الوضع السياسي لهضبة الجولان - ويكيبيديا

الحدود التاريخية والخطوط الفاصلة لهضبة الجولان

هضبة الجولان هي هضبة صخرية في منطقة المشرق العربي في غرب آسيا، استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب 1967، ويعتبر المجتمع الدولي، باستثناء إسرائيل والولايات المتحدة، مرتفعات الجولان أرضاً سورية تحتلها إسرائيل. رفضت سوريا بعد الحرب أي مفاوضات مع إسرائيل كجزء من قرار الخرطوم.[1]

كانت الجولان تحت الإدارة العسكرية حتى أقر الكنيست قانون مرتفعات الجولان في عام 1981، الذي طبق القانون الإسرائيلي على المنطقة؛ وهي خطوة وصفت بالضم، ورداً على ذلك أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع قرار مجلس الأمن رقم 497 الذي أدان الإجراءات الإسرائيلية لتغيير وضع الأرض معلناً أنها "لاغية وباطلة وليس لها أثر قانوني دولي"، وأن الجولان يظل أرضاً محتلة. أصبحت الولايات المتحدة في عام 2019 الدولة الوحيدة التي تعترف بمرتفعات الجولان كأرض ذات سيادة إسرائيلية، بينما يواصل بقية المجتمع الدولي اعتبارها أراضٍ صورية تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي.[2][3]

الانتداب البريطاني والفرنسي

[عدل]

تم تقسيم أجزاء من الأراضي السابقة للإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى إلى عدة انتدابات من عصبة الأمم تحت سيطرة إحدى دول الحلفاء المنتصرة في الحرب. كان الانتداب البريطاني على فلسطين والانتداب الفرنسي على سوريا من هذه الانتدابات، وتم وضع اللمسات النهائية على الحدود بينهما في اتفاقية بوليت-نيوكومب. كانت أول حدود دولية بين سوريا وفلسطين هي الحدود التي تم رسمها عام 1923 وهي الأخيرة حتى الآن،[4] وكانت الحدود المتبقية منذ ذلك الحين نتيجة لاتفاقيات الهدنة، ووضعت الحدود بحيرة طبريا بأكملها، إلى جانب شريط بعرض عشرة أمتار على الشاطئ الشرقي، ضمن الانتداب البريطاني.[5] انتهى الانتداب الفرنسي عام 1946 مع استقلال الجمهورية السورية، وطالبت سوريا بإجراء تغييرات على الحدود للسماح بمزيد من الوصول إلى مصادر المياه العذبة، وهي مطالب رفضها البريطانيون على أساس أن الحدود قد تم تقديمها والموافقة عليها من العصبة، وهكذا اعتبرت الأمم المتحدة وبريطانيا الأمر منتهيًا.[6]

فترة ما بعد الانتداب

[عدل]

أدت حرب 1948 التي أعقبت إعلان قيام إسرائيل، إلى سيطرة دولة إسرائيل المشكلة حديثًا على ما يقرب من 77% من أراضي الانتداب البريطاني،[7] ومع ذلك، تقدمت سوريا إلى الشاطئ الشرقي لبحيرة طبريا، حيث كانت الحدود كما رسمها البريطانيون والفرنسيون على بعد عشرة أمتار شرق الخط الساحلي.[8][9] تم إدراج ذلك الشريط الذي يبلغ طوله عشرة أمتار في منطقة منزوعة السلاح في مفاوضات الهدنة التي أعقبت إعلان وقف إطلاق النار كما طالبت إسرائيل.[10]

حرب 1967 وما بعدها

[عدل]

استولت إسرائيل في حرب 1967 على غالبية هضبة الجولان، وأصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أعقاب الحرب القرار رقم 242، الذي دعا إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في الحرب مقابل إنهاء جميع حالات الحرب والاعتراف بإسرائيل كدولة ذات سيادة من قبل الدول العربية.[11] شهدت حرب أكتوبر المزيد من المكاسب الإقليمية لإسرائيل، على الرغم من موافقة إسرائيل على العودة إلى خط وقف إطلاق النار لعام 1967 في اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 بين إسرائيل وسوريا،[12] وواصلت سوريا إصرارها على عودة الجولان في أي اتفاق سلام يتم التفاوض عليه بين البلدين.[13]

قانون مرتفعات الجولان

[عدل]

أقر الكنيست الإسرائيلي في 14 ديسمبر 1981 قانون مرتفعات الجولان، وبينما لم يستخدم القانون مصطلح الضم، إلا أنه اعتبر ضمًا من قبل المعارضة الإسرائيلية والمجتمع الدولي.[14][15]

تمت إدانة هذا الإجراء دوليًا، وردًا على ذلك، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 497 الذي أعلن أن القانون "لاغي وباطل وليس له أي أثر قانوني دولي" وأن اتفاقية جنيف الرابعة ما زالت تنطبق على الجولان باعتبارها أرضًا محتلة.[16][17][18]

وجهات النظر الدولية

[عدل]

ويعتبر المجتمع الدولي، باستثناء إسرائيل والولايات المتحدة، الجولان أرضاً سورية خاضعة للاحتلال الإسرائيلي،[19][20][21] ويعترف عدد من الدول بأن الاحتلال الإسرائيلي شرعي بموجب ميثاق الأمم المتحدة على أساس الدفاع عن النفس، لكنها لا تعتبر أن هذه المخاوف تسمح بضم الأراضي التي تم الاستيلاء عليها بالقوة.[18]

أصبحت الولايات المتحدة، التي اعتبرت في السابق مرتفعات الجولان محتلة، في مارس 2019 أول دولة تعترف بالسيادة الإسرائيلية على الأراضي التي تسيطر عليها منذ عام 1967، ولا يزال بقية المجتمع الدولي ينظر إلى المنطقة على أنها سورية تقع تحت الاحتلال الإسرائيلي،[22][23] وأصدر أعضاء الاتحاد الأوروبي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بيانًا مشتركًا يدين الإعلان الأمريكي، وأصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بيانا قال فيه إن وضع مرتفعات الجولان لم يتغير،[24][25][26] ونددت الجامعة العربية بالتحرك الأمريكي، معلنة أن "اعتراف ترامب لا يغير وضع المنطقة".[27]

انظر أيضا

[عدل]

مراجع

[عدل]
  1. ^ "This Week in History: The Arab League Three No's". جيروزاليم بوست. مؤرشف من الأصل في 2023-07-20. اطلع عليه بتاريخ 2017-12-04.
  2. ^ Aji، Albert (26 مارس 2019). "Trump acceptance of Israeli control of Golan sparks protests". Associated Press. مؤرشف من الأصل في 2023-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-29.
  3. ^ "Trump's Golan move unites Gulf States and Iran in condemnation". France 24. 26 مارس 2019. مؤرشف من الأصل في 2023-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-31.
  4. ^ Kipnis، Yigal (2013). The Golan Heights: Political History, Settlement and Geography since 1949. Routledge Studies in Middle Eastern Politics. Taylor & Francis. ص. 235. ISBN:978-1-136-74092-3. مؤرشف من الأصل في 2023-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-29.
  5. ^ Balanche، F. (2017). Atlas of the Near East: State Formation and the Arab-Israeli Conflict, 1918-2010. Brill. ص. 114. ISBN:978-90-04-34518-8. مؤرشف من الأصل في 2023-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-29.
  6. ^ Capinera، John (2019). Israel And Syria: Peace And Security On The Golan. Taylor & Francis. ص. 27. ISBN:978-0-429-71086-5. مؤرشف من الأصل في 2023-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-29.
  7. ^ Oberschall، A. (2007). Conflict and Peace Building in Divided Societies: Responses to Ethnic Violence. Taylor & Francis. ص. 129. ISBN:978-1-134-12814-3. مؤرشف من الأصل في 2023-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-29.
  8. ^ Cordesman، Anthony (2008). Israel and Syria : the military balance and prospects of war. Praeger Security International Published in cooperation with the Center for Strategic and International Studies. ص. 222. ISBN:978-0-313-35520-2. OCLC:615600412. مؤرشف من الأصل في 2023-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-29.
  9. ^ Balanche، F. (2017). Atlas of the Near East: State Formation and the Arab-Israeli Conflict, 1918-2010. Brill. ص. 114. ISBN:978-90-04-34518-8. مؤرشف من الأصل في 2023-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-29.Balanche, F. (2017). Atlas of the Near East: State Formation and the Arab-Israeli Conflict, 1918-2010. Brill. p. 114. ISBN 978-90-04-34518-8. Retrieved 2019-03-29.
  10. ^ Ben-Dror، Elad (2015). Ralph Bunche and the Arab-Israeli Conflict: Mediation and the UN, 1947-1949. Israeli History, Politics and Society. Taylor & Francis. ص. 234. ISBN:978-1-317-65470-4. مؤرشف من الأصل في 2023-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-29.
  11. ^ Zacher، Mark (1 يونيو 2001). "The Territorial Integrity Norm: International Boundaries and the Use of Force". International Organization. Cambridge University Press (CUP). ج. 55 ع. 2: 231–232. DOI:10.1162/00208180151140568. ISSN:1531-5088. JSTOR:3078631. S2CID:154890372.
  12. ^ Rabinovich، Itamar (2009). The Brink of Peace: The Israeli-Syrian Negotiations. Princeton University Press. ص. 28. ISBN:978-1-4008-2265-2. مؤرشف من الأصل في 2023-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-29.
  13. ^ Ehteshami، Anoushiravan؛ Hinnebusch، Raymond (2002). Syria and Iran: Middle Powers in a Penetrated Regional System. Taylor & Francis. ص. 160–161. ISBN:978-1-134-73021-6. مؤرشف من الأصل في 2023-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-29.
  14. ^ Israeli Ministry of Foreign Affairs. Golan Heights Law. نسخة محفوظة 2023-03-31 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ Rabinowitz، Dan (28 مارس 2012). "17: Identity, the State and Borderline Disorder". في Thomas M. Wilson and Hastings Donnan (المحرر). A Companion to Border Studies. John Wiley & Sons. ص. 307–308. ISBN:978-1-118-25525-4.
  16. ^ مجلس العلاقات الخارجية. UN Security Council Resolution 497. نسخة محفوظة 2023-10-22 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ Benvenisti، E. (2012). The International Law of Occupation. OUP Oxford. ISBN:978-0-19-163957-9. مؤرشف من الأصل في 2023-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-04-01.
  18. ^ ا ب Korman، Sharon (31 أكتوبر 1996)، The Right of Conquest: The Acquisition of Territory by Force in International Law and Practice، Oxford University Press، ص. 262–264، ISBN:9780191583803، مؤرشف من الأصل في 2023-10-17
  19. ^ Roberts، Adam (يناير 1990). "Prolonged Military Occupation: The Israeli-Occupied Territories Since 1967". المجلة الأمريكية للقانون الدولي. ج. 84 ع. 1: 60. DOI:10.2307/2203016. JSTOR:2203016.
  20. ^ Korman، Sharon (31 أكتوبر 1996)، The Right of Conquest: The Acquisition of Territory by Force in International Law and Practice، Oxford University Press، ص. 262–264، ISBN:9780191583803، مؤرشف من الأصل في 2023-10-17Korman, Sharon (31 October 1996), The Right of Conquest: The Acquisition of Territory by Force in International Law and Practice, Oxford University Press, pp. 262–264, ISBN 9780191583803
  21. ^ Pileggi، Tamar؛ Winer، Stuart؛ Newman، Marissa؛ Bachner، Michael (28 مارس 2019). "US redrawing official maps to include Golan as part of Israel". The Times of Israel. مؤرشف من الأصل في 2023-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-04-02.
  22. ^ Aji، Albert (26 مارس 2019). "Trump acceptance of Israeli control of Golan sparks protests". Associated Press. مؤرشف من الأصل في 2023-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-29.Aji, Albert (2019-03-26). "Trump acceptance of Israeli control of Golan sparks protests". Associated Press. Retrieved 2019-03-29.
  23. ^ "Trump's Golan move unites Gulf States and Iran in condemnation". France 24. 26 مارس 2019. مؤرشف من الأصل في 2023-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-31."Trump's Golan move unites Gulf States and Iran in condemnation". France 24. 2019-03-26. Retrieved 2019-03-31.
  24. ^ "Trump recognizes Golan Heights as Israeli, boosting Netanyahu and angering Syria". Reuters. 25 مارس 2019. مؤرشف من الأصل في 2023-09-20. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-25.
  25. ^ "U.N. chief clear that Golan status has not changed: spokesman". 25 مارس 2019. مؤرشف من الأصل في 2023-03-28 – عبر www.reuters.com.
  26. ^ Fassihi، Farnaz (28 مارس 2019). "Security Council Denounces Trump's Golan Decision". WSJ. مؤرشف من الأصل في 2023-10-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-03-29.
  27. ^ "Trump formally recognises Israeli sovereignty over Golan Heights". www.aljazeera.com. مؤرشف من الأصل في 2023-03-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-04-02.