الموقف الإيراني من أحداث الربيع العربي - ويكيبيديا

خريطة الدول العربية (باللون الأخضر) وإيران (باللون الأحمر).

شكلت أحداث الربيع العربي التي بدأت في عام 2010 نقطة تحول في السياسة العربية وأثرت على العديد من الدول في المنطقة. كان للموقف الإيراني من هذه الأحداث دورٌ بارز في تشكيل السياسات الإقليمية والدولية. حيث رأت إيران في هذه الثورات فرصة لتعزيز نفوذها وتأثيرها في العالم العربي من خلال دعم الحركات التي تتقاطع مع مصالحها السياسية.[1]

تباينت ردود الفعل الإيرانية تجاه الثورات الشعبية حيث دعمت طهران بعض الحركات الاحتجاجية في الدول العربية بينما عارضت بشدة أخرى مثل الثورة السورية. كانت إيران تهدف إلى الحفاظ على استقرار أنظمتها الحليفة وتعزيز موقفها الاستراتيجي في مواجهة القوى الغربية والعربية المنافسة.[2]

المقدمة

[عدل]

تحتل إيران موقعاً مهماً في المعادلة الاقليمية والدولية فهي معبر ارضي بين وسط آسيا وشرقها من جهة وبين غرب آسيا والبحر المتوسط من جهة أخرى وقد وفر لها موقعها الجغرافي المتميز والعمق الاستراتيجي الجيد قدرة لا يستهان بها نظراً لامتداد موقعها الحجمي والتحام شكله الخارجي وتناسب ابعاده إذ لا يضيق في منطقة ولا شطرها أو اختراقها ومن ثم حافظت ايران على رؤيتها الخاصة بقدرتها الاستراتيجية. وبذلك يمثل الموقع الجغرافي العنصر الاهم من عناصر القوة الجيوستراتيجية الإيرانية كما يؤدي دوراً كبيراً في تفسير سياسة ايران الخارجية وعلاقاتها الاقليمية والدولية.

وقد برزت ايران كأحد الفاعلين الاساسيين في المنطقة وهي الفاعل الرئيس في العديد من القضايا الاقليمية باستراتيجية محكمة بالسيطرة على مراكز ومواقع القوة في الاقليم الخدمة مصالحها وتحقيق اهدافها الكبرى. وتركز ايران على مبدأ تصدير الثورة الإيرانية واستخدام الحرس الثوري كذراع في الكثير من ملفات السياسة الخارجية الايرانية وتحقيق حلم القيادة الاقليمية والعمل على ايجاد اذرع في مفاصل الاقليم ومراكز قواه تمكنها من بسط نفوذها في مجمل المنطقة فضلا عن محاولة رسم الخطوط العريضة لمشروعها الاسلامي الكبير أم القرى حسب تعبير الخميني فيما يقع البرنامج النووي الايراني في قلب هذه المحددات إذ يعد أحد اهم آليات تحقيقه واستطاعت ایران تحقيق اختراقات كبيرة لدعم نفوذها وتثبيت اركانه في العديد من دول المنطقة مستفيدة من نجاحات حققتها سياسياً ومكاسب اسقطت في يديها بفعل اخطاء اطراف اقليمية ودولية.

انطلاق الربيع العربي ومضامينه

[عدل]

بدأت احداث ما عرف بالربيع العربي أو الثورات العربية بعد حادثة قيام المواطن التونسي محمد بو عزيزي بحرق نفسه في الشارع العام في 17 ديسمبر 2010 احتجاجاً على القمع والمنع وسلطة الاستبداد التي اهانت كرامته الشخصية وحرمته من العيش الكريم بجهوده وإمكاناته وكانت هذه الحادثة شرارة لاندلاع الحركة الشعبية الجديدة في تونس ومنها فيما تلاها من الانتفاضات الشعبية الجديدة في العالم العربي وانتهت هذه الشرارة بحرق مرحلة النظام السابق وقيام نظام جديد بفضل المشاركة الشعبية الواسعة في الانتفاض والاستمرار في المطالبة بإنهاء الحكم السابق وبناء نظام جديد.

بدا الربيع العربي كمخاض عسير الولادة العصر العربي المعاصر من رحم العصور الوسطى التي لا تزال متغلغلة في انسجته الاجتماعية والثقافية والنفسية فضلا عن السياسية لكن نتائج الثورات العربية كانت انضمام ليبيا وسوريا واليمن إلى قائمة الدول الفاشلة وقد مثلت الثورات والانتفاضات الشعبية العربية أو ما عرف بالربيع العربي حدثاً استثنائياً في تاريخ المنطقة ألقى بتأثيراته المباشرة على مجمل تفاعلاتها وتحالفاتها والعلاقات بين دولها وخلق واقعاً عربياً جديداً سعت قوى مختلفة اقليمية ودولية للاستفادة منه وأوجدت هذه الاحداث بيئة مختلفة للعلاقات بين ايران ودول مجلس التعاون الخليجي وتسببت في توترات شديدة في مسارها. وحاولت ایران استثمار هذه الثورات لصالح تقوية نفوذها الاقليمي. ووصل المد الثوري الى عدد من دول الخليج العربي بدرجات متفاوتة ووجهت اصابع الاتهام لايران بالتورط في تأجيج الاحتجاجات الشعبية خاصة الشيعية في بعض هذه الدول وبرز الصراع بین ایران و دول مجلس التعاون وفي مقدمتها السعودية من اجل إعادة هيكلة المنطقة وصياغة تحالفاتها وتعد الحالة السورية من ابرز نماذج الربيع العربي فمع اندلاع الاحتجاجات كان أمام الرئيس السوري بشار الأسد خياران إما سلوك نهج والده والبطش بالمتظاهرين وهو خيار سيضعف النظام أو تركهم في الشوارع يطالبون بإزاحته وهو ما سيؤدي إلى المزيد من انتشار المظاهرات وعزلة النظام دولياً لكن النظام اتبع الخيار الأول. وكان مدعوما بتحالفاته الاقليمية مع ايران وحزب الله اللبناني فضلا عن روسيا أما البحرين فكانت البلد المضيق على الحريات وتجلب الحالة البحرينية القلق لدول مجلس التعاون الخليجي. فالبحرين مهمة للولايات المتحدة وأسطولها وتزايدت اهميتها مع خروج القوات الأميركية من العراق في ديسمبر 2011 وأصبح لإيران اليد الملولي في الخليج العربي ولهذا على دول الخليج العربي أن تعالج بذكاء وديمقراطية قضايا الأقليات الشيعية لديها في حين ستعمد الولايات المتحدة إلى دعم أنظمة التسليح لدى تلك الدول لتحقيق التوازن مع ترسانة ايران.

وهناك من يرى ان الموجة الأولى من الربيع العربي حققت نجاحا كبيرا وبأقل كلفة وطنية بمرحلتها الأولى عندما اجتاح الربيع تونس ومصر ليتعثر بعدها وينقلب وبالا ودمارا بمرحلته الثانية في ليبيا وسورية واليمن بعد أن دخلت على خط التحرك الجماهيري السلمي بهذه البلدان حسابات وأجندات اقليمية ودولية سعت لجر مظاهرات الجماهير لمصالحها فعسكرت هذه التحركات واخرجتها عن السلمية واغدقت عليها بالسلاح والمال والرجال ووظفت الهويات الفرعية واستنفرت الغرائز البدائية لحشد المناصرين باسم الدين والطائفة والأيديولوجيا مستعجلة النصر لأجندتها هي لا لمصالح شعوب هذه الدول ما أدخل ليبيا وسورية واليمن في تقسيمات بدائية وحروب أهلية مدمرة ما تزال مشتعلة حتى اليوم رغم تغيير النظام في ليبيا واليمن مبكرا. لكن أطرافا اقليمية كانت فاعلة بالموجة الأولى في عسكرة الثورات العربية وجرها لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية هي اليوم منقسمة فيما بينها ويصعب عليها الاتفاق على توحيد جهودها لخطف تحركات الجماهير العربية لصالح أجنداتها.

وتؤشر التحركات الشعبية في غير بلد عربي في أواخر عام 2019 لما يمكن اعتباره حقا موجة ربيع عربي ثانية بأقل من عقد من الزمن لكنه ربيع ثان لا يبدو جارفا بأهدافه ونتائجه على شاكلة النسخة التونسية ومن ثم المصرية عام 2011 لأسباب عديدة يمكن استنتاجها من نتائج الربيع العربي بموجته الأولى بعد أن أدخل اقليميا ودوليا بصراعات ارتدت على مصالح الشعوب واستقرار دولها.

رياح الموجة الثانية تصل اليوم للبنان بتركيبته المعقدة والحساسة وقبلها كانت تحط في العراق الذي تشبه ظروف تركيبته الداخلية لبنان وسبقتها بقوة في السودان حيث أطاحت الجماهير بنظام الرئيس عمر البشير في الطريق لنظام جديد دونه حتى الآن حسابات وتعقيدات كثيرة وقبلها وبالتزامن معها وحتى اليوم حراك شعبي جزائري يراكم على مهل الاختراقات الاصلاحية دون ان تحقق حتى الآن طموحات هذا التحرك. وقد لا تحقق الحراكات الجماهيرية الحالية في لبنان وغيرها أهدافها سريعاً فالاحتقان وتفاعل عوامل الأزمة سيتواصل في كونه وسيكون قابلا لانفجارات أخرى وأقوى حتى ترضخ الطبقات الحاكمة لشروط الإصلاح وتغيير النهج الذي جلب ويجلب الخراب لحياة هذه الشعوب ومستقبلها في الأثناء ولم تخل ساحة عربية من خارج منظومة دول الخليج العربي التي لها ظروفها ومعطياتها الخاصة المعروفة اقتصاديا ومعيشيا بصورة أساسية من حراكات وانفجارات شعبية مطلبية ومعيشية الطابع والإصلاحية بجوهرها لكنها لم ترتق على الأقل حتى الآن لما جرى ويجري في لبنان والعراق والجزائر والسودان ويبقى الرابط الاهم بين الموجتين ذات الشعارات وهي المطالبة بالحرية والكرامة والكفاية المعيشية والاقتصادية ومحاربة الفساد وتغلغله بمفاصل الطبقة الحاكمة كما تشترك الموجتان بالهدف وهو المطالبة بتغيير الطبقة الحاكمة بعد الياس من قدرتها على تغيير النهج وإمعانها بسياسات الإفقار والإفساد.

الرؤية الايرانية للربيع العربي

[عدل]

تصاعد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط منذ سنوات عديدة ولم يكن ذلك نتاج تراجع المشروع الأمريكي فقط بل ان ايران تمتلك استراتيجية ناعمة ودبلوماسية خشنة في ان ولها حضور ملموس وقوي في لبنان والبحرين واليمن والعراق وسوريا والأراضي الفلسطينية ويتداخل في هذا النفوذ السياسي مع الثقافي والديني مع الايديولوجي وطبيعة الخطاب الايراني المناهض للرأسمالية الجديدة المتوحشة وكان ذلك المكسب الأول للثورة الإسلامية داخلياً وخارجياً وترافق ذلك مع سعيها إلى تصدير انموذج ثوري بدا للعرب مرعبا بالشكل الذي أقلق دول الخليج العربي والمجالات الجغرافية الأبعد وحديث ايران عن ظهور شرق أوسط جديد في المنطقة على انقاض الانظمة التي سقطت والدعوة لمشروعها لإقامة شرق اوسط اسلامي في مواجهة المشروعات التي طرحتها الولايات المتحدة بعد عام 2003 مثل الشرق الأوسط الجديد. ويعتمد المشروع الايراني على محور ايديولوجي يتمثل في ايمان النظام الايراني بحتمية قيام الحكومة العالمية للإسلام ودور إيران المحوري في ذلك ومحور استراتيجي في محاولة تكوين حزام أمني ليكون حائط صد لكل محاولات اختراق الداخل الإيراني أو احكام محاصرتها عبر دول الجوار.[3]

وتناول المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي تطورات ما عرف بالربيع العربي وأكد إن: "الشعب التونسي استطاع إن يطرد الحاكم الخائن المنقاد لأمريكا والمجاهر بعدائه للدين ولكن من الخطأ الظن بان هذه هي النتيجة المطلوبة. النظام العميل لا يسقط بخروج المكشوفين من رموزه لو حل محل هذه الرموز بطائنها لم يتغير شيء بل انه الشراك الذي ينصب أمام الشعب". وعن الوضع في مصر يشير خامنئي: "وإما مصر فإنها نموذج فريد لان مصر في العالم العربي بلد فريد مصر أول بلد في العالم الإسلامي تعرفت على الثقافة الأوروبية وأول بلد أدرك أخطار هجوم هذه الثقافة وتصدى لها. إن أكبر جريمة ارتكبها النظام الحاكم في مصر هي انه هبط بهذا البلد من مكانته الرفيعة إلى مرتبة آلة طيعة بيد أمريكا في لعبتها السياسية على صعيد المنطقة. وما تراه مفيدا أن نقدمه من تجارب في الظروف الراهنة هي:[4]

  • أولا: إن نهضة الشعوب هي في الواقع حرب بين الإرادتين إرادة الشعب وإرادة أعدائه وكل جانب كان أكثر وأقوى عزما وأكثر تحملا للصعاب فهو منتصر حتما.
  • ثانيا: العدو يحاول بث الياس من تحقيق أهدافكم. فتقوا ثقة تامة لا يعتريها تردد بوعد الله المؤكد.
  • ثالثا: العدو يسوق إليكم قواه الأمنية المجهزة لكي يبعث الرعب والفوضى بين الناس".

وعن نتائج هذه التطورات العربية يوضح خامنئي: "لأول مرة في تونس ومصر روعيت حرمة رأي الشعب وأدلت الجماهير بصوتها للتيار الإسلامي. وسيكون الأمر في ليبيا على هذا النحو أيضا. وهذا التوجه الإسلامي المتصف برفض الصهيونية والدكتاتورية وبطلب الاستقلال والحرية والتقدم تحت راية القرآن سيكون المسير الحتمي والإرادة الحاسمة لجميع الشعوب الإسلامية". ويضيف مبينا إن: "انتخابات تونس ومصر وشعارات وتوجهات الشعوب في اليمن والبحرين وسائر البلدان العربية تدل بوضوح أنهم يريدون إن يكونوا مسلمين معاصرين. وان يتحرروا من قرن من التحقير والاستبداد والتخلف والاستعمار والفساد والفقر والتمييز. وهذا هو الطريق الصحيح. وأما الكلام الأخير فهو إعلان استعداد الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني الكبير لخدمتكم والتعاون معكم وخدمة بعضنا البعض".[5]

ويعتقد خامنئي أن نجاح النظام الإسلامي في إيران جعله عامل جذب في المنطقة بحيث إن الاتجاهات الإسلامية في دول المنطقة أصبحت موضع تأييد الجماهير في أي انتخابات سواء في العراق أو مصر أو فلسطين مما أقلق الولايات المتحدة الأمريكية ولم يعد في مقدورها أن تتحمل النظام الإسلامي لذلك عد خامنئي أن وجود نظام إسلامي في إيران يقود شعبا مؤمنا متدينا واعيا ومجربا يزيد من تقدمه وقوته الداخلية ونفوذه العميق في العالم الإسلامي وهو ما يجعل أسس النظام متينة وهو في الوقت نفسه يجعل مواجهة الولايات المتحدة تتخذ من الملف النووي الإيراني ذريعة لاستمرار حربها النفسية ضد إيران فهي سبيلها الأساسي في مواجهة النظام الإسلامي فإذا تراجعت إيران عن حقها المشرع في امتلاك التقنية النووية فإن الولايات المتحدة سوف تبحث عن حجة أخرى لاستمرار حربها النفسية ضد ایران.[6]

وترى القيادة الايرانية ممثلة في خامنئي ان العزم على الثورة قد تبلور ونضج في أعماق الشعب المصري بالتدريج ومن ثم في اليمن وليبيا والبحرين الا ان مبادئ وقيم واهداف الثورة لم تدوّن في مشاريع مسبقة على يد الفئات والاحزاب بل هي مدونة في أذهان كل افراد الشعب المتواجد في الساحة وفي قلوبهم وإرادتهم ومعلنة ومثبتة في شعاراتهم وسلوكهم وقد تميزت هذه الثورات بالاتي:

  • "إحياء وتجديد العزة والكرامة الوطنية التي انتهكت على يد الهيمنة الدكتاتورية للحكام الفاسدين والسلطة السياسية لأمريكا والغرب.
  • رفع راية الإسلام الذي يمثل العمق العقائدي والعاطفي للشعب وتوفير الأمن النفسي والعدالة والتقدم والازدهار مما لا يتحقق الا في ظل الشريعة الإسلامية.
  • الصمود أمام النفوذ والسيطرة الأمريكية والأوروبية التي أنزلت خلال اعوام أكبر الضربات والخسائر والاهانات بشعوب هذه البلدان.
  • نضال الكيان الصهيوني الغاصب ودولته اللقيطة التي غرسها الاستعمار مثل خنجر في خاصرة بلدان المنطقة وجعلها وسيلة لاستمرار سلطنه المتجبرة وشرد شعبا من ارضه التاريخية".

لقد سعت إيران الى الاستفادة من الوضع الاقليمي في محاولة استعادة العلاقات الدبلوماسية مع مصر والمقطوعة منذ عام 1979 والتحرك نحو منظمة البلدان المصدرة للبترول وإنشاء تحالف واسع قادر على قهر الامبريالية الأمريكية مما قد يوصل الى خلق نظام عالمي جديد والتكهن بقيام شرق أوسط إسلامی معاد لاسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وامكانية أن تعزز هذه الثورات بدفعة من الاسلام الثوري أو ان تكون نسخة من الثورة الإسلامية الايرانية عام 1979. كما وجدت بعض القوى الاقليمية في هذه الثورات ضالتها أملا في فرص تعزز بها دورها الاقليمي. وكانت النتيجة ان الأمن القومي للدولة الوطنية العربية أصبح عرضة للخطر والتهديد واصبح كيانها معرضاً للانقسام والتفتت في ظل تزايد النعرات القومية والطائفية وفي ظل انتشار قوى الارهاب مستغلة الفراغ السياسي والامني في معظم هذه الدول وعزز ذلك الموقف الأمريكي من الاحداث الذي حاول اظهار الحياد من كل التيارات السياسية في دول الربيع العربي مع استعدادها للتغاضي عن انتهاكات حقوق الانسان أو الممارسات القمعية للأنظمة الجديدة ما دامت هذه الانظمة تحافظ على المصالح الأمريكية الاستراتيجية.[7]

ونتيجة لكل ما تقدم نجد ان اهداف ایران من احداث الربيع العربي قد حددت مسار علاقاتها مع دول مجلس التعاون بالآتي:

  • ممارسة الضغط على دول مجلس التعاون الخليجي واستثمار حالة القلق فيها من فقدانها لحلفائها الاقليميين وبما يدعم مطالب الشيعة فيها للحصول على حقوقهم السياسية والاقتصادية التي تتناسب وحجمهم من السكان.
  • العمل على تعزيز الدور الاقليمي أو الحيلولة دون تراجعه وتقوية النفوذ الإيراني في منطقة الخليج العربي واهمية طرح صيغة جديدة لأمن الخليج العربي تشارك فيها الدول المطلة عليه وفي المقدمة منها ایران.
  • استثمار التباينات بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة وممارسة الضغط على العلاقة بين الجانبين لصرف الاهتمام الدولي بعيدا عن برنامجها النووي وتركيز الاهتمام على تفاعلات وتطورات الربيع العربي.
  • استثمار الثورات العربية لتعزيز بقاء النظام في الحكم مستقرا والحفاظ على النظام وضمان عدم وصول المد الثوري اليها والحديث عن ان الثورات استلهمت الثورة الايرانية وامتداداً لها.

تباين موقف إيران من دول الربيع العربي

[عدل]

اتسمت الرؤية الايرانية الى ثورات الربيع العربي بالإيجابية الكبيرة على المستوى الرسمي وبدأت نهجا هجوميا تجاه الانظمة الخليجية المجاورة والانظمة العربية الأخرى المتحالفة مع الولايات المتحدة والغرب وعدتها فرصة للحصول على أكبر قدر من النفوذ الاقليمي وأضفت الاحداث تصوراً لدى الايرانيين وخصوصاً القوى الإيرانية الحاكمة أن فجراً جديداً من الانتصارات للمشروع الايراني في العالم العربي قد بدأ إلا أن هذا التصور أخذ بالتراجع تدريجيا لسببين أولهما: امتداد رياح الثورة الى الداخل الايراني في شكل إعادة تجديد المطالب التيار الاصلاحي ومطالبة النظام بالامتثال إلى مطالب التغيير. وثانيهما: وصول رياح التغيير الى دول صديقة وحليفة لإيران وعلى الأخص سوريا والعراق مما فجر تحديات داخل تيار الممانعة نفسه وخلق حالة غير مسبوقة من سيولة التطورات والتفاعلات يصعب حسابها أو تحديد اتجاهاتها. وانطلاقاً من اتجاهين: الأول طبيعة العلاقة بين النظام الذي يتعرض للثورة وإيران وهل هو صديق لإيران أم عدو لها والثاني تأثير هذه الثورات على توازن القوى الاقليمي وعلى خريطة التحالفات والصراعات إذ كان موقف ایران منحازاً للثورات التي حدثت داخل محور الاعتدال المنافس واختلاف موقفها من الثورات داخل محور الممانعة والدول الصديقة لكن ايران تحولت الى النهج الدفاعي بعد اشتعال الثورة في سوريا وتزايد الغضب الشعبي في العراق. ومن ثم تراجعت نبرة التفاؤل والحماس في خطابها السياسي حول الثورات العربية. وتبلور الازمة التي عدت تواجهها فيما يتعلق بنفوذها الاقليمي لكنها ظلت تحاول الإيحاء بأن هذه الثورات تصب في صالحها.[8]

أدت احداث الربيع العربي وما اعقبها من تطورات وازمات وموقف ايران منها الى مزيد من التوتر والجفاء في العلاقات الايرانية السعودية فقد سعت السعودية الى ابعاد رياح التغيير عنها وعن حلفائها وضاعفت من جهودها الدبلوماسية عبر الجامعة العربية وارسلت مساعدات اقتصادية عاجلة لمصر وسلطنة عمان والبحرين كما سارعت الى ارسال قوات عسكرية الى البحرين. وقد ادى ذلك فضلا عن النبرة الثورية في خطاب الرئيس احمدي نجاد السياسي واتهام ايران بالتخطيط لعملية ارهابية ضد السفير السعودي في الولايات المتحدة إلى تدهور العلاقات في النصف الثاني من عام 2011. الا ان احداث الربيع العربي قللت من احساس إيران بتفوقها المعنوي بسبب تسارع الأحداث التي غيرت طبيعة التفاعلات السياسية في المنطقة بصورة لم تكن متوقعة وتراجع الاعجاب بإيران كدولة ثورية وذات ايديولوجيا تعمل على نصرة المستضعفين وتباين رد الفعل الايراني على الاحداث في مصر وليبيا وتونس عن ردة فعلها لما حدث في سوريا والبحرين واليمن لم تكن سوى تجسيد لتقديم ايران عامل المصلحة على عامل المذهب وان فكرة الصحوة الإسلامية التي حاولت ايران الترويج لها لم تجد صدى في اوساط المنطقة العربية التي كانت ترى ان الربيع العربي هو حراك نحو تحقيق كرامة المواطن العربي وإلغاء قمع وظلم الحكومات الديكتاتورية وإقامة دولة العدل في المنطقة.[9]

ومثلت تطورات الأحداث وما أعقبها من ازمات وصراعات من الانظمة الحاكمة حدثاً استثنائياً في تاريخ المنطقة التي بتأثيراته المباشرة على مجمل تفاعلاتها وتحالفاتها والعلاقات بين دولها وخلق واقعاً عربياً جديداً سعت قوى مختلفة اقليمية ودولية للاستفادة منه وأوجدت هذه الاحداث بيئة مختلفة العلاقات بين ايران ودول مجلس التعاون الخليجي وتسببت في توترات شديدة في مسارها وحاولت ایران استثمار هذه الثورات لصالح تقوية نفوذها الاقليمي ووصل المد الثوري إلى عدد من دول الخليج العربي بدرجات متفاوتة ووجهت اصابع الاتهام لايران بالتورط في تأجيج الاحتجاجات الشعبية خاصة الشيعية في بعض هذه الدول وبرز الصراع بين ايران ودول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها السعودية من أجل إعادة هيكلة المنطقة وصياغة تحالفاتها.

لقد جاءت موجات التغيير والحراك السياسي لتؤسس لتحالفات قوية بين انظمة الخليج العربي والولايات المتحدة الأمريكية بعد ظهور مؤشرات للحراك الشعبي في هذه الدول والتي بدأت من البحرين تحديداً تلاها الحركة الشعبية في الكويت ضد محاولات الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الانفراد بالسلطة وقراره بحل مجلس الأمة في عام 2012 واستمرار الوضع المتدهور في العراق ولذلك كانت ثورات الربيع العربي مؤشراً لمرحلة جديدة من تاريخ العالم. وهي نتيجة لتأثير الثورة الإسلامية في ايران ومثل هذه التحولات الاقليمية المهمة من شأنها ان تؤثر على موازين القوى في المنطقة بل وتغير موقف الجماعة الدولية تجاه ايران وتحوله من السكون الى مزيد من الفعالية وقليل من الغموض تجاه دعم قوى التغيير داخلياً في ایران.

الموقف الايراني من سوريا

[عدل]

اتسمت السياسة الايرانية بالازدواجية من الأحداث الاقليمية والدولية إذ كان الموقف مرتبكا الى حد كبير فقد ايدت ايران بعض هذه التغييرات السياسية ورحبت بها وما ان وصلت موجة التغيير إلى حليفها السوري حتى تغير الموقف إذ دافعت بكل ضراوة عنه ومحاولة اقناع الدول الغربية بصحة موقفها من الاحداث لضمان تحقيق اهدافها الاستراتيجية في المنطقة إذ اعلن خامنئي في خطاب له في ذكرى وفاة الخميني في يونيو 2011 عن موقف ايران من الثورة السورية بتأكيده: "نؤيد الحركات الشعبية لا تلك التي تقوم بتحريك امريكي أو صهيوني. وإذا كانت هناك حركة أو ثورة بتحريك من امريكا أو الصهاينة لاسقاط نظام أو بلد فأننا لا نقف الى جانب هذه الحركات". وبذلك أصبحت مشاركة ايران في دعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد بشكل مباشر وغير مباشر فضلا عن ما كشف عنه بالتدريج من ارسال الدعم البشري وتزويد النظام السوري بالخبرات والخبراء والمستشارين المتخصصين في سياسات القمع وإخماد الثورة مقابل ذلك دعمت الدول الخليجية جماعات مسلحة عديدة منها الاخوان المسلمين وتنظيمات عديدة مثل تنظيم القاعدة وأصبحت سوريا جزءاً من الصراع المسلح الدائر في مناطق أخرى من العالم كالعراق وأفغانستان وتنطلق الرؤية الإيرانية السورية من قناعة أن الرؤية الأمريكية للمنطقة لا يمكن أن تجد طريقها الى الواقع ما دامت هناك مناوأة ايرانية سورية من جانبها تدرك ايران ان تحالفها مع سورية والمنظمات والفصائل الفلسطينية وحزب الله يشكل جبهة موحدة ضد السياسات الاسرائيلية في المنطقة التي تدعمها بالطبع الولايات المتحدة ومحاولة الغرب فرض العزلة على البلدين من قبل الدول الغربية التي تدعم سياسة الولايات المتحدة وخصوصاً في قضية الملف النووي.[10]

الموقف الإيراني من البحرين

[عدل]

اتسم الموقف الايراني من احداث البحرين بالتصعيد والتشدد والتهديد إذ رأت أن نجاح الشيعة بحكم اغلبيتهم العددية في السيطرة على الحكم في البحرين يعني إحداث تحول استراتيجي كبير لصالحها في مواجهة السعودية منافسها الاقليمي الرئيس في الخليج العربي وبما يمنحها قاعدة نفوذ في الساحل الغربي للخليج العربي ويضمن لها موضع قدم على الحدود السعودية التي لا تتجاوز المسافة بينهما 25 كيلومتر عبر جسر الملك فهد الذي يربط البلدين بحرياً ولذلك شهدت الساحة البحرينية صراعاً خليجياً ايرانياً قوياً عبر عن نفسه من خلال العديد من المظاهر والتجليات.

أما موقف ايران من احداث البحرين فيبرز من خلال تحليل الخطاب الرسمي خلال المدة من عام 2011 وحتى مايو 2013 حيث بلغ عدد التصريحات التي تخص البحرين 68 تصريحاً وقد ركزت على الأوضاع السياسية والامنية في البحرين وعملت السياسة الخارجية البحرينية على التصدي للسياسات الايرانية التي استهدفت التدخل في شؤونها الداخلية على كافة المستويات. ففي البداية دعمت ايران الانتفاضة في البحرين وعكس الدعم السياسي والاعلامي الايراني المكثف للمعتصمين في دوار اللؤلؤة البحريني بعداً طائفياً طاغياً. ولهذا اتهمت ايران بالسعي الى إقامة جمهورية اسلامية في البحرين وقد أخذ هذا الاتهام أبعاداً سياسية واضحة مع دخول اطراف شيعية عراقية لدعم الانتفاضة في البحرين وبالذات عقب دخول قوات درع الجزيرة الى الأراضي البحرينية الذي تم تصويره على انه احتلال سعودي للبحرين.

وبدت مؤشرات التدخل الإيراني واضحة ففي مايو 2013 أعلن وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة ضبط طائرة إيرانية من دون طيار لغرض التجسس في مياه الخليج العربي وكشف حينها عن تكرار ضبط متفجرات يتم تهريبها من إيران إلى بلاده كما تم إحباط أربعة مخططات إرهابية منها شحنة أسلحة عبر البحر آتية من العراق إضافة إلى إحباط محاولة تهريب مطلوبين إلى إيران. وفي ديسمبر 2015 تم ضبط أسلحة إيرانية إلى البحرين بالإضافة إلى ضبط مخزن ومحبا للأسلحة واكد خامنني دعم ايران لأصدقائها في المنطقة وانتقد في تصريح له في نوفمبر 2015 تعامل السلطات البحرينية مع المقدسات الشيعية خلال احياء ذكرى عاشوراء وهي تصريحات تحمل تحريضاً على النظام السياسي في البحرين وتهديداً لها من ناحية أخرى وكل هذا دفع البحرين الى سحب سفيرها لدى ايران في سبتمبر 2015 واعتبار القائم بالأعمال الايراني شخصاً غير مرغوب فيه كما تقدمت بشكوى رسمية الى الامم المتحدة لإيقاف التدخلات الإيرانية وتطور الحال الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في يناير 2016 وايقاف جميع الرحلات الجوية بينهما.

لقد سعت ايران الى تدويل الازمة في البحرين بتقديمها شكوى الى الامم المتحدة انتقدت فيها دعوة النظام البحريني لقوات درع الجزيرة للتدخل في مواجهة حركة الاحتجاجات الشعبية ودعوتها منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية الى العمل على حماية ارواح الابرياء في البحرين كما دعا نواب في مجلس الشورى الإيراني الى اعداد الجيش الإيراني في مقابل الحشد العسكري السعودي في البحرين وركزت ايران على الدور السعودي في ارسال قوات الدرع الى البحرين ووصف العمل بالاحتلال السعودي الذي سيؤدي الى انفجار المنطقة الشرقية السعودية وبدت الساحة كحرب بالوكالة بين الطرفين.

والحقيقة ان ايران تستخدم الخطاب الديني ومفهوم الثورة لتحقيق اهداف ومصالح سياسية فقط في الاطار نفسه فقد حاولت ایران الابتعاد عن وصفها بالدولة الطائفية التي تستخدم المذهب كوسيلة لتحقيق مصالحها كدولة لكن سياساتها تجاه البحرين لم تكن تحتمل سوى هذا الوصف وايدت الاحتجاجات الشعبية في البحرين وتدعم مشروعيتها وتعدتها إلى مهاجمة موقف دول الخليج العربي وجامعة الدول العربية الذي تمثل في حماية المؤسسات السيادية في البحرين عن طريق ارسال قوات درع الجزيرة الا ان ايران واجهت ما يمكن وصفة بأزمة مصداقية في خطابها السياسي بسبب ما أبدته من حماسة زائدة ودفاعاً عما أسمته بالثورة الديمقراطية في البحرين وما اعلنته من إدانة قوية وصريحة لدخول قوات درع الجزيرة الى هناك واعتبرته احتلالاً لهذا البلد فيما دانت تحركات الشعب السوري ومطالبه العادلة من اجل الإصلاح مما فرض تحديات على ايران التي واجهت امكانية سقوط احد اهم حلقاتها في المنطقة العربية بما يقطع ويؤثر سلبياً على تواصل ايران مع حزب الله ومنظمات المقاومة الفلسطينية ويضع عوائق هائلة أمام النفوذ الايراني في المنطقة.

وبرزت البحرين كأكبر نقاط الضعف في الحالة الخليجية. وقد تمكنت السعودية من تحقيق نصر سياسي في المعركة من اجل البحرين والتي كانت في جوهرها معركة من أجل السعودية بما في ذلك المواجهة مع ايران والمواجهة غير المتوقعة مع الولايات المتحدة ومن ثم حققت السعودية في البحرين نصراً ثلاثياً ضد امريكا وايران ووقف زحف الربيع العربي. وساهمت الاستعانة بقوات درع الجزيرة بتدهور العلاقات الايرانية السعودية لاسيما ان البحرين تمثل للسعودية خط أحمر وقضية أمن قومي ومن ثم فان سقوط البحرين سيفضي الى سقوط السعودية نتيجة نجاح الشيعة في البحرين في احداث حالة من عدم الاستقرار سوف يشجع شيعة الخليج العربي خاصة في السعودية على التمرد وتحديداً في المنطقة الشرقية إذ تقع واحدة من أكبر الحقول النفطية في العالم.

الخاتمة

[عدل]

لقد ارتبطت قضية الصراعات في الشرق الأوسط بمرحلة الحرب العالمية الأولى وما تخللها من اتفاق سايكس بيكو الاستعماري على تقسيم الشرق الأوسط بين الدول الاستعمارية الرئيسية آنذاك أو ما أعقبها من احداث وتطورات مهمة في المنطقة وأخيراً هناك من يربط الصراعات وتزايدها في المنطقة بأحداث الربيع العربي بثوراته أو هذه انتفاضاته وتفاعلاته وتطوراته لكن الصراعات كانت دائما سواء في نشأتها أو تطورها أو محاولات معالجتها أو التعامل معها محصلة لتفاعل عوامل محلية واخرى بفعلها أو بكونها معنية مباشرة بالصراعات اقليمية وثالثة دولية كما ان هذه التسمية ايضاً تشمل اطراف لم تتوافر لها بعد صفة الدولة ولكنها كانت ولا تزال مؤثرة سواء المحيطة ومسار تطورها وما يتصل بها من تفاعلات بالقدر الذي جعلها تهدد سيادة ووحدة أراضي أكثر من دولة عربية ويلوح بتقسيم وتجزئة العديد من هذه الدول واتخذ العديد من الابعاد المختلفة الديني والمذهبي والجهوي والقبائلي ضمن عوامل كثيرة بانت تتعرض للتوظيف لا يجاد الفرقة سواء كانت فاعلة ومؤثرة داخل أو فيما بين دول المنطقة العربية وهي قد تمتد لدول أخرى في المنطقة. وتلك الأزمات وبؤر التوتر كافة التي تعتري العلاقات الخليجية الإيرانية لا تقضى إلا إلى حقيقة واحدة هي أن إيران هي المسؤول الأول عن وصول هذه العلاقات إلى تلك الحالة بسبب إصرارها الدائم على ممارسة أسلوب الاستعلاء وسياسات التدخل والتصعيد في تعاملها مع دول الخليج العربي التي كما سبقت الإشارة لا تظهر حسن نياتها تجاه ايران وتعلن دائما استعدادها التطوير العلاقات معها وتدعو إلى حل القضايا الخلافية بالدبلوماسية والحوار.

ويظهر التمدد الإيراني بشكل واضح وملموس في المنطقة ولا احد بوسعه أن يجادل فيه غير انها تعتقد انها تمتلك الحق في ذلك بحسبان ان منطقة الخليج العربي هي مجالها الحيوي وهي تحاول ان تتصرف كما تتصرف الدول الكبرى علي صعيد التدخل في شؤونها الداخلية لذلك فان ايران تدعم حلفاءها بالمال والسلاح والاسناد السياسي وهنا يتعين التنبه إلى أن هناك جماعات شيعية سياسية متحالفة مع ايران وليس كل شيعة المنطقة كما انها اي ايران لا تقصر دعمها على تلك الجماعات فقط بل انها تدعم أيضا سوريا وحركة حماس وذلك من منطلق سياسي مصلحي وليس طائفياً.

وبذلك تشكل ايران خطرا على المنطقة خاصة اذا انساق حلفاؤها لخدمة اجندتها على حساب المصالح الوطنية الا ان الشيعة على وجه العموم هم اذكى من الدخول في حرب طائفية ضد مواطنيهم لأنهم هم الذين سينالون الخسارة في النهاية فضلا عن ادراكهم لخطر الطائفية على الامن والاستقرار على نحو يفوق خطر الارهاب من خلال ما تفرزه من تداعيات شديدة السلبية يمكن أن تقود إلى انهيار الدولة وانبثاق الحرب الأهلية وصولا الى استدعاء التدخل الدولي فضلا عن أن الشيعة في البلاد العربية هم اقلية ومن مصلحتهم تأكيد الجامع الوطني كضمانة لهم.

مصادر

[عدل]
  1. ^ "الموقف الإيراني من أحداث الربيع العربي".
  2. ^ "استراتيجية #إيران تجاه الثورات العربية".
  3. ^ "تناقض إيراني حيال الربيع العربي".
  4. ^ "الديمقراطية عقدة إيران مع الربيع العربي".
  5. ^ "علاقة إيران بثورات الربيع العربي".
  6. ^ "الربيع الإيراني والربيع العربي".
  7. ^ "مانشيت إيران: كيف أثّر "الربيع العربي" على العلاقات".
  8. ^ "إيران و«الربيع العربي».. من قبل ومن بعد".
  9. ^ "إيران والربيع العربي: اعتبارات متداخلة واستحقاقات مؤجلة".
  10. ^ "السياسة الايرانية تجاه ثورات الربيع العربي: الثورة السورية نموذجاً".