعت للإسكندر المقدوني (حوالي عام 332 ق.م)، ثم لخلفائه البطالمة، ثم للسلوقيين، ولم تلبث المدينة حتى خضعت لحكم الإمبراطورية الرومانية، وكان من أوائل الحكام وأبرزهم الذين عينهم الرومان لحكم القدس الحاكم هيرودس (حوالي عام 37 ق.م)، وقد قام بتجديد بناء البيت المقدس (حوالي عام 20 ق.م)، كما أقام قلعة عظيمة بباب الخليل (يطلق عليها اليهود الآن اسم «قلعة داود»).[19] وفي تلك الفترة تذكر المصادر الإسلامية بعثة النبي عيسى بن مريم، وزكريا وابنه يحيى بن زكريا إلى بني إسرائيل في القدس، حيث كان يحيى يعِظُهم داخل المسجد الأقصى، كما يفيد الحديث النبوي: «فجمع يحيى بن زكريا بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد فقعد على الشرف فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وأمركم أن تعملوا بهن..»،[23] كما يذكر الإنجيل الذي بين أيدي النصارى اليوم أن عيسى بن مريم أنكر على بني إسرائيل انحرافهم عن عبادة الله تعالى داخل المسجد الأقصى، وتحويلهم إياه إلى مكان للبيع والشراء.[24]

وبعد النبي عيسى بن مريم بحوالي 300 عام، انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى الإمبراطورية الرومانية الغربية في الغرب، والإمبراطورية البيزنطية في الشرق، وبقيت الإمبراطورية البيزنطية هي المُسيطرة على القدس، فأصبحت القدس مدينة نصرانية، وبنوا فيها كنيسة القيامة. أما المسجد الأقصى فبقي متروكًا كما هو دون بناء. وفي عام 614 احتل الفرس مدينة القدس بمعاونة اليهود، وذلك بعد حرب طويلة ضد البيزنطيين الروم، وقد وقع ذلك في الفترة التي بُعث فيها النبي محمد في مكة، إذ يذكر القرآن قصة الحروب في سورة الروم: ﴿غُلِبَتِ الرُّومُ ۝٢ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ۝٣ [الروم:2–3].(2) وما لبث أن عاد البيزنطيون الروم إلى الحكم عام 624، وفي تلك الفترة أصبحت أرض المسجد الأقصى مكبًا للنّفايات، وذلك انتقامًا من اليهود، إذ كانت الصخرة المُشرفة قبلة لهم.[25]

عهد النبي محمد

[عدل]
حائط البراق، حيث ربط النبي محمد دابّته البراق في رحلة الإسراء والمعراج.

كانت هناك أهميّة خاصة للمسجد الأقصى في عهد النبي محمد، إذ كان القبلة الأولى للمسلمين بعد هجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة عام 1 هـ الموافق 622م، فقد كان المسلمون يتوجّهون إلى المسجد الأقصى في صلواتهم، ومكثوا على ذلك مدة 16 شهرًا تقريبًا.[26] فقد روى البراء بن عازب أنه قال: «لما قَدِمَ النَّبيُ المدينةَ صلّى نَحوَ بيتِ المقدسِ سِتةَ عَشرَ شهرًا أو سبعةَ عَشرَ شهرًا، وكان يُحبُ أنْ يُوَجِّهِ إلى الكَعبةِ، فأنزل اللّه ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ۝١٤٤ [البقرة:144] (3).».[27][28]

وكان المسجد الأقصى وجهة النبي محمد في الرحلة المعجزة المعروفة باسم الإسراء والمعراج، وذلك ليلة 27 رجب بعد البعثة بعشر سنين (3 ق هـ)،[29] إذ يؤمن المسلمون أن النبيَّ محمدًا خرج من المسجد الحرام بصحبة المَلَك جبريل راكبًا دابّة البراق، فنزل في المسجد الأقصى وربط البُراق بحلقة باب المسجد عند حائط البراق، وصلّى بجميع الأنبياء إمامًا،[30] ثم عُرج به من الصخرة المشرّفة إلى فوق سبع سماوات مارًا بالأنبياء: آدم ويحيى بن زكريا وعيسى بن مريم ويوسف وإدريس وهارون وموسى وإبراهيم.[31]

الفتح الإسلامي

[عدل]

عندما تولّى الخليفة أبو بكر الصديق خلافة المسلمين خلفاً للنبي محمد، قام بتسيير جيش أسامة بن زيد لفتح بلاد الشام عامّة ونشر الدعوة الإسلامية فيها، وقد كان النبي محمد قد جهّز جيش أسامة قبل وفاته، وما لبث أن تُوفي أبو بكر الصديق، فتولّى عمر بن الخطاب الخلافة، فكان أوّل ما فعله أن ولّى أبا عبيدة بن الجراح قيادة الجيش الفاتح لبلاد الشام بدلاً من خالد بن الوليد، فوصل أبو عبيدة بن الجراح إلى مدينة القدس (وكانت تُسمى «إيلياء»)، فاستعصت عليهم ولم يتمكنوا من فتحها لمناعة أسوارها، حيث اعتصم أهلها داخل الأسوار، فحاصرهم حتى تعبوا وأرسلوا يطلبون الصلحَ وتسليم المدينة بلا قتال، واشترطوا أن يأتي خليفة المسلمين بنفسه إلى القدس ليتسلّم مفاتيحها منهم، فخرج عمر بن الخطاب من المدينة المنورة حتى وصل القدس، وذلك عام 15 هـ الموافق 636م، وأعطى أهلها الأمن وكتب لهم العهدة العمرية. وقد صحبه البطريرك «صفرونيوس» فزار كنيسة القيامة، ومن ثم أوصله إلى المسجد الأقصى، فلمّا دخله قال: «الله أكبر، هذا المسجد الذي وصفه لنا رسول الله »، وكان في تلك الأيام عبارة عن هضبة خالية في قلبها الصخرة المشرفة، ثم أمر الخليفة عمر بن الخطاب ببناء المصلّى الرئيسي الذي سيكون مكان الصلاة الرئيسي في المسجد الأقصى، وهو موقع «الجامع القبلي» اليوم، ويقع في الجنوب في جهة القبلة، وكان المسجد في عهده عبارة عن مسجد خشبي يتّسع لحوالي 1000 شخص، وبقي على حاله إلى زمن الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان.[32]

العهد الأموي

[عدل]
محراب مسجد الأقصى الجامع القبلي
محراب الجامع القبلي في المسجد الأقصى

بعد قيام الدولة الأموية في عام 41 هـ الموافق 661 على يد معاوية بن أبي سفيان، قام بتجديد بناء المسجد القبلي داخل المسجد الأقصى الذي بناه عمر بن الخطاب،[33] فجعل من الحجر بدلاً من الخشب، ووسّعه ليسع 3000 مصلٍ.[33] وقد ذكر بعض المؤرخين المسلمين في مذكراتهم مثل مجير الدين والمقدسي والسيوطي أن أوسع حركة تعمير للمسجد تمت في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان منذ عام 65 هـ الموافق 685 جنبا إلى جنب مع قبة الصخرة،[33][34] وتواصلت في عهد ابنه الوليد بن عبد الملك حتى عام 96 هـ الموافق 715. حيث بدأ البناء الأموي للمسجد الأقصى ببناء قبة الصخرة وهي عبارة عن قبة ذهبية فوق الصخرة المشرفة الواقعة في قلب الأقصى (في منتصف المسجد أقرب إلى الغرب قليلا)، والتي تمثل أعلى نقطة في جبل البيت المقدس، ويعتقد أن معراج النبي محمد إلى السماء تم منها، لتكون قبة للمسجد كاملاً. وقبل الشروع ببنائها، أقيمت بجانبها قبة صغيرة في منتصف المسجد الأقصى تماماً، عُرفت بـ «قبة السلسلة»، لتكون مقراً للمشرفين على البناء للأقصى، وخزانة لجمع الأموال اللازمة لذلك، وقيل لتكون نموذجاً لقبة الصخرة.

المسجد الأقصى، حيث الجامع القبلي على يسار الصورة ومسجد قبة الصخرة في المنتصف.

الزلزال وإعادة البناء

[عدل]

في عام 746م، تعرض المسجد الأقصى إلى زلزال أدى إلى تدميره، وبعد أربع سنوات أطاح السفاح بالخلافة الأموية، وأنشأ الخلافة العباسية عام 750م. وبعد أربع سنوات توفي السفاح بعد أن عهد بالخلافة لأخيه أبو جعفر المنصور، وقد أعلن المنصور نيته لإصلاح المسجد، وقال أنه لويحات الذهب والفضة التي غطت بوابات المسجد يجب إزالتها وتحولت إلى دينار ودرهم لتمويل إعادة الإعمار التي انتهت في عام 771م. وفي عام 774م، ضرب زلزال ثاني المسجد أدى إلى تدمير معظم إصلاحات المنصور، باستثناء تلك التي في الجزء الجنوبي من المسجد.[34][35] وفي عام 780م، أعيد بناء المسجد في عهد الخليفة محمد المهدي الذي أمر ببنائه فانقص من طوله وزيد في عرضه[34][36][37] وفي عام 985، أشار الجغرافي المقدسي أن المسجد الذي تم تجديده كان يضم «خمسة عشر رواق وخمسة عشر باب».[35]

المنبر الذي أمر نور الدين الزنكي بتشييده وتم إضافته بواسطة صلاح الدين الأيوبي

في عام 1033م، تعرض المسجد لأضرار بليغة بسبب وقوع زلزال آخر. وفي عهد الخليفة الفاطمي الظاهر تم إصلاح الأضرار، وتجديد المسجد بين عامي 1034 و1036م. وتم تخفيض عدد الأروقة جذريا من خمسة عشر إلى سبعة.[35] وفي عهد الظاهر بنيت الأروقة الأربعة من القاعة المركزية والممر الذي يستخدم حاليا كأساس للمسجد. وقد كان الممر المركز ضعف عرض الممرات الأخرى،[33] وقد وصف الجغرافي الفارسي ناصر بن خسرو المسجد الأقصى خلال زيارته له عام 1047م:[38][39][40]

«...الْمَسْجِد شَرْقي الْمَدِينَة والسوق فَإِذا دخله السائر من السُّوق فَإِنَّهُ يتَّجه شرقا فَيرى رواقاً عَظِيما جميلًا ارتفاعه ثَلَاثُونَ ذِرَاعًا وَعرضه عشرُون وللرواق جَنَاحَانِ وواجهتاهما وإيوانه منقوشة كلهَا بالفسيفساء المثبتة بالجص على الصُّورَة الَّتِي يريدونها وَهِي من الدقة بِحَيْثُ تبهر النّظر وَيرى على هَذَا الرواق كِتَابَة منقوشة بالمينا وَقد كتب هُنَاكَ لقب سُلْطَان مصر فحين تقع الشَّمْس على هَذِه النقوش يكون لَهَا من الشعاع مَا يحير الْأَلْبَاب وَفَوق الرواق قبَّة كَبِيرَة من الْحجر المصقول وَله بَابَانِ مزخرفان وواجهتاهما من النّحاس الدِّمَشْقِي الَّذِي يلمع حَتَّى لتظن أَنَّهُمَا طليا بِالذَّهَب وَقد طعما بِالذَّهَب وحليا بالنقوش الْكَثِيرَة وَطول كل مِنْهُمَا خمس عشرَة ذِرَاعا وَعرضه ثَمَان ويسميان بَاب دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وَحين يجتاز السائر هَذَا الْبَاب يجد على الْيَمين رواقين كبيرين فِي كل مِنْهُمَا تِسْعَة وَعِشْرُونَ عمودا من الرخام تيجانها وقواعدها مزينة بالرخام الملون ووصلاتها مثبتة بالرصاص وعَلى تيجان الأعمدة طيقان حجرية وَهِي مقامة فَوق بَعْضهَا بِغَيْر ملاط وجص لَا يزِيد عدد حِجَارَة الطاق مِنْهَا على أَربع أَو خمس قطع وَهَذَانِ الرواقان ممتدان إلى الْمَقْصُورَة...»

.

الحملة الصّليبيّة

[عدل]

في عام 1099م، سيطر الصليبيون على القدس، أثناء الحملة الصليبية الأولى. وبدلا من تدمير المسجد أطلقوا عليه اسم معبد سليمان، وقد استخدمه الصليبيون أولًا كقصر ملكي وإسطبل للخيول. وفي عام 1119م، تم تحويله إلى مقر لفرسان الهيكل. وخلال هذه الفترة، خضع المسجد إلى بعض التغييرات الهيكلية، بما في ذلك توسيع الشرفة الشمالية، وإضافة حنية (محراب الكنيسة) وجدار فاصل. وقد تم بناء دير جديد وكنيسة أيضًا في الموقع، جنبًا إلى جنب مع غيرها من الهياكل المختلفة[41] وقد شيد فرسان المعبد أقباء ومرفقاتها في الجهة الغربية والشرقية للمبنى؛ ويستعمل القبو الغربي حاليًا كمسجد للنساء أما الشرقي فيستخدم كمتحف إسلامي.[35]

بعد حصار 1187م استطاع صلاح الدين الأيوبي باستعادة القدس من يد الصليبيين، وأجريت العديد من الإصلاحات والتجديدات في المسجد الأقصى. من أجل إعداد المسجد لأداء صلاة الجمعة، وفي غضون أسبوع من استعادة صلاح الدين للقدس تم إزالة المراحيض ومخازن الحبوب المثبتة من قبل الصليبيين في الأقصى، وقد تم أيضا إزالة الأرضيات المغطاة بالسجاد الثمين، وباطنها المعطر بماء الورد والبخور،[42] وقد كلف نور الدين الزنكي، ببناء منبر جديد مصنوع من العاج والخشب في 1168-1169م، ولكن تم الانتهاء منه بعد وفاته، وقد قام صلاح الدين بإضافة منبر نور الدين زنكي إلى المسجد في نوفمبر 1187م،[43] وفي عام 1218م، تم تشييد الرواق الشمالي للمسجد مع ثلاث بوابات في عهد المعظم السلطان الأيوبي لدمشق، وفي عام 1345م، تم إضافة أضاف اثنين من البلاطات وبوابتين على الجانب الشرقي للمسجد، بأمر من السلطان المملوكي الكامل سيف الدين شعبان ابن قلاوون.[35]

وبعد وصول العثمانيين إلى السلطة في 1517م، لم يقوموا بأي تجديدات أو إصلاحات للمسجد نفسه، لكن قاموا ببعض الإضافات للحرم الشريف ككل. وشمل ذلك بناء نافورة قاسم باشا عام 1527م، وتم ترميم بركة الرارانج، وبناء ثلاث قباب قائمة بذاتها، وأبرزها قبة النبي التي بنيت في عام 1538م.[44] وقد اهتم الولاة العثمانيين في القدس بالمسجد كثيرا وجعلوه في مقدمة أولياتهم.[44]

العصر الحديث

[عدل]
المسجد القبلي في عام 1982
المسجد القبلي في عام 2006

التجديد الأول للمسجد الأقصى في القرن العشرين حدث في عام 1922، عندما كلف المجلس الإسلامي الأعلى تحت أمين الحسيني (مفتي القدس الكبرى) المهندس المعماري التركي أحمد كيماليتين استعادة المسجد الأقصى والمعالم الآثرية في ساحاته. كما أن المجلس أيضا قام بتكليف المهندسين المعماريين البريطانيين وخبراء مصريين والمسؤولين المحليين للمساهمة والإشراف على الإصلاحات والإضافات التي نفذها كيماليتين مابين 1924–1925. وقد شملت التجديدات تعزيز الأسس الأموية القديمة للمسجد، وتصحيح الأعمدة الداخلية، لتحل محل العوارض ونصب السقالات، وشملت أيضا التجديدات ترميم الأقواس والمنطقة الداخلية للقبة الرئيسية وكيفية الحفاظ عليها، وقد تم إعادة بناء الجدار الجنوبي، واستبدال الأخشاب في الصحن المركزي بكتلة من الخرسانة. وكشفت التجديدات أيضا عن فسيفساء تعود إلى العصر الفاطمي، وأيضا أكتشف وجود نقوش على الأقواس الداخلية التي كانت مغطاة بالجبس. وقد زينت الأقواس بالذهب والجص الأخضر ملون واستبدلت الأخشاب بالنحاس.[45] وجدد ربع نوافذ الزجاج المعشق أيضا بعناية شديدة حفاظا على تصاميمهم العباسية والفاطمية الأصلية، وقد تعرض المسجد الأقصى لأضرار شديدة بسبب وقوع زلازل ما بين 1927 و1937، وقد تم إصلاح الأضرار التي لحقت بالمسجد في عام 1938 و1942.[35]

حريق المسجد

[عدل]

تعرض في صبيحة يوم الخميس الموافق 22 أغسطس 1969م لحريق على يد يهودي أسترالي متطرف اسمه مايكل دينس روهن،[46] حيث تم حرق الجامع القبلي الذي سقط سقف قسمه الشرقي بالكامل،[43] كما احترق منبر صلاح الدين،[43] الذي أمر ببنائه نور الدين زنكي قبل تحرير المسجد الأقصى من الصليبيين وقام (صلاح الدين الأيوبي) بوضعه داخل المسجد بعد التحرير،[43] وقد قال روهن تعقيبا على الحريق الذي إفتعله أنه كان يأمل من إحراق المسجد الأقصى كان من شأنه أن يعجل المجيء الثاني للمسيح، مما يجعل الطريق لاعادة بناء الهيكل اليهودي المزعوم على جبل الهيكل.[47] وأدخل روهن إلى مصحة الأمراض العقلية، وردا على الحادث، تم عقد قمة للدول الإسلامية في الرباط في العام نفسه، الذي استضافه الملك فيصل. ويعتبر حريق الأقصى أحد العوامل المحفزة لتشكيل منظمة المؤتمر الإسلامي (والآن منظمة التعاون الإسلامي)، وفي عام 1972، تم ترميم المسجد الأقصى والمنبر معه، وتتولى الأردن ترميم وإصلاح المسجدين على نفقتها الخاصة كلما دعا الأمر لذلك.[48]

في الثمانينيات من القرن الماضي، تآمر بن شوشان ويهودا اتزيون وكلاهما عضو في منظمة غوش ايمونيم السرية، لتفجير المسجد الأقصى وقبة الصخرة. أما اتزيون فقد كان يعتقد أن تفجير اثنين من المساجد سوف يتسبب بصحوة روحية في الكيان الصهيوني، وسوف يحل جميع مشاكل اليهود. كما أعرب كل من بن شونان واتزينون عن أملهم في بناء المعبد الثالث في القدس وتحديداً في موقع المسجد الأقصى.[49][50] وفي 15 يناير 1988، خلال الانتفاضة الأولى، أطلقت القوات الصهيونية الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين خارج المسجد، مما أدى إلى إصابة 40 من المصلين.[51][52] وفي 8 أكتوبر 1990، قتل 22 فلسطينياً وأصيب أكثر من 100 آخرين من «شرطة الحدود الصهيونية» خلال الاحتجاجات التي تم تشغيلها بواسطة الإعلان عن «جبل الهيكل»، على يد مجموعة من اليهود المتدينين، الذين كانوا في طريقهم لوضع حجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم.[53][54]

القرن 21

[عدل]
مسلم فلسطيني يقرأ القرآن الكريم داخل المصلى القبلي في المسجد الأقصى بالقدس عام 2013، حيث لم يعد يتمكن العديد من الفلسطينيين من زيارته بسبب الإغلاقات الإسرائيلية.

في 28 سبتمبر 2000، قام أرئيل شارون وأعضاء من حزب الليكود، جنبا إلى جنب مع 1000 حارس مسلح، بزيارة المسجد الأقصى، مما تسبب بمظاهرة كبيرة من الفلسطينيين احتجاجا على هذه الزيارة، وبدأ الفلسطينيون من الحرم القدسي برمي الحجارة على الشرطة الإسرائيلية. التي قامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على الحشد مما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة حوالي 200 شخص،[55] مما اسفر عن اصابة 24 شخصًا. وقد أثارت هذه الزيارة انتفاضة لمدة خمس سنوات على يد الفلسطينيين، ويُشار إليها باسم «انتفاضة الأقصى»، ويرى بعض المعلقين، نقلاً عن خطب لاحقة من قبل مسؤولين في السلطة الفلسطينية، وخاصة عماد الفالوجي وعرفات نفسه، أن الانتفاضة كانت مخططة مسبقا قبل أشهر من هذه الزيارة ، ربما في يوليو أو تموز عند عودة ياسر عرفات من محادثات كامب ديفيد.[56][57][58]

ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة شدد الاحتلال الإسرائيلي القيود على دخول المسجد الأقصى من تحديد أعمار المصلين، فلا يسمح لمن هم دون الـ45 سنة من سكان الضفة الغربية من دخول المسجد بدون تصاريح، حتى في أهم وأقدس المناسبات الإسلامية مثل شهر رمضان المبارك، أما بالنسبة لسكان قطاع غزة فلا يسمح إلا لأعداد قليلة من كبار السن ممن تتجاوز أعمارهم 50 سنة بدخول المسجد الأقصى وبتصاريح خاصة.[59]

قرار اليونيسكو سنة 2016

[عدل]

في يوم 14 أكتوبر 2016، اتخذت لجنة البرامج والعلاقات الخارجية في المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو قرارًا جاء فيه أن المنظمة تعتبر المسجد الأقصى أحد المقدسات الإسلامية، بدون ذكر وجود أي علاقة تاريخية بين اليهود والمسجد، ومستنكرة اقتحامه المتكرر من قبل بعض المتطرفين الإسرائيليين ومن قبل الجيش الإسرائيلي. وجاء هذا القرار استجابةً لمشروع تم تقديمه من قبل الجزائر ومصر ولبنان والمغرب وعمان وقطر والسودان. وقد رحبت عدة منظمات وهيئات إسلامية بالقرار وفي مقدمتها منظمة التعاون الإسلامي ومرصد الجامع الأزهر، وهيئة علماء المسلمين في العراق، إلى جانب الحكومة والفصائل الفلسطينية.[60] بالمقابل، قالت مصادر إسرائيلية أن الحكومة تسعى إلى تليين قرار اليونيسكو سالف الذكر، وأن إسرائيل تجري اتصالات دبلوماسية حثيثة لتليين صيغة نص القرار. وقال محللين آخرين أيضًا أن هذا تأكيد دولي على أن القدس منطقة محتلة، وعلى إسرائيل التفاوض بشأنها.[61]

منع الصلاة في المسجد سنة 2017

[عدل]
الشرطة الإسرائيلية داخل الحرم القدسي بعد عملية إطلاق النار التي أودت بِحياة ثلاثة عناصر منهم.

في يوم الجمعة 20 شوال 1438هـ الموافق فيه 14 يوليو 2017م، قالت الشرطة الإسرائيلية إنها قررت منع صلاة الجمعة في المسجد الأقصى لهذا اليوم وإغلاق أبوابه حتى إشعار آخر، وذلك في أعقاب عملية إطلاق نار وقعت صباح نفس اليوم المذكور أفضت إلى استشهاد ثلاثة شبان فلسطينيين وقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الإسرائيلية بالقرب من باب الأسباط بالقدس. ونشرت الشرطة المذكورة تصريح مكتوب قالت فيه أن قائدها العام في القدس «يهورام هاليفي» قرر إغلاق أبواب المسجد، وإعلانه منطقة عسكرية يمنع بموجبها على المصلين دخوله إضافة إلى البلدة القديمة في القدس، لتكون تلك المرة الأولى التي تقفل فيها أبواب المسجد أمام المصلين منذ سنة 1969م، وذلك في اليوم التالي لإقدام اليهودي المتطرف مايكل دينس روهن على محاولة إحراق المسجد. بِالمُقابل قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الإغلاق هو ليوم واحد فقط.[62][63] وعندما أُعلن هذا الأمر، دعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين إلى شد الرحال للأقصى والتواجد على الحواجز وفي الساحات لإقامة صلاة الجمعة، وقال أن «لا قوة على وجه الأرض ستمنعهم من التوجه للأقصى وإقامة صلاة الجمعة فيه».[63] بالمقابل شرعت منظمات وأحزاب يهودية بحملة تحريض واسعة بحق المسجد الأقصى والمصلين، عقب عملية إطلاق النار سالِفة الذِكر، وقال عضو الكنيست من حزب البيت اليهودي «موتي يوغاف» إلى إغلاق المسجد الأقصى بوجه المسلمين لفترة دائمة، وقالت منظمة جبل الهيكل إلى الرد على عملية القدس عبر زيادة بناء المستوطنات اليهودية وزيادة ساعات الاقتحام للأقصى،[63] كما قال نائب وزير الجيش الإسرائيلي، الحاخام إيلي بن دهان، إنه يجب على اليهود أن يعززوا قبضتهم على المسجد الأقصى، وضمان أن يصلي كل يهودي فيه بأمان وفي كل وقت.[64]

مُسلمون يُؤدون الصلاة على إحدى بوابات المسجد الأقصى أثناء الاحتجاج على القرارات الإسرائيلية.

وفي يوم 22 شوال 1438هـ الموافق فيه 16 يوليو 2017م، نصبت السُلطات الإسرائيلية بوَّابات تفتيش إلكترونيَّة على عدد من أبواب الأقصى في سبيل تعزيز إجراءاتها الأمنيَّة، بِالإضافة إلى كاميرات مُراقبة لِلاطلاع على ما يجري داخل باحات المسجد. ثُمَّ أعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان افتتاح بابيّ الأسباط والمجلس المُؤديان إلى المسجد، لكنَّهُ في نفس الوقت قال أنَّ «إسرائيل هي صاحبة السيادة في المسجد، وموقف الدُول الأُخرى ليس مهماً» وأنَّ «إسرائيل إذا قررت فعل شيء في القدس ستُنفذه». وقد رفض موظفو الأوقاف الإسلاميَّة الدُخول إلى المسجد ومُباشرة أعمالهم احتجاجًا على هذه الخطوة الإسرائيليَّة. أيضًا رفض عامَّة الناس الانصياع للإجراءات الإسرائيليَّة ورفضوا دخول المسجد عبر هذه البوابات، وتجمهروا أمام باب الأسباط لِأداء الصلاة، وأعلنوا الاعتصام لِلحيلولة دون تحويل وضع المسجد الأقصى إلى ما يشبه الوضع القائم في المسجد الإبراهيمي بالخليل والإبقاء على البوابات الإلكترونية بشكلٍ دائم.[65] استمرَّ الوضع قائمًا على هذه الحال بضعة أيَّام، فتظاهر المقدسيُّون وتابعوا اعتصامهم أمام أبواب المسجد الأقصى، وتخلل ذلك بعض الاشتباكات مع الشرطة الإسرائيليَّة، وفي يوم 4 ذي القعدة 1438هـ الموافق فيه 27 يوليو 2017م أعلنت الشرطة الإسرائيلية إزالة كل الإجراءات الأمنية التي استحدثتها وعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل وقوع الهُجوم الذي أدى إلى مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة، فعمَّت الاحتفالات مدينة القدس ابتهاجًا بفتح أبواب المسجد الأقصى، وأقيمت الصلوات في مواعيدها المعتادة بداخل الحرم يومذاك.[66] وبعد إعادة افتتاح المسجد ببضعة أيَّام، وتحديدًا يوم 8 ذي القعدة 1438هـ، كشف رئيس مركز القدس الدولي حسن خاطر، أن السلطات الإسرائيلية صادرت وثائق مهمة كانت محفوظة بداخله، تتعلق بأملاك وأوقاف القدس وأراضيها، وذلك أثناء فترة إغلاقه أمام المسلمين. وحذَّر من كارثة كبيرة تحوم حول الحرم القدسي نظرًا لأن إسرائيل تمهد للتلاعب بالوثائق التي استولت عليها بهدف إلحاق الضرر بالأوقاف، التي تشكل أملاكها ما نسبته 90% من البلدة القديمة، مقسمة بين عقارات وأراضٍ ووقف إسلامي. بعد هذا الاكتشاف، شكَّلت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس لجنة فنية لحصر حجم المفقودات من الوثائق المسروقة للتحرك ضد إسرائيل.[67]

اقتحام المسجد الأقصى 2022

[عدل]

في صباح يوم الجمعة الموافق 15 أبريل 2022 قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى، مستخدمةً قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، مما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 90 فلسطينياً بجروح.[68]

العمارة

[عدل]
موقع المسجد داخل أسوار البلدة القديمة بالقدس.

المسجد الأقصى هو المنطقة المحاطة بالسور المستطيل الواقعة في جنوب شرق مدينة القدس المسورة والتي تعرف بالبلدة القديمة. وتبلغ مساحة المسجد قرابة الـ 144 دونماً ويشمل قبة الصخرة والمسجد الأقصى حسب الصورة المرفقة، وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم. ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تسمى هضبة موريا وتعتبر الصخرة هي أعلى نقطة في المسجد وتقع في موقع القلب بالنسبة للمسجد الأقصى الشريف.

وتبلغ قياسات المسجد: من الجنوب 281 مترا ومن الشمال 310 أمتار ومن الشرق 462 مترا ومن الغرب 491 مترا. وتشكل هذه المساحة سدس مساحة البلدة القديمة، وهذه الحدود لم تتغير منذ وضع المسجد أول مرة كمكان للصلاة بخلاف المسجد الحرام والمسجد النبوي اللذين تم توسعيهما عدة مرات.

وللمسجد الأقصى أربعة مآذن هي مئذنة باب المغاربة الواقعة الجنوب الغربي، مئذنة باب السلسلة الواقعة في الجهة الغربية قرب باب السلسلة، مئذنة باب الغوانمة الواقعة في الشمال الغربي، ومئذنة باب الأسباط الواقعة في الجهة الشمالية.

معالم المسجد الأقصى

[عدل]
جولة في المسجد الأقصى (المسجد القبلي ومسجد قبة الصخرة )

المصليات

[عدل]

يتكون المسجد الأقصى من سبع مصليات أو مساجد معمدة مع عدة قاعات صغيرة إضافية من الجهة الغربية والشرقية من الجزء الجنوبي من المسجد.[36] وقد كان يوجد 121 نافذة من الزجاج الملون في المسجد من عصور الخلافة العباسية والفاطمية. تم استعادة حوالي ربعهم في عام 1924.[45]

والمساجد هي:

1 - الجامع القِبلي
الجّامِعُ القبليّ، أحد أهمّ معالم المسجد الأقصى المُبارك.
المصلى القبلي من الداخل.
وهو الجامع المسقوف الذي تعلوه قبّة رصاصية، والواقع في جنوبيّ المسجد الأقصى في جهة القِبلة، ومن هنا جاءت تسميته بـ «القِبلي». ويُعتبر هذا الجامع المصلّى الرئيس الذي يخطب فيه الخطيب في صلاة الجمعة، كما أنّه يُعتبر المصلّى الرئيس للرجال داخل المسجد الأقصى حيث يقف الإمام، وحيث يوجد المحراب والمنبر الرئيسان.[69] والبناء الحالي يعود للعصر الأموي، حيث بَدأ العمل على تجديد بناءه الخليفة عبد الملك بن مروان، وأتمّه ابنه الخليفة الوليد بن عبد الملك بين عامي 86 هـ-96 هـ الموافق 705-714م، وكان في الأصل مكونًا من 15 رواقًا، ثم أًعيد ترميمه بعد تعرّضه لزلازل أدّت لتصدّعه، واختُصِرت أروقته في عصر الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله إلى 7 أروقة، وفي وقتنا الحالي يتكوّن من رواق كبير في الوسط و3 أروقة في كل جانب. وللجامع قبّة مرتفعة داخلية مصنوعة من الخشب، تعلوها القبّة الرئيسة الخارجيّة والمُغطّاة بألواح الرصاص. وتبلغ مساحة الجامع حوالي 4 دونمات، طوله 80م وعرضه 55م، على اختلاف يسير بين طول ضلعه الشرقي والغربي، وله 11 بابًا، ويتّسع إلى حوالي 5500 مصلّ.[70]
وكان أوّل من بناه هو عمر بن الخطاب عند الفتح الإسلامي عام 15 هـ، وذلك بعد أن استشار كعب الأحبار في مكان بناء المسجد، فأشار عليه في مكان الصخرة، فرفض ذلك عمر وقال: «بل نجعل قبلته صدره كما جعل رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبلة مساجدنا صدورنا»،[71] وكان بناؤه من الخشب، وكان يتّسع حوالي 1000 مصلّ، ثمّ جدّده الخليفة معاوية بن أبي سفيان، فصار يتّسع حوالي 3000 مصلّ. وعندما سيطر الصليبيون على القدس قسّموا الجامع القبلي إلى ثلاثة أقسام: أحدها تحوّل إلى مكاتب، والآخر إلى سكن لفرسان المعبد، والثالث إلى كنيسة، وبقي الأمر كذلك حتى عهد صلاح الدين الأيوبي فرمّم المسجد عام 538 هـ الموافق 1187، ثم توالت الترميمات في عصر الدولة المملوكية والدولة العثمانية لاحقًا. وفي العصر الحديث، وبعد احتلال اليهود لفلسطين، بقي الجامع القبلي تحت تهديد اليهود، فعمدوا إلى أعمال حفر تحت أغلب الجدار الجنوبي للمسجد وتحت أساسات الجامع القبلي كلها مما هدّدت أساساته، كما تعرّض الجامع القبلي لحريق مفتعل وذلك يوم 21 أغسطس 1969 على يد مايكل دينس روهن،[72] فاحترق منبر نور الدين زنكي، وامتد الحريق ليشمل أغلب الأروقة الثلاثة الشرقية، بالإضافة إلى سقفه الخشبي.[70][73]

وفي يناير 2007، ذكر عدنان الحسيني – رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية والمسؤول عن كتائب شهداء – أنه سيجري تركيب منبر جديد؛[72] وقد جرى تثبيته في فبراير 2007.[74] كما أن تصميم المنبر الجديد هو من تصميم جمال بدران استناداً إلى نسخة طبق الأصل من منبر صلاح الدين الأيوبي، وقد عمل عليه بدران مدة خمس سنوات.[69] المنبر نفسه جرى بناؤه في الأردن في مدة أربع سنوات، واستخدم الحرفيين أساليب النجارة القديمة لبنائه، واستعمل قطع من أوتاد بدلاً من المسامير لتثبيته.[72]

2 - المصلى المرواني
المصلى المرواني في المسجد الأقصى.
ويقع في أسفل الزاوية الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى، وكان يُعرَف قديمًا «بالتسوية الشرقية»، وقد بناه الأمويون كتسوية معمارية لهضبة بيت المقدس الأصلية المنحدرة جهة الجنوب، حتى يتسنّى البناء فوق قسمها الجنوبيّ. ويتكوّن المصلّى المرواني من 16 رواقًا، وتبلغ مساحته الإجمالية أكثر من 4000 مترًا مربعًا، وهي أكبر مساحة مُغطاة للصلاة في المسجد الأقصى. عندما سيطر الصليبيون على المسجد الأقصى، قاموا بتحويل المصلّى المرواني إلى إسطبلات للخيول، وسمّوه «إسطبلات سليمان»، وهي تسميّة توراتية نسبةً إلى النبي سليمان. وبعد تحرير المسجد الأقصى في عهد صلاح الدين الأيوبي، أعاد المصلى المرواني إلى استعماله السابق باعتباره تسويةً ومخزنًا. وبقي الأمر كذلك حتى عام 1996، حيث تم افتتاحه كمُصلّى وسُمي يومئذٍ بالمُصلّى المرواني نسبةً إلى عبد الملك بن مروان.[70]
وكان سبب افتتاحه كمُصلّى هو تسريب وثيقة سريّة لتقسيم المسجد الأقصى باعتبار ما تحت الأرض لليهود وما فوق الأرض للمسلمين وذلك في عام 1995، بعد ذلك قررت عدة هيئات إسلامية البدء بالعمل على فتح المصلّى المرواني، فبدأت بتنظيف المكان، ومدّ الكهرباء إليه وإضاءته، ثم تبليط المصلّى، وتبرعت مصر بفرش المصلّى، وتم فتح عدّة أبواب له. وكان هذا العمل الذي تم هو السبب المُعلَن للزيارة التي قام بها أرئيل شارون للمسجد يوم الخميس 28 سبتمبر 2000، والتي أدّت لانطلاق انتفاضة الأقصى والتي استمرت 5 سنوات.[70]
3 - مصلى الأقصى القديم
مصلى الأقصى القديم.
ويقع هذا المصلّى تحت الجامع القبلي، يدخل إليه عبر درج يقع قرب الرواق الأوسط في الجهة الشمالية للجامع القبلي، وهو عبارة عن ممر يتكون من رواقين باتجاه الجنوب بناه الأمويون ليكون مدخلاً ملكيًا إلى المسجد الأقصى من القصور الأموية التي تقع خارج حدود الأقصى من الجهة الجنوبية. ويوجد عند المدخل الشمالي منه غرفة صغيرة كانت تستخدم للحرس، كما يوجد غرفة أكبر تقع عند بقايا الباب المزدوج عند المدخل الجنوبي للمصلّى والتي كانت تستخدم للحرس أيضًا، وهي تحتوي على محراب في مدخلها، ويوجد بئر عميق ومغلق الآن. ومن العناصر المعمارية المميزة فيه وجود قبّتان أمويتان مسطحتان تقومان فوق مدخله الجنوبي، وعندهما يوجد أعمدة حجرية ضخمة تشكل الأساس الذي تقوم عليه منطقة قبة الجامع القبلي، وقد رُممت عام 1927. بتمويل من الملك فاروق من مصر، وقد كان هذا المصلّى مغلقًا لا يُفتح إلا في حالات الضروري حتى عام 1998، حيث تم تنظيفه وإعداده ليكون مكانًا ملائمًا للصلاة، وهو يتّسع لحوالي 1000 مصلّ.[70]
4 - مسجد قبّة الصخرة
مقطع في مسجد قبة الصخرة.
وتعتبر قبّته إحدى أهم وأبرز المعالم المعمارية الإسلامي، وأقدم بناء إسلامي بقي محافظًا على شكله وزخرفته في الأغلب. بنى هذه القبّة الخليفة عبد الملك بن مروان، حيث بدأ في بنائها عام 66 هـ الموافق 685م، وانتهى منها عام 72 هـ الموافق 691م، وأشرف على بنائها المهندسان رجاء بن حيوة الكندي، وهو من التابعين المعروفين، ويزيد بن سلام مولى عبد الملك بن مروان. وقبّة الصخرة عبارة عن بناء مثمن الأضلاع له أربعة أبواب، وفي داخله تثمينة أخرى تقوم على دعامات وأعمدة أسطوانية، في داخلها دائرة تتوسطها «الصخرة المشرفة» التي يعتقد المسلمون بأن النبي محمد صعد منها إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج،[75] وترتفع هذه الصخرة نحو 1.5 مترًا عن أرضية البناء، وهي غير منتظمة الشكل يتراوح قطرها بين 13 و18 مترًا، وتوجد مغارة تُسمّى «مغارة الأرواح» أسفل جزء منها تعلوها فتحة، وتعلو الصخرة في الوسط قبّة دائرة بقطر حوالي 20 مترًا، مطلية من الخارج بألواح الذهب، ارتفاعها 35م، يعلوها هلال بارتفاع 5م. ويعتقد بعض الباحثين أن بناتها خططوا لجعلها قبة للمسجد الأقصى كاملاً.[76]
5 - مسجد البراق
مصلى البراق.
ويقع في الناحية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى، وسُمّي بذلك نسبةً إلى المكان الذي ربط فيه النبي محمد دابته البراق في رحلة الإسراء والمعراج، وفيه حلقة عثمانية يُقال أنّها وُضعت في مكان الحلقة التي رُبط عندها البراق. كما يحتوي المسجد على محراب أموي، وكان يوجد في جهته الغربية باب قديم يُسمّى «باب البراق» وقد اُغلق بعد العهد الأموي، والذي كان يصل مباشرة إلى ساحة البراق خارج المسجد الأقصى، وينزل إلى مصلّى البراق حاليًا من خلال الرواق الغربي للأقصى بدرجات حجرية، والذي يُفتح كل يوم جمعة للزيارة.[70]
6 - مسجد المغاربة
ويقع في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى جنوبي حائط البراق، وله بابان، واحد مُغلق في الجهة الشمالية، وآخر مفتوح في الجهة الشرقية. ويُستعمل اليوم كقاعة عرض لأغراض المتحف الإسلامي الذي نُقل من الرباط المنصوري إلى هذا المسجد وذلك في عام 1348 هـ الموافق 1929. وقد قيل أنّ أوّل من بناه هو صلاح الدين الأيوبي سنة 590 هـ الموافق 1193، وكانت تُقام فيه الصلاة على المذهب المالكي.[70]
7 - جامع النساء
ويقع داخل المسجد الأقصى، ويمثّل الجزء الجنوبي الغربي منه، حيث يمتد بمحاذاة حائطه الجنوبي بدءًا من الجدار الغربي للجامع القِبلي وحتى الحائط الغربي للمسجد. وهو اليوم مُقسّم إلى ثلاثة أقسام: أولها غربي ملحق بالمتحف الإسلامي، وثانيها في الوسط وبه توجد مكتبة الأقصى الرئيسية، وثالثها شرقي ملاصق للجامع القبلي، ويُستعمل الآن كمستودع. وجامع النساء عبارة عن بناء كبير واسع مرتفع عن مستوى الجامع القبلي، ويرى باحثون بأن بناءه يعود إلى العهد الصليبي، حيث بُني ككنيسة، ليعيده صلاح الدين الأيوبي لمُصلّى خُصّص للنساء.[70]

8-مصلى باب الرحمة

مصلى باب الرحمة من الداخل

أنشأ الأميون باب الرحمة ليكون مشتركا بين سور القدس التاريخي والمسجد الأقصى، وبُني المصلى ملاصقا له، فمنذ العهد الأموي حتى العباسي بقي المصلى مفتوحا، وتعمد الفرنجة خلال احتلالهم للمدينة فتح المصلى في أيام عيد الفصح، وبعد تحرير القدس أغلق القائد صلاح الدين الأيوبي الباب المشترك بين السور والمسجد لأسباب أمنية وأعاد استخدام المبنى للصلاة وظل كذلك في العهدين المملوكي والعثماني.أُهمل المكان في فترة الاحتلال البريطاني التي اتسمت بالتضييق على المصلين لكنه بقي مفتوحا أمامهم طيلة العهدين البريطاني والأردني، ومع مجيء الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 تم تهميش المصلى، لكنه عاد وانتعش عام 1992 عندما بات مقرا للجنة التراث الإسلامي التي حُظرت عام 2003 وكان ذلك الإجراء الذريعة التي اتخذها الاحتلال لإغلاق المصلى المستهدف، وفي العام 2018 وضعت نقطة حراسة لشرطة الاحتلال الإسرائيلي أعلى المصلى، وفي العام 2019 وضعت قوات الاحتلال قفل على البوابة المؤدية للمصلى وهو ما فجّر هبّة شعبية أدت لإعادة فتح المصلى، ومنذ إعادة فتح المصلى استهدفت شرطة الاحتلال الحراس والمصلين وكافة المبادرات الرامية لإعمار المصلى وتهيئته لاستقبال المصلين.[77]

واجهة المسجد والشرفة

[عدل]
الواجهة
واجهة المسجد القبلي. شيدت في العهد الفاطمي، وتم ترميمها في العهد الأيوبي والمملوكي

تم بناء واجهة المسجد في عام 1065م، بناء على تعليمات من الخليفة الفاطمي المستنصر بالله. مع درابزين (بهو) يتكون من ممرات وأعمدة الصغيرة. وقد تضررت الواجهة خلال الحقبة الصليبية خلال حكمهم لفلسطين، ولكن تم ترميمها وتجديدها في العهد الأيوبي. بالإضافة إلى ذلك تم تغطية الواجهة بالبلاط.[35] أما المواد المستعملة في أقواس الواجهة فهي مواد زينة منحوتة أخذت من الهياكل الصليبية في القدس.[78] كما يوجد أربعة عشر قوس حجري على طول الواجهة معظمها من نمط العمارة الرومانسكية،[79] أما الأقواس الخارجية التي أضيفت في العهد المملوكي فقد اتبعت نفس التصميم العام. كما يوجد قوس مركزي عند مدخل واجهة المسجد.

الشرفة

الشرفة تقع في الجزء العلوي من الواجهة. والخلجان المركزية من الشرفة فهي تعود لفترة فرسان الهيكل أثناء الحملة الصليبية الأولى، أما الشرفة نفسها فقد أمر ببنائها المعظم ابن العادل أبو بكر بن أيوب أخ صلاح الدين الأيوبي وذلك عام 1217م.[35]

القباب

[عدل]

يحتوي المسجد الأقصى عدة قباب جميلة تعد من أبرز معالمه وإحدى التحف الإسلامية الخالدة،[80] وأجملها كما أنها تضفي عليه جواً قدسياً، خاصة درتها قبة الصخرة المشرفة الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك.[81] والمعلوم أن المسجد الأقصى يحتوي على خمسة عشرة قبة وهي:[81][82]

قبة الصخرة
قبة الصخرة ثلاثية الأبعاد

قبة الصخرة هي المبنى المثمن ذو القبة الذهبية،[83] وموقعها بالنسبة للمسجد الأقصى ككل كموقع القلب من جسد الإنسان أي أنها تقع في وسطه إلى اليسار قليلاً.[83] وهذه القبة تعتبر هي قبة المسجد ككل، وهي من أقدم وأعظم المعالم الإسلامية المتميزة. ويعود تاريخ تاشييدها إلى العهد الأموي عام 72هـ (692م)،[84][85] وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الصخرة التي تقع داخل المبنى والتي عرج منها النبي النبي محمد إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج على أرجح الأقوال لأن الصخرة هي أعلى بقعة في المسجد الأقصى. وقبة الصخرة هي حالياً مصلى النساء في المسجد الأقصى. والصخرة غير معلقة كما يعتقد عامة الناس، لكنه يوجد أسفلها مغارة صغيرة.[83][84]

قبة السلسلة.
قبة السلسلة ومن خلفها قبة الصخرة.

وتقع قبة السلسلة داخل المسجد الأقصى المبارك شرقي قبة الصخرة، وتم تشييدها بناء على أوامر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان عام 72هـ (692م)،[84] ويشير ابن عبد ربه مؤلف كتاب العقد الفريد،[83] أن سبب تسميتها بقبة السلسلة أنه كانت توجد بها سلسلة يمسها المتقاضون وأن هذه السلسلة حليف كل صديق في القول وأنها تبتعد عن كل من يكذب وتربط هذه الروايات بين هذه السلسلة وتلك التي كان يتخذها النبي داود لحسم النزاع بين الخصوم في مجلس القضاء، وهذا لاشك من الخزعبلات غير المقبولة.[83] ومن المعروف أن هذه القبة قد تعرضت للانتهاك أثناء الحملات الصليبية وأعيد تجديدها عدة مرات منذ استرداد صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس وقد أوقفت سلطات الاحتلال الصهيوني عمليات الترميم التي كانت جارية بها في عام 1970م ، ثم استكملت في التسعينات من القرن الماضي.[83]

وقبة السلسلة هي على شكل سداسي يحملها مضلع مسدس مؤلف داخلياً من ستة أعمدة،[83] تحمل تحمل بدورها العقود التي يرتكز عليها عامود القبة، وخارجها أحد عشر عموداً تحمل عقوداً مماثلة وقد سد فيما بعد بين اثنين من هذه الأعمدة لإنشاء المحراب الموجود بها وعلى ذلك فإن لهذه القبة سبعة عشر عموداً،[84] وقد كسيت هذه القبة ببلاطات من القاشاني التركي عند ترميمها في عهد السلطان سليمان القانوني في القرن 16م.[83]

قبة النحوية.
القبة النحوية

تقع القبة النحوية في الطرف الجنوب الغربي لساحة قبة الصخرة،[86] ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد الأيوبي عام 1207 على يد الأمير حسام الدين أبي معد قمباز في عهد الملك شرف الدين أبو المنصور عيسى الأيوبي،[86] لتكون مدرسة متخصصة لتعليم العلوم اللغوية من صرف ونحو داخل المسجد الأقصى المبارك، فعرفت بالقبة النحوية، وأيضا المدرسة النحوية.[86][87]

تتكون القبة من ثلاث غرف متصلة، حيث تقوم قبتها الكبرى فوق الغرفة الغربية، بينما توجد قبة أخرى أقل ارتفاعا فوق الغرفة الشرقية، ولها مدخل رّئيسي يقع في واجهتها الشّمالية.[86] تحولت القبة النحوية إلى مكتبة في عهد الاحتلال البريطاني،[86] وتستعمل اليوم كمقر لمحكمة الاستئناف الشرعية (وهو جزء من المحكمة الشرعية في القدس، والذي يتبع بدوره للأردن[86] واسمها الدقيق الآن هو: مكتب القائم بأعمال قاضي القضاة، ومن تحتها أرشيف المحكمة.[86] وقد حماها هذا الاستعمال هو من أخطار الاحتلال، حيث أنها تشرف بشكل واضح على حائط البراق من داخل الأقصى المبارك،[86] كما تشرف على بابي المغاربة وباب السلسلة.[86] ولذلك تعتبر نقطةً ساخنةً عند وقوع اعتداءات صهيونية على المسجد الأقصى المبارك، كما حدث في انتفاضة الأقصى عام 2000م،[86] حيث اقتحم الصهاينة الأقصى من باب السلسلة،[86] وسيطروا على القبة النحوية،[86] ومن ثم سيطروا على الجهة الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى المبارك، وقتلوا شهيدا عند باب المغاربة، وقد استشهد 5 مصلين برصاص الاحتلال في ذلك اليوم،[86] فضلا عن إصابة العشرات.[86]

قبة الآرواح
قبة الأرواح

وتقع قبة الأرواح داخل المسجد الأقصى المبارك بالقرب من قبة المعراج، ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد العثماني في منتصف القرن 16م.[83][88]

وقد شيدت هذه القبة على مضلع مثمن الأضلاع يتألف من ثمانية أعمدة رخامية تحمل ثمانية عقود حجرية وهي قبة قليلة الارتفاع بعض الشيء.[83][88]

قبة النبي سليمان
قبة النبي سليمان عليه السلام

وتقع قبة النبي سليمان داخل المسجد الأقصى المبارك من الجهة الشمالية ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد الأموي وعلى الأرجح في عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك.[89]

وتقوم هذه القبة أيضا على بناء مثمن يبدأ بأربعة من الرخام وتم تخصيص واحدة منها لباب الدخول يواجه المحراب،[89] وفوق المثمن تم تشييد عامود أسطواني وقد فتحت به ثمانية نوافذ معقودة للإضاءة،[89] وفوق هذا العامود خوذة القبة وهي حجرية متينة البنيان وبداخل هذه القبة توجد صخرة صغيرة.[83][89]

قبة الخضر
قبة النبي الخضر عليه السلام

وتقع قبة الخضر داخل المسجد الأقصى المبارك في الزاوية الشمالية الغربية لساحة قبة الصخرة،[90] ويعود تاريخ تشييدها إلى الفترة العثمانية،[90] وتقوم هذه القبة على ستة أعمدة رخامية رشيقة وتحمل هذه الأعمدة عقودا حجرية مدببة ومزخرفة.[83][90]

قبة المعراج

وتقع قبة المعراج داخل المسجد الأقصى المبارك إلى الشمال الغربي من قبة الصخرة.[91] وشيدت عام 1200م بأمر من الأمير عز الدين الزنجلي والي القدس في عهد السلطان العادل أبو بكر بن أيوب.[91] وتم تشييدها لتخليد ذكرى المعراج، وتذكر بعض المصادر أن هذه القبة بنيت مكان قبة أخرى قديمة تعود إلى عهد عبد الملك بن مروان، وقد أشار إلى وجودها الرحالة ناصر بن خسرو قبل استيلاء الصليبيين على المدينة وهدمهم لها.[83][91]

قبة المعراج

ويعتبر التصميم المعماري للقبة فريد من نوعه وهو مثمن الشكل مثل قبة الصخرة المجاورة له،[83] ونجد في كل ركن من أركان المثمن أربعة أعمدة مدمجة إلا الجهة الجنوبية التي بها عمودان ليصبح مجموع الأعمدة ثلاثين عمودا،[91] وتحمل الأعمدة ثمانية عقود مدببة سدت فتحاتها بالرخام فيما عدا ضلع واحد يقع في الناحية الجنوبية،[91] وقد شيد به محراب حجري تبرز حنيته من الخارج،[91] ويقابله ضلع آخر في الناحية الشمالية فتح به باب الدخول إلى القبة،[91] وقد شيدت خوذة القبة بعد تحويل أعلى المثمن إلى دائرة،[91] وتتميز هذه القبة بوجود قبة أخرى صغيرة فوقها، بما يشبه التاج فوق رأسها.[83][91]

والقبة تستخدم اليوم من قبل لجنة الإعمار في المسجد الأقصى المبارك.[91]

قبة الميزان
قبة الميزان المعروفة أيضا بمنبر برهان في عام 1837

تقع قبة الميزان في الركن الجنوبي من صحن الصخرة المشرفة، ملاصقة للبائكة الجنوبية، والمعلوم أن بوائك الأقصى تعرف أيضا بالموازيين،[92] ومنه جاءت تسمية القبة باسم قبة الميزان.[92] ويعود تاريخ تشييدها إلى الفترة المملوكية على يد قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة الذي أنشأها عام 1388م، قبة الميزان وتعرف أيضا بمنبر برهان الدين وذلك لأنها على هيئة منبر فوقه قبة.[87][92]

وقد ذكر بعض المؤرخين أن المنبر في بداية عهده كان عبارة عن منبر خشبي جميل في شكله،[92] وفي عام 1388م أعيد بناء المنبر بالكامل من الحجر على النمط الهندسي الذي تشتهر به المنابر المملوكية المعروفة بنقشها وجمالها.[92] ويتكون هذا المنبر من بناء حجري،[93] وله مدخل يقوم في أعلاه عقد يرتكز على عمودين صغيرين من الرخام. ويُصعد منه إلى درجات قليلة تؤدي إلى دكة حجرية معدة لجلوس الخطيب، وتقوم فوقها قبة لطيفة صغيرة، وقد أقيمت على أعمدة رخامية جميلة الشكل.[87][92][93]

وقدد جُدّد المنبر مرتين الأولى في عهد السلطان العثماني عبد المجيد بن محمود الثاني عام 1843م، والثانية في أواخر سنة 2000م، على يد مجموعة من الطلبة الإيطاليين، وذلك عن طريق دائرة الأوقاف الإسلامية.[92]

قبة يوسف آغا
قبة يوسف آغا

تقع القبة داخل المسجد الأقصى المبارك على الجانب الغربي من الجامع القبلي،[94] وتم تشييدها عام 1092هـ (1681م) بأمر من يوسف آغا الوالي العثماني على القدس،[94] وقد كانت على ما يبدو مخصصة للعبادة على مقربة من الجامع القبلي.[94] وهي تغطي هذه القبة مساحة مربعة شيدت بمداميك من الأحجار المشذبة وقد فتحت ثلاثة جدران بكاملها تقريباً على ساحة المسجد الأقصى المبارك،[94] وذلك باستخدام عقود مدببة بينما شيد المحراب في الجدار الجنوبي،[94] وهو محراب مجوف بسيط.[83][94]

قبة النبي موسى
قبة النبي موسى عليه السلام

وتقع قبة النبي موسى داخل المسجد الأقصى المبارك على بالقرب من البائكة الجنوبية الغربية،[95] ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 1250م في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل الأيوبي،[95] ويبدو من تصميمها أنها كانت مخصصة لتعبد أمراء الأيوبيين عند زيارتهم للقدس أو لبعض المشاهير والشيوخ بعد ذلك.[95]

والقبة هي مربعة الجدران فتحت بها نوافذ للإضاءة ،[95] ويقع المدخل في الضلع الشمالي المواجه لجدار القبة ومن ناحية الشكل فقد تم تحويل المربع إلى مثمن،[95] وقد فتحت في أضلاع المثمن نوافذ للإضاءة ،[95] وبعد ذلك تم تشييد خوذة القبة المثمنة.[83][95]

قبة محراب النبي عليه الصلاة والسلام
قبة النبي

وتقع قبة النبي داخل المسجد الأقصى المبارك غرب قبة الصخرة، بجوار قبة المعراج[96] ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 1538 بأمر من محمد بك والي غزة والقدس الشريف ثم أعاد تشييدها السلطان العثماني عبد المجيد الأول عام 1845،[97] أما عن سبب تسميتها فيعتقد بعض المؤرخين أنها بنيت في المكان الذي صلى فيه النبي محمد إماما بالأنبياء والملائكة في ليلة الإسراء،[96] حيث تشير بعض النصوص إلى أنّ المعراج كان على يمين الصخرة،[96] ويقول الباحثون إن هذا سبب تعدد القباب على يمين قبة الصخرة.[96]

كما يعتبر محراب النبي هو أول ما تم تشييده في هذه القبة،[96] وقد أمر بتشييدها محمد بك والي غزة والقدس الشريف في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني في عام 1538م، والمحراب هو على هيئة مستطيل رخامي لا يرتفع عن الأرض كثيراً، وفي نهايته شكل ثلاثي الأضلاع أكثر ارتفاعاً من بقية المستطيل.[96] وفي عام 1845م، قام السلطان عبد المجيد الثاني بتشييد قبة فوق هذا المحراب ومنها جاءت تسميتها،[83] وهي مثمنة الشكل قاعدتها من ثمانية أعمدة رخامية رشيقة تحمل ثمانية من العقود الحجرية المدببة.[83][96]

قبة يوسف
قبة يوسف بن أيوب المعروف بصلاح الدين الأيوبي

تقع قبة يوسف داخل المسجد الأقصى المبارك جنوب قبة الصخرة،[98] ويعود تشييدها إلى العهد العثماني عام 1681 م.[98] وسميت القبة بقبة يوسف تيمناً وتذكاراً بيوسف بن أيوب المعروف بالناصر صلاح الدين الأيوبي.[83] وتقوم هذه القبة على بناء مربع تتألف قاعدته من عمودين رخاميين رشيقين وجدار في ناحية القِبلة،[98] ومن ثم فهي عبارة عن ثلاثة عقود مفتوحة وجدار مسدود وبوسط هذا الجدار حنية صغيرة تشبه المحاريب المجوفة وبداخلها نص على لوح يحمل اسم صلاح الدين الأيوبي،[98] وهذا اللوح مأخوذ من برج بناه السلطان صلاح الدين على سور المدينة عند الخندق.[98] وخلف هذا النص من الخارج يوجد نص أخر يبين أعمال البناء التي أجريت في العهد العثماني،[98] واسم المشرف على البناء وهو علي أغا يوسف أغا.[83][98]

قبة عشاق النبي عليه الصلاة والسلام
قبة عشاق النبي

تقع قبة عشاق النبي صلى الله عليه وسلم داخل المسجد الأقصى المبارك،[99] في الركن الجنوب الشرقي من باب العتم،[99] ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 1817م في عهد السلطان العثماني محمود الثاني،[87][99] ولهذا السبب تعرف باسم إيوان السلطان محمود الثاني.[99] وأما اسمها الحالي فمصدره اعتياد بعض شيوخ الصوفية الاجتماع للذكر تحتها.[99]

وهي عبارة عن مبنـى مربع الشكل طول ضلعه 7 أمتار، قائم على أربع دعائم ركنيّة تعلوها أربعة عقود مدببة تعلوها قبـة ضحلة.[99] والمبنى مفتوح الجوانب، وبه محراب حجري مجوف جميل أضيف في فترة لاحقة في وسط الجهة الجنوبيّة.[99] ويصعد إلـى صحن هذه القبة من خلال ثلاث درجات من الجهتين الغربية والشرقيّة،[99] وأرضيتها مبلّطة بالحجر، وعلى حافتها من الجهة الشمالية عمودان نائمان يبدو أنّهما وضعا في زمن متأخّر كدربزين[87][99]

قبة الشيخ الخليلي.
قبة الشيخ الخليلي.

تقع قبة الشيخ الخليلي في صحن الصخرة، في جزء الشمال الغربي من قبة الصخرة،[100] وتفصل بينهما قبتا النبي والمعراج.[100] ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد العثماني عام 1700م،[100] وعرفت باسم شيخ صوفي كان يؤمها ويتعبد فيها، وتعرف كذلك بقبة بخ بخ، ومصلى الخضر، ومسجد النبي.[87][100]

والقبة هي عبارة عن مبنى مربّع مقام على أربعة أركان،[100] تعلوه قبّة ضحلة على الطراز العثماني،[100] وفي الجهات الأربع ثماني نوافذ مستطيلة الشكل.[100] حيث يقع في واجهة المبنى الشرقيّة باب صغير يعلوه نقش يحمل اسم وتاريخ المبنى.[87][100] ويوجد بداخل هذه القبة من جهة القبلة محراب من حجر كلسي ملكي فيه حنية حجريّة،[100] وتحت مبنى قبة الخليلي يوجد مبنى سفلي يسمى مغارة الأرواح،[100] يتوصل إليه من خلال سلم حجري مقطوع من الصخر، وهذا الكهف قليل التهوية عديم النور ولا يستعمل.[87][100]

وتستعمل القبة اليوم كمكتب للجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك.[100]

قبة النبي عيسى/ مهد النبي عيسى

وتقع قبة النبي عيسى والمسماة أيضا مهد النبي عيسى عند الزاوية الجنوبية الشرقية لسور القدس وسور المسجد الأقصى،[101] وتم تشييده لتخليد ذكرى النبي عيسى،[101] ورغم التجديدات التي لحقت به على مر العصور فهو يحتفظ بطابعه الأصلي والأساسي والذي ورد في أوصاف المؤرخين والرحالة الذين عاينوا هذا المكان المعروف باسم مهد النبي عيسى ومسجده.[83] وجددت القبة في العهد العثماني على نفس طرازها القديم وهي محمولة على أربعة عقود مدببة تستند بدورها على أربعة أعمدة رخامية رشيقة،[101] وتحت هذه القبة يوجد حوض حجري يسمى مهد النبي عيسى، وأمام هذا الحوض يوجد محراب حجري مجوف.[83]

الماَذن

[عدل]

للمسجد أربع مآذن وهي:

مئذنة باب المغاربة/ المئذنة الفخارية
المئذنة الفخارية، إحدى مآذن المسجد الأقصى الأربع [102]

تعتبر مئذنة المغاربة وتسمى أيضا المئذنة الفخارية أول مئذنة تشيد في المسجد في عام 1278م، وتقع على الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى، وهي قريبة من باب المغاربة وتحديدا فوق الطرف الشمالي الغربي لجامع النساء الواقع داخل المسجد الأقصى المبارك،[103] بناء على أوامر من السلطان المملوكي لاجين. وسميت بالفخارية نسبة إلى فخر الدين الخليلي، والد القاضي شرف الدين عبد الرحمن الذي أشرف على بناء المبنى.[104] وتم بناء المئذنة على الطراز السوري التقليدي، مع وجود قاعدة مربعة الشكل وعامود، مقسوم إلى ثلاثة طوابق ويقع فوق الطابقين الأولين شرفة المؤذن. ويحيط الشرفة غرفة مربعة التي تنتهي بدورها إلى قبة حجرية مغطاة بالرصاص.[105]

مأذنة باب الغوانمة
مئذنة باب الغوانمة

وتعتبر مئذنة الغوانمة المئذنة الثانية التي تشيد في المسجد، وقد بناها المهندس المعماري القاضي شرف الدين الخليلي مابين 1297–98م، [106] وهي أيضا بناء على الأوامر من بناء على أوامر من السلطان المملوكي لاجين،[104] وتقع في الركن الشمالي الغربي من الحرم القدسي الشريف بالقرب من باب الغوانمة .[106] وتتكون من ستة طوابق عالية ونوازل، وهي أطول مئذنة في الحرم القدسي.[106] وبرج المئذنة كلياً هو مصنوع من الحجر تقريبا، بصرف النظر عن القبة الخشبية التي تقع على شرفة المؤذن،[107] وبقيت مئذنة باب الغوانمة تقريبا بمنأى عن الهزات الأرضية بسبب هيكلها الراسخ. والمئذنة تنقسم إلى عدة طوابق مشكلة من الحجارة .ويعتبر الطابقين الأولين أوسع من بقية الطوابق، ويشكلا قاعدة البرج. ويعلو كلا من أربعة الطوابق الباقية عمود أسطواني وقبة بصلية الشكل (منتفخة). أما الدرج فهو يقع خارج الطابقين الأول والثاني، ولكنه يصبح على شكل لولبي داخل الطابق الثالث حتى تصل إلى شرفة المؤذن.[108]

مئذنة باب السلسلة
مئذنة باب السلسلة

تعتبر مئذنة السلسلة المئذنة الثالثة التي تشيد في المسجد وذلك في عام 1329 م بناء على أوامر الأمير سيف الدين تنكز الناصري الحاكم المملوكي على الشام،[109] في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون وذلك وفق ما جاء بالنقش التذكاري الموجود في الجهة الشرقية من قاعدة المئذنة:[104]

«بسم الله الرحمن الرحيم أمر بعمارة هذه المنارة المباركة في أيام مولانا السلطان الملك الناصر/ … في سنة ثلاثين وسبعمائة

وتقع مئذنة باب السلسلة على الحدود الغربية من المسجد الأقصى شمال باب السلسلة وتسمى أيضا بمنارة المحكمة.[109] وربما تكون هذه المئذنة حلت محل المئذنة الأموية في وقت سابق، ومبنى البرج هو مربع الشكل ومصنوع بالكامل من الحجارة.[110] ومنذ القرن 16، فقد كان التقليد المتبع هو اختيار أفضل مؤذن في المدينة وتم تعيينه في هذه المئذنة للنداء إلى كل من الصلوات الخمس، ويتم رفع الآذان من هذه المئذنة أولا، لإعطاء الإشارة لمؤذني المساجد الأخرى في جميع أنحاء القدس على أن تحذو حذوها.[111]

مئذنة باب الأسباط
مئذنة باب الأسباط/ مئذنة الصلاحية

تعتبر مئذنة الأسباط المئذنة الرابعة للمسجد وآخر مئذنة تشيده عليه وذلك في سنة 1367 كما أنها تسمى أيضا بمئذنة الصلاحية لكونها واقعة في جهة المدرسة الصلاحية الواقعة خارج المسجد الأقصى المبارك، [112] وتقع هذه المئذنة في الجهة الشمالية للحرم القدسي الشريف، بين باب حطة وباب الأسباط،[104][112] وقد بُنِيَت بأمر من الأمير سيف الدين قطلوبغا وهو ناظر الحرمين الشريفين في عهد السلطان المملوكي الأشرف شعبان، وذلك وفقاً للنقش التذكاري الذي كان موجوداً عليها:[104]

«أنشئت هذه المنارة المباركة في أيام مولانا السلطان الملك الأشرف شعبان بن حسن بن السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون/ خلد الله ملكه الأمير سيف الدين المقر الأشرفي السيفي قطلعوبغا ناظر الحرمين الشريفين أعز الله أنصاره في تاريخ سنة تسع وستين وسبعمائ

ومئذنة الأسباط هي عبارة برج حجر أسطواني (بني في وقت لاحق في العهد العثمانيين) وليست مربعة المآذن الأخرى، ويبدأ برج المئذنة صعودا من قاعدة مستطيلة تعود للعهد المملوكي.[113] ويضيق فوق شرفة المؤذن، وتنتشر فيه نوافذ دائرية، وتنتهي بقبة بصلية الشكل (منتفخة). وقد أعيد بناء القبة بعد وقوع زلزال وادي الأردن عام 1927.[113]

ومن الجدير للذكر أنه لا وجود للمآذن في الجزء الشرقي من المسجد الآقصى المبارك. ومع ذلك، أعلن عبد الله الثاني ملك الأردن في عام 2006 عن نيته لبناء المئذنة الخامسة لتطل على جبل الزيتون. ومن المقرر أن تحمل المئذنة اسم حسين ملك الأردن كما أنها سيكون أطول مبنى في البلدة القديمة من القدس.[114][115]

أبواب المسجد الأقصى

[عدل]

يحتوي المسجد الأقصى على خمسة عشر باب منها ما هو مستعمل (مفتوح) في أيامنا هذه وعددها عشرة، والبقية مغلقة منذ زمن بعيد لأسباب عديدة،:[116] وتقع جميع الأبواب المفتوحة في الجهة الشمالية والغربية من المسجد، وهي في الوقت نفسه تقع ضمن أسوار المسجد الأقصى. أبواب المسجد الأقصى تشترك جميعها في أنها أبواب خشبية مكونة من دفة أو دفتين، وتشتمل على خوخة «فتحة» لتنظيم المرور استعملت لمرور المتأخرين بعد إغلاق الأبواب عند الغروب. وقد برع المسلمون في الأعمال الخشبية وتفننوا في زخرفتها وإظهار تفصيلاتها والعناية بدقائقها كالمزاليج والمفاتيح والمفاصل وغيرها من الأمور التي تؤكد.

الأبواب المفتوحة
[عدل]
باب الأسباط/ باب الأُسود
باب الأسباط

هو إحدى أبواب المسجد الأقصى المفتوحة ويسمى أيضا باب الأًسود نسبة للأسدين المنحوتين على جانبي الباب ،[117][118] ويقع في الزاوية الشمالية الشرقية للمسجد الأقصى،[119][120] ويعود تاريخ تجديد بنائه إلى الفترة الأيوبية، كما تم تجديد الباب في الفترة المملوكية في 1367م.[117][118]

والواجهة الجنوبية لهذا الباب هي مدخل بارتفاع 4 أمتار تقريباً وفتحة مستطيلة بعقد مدبب،[120] وفي زاوية المدخل توجد دركاة مربعة الشكل تعد جزءاً من الرواق الشمالي، وللباب دفتان من الخشب يبدو أنهما حديثتا العهد،[117][118] ويوجد في أحد الدفتين خوخة (مدخل صغير) تسمح بدخول شخص واحد فقط، ويعد مدخل الدركاة أحد أقواس الرواق الشمالي الضخمة المدببة. أما الواجهة الشمالية للباب فهي فتحة مستطيلة لقوس مدبب عرضه 2 متر تقريباً وارتفاعه 4 أمتار كما أن المدخل مسقوف بقنطرة مدببة عرضها حوالي 1 متر.[117][118]

باب حطة
باب حطة

هو إحدى أبواب المسجد الأقصى المفتوحة، ويقع في الواجهة الشمالية للمسجد الأقصى وتحديدا ضمن الرواق الشمالي للمسجد الشمالي.[119] وقد تم تجديده عام 1220م في الفترة الأيوبية في عهد شرف الدين أبو المنصور عيسى الأيوبي.[121] وتتكون واجهته الجنوبية التي تقع داخل المسجد من باب مستطيل ذي عقد حجري موتور، وعليه باب خشبي من دفتين، في إحداها خوخة صغيرة،[117][118] ويتقدمه دركاة وهي جزء من الرواق الشمالي أيضا مدخلها عبارة عن عقد حجري مدبب يعلوه صف من الكوابل الحجرية عددها تسعة كوابل، يزداد قطرها كلما ارتفعنا لأعلى الباب، وبين فتحة الباب وهذه الكوابل يوجد ثلاثة زخارف دائرية بارزة على مركز الفتحة وأطرافها.[117][118]

باب العتم
باب العتم والمعروف أيضا بباب فيصل

هو إحدى أبواب المسجد الأقصى المفتوحة ويسمى أيضا باب فيصل نسبة إلى الملك فيصل الأول.[122] وقد جدد بناء هذا الباب في الفترة الأيوبية،[117][118] في أيام الملك المعظم ابن الملك العادل أبو بكر بن أيوب سنة 1213،[119] وذلك عند تجديد الرواق الشمالي للمسجد الأقصى. كما أنه يعرف ولهذا الباب عدة أسماء فهو باب الدوددارية، وباب الملك فيصل، وباب شرف الأنبياء.[122]

وتتكون واجهة الباب الجنوبية من فتحة ارتفاعها 4 أمتار، وعليها باب خشبي من دفتين يتقدمه من الجهة الجنوبية دركاة تعد جزءاً من الرواق الشمالي، وهي مغطاة بعقد صليبي ومدخل الدركاة عبارة عن قوس مدبب ضخم، وهو يقع ضمن سلسلة أقواس الرواق الشمالي[117][118]

باب الغوانمة/باب الوليد
باب الغوانمة

هو إحدى أبواب المسجد الأقصى المفتوحة، ويعتبر أول باب يشيد في الجدار الغربي ابتداء من الناحية الشمالية،[119] وقد أنشئ في العهد الأموي، وعرف آنذاك باسم باب الوليد نسبة إلى الوليد بن عبد الملك،[123] وقد جدد الباب عام 1307م وذلك عند إنشاء الرواق الغربي للمسجد في عهد قلاوون،[123] والباب مستطيل الشكل نسبة عرضه إلى ارتفاعه لباقي أبواب المسجد تعد قليلة، وعلى المدخل باب خشبي من دفة واحدة من الخشب يوجد به خوخة صغيرة لتمييزها من الباب ويتقدم الباب من الجهة الشرقية دهليز معقود بعقد برميلي واجهته عقد حجري مدبب، يرقى للباب بواسطة ثماني درجات عن ساحة المسجد الأقصى المبلطة، وبجانب الباب عقد مدبب آخر لكنه مغلق.[117][118]

باب الناظر
باب الناظر

هو إحدى أبواب المسجد الأقصى المفتوحة، يقع في الجدار الغربي لساحة المسجد الأقصى، وقد جدد بناؤه في الفترة الأيوبية سنة 1203م في عهد الملك المعظم عيسى بن أحمد،[124] وله عدة أسماء أخرى متداولة مثل باب الحبس لقربه من الحبس أيام العثمانيين، وباب المجلس .[124]

ويتقدم الباب من الجهة الشرقية دركاة مربعة تقع ضمن امتداد الرواق الغربي، وتغطيها قبة مرفوعة على ثلاثة صفوف من المقرنصات، أما فتحة الباب فهي عبارة عن مستطيل ضخم ارتفاعه 4,5 متر وعرضه 2 متر، ويعلو الفتحة المستطيلة قوس موتور تعلوه زخرفة على شكل رواق صغير، وتنفصل مساحة الدركاة عن بقية الرواق بأقواس مدببة.[117][118] وعلى الدعامة التي تقع على عقد المدخل المدبب والعقد المجاور له من عقود الرواق يوجد نقش حجري، ويبين النقش تاريخ البناء والسلطان الذي جدد في عهده. ويتقدم الباب قنطرة مغطاة بقبو متقاطع يؤدي إلى طريق باب الناظر المؤدية إلى طريق الواد. وفي الجهة الجنوبية من القنطرة مدخل يؤدي بواسطة درج حجري، وفي الجهة الشمالية مدخل المدرسة المنجكية.[124]

باب الحديد.
باب الحديد

هو إحدى أبواب المسجد الأقصى المفتوحة، ويقع في الواجهة الغربية للمسجد الأقصى،[125] وهو أحد المداخل المتفرعة عن طريق باب العمود. وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى الأمير أرغون الذي يعني باللغة التركية الـحديد،[125] وقد جدد في عهده بين سنتي 755هـــ و758هـــ/1354-1357م،[125] والباب عبارة عن فتحة مستطيلة بعقد، ويتقدمه من الواجهة الشرقية دركاة مغطاة بقبو متقاطع، وباب الحديد على شكل قوس حذوي مدبب على جانبيه مداميك حجرية بارتفاع 60 سم تقريبا، ويعلو الباب واجهة تعود للفترة المملوكية، وتتوسط هذه الواجهة نافذة معقودة بعقد مدبب زخرف بخطوط متعرجة.[117][118]

باب القطانين
باب القطانين

هو إحدى أبواب المسجد الأقصى المفتوحة، ويقع في الجهة الغربية لساحة المسجد الأقصى، ويعد من الأبواب الرئيسية الهامة والجميلة المؤدية للمسجد، ويؤدي هذا الباب إلى سوق القطانين ومنه جاءت تسميته،[126] وقد جدد هذا الباب في عهد السلطان قلاوون على يد الأمير سيف الدين تنكز عام 1336م،[126] وهذا واضح من خلال نقش يوجد في أعلى المدخل من الجهة الشرقية المطلة على ساحة الحرم القدسي، وقد أزيلت على يد المجلس الإسلامي الأعلى سنة 1922م.[117][118] والواجهة الشمالية للباب مكونة من قوصرة مدخل تنخفض عن مستوى الساحة بتسع درجات تحيط بها من ثلاث جهات، وهذه القوصرة واسعة حيث يبلغ عرضها 7 أمتار تقريباً وارتفاعها 13 متر، وهي مغطاة بنصف قبة من الحجر. وأما المفتاح فهو أسود اللون ونصف القبة مقامة على خمسة صفوف من المقرنصات، وفتحة الباب مستطيلة بارتفاع 4 أمتار وعرض 2,5 متر ويعلو الباب عتب حجري مستقيم وهو مكون من ثلاث قطع خارجية.[117][118]

باب المطهرة
باب المطهرة

هو إحدى أبواب المسجد الأقصى المفتوحة، ويقع في الواجهة الغربية لساحة المسجد الأقصى، ويؤدي إلى المتوضأ (مكان الوضوء)،[127] ولذلك سمي بباب المطهرة، وقد جدد في العهد المملوكي سنة 1266م، على يد الأمير آدغيدي،[117] وهناك من يرى انه جدد سنة 1267م على يد الأمير علاء الدين البصيري،[127] وتتكون الواجهة الغربية للباب من عقد حجري مدبب، وهو يخلو من أي عنصر معماري مزخرف، وعليه باب خشبي من دفتين في إحداها خوخة صغيرة والباب بارتفاع 3,5 متر تقريبا، وعرضه 2 متر، أما الجهة الشرقية من الباب فهو فتحة مستطيلة في عقد حجري موتور عليه مدماكان من الحجر، ويتقدمه دركاة مغطاة بقبو متقاطع، وهي جزء من الرواق الغربي.[117][118]

باب السلسلة والسكينة/باب النبي داود
باب السلسلة

هو إحدى أبواب المسجد الأقصى المفتوحة ويسمى أيضا باب النبي داود،[128] ويقع في الواجهة الغربية من ساحة المسجد الأقصى ضمن الرواق الغربي،[128] ويعد من الأبواب الرئيسية المؤدية إلى المسجد الأقصى، وهناك من يعتبرهما بابين منفصلين وليس باباً واحداً بمدخلين.[117][118] أما الباب الأول والمسمى بباب السلسلة،[128] فهو مفتوح ويؤمه الزائرون للمسجد الأقصى، وقد سمي بهذا الاسم للاعتقاد بوجود سلسلة كانت معلقة فيه أو ربما لوجود علاقة ما تربطه بقبة السلسلة، أما الآخر فهو باب السكينة،[117][118][128] وهو يقع شمال باب السلسلة، وهو ملاصق له، والباب لا يفتح إلا في حالات الطوارئ والضرورة القصوى، وقد جدد هذان البابان في الفترة الأيوبية سنة 1203م، في عهد السلطان الملك العادل سيف الدين أبو بكر، وهناك من يرى أنه في عهد الملك المعظم عيسى،[128] ويتكون المدخل من بابين متسعين بارتفاع 4,5 متر وعرض 2 متر والفتحة مستطيلة بقوس موتور عليه باب خشبي من دفتين، في إحداهما خوخة صغيرة لتنظيم المرور إلى المسجد الأقصى.[117][118]

باب المغاربة
باب المغاربة

هو إحدى أبواب المسجد الأقصى المفتوحة، ويقع في الزاوية الغربية الجنوبية لساحة المسجد الأقصى،[129] وسمي بباب المغاربة لأنه يوصل إلى حارة المغاربة غرب الأقصى، ويعرف أيضا بباب البراق، وباب النبي،[129] حيث يعتقد أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم دخل منه إلى المسجد الأقصى المبارك ليلة الإسراء والمعراج، كما يعتقد بعض المؤرخين أن عمر بن الخطاب دخل منه إلى الأقصى أيضا بعد الفتح،[129] حيث أورد ابن كثير:[129]

المسجد الأقصى إذ دخـل عمـر من الباب الذي دخـل منـه الرسـول . المسجد الأقصى

وقد أعيد بناؤه في الفترة المملوكية في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون الذي قام بإنشاء الأروقة الغربية ما بين سنة 1305م- 1336م، [117][118] والباب من الواجهة الغربية معقود بعقد مدبب بسيط التكوين. أما الجهة الشرقية فهو عبارة عن فتحة مستطيلة ، وهو على شكل قوس موتور عليه باب خشبي بدفة واحدة،[117][118] ويفضي من الجهة الشرقية إلى دركاة تقع ضمن امتداد الرواق، وهي مؤلفة من عقدين حجريين، وتقوم على ثلاث دعامات، وعلى مركز الدعامة الوسطى زخرفة حجرية بشكل مربع في وسطه دائرة، ويغطيها قبوان متقاطعان، ويجاور الباب من الجهة الشمالية مسجد صغير يسمى مسجد البراق.[117][118]

الأبواب المغلقة
[عدل]
الباب المنفرد
الباب المنفرد

هو أحد المداخل الجنوبية المغلقة في الجزء الجنوبي الشرقي من سور مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك،[117] وقد أغلق بطريقة متقنة للغاية حتى لا يظهر للباب أي أثر من داخل أسوار المسجد، وقد سمي بباب الوحيد المفرد والمغلق الذي يظهر للعيان، وقد اشتهر عند المؤرخين العرب باسم باب العين لأنه يؤدي إلى عين سلوان.[117]

الباب الثلاثي
باب الثلاثي

وهو إحدى أبواب المسجد المغلقة،[130][131] وهو عبارة عن ثلاث بوابات متجاورة تقع في الجدار الجنوبي من سور المسجد الأقصى على بعد 50 متراً من البوابة المفردة، و80 متراً من البوابة المزدوجة.[117] وهذه البوابات شامخة العلو بجوار بعضها البعض، اتساع كلٍ منها 13 قدماً، وقد اشتهرت عند المؤرخين والكتّاب العرب باسم بوابات محراب مريم أو باب محراب مريم، وهذا الباب قديم العهد يعود إلى عصر أدريانوس باني القدس سنة 135م، وهو مغلق منذ أوائل القرن التاسع عشر ميلادي.[117][118][130]

الباب المزدوج من الداخل
الباب المزدوج

وهو إحدى أبواب المسجد المغلقة، وهو باب بمدخلين مزدوجين مغلقين،[130][132] يقع في الجهة الجنوبية من سور الجامع الأقصى خلف منبر الإمام تماماً حيث يؤدي إلى أسفل الجامع الأقصى عبر ممداخل مائلة، ويبعد عن الباب الثلاثي مسافة 80 متراً. وهو باب قديم جداً يعود تاريخه إلى البيزنطيين، ومن أسماء هذا الباب: بوابة خلدة، بوابة الأقصى القديمة، وبوابة النبي.[117][118]

الباب الذهبي المعروف أيضا بباب الرحمة
الباب الذهبي (باب الرحمة والتوبة)

وهو إحدى أبواب المسجد المغلقة،[133] ويكاد أن يكون الباب الوحيد في الجهة الشرقية الشمالية للسور لولا وجود باب صغير يسمى باب الجنائز، وهناك من يرى ان الباب الذهبي أسس قبل الفتح الإسلامي للمدينة، إلا أنه لم يبق من ذلك البناء سوى الموقع، وربما لمسات من التصميم العام، وقد أعيد بناؤه مرات عديدة بعد ذلك، منها ما كان بعد جلاء الفرس عن القدس ودخول الإمبراطور هرقل، وأما البناء الأخير فقد تم في العصر الأموي،[117][118] والباب الذهبي في حقيقة الأمر مكون من بابين الرحمة والتوبة، أما اغلاقهما فيرجح أنهما أغلقا في عهد صلاح الدين الأيوبي بعد إخراجه الصليبيين من القدس،[130] وذلك لأسباب أمنية، وهناك من يقول أنهما أغلقا بأمر الخليفة عمر بن الخطاب للأسباب نفسها،[117] ومهما يكن فان الحصيلة هي أن هذه الابواب مغلقة منذ زمن ولم تفتح إلى يومنا هذا.[130] أما اسم الباب الذهبي فقد أطلقه عليه المسيحيون لاعتقادهم أن السيد المسيح سيمر من خلاله عند رجوعه، وهم يؤمنون بأنه كان قد دخل منه فعلاً في أحد الشعانين.[117][118][130]

باب الجنائز
باب الجنائز

وهو إحدى أبواب المسجد المغلقة، يقع في السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك يؤدي إلى المقبرة المجاورة بعد الصلاة عليها في المسجد الأقصى، وهو باب صغير لا يستخدم حاليا.[117] تظهر آثاره من خلف الخزائن الحديدية التي يستعملها حراس باب الأسباط في المكان،[134] لكن المرجح أنه كان يقع جنوبي باب الرحمة. وعلى أي حال، فيحتمل أن يكون قد وجد في التاريخ بابان بهذا الاسم،[134] حيث يمكن أن يكون الباب قديماً كان جنوب باب الرحمة، ومن ثم تحول في فترات متأخرة (على الأصح الفترة العثمانية) إلى قرب باب الأسباط.[134]

كان هذا الباب يستخدم لإخراج الجنائز من المسجد الأقصى المبارك إلى مقبرة الرحمة المحاذية للسور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك،[134] وأغلق على الأرجح بأمر من السلطان صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير القدس في 583هـ - 1187م، لحماية المسجد والمدينة من أي غزو محتمل.[134]

المساطب

[عدل]

الأروقة

[عدل]
الرواق الغربي

يحتوي المسجد الأقصى على رواقان يمتدان من جهته الشمالية والغربية وهما[135]

الرواق الغربي

وهو ممر مسقوف يتكون من 55 عقدا،[136] ويمتد بطول الواجهة الغربية للمسجد الأقصى، بنى على عدة مراحل في العهد المملوكي،[136] وتحديدا ما بين عامي 1307 و1336م بهدف تسهيل المرور بين كافة المعالم الموجودة في المنطقة الغربية للمسجد المبارك.[135][136]

الرواق الشمالي
الرواق الشمالي

هو ممر مسقوف بطول الواجهة الشمالية للمسجد الأقصى، وقد بني على عدة مراحل في العهدين الأيوبي والمملوكي،[137] وتحديدا ما بين عامي 1213 و1367م، بهدف تسهيل المرور بين كافة المعالم الموجودة في المنطقة الشمالية للمسجد.[137]

واليوم يتكون الرواق من عدة مدارس، ولم يتبق أي جزء منه.[135][137]

المدارس

[عدل]

تتميز بيوت العبادة في الإسلام بكونها دور عبادة وعلم في آنٍ واحد،[138] حيث نجد أن الكثير من المساجد تعتبر جامعا وجامعة في آن واحد.[138] ولذا حرص المسلمون منذ العصور الإسلامية المبكرة على إقامة المدارس في المسجد الأقصى المبارك،[138] ووقفها على الشيوخ والطلاب الذين يرابطون في هذا الموضع الشريف طلبا للعلم والثواب.[138] وتنتشر مدارس المسجد الأقصى المبارك في الرواقين الشمالي والغربي للمسجد،[138] وبعضها يمتد خارج سور المسجد المبارك ملاصقا له،[138] وكلها تعتبر جزءا لا يتجزأ من الأقصى الشريف، ونذكر منها [138]

مدارس ورياض الأقصى الإسلامية

هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع هذه المدارس داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك،[139] بين بابي حطة وفيصل. أنشئت في مطلع الثمانينات من القرن العشرين. ولها فروع عديدة بعضها خارج المسجد الأقصى المبارك.[139]

المدرسة البكرية/الدوادارية

هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع على الحد الشمالي للمسجد الأقصى المبارك من الخارج إلى الشمال من مدارس ورياض الأقصى الإسلامية،[139] وهي مدرسة كبيرة من مدارس البلدة القديمة،[139] وتمتد غربا حتى المدرسة العمرية،[139] وكانت تعرف حتى أواسط القرن العشرين باسم «المدرسة الدوادارية»،[139] نسبة لبانيها الأمير علم الدين سنجر الدوادار، سنة 695هـ -1295م.[139] وقد ظلت المدرسة البكرية تستعمل كمدرسة أكاديمية ابتدائية حتى مجيء الاحتلال الصهيوني حيث حول الجزء الأكبر منها إلى مدرسة للمعاقين تخضع لإدارة دائرة المعارف التابعة لبلدية القدس المحتلة منذ عام 1967م.[139]

ثانوية الأقصى الشرعية هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك،[140] غلب عليها هذا الاسم لأنها كانت عند إنشائها في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين ثانوية محضة،[140] واليوم هي عبارة عن مدرسة إعدادية وثانوية لطلبة الفرع الشرعي من الذكور.[140]

المدرسة الغادرية
المدرسة الغادرية

هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك.[141] يعود تاريخ تشييدها إلى عهد السلطان المملوكي برسباي عام 1432م على يد مصر خاتون زوجة الأمير ناصر الدين بن دلغادر، ومنه جاءت تسميتها.[141] تم تجديدها من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية،[141] لكن سلطات الاحتلال منعت تتمة السقف، ولا زالت بلا سقف حتى اليوم.[141]

والحقيقة أن هذا هو حال معظم مدارس الأقصى اليوم،[141] التي أهملت بسبب مزاعم الصهاينة أنها تحوي آثارا يهودية، مما أدى إلى إهمال الكثير من المدارس القديمة وإغلاقها، أو تأجيرها للسكنى.[141]

المدرسة الباسطية
المدرسة الباسطية

هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع فوق مدارس ورياض الأقصى الإسلامية الواقعة داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك بين بابي حطة والعتم.[142] ويعتبر شمس الدين محمد الهروي شيخ الصلاحية وناظر الحرمين في العهد المملوكي أول من بدأ بتشييدها،[142] ولكن أدركته المنية قبل عمارتها،[142] فعمرها القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل الدمشقي، سنة 835هـ -1431م، وحملت المدرسة اسمه.[142] وقد كانت المدرسة الباسطية مدرسة عظيمة اشتهرت في أرجاء العالم الإسلامي،[142] حيث تخرج منها العديد من العلماء ودرس فيها العديد من الحفاظ ورواة الحديث والأطباء وعلماء الفلك والرياضيات.[142] وهي اليوم عبارة عن قسمين: واحد مأهول بجماعة من آل جار الله، والآخر يستعمل مقرا للمدرسة البكرية.[142]

المدرسة الأمينية
المدرسة الأمينية

هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع غربي باب العتم في السور الشمالي للمسجد الأقصى،[143] ويحدها من الشرق الطريق الداخل إلى باب العتم، ومن الشمال طريق المجاهدين، ومن الغرب المدرسة الفارسية، ومن الجنوب ساحة المسجد الأقصى المبارك.[143] وهي مؤلفة من أربعة طوابق. وتسمى أيضا دار الإمام، حيث درّس فيها أجداد عائلة الإمام واتخذت دارا لسكناهم.[143]

ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 730هـ -1329م في العهد المملوكي على يد الوزير أمين الدين عبد الله بن غانم، الذي كان أحد المسؤولين في جيش الناصر محمد بن قلاوون ويعرف بأمين الملك، فعرفت باسمه، وقد جرى ترميمها في العهد العثماني.[143]

وتعتبر هذه المدرسة من أجمل المدارس المطلة على ساحات المسجد الأقصى، ومن أهمها[143]

المدرسة الملكية
المدرسة الملكية

هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع في الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك بين المدرسة الفارسية شرقا، والمدرسة الأسعردية غربا،[144] ومدخلها مشترك مع الأسعردية.[144] ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 741هـ - 1340م، في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون،[144] وأوقفها الحاج آل الملك الجوكندار، بعد بنائها بأربع سنوات.[144] والمدرسة تحمل معظم العناصر المعمارية المميزة للعهد المملوكي، وخاصة تبادل ألوان الحجارة التي بنيت بها بين الأحمر والأبيض.[144]

والمدرسة عبارة عن طابقين، مأهولة حاليا على سبيل السكنى من قبل عائلة الدجاني، إذ استأجروها من دائرة الأوقاف الإسلامية.[144]

المدرسة الأسعردية
المدرسة الأسعردية

هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى،[145] أوقفها التاجر مجد الدين الأسعردي عام 770هـ - 1368م، فعرفت باسمه.[145] وهذه المدرسة واسعة تتكون من طابقين يتوسطهما صحن مكشوف مربع الشكل،[145] ويحيط بالصحن عدد من الخلاوي الصغيرة ذات المداخل المعقودة. تتميز بوجود ثلاث قباب فوقها من جهاتها الشرقية والوسطى والغربية،[145]

وقد قام المجلس الإسلامي الأعلى في عهد الاحتلال البريطاني بترميمها،[145] ونقل إليها دار كتب المسجد الأقصى قبل أن تتحول إلى دار لسكنى آل البيطار حاليا.[145]

المدرسة المنجكية
المدرسة المنجكية

هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع فوق باب الناظر في الرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك،[146] ويقع فوقها قبة، ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد المملوكي في عام 763هـ - 1361م على يد الأمير يوسف الدين منجك.[146] وهي عبارة عن طابقين يصعد إليهما بدرجات.[146]

والمدرسة تستخدم اليوم كمقر لدائرة الأوقاف الإسلامية العامة بالقدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، والمكلفة إدارة شئون المسجد الأقصى المبارك.[146]

المدرسة العثمانية
المدرسة العثمانية

هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع على السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك جنوبي باب المطهرة،[147] أوقفتها أصفهان شاه خاتون بنت محمود العثمانية سنة 840هـ-1437م، في عهد السلطان الأشرف برسباي.[147]

والمدرسة العثمانية عبارة عن طابقين جلهما خارج المسجد الأقصى،[147] ومسجد المدرسة بمستوى ساحات المسجد الأقصى ويطل عليها، وقد استولى عليه اليهود وأغلقوا شباكه بالحجارة.[147] أما المدرسة فتستخدم حاليا لسكنى العائلات المسلمة.[147]

المدرسة الأشرفية

هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع في الجهة الغربية من المسجد الأقصى المبارك، بين المدرسة العثمانية شمالا ومئذنة باب السلسلة جنوبا.[148][149] وتسمى أيضا السلطانية،[149] ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد المملوكي عام 875هـ -1470م،[148][149] على يد الأمير حسن الظاهري لكن البناء لم يعجب السلطان الأشرف قايتباي عندما رآه أثناء زيارته للقدس،[148] فأمر بهدمها،[149] وأعيد بناءها عام 885/884هـ - 1480/1479م.[148][149]

المدرسة الأشرفية

والمدرسة تنقسم إلى قسمان: حيث يقع القسم الأول داخل المسجد الأقصى المبارك،[148] والآخر خارجه،[148] والذي داخله عبارة عن طابقين:[148] الأول كان مصلى الحنابلة في المسجد الأقصى المبارك في أصله،[148] ويستخدم جزء منه الآن كمقر لقسم المخطوطات التابع لمكتبة المسجد الأقصى المبارك ومقرها الرئيسي في جامع النساء،[148] والجزء الأكبر منه هو مقر ثانوية الأقصى الشرعية للبنات، وفيه أيضا قبر الشيخ الخليلي، وبعض الأجزاء الصغيرة التي تستخدم دوراً للسكن. أما الطابق الثاني، فمتهدم السقف، وهو مسجد المدرسة. ويرجع انهدام هذا الجزء لزلزال وقع في عام 1346هـ - 1927م.[148]

ومبنى المدرسة جميل البناء، حيث اشتملت عناصره على صفوف الحجارة المشهرة الملونة باللونين الأحمر والأبيض،[148] وامتازت بغناها بالعناصر المعمارية والزخرفية.[148] وصفها مجير الدين الحنبلي بأنها[148]

«...الجوهرة الثالثة في المسجد الأقصى بعد قبة الصخرة وقبة المصلى القبلي.»
المدرسة التنكزية
المدرسة التنكزية

هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتقع بين باب السلسلة شمالا وحائط البراق المحتل جنوبا،[150] ويقع جزء منها داخل الرواق الغربي للمسجد الأقصى.[150] ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد المملوكي عام 729هـ -1328م على يد نائب الشام الأمير سيف الدين تنكز، ونسبت إليه.[150] وقد كانت مدرسة عظيمة وداراً للحديث، وفي عهد السلطان المملوكي قايتباي،[150] اتخذت مقراً للقضاء والحكم.[150] وفي العهد العثماني، تحولت المدرسة إلى محكمة شرعية،[150] ومن هنا صارت تعرف باسم المحكمة،[150] وبقيت كذلك حتى أوائل عهد الانتداب البريطاني، فاتخذها المجلس الإسلامي الأعلى دارا للسكنى، ثم عادت بعد ذلك مدرسة لتعليم الفقه الإسلامي.[150]

وفي عام 1389هـ -1969م، صادرتها سلطات الاحتلال الصهيوني، ثم حولتها إلى موقع عسكري لما يعرف بحرس الحدود،[150] حيث يشرفون منها على المسجد الأقصى، ويتدخلون لملاحقة المصلين عند اندلاع المظاهرات المنددة بالاحتلال.[150]

المدرسة العمرية (المحدثية- الصبيبية- الجاولية)

هي إحدى مدارس المسجد الأقصى، وتطل على الحد الشمالي الغربي للمسجد الأقصى المبارك، وتعتبر جزءا منه.[151] وهي مدرسة تاريخية كبيرة وواسعة تبلغ مساحتها 4 دونمات،[151] وتتكون من ثلاثة مدارس مملوكية سابقة:

بالإضافة إلى عدد من الغرف والزوايا المختلفة التي كانت قائمة في عهود سابقة.[151] وكانت المدرستان الأخيرتان قد استعملتا سكنا لنواب القدس،[151] ومقرا للحكم العثماني[151]، ثم مدرسة باسم روضة المعارف،[151] ثم مقرا لشرطة الاحتلال البريطاني،[151] ثم اتخذها المجاهدون مقراً للجهاد المقدس، ثم مقرا لقائد القدس الأردني، ثم مدرسة.[151]

وقد استولى عليها الصهاينة عام 1967م بعد احتلال القدس والمسجد الأقصى.[151]

البوائك

[عدل]

البوائك وتسمى أيضا القناطر والموازين،[152] وهي عبارة عن أعمدة تربطها عقود، وتقع أعلى الدرجات الحجرية التي تقود إلى صحن الصخرة المشرفة التي تقع في قلب المسجد الأقصى المبارك.[153] وقد أنشئت هذه البوائك لأغراض جمالية،[153] فوق الدرجات التي تقود إلى صحن الصخرة والتي تسهل أيضا انتقال المصلين بين مختلف جهات المسجد الأقصى دون الحاجة إلى الالتفاف حول الصحن. ويعود تاريخ تشييدها إلى بداية العهد الإسلامي للأقصى خاصة العهد المملوكي الذي يعتبر من أزهى العهود التي مرت بالأقصى المبارك، وجددت في العهد العثماني. وهي 8 بوائك[152]

البائكة الشمالية

هي إحدى بوائك الأقصى، وتقع في منتصف الركن الشمالي لصحن الصخرة،[152] ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد المملوكي عام 721هـ - 1321م، ويبلغ ارتفاعها 7.5 أمتار.[154] وهي عبارة عن ركبتين عظيمتين في الأطراف،[154] وعمودين أسطوانيين في الوسط،[154] وسلمها الحجري يقوم على مرحلة واحدة وهو من تسع درجات.[154]

البائكة الشمالية الغربية
البائكة الشمالية الغربية

هي إحدى بوائك الأقصى، وتقع على الطرف الغربي لصحن الصخرة في جهته الشمالية،[152] بالقرب من قبة الخضر.[155] يعود تاريخ تشييدها إلى العهد المملوكي عام 778هـ - 1376م،[155] ثم جددت في العهد العثماني، ويبلغ ارتفاعها 7 أمتار.[155]

والبائكة عبارة عن ركبتين عظيمتين في الأطراف، وثلاثة أعمدة أسطوانية في الوسط، سلمها الحجري تبلغ عدد درجاته ثلاثا وعشرين درجة.[155]

البائكــة الغربية

هي إحدى بوائك الأقصى، وتقع في منتصف الحد الغربي لصحن الصخرة المشرفة الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك.[152] يعود تاريخ تشييدها المعروف حالياً إلى عام 340هـ - 951م.[156] وهي عبارة عن ركبتين عظيمتين في الأطراف،[156] وثلاثة أعمدة أسطوانية في الوسط،[156] سلمها تبلغ درجاته أربعا وعشرين درجة، توصل الصاعد إلى صحن الصخرة من ساحة المسجد الغربية.[156]

البائكة الجنوبية الغربية
البائكة الجنوبية الغربية

هي إحدى بوائك الأقصى، وتقع على المحيط الغربي لصحن قبة الصخرة في جهته الجنوبية،[152] ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 877هـ -1472م.[157] وهي عبارة عن ركبتين عظيمتين في الأطراف،[157] وعمودين من الرخام في الوسط،[157] ويبلغ ارتفاعها 7 أمتار،[157] ويوصل إليها سلم حجري، درجاته أربع وعشرون درجة.[157]

البائكة الجنوبية
البائكة الجنوبية

هي إحدى بوائك الأقصى، وتقع في منتصف الركن الجنوبي لصحن الصخرة،[158] وربما تكون قد أنشئت أول مرة في العهد الأموي،[152][158] ولكن من المؤكد أنها جددت في العهد العباسي،[152] ثم الفاطمي والعثماني، ثم رممتها دائرة الأوقاف الإسلامية عام 1402هـ - 1982م.[158] وهي عبارة عن ثلاثة أعمدة أسطوانية في الوسط،[158] تحفها عن اليمين واليسار ركبتان عظيمتان،[158] ويبلغ ارتفاعها 6.5 متر.[158] ويصل ساحة المسجد بصحن الصخرة درج حجري درجاته عشرون.[158]

وفي الواجهة الجنوبية من هذه البائكة الجنوبية،[158] توجد مزولة شمسية يستعين بها المصلون للتعرف على أوقات الصلوات،[158] وهي من صنع مهندس المجلس الإسلامي الأعلى رشدي الإمام، وذلك في سنة 1907م.[158]

البائكة الجنوبية الشرقية
البائكة الجنوبية الشرقية

هي إحدى بوائك الأقصى، وتقع قرب الطرف الشرقي للحد الجنوبي لصحن الصخرة.[152] ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد الفاطمي عام 412هـ - 1021م،[159] وتم تجديدها في العهد الأيوبي عام 608هـ - 1211م.[159]

والبائكة عبارة عن ركبتين عظيمتين في الأطراف،[159] وعمودي رخام أسطواني الشكل في الوسط،[159] وعدد درجات سلمها الحجري تسع عشرة، ويتراوح ارتفاعها بين 6.5 متر و7 أمتار.[159]

البائكة الشرقية
البائكة الشرقية

هي إحدى بوائك الأقصى، وتقع في الركن الشرقي لصحن الصخرة،[152] ويعود تاريخ تشييدها على الأرجح في العهد الأموي، وأعيد بناؤها في العصر العباسي في القرن العاشر الميلادي[160] وتعد أكبر البوائك حول صحن الصخرة،[160] حيث تتكون من ركبتين عظيمتين،[160] وأربعة أعمدة أسطوانية رخامية الصناعة.[160] ويصل ساحة المسجد الشرقية بصحن الصخرة اثنتان وعشرون درجة، وثلاث درجات أخريات،[160] ويبلغ ارتفاعها 6.5 متر.[160]

البائكة الشمالية الشرقية
البائكة الشمالية الشرقية

هي إحدى بوائك الأقصى، وتقع في الجانب الشمالي من سطح قبة الصخرة من ناحية الشرق،[152] وهي تتصل بمحور مستقيم عبر ممر مبلط بباب حطة.[161] ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد المملوكي عام 726هـ - 1325م في عهد السلطان الناصر ناصر الدين محمد بن قلاوون،