سويسرا - ويكيبيديا

  
سِوِيسْرَا
الاِتِّحَاد السُّوَيْسْرِيّ
سويسرا
سويسرا
علم سويسرا
سويسرا
سويسرا
شعار سويسرا

 

الشعار الوطني
(باللاتينية: Unus pro omnibus, omnes pro uno)‏[1]  تعديل قيمة خاصية (P1451) في ويكي بيانات
النشيد:
الأرض والسكان
إحداثيات 46°47′55″N 8°13′55″E / 46.798562°N 8.231973°E / 46.798562; 8.231973 [2]  تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات[3]
أعلى قمة جبل مونتي روزا، 4634 متر
أخفض نقطة بحيرة ماجيوري (193 متر)  تعديل قيمة خاصية (P1589) في ويكي بيانات
المساحة 41285.0 كيلومتر مربع  تعديل قيمة خاصية (P2046) في ويكي بيانات
عاصمة برن[4]  تعديل قيمة خاصية (P36) في ويكي بيانات
اللغة الرسمية الألمانية[5]،  والإيطالية[5]،  والفرنسية[5]،  والرومانشية[5]  تعديل قيمة خاصية (P37) في ويكي بيانات
التعداد السكاني (2018) 8,594,38 [6] نسمة
متوسط العمر 82.89756 سنة (2015)[7]
الحكم
نظام الحكم جمهورية برلمانية
رئيس الجمهورية آلان بيرسيت[8]
رئيس الاتحاد السويسري غي بارميلين
السلطة التشريعية الجمعية الاتحادية[9]  تعديل قيمة خاصية (P194) في ويكي بيانات
السلطة التنفيذية المجلس الفدرالي السويسري  تعديل قيمة خاصية (P208) في ويكي بيانات
التأسيس والسيادة
التاريخ
تاريخ التأسيس 12 سبتمبر 1848[10]
الناتج المحلي الإجمالي
 ← الإجمالي 678,887,336,848.252 دولار أمريكي (2017)[11]
 ← الإجمالي عند تعادل القوة الشرائية 560,353,822,653 دولار جيري-خميس (2017)[13]
 ← للفرد 66,307.384 دولار جيري-خميس (2017)[12]
الناتج المحلي الإجمالي الاسمي
سنة التقدير 2022
 ← الإجمالي $841 مليار[14] (20)
 ← للفرد 80,342 دولار أمريكي (2017)[15]
معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي 1.3 نسبة مئوية (2016)[16]
إجمالي الاحتياطي 811,030,675,725 دولار أمريكي (2017)[17]
معامل جيني
الرقم 33.1 (2018)[18]  تعديل قيمة خاصية (P1125) في ويكي بيانات
مؤشر التنمية البشرية
المؤشر
0.962 (2021)[19]  تعديل قيمة خاصية (P1081) في ويكي بيانات
معدل البطالة 4 نسبة مئوية (2014)[20]
اقتصاد
معدل الضريبة القيمة المضافة
السن القانونية 20 سنة  تعديل قيمة خاصية (P2997) في ويكي بيانات
بيانات أخرى
العملة فرنك سويسري[24]  تعديل قيمة خاصية (P38) في ويكي بيانات
البنك المركزي البنك الوطني السويسري  تعديل قيمة خاصية (P1304) في ويكي بيانات
معدل التضخم 0.0 نسبة مئوية (2016)[25]
رقم هاتف
الطوارئ
المنطقة الزمنية ت ع م+01:00 (توقيت قياسي)  تعديل قيمة خاصية (P421) في ويكي بيانات
جهة السير يمين  [لغات أخرى][29]  تعديل قيمة خاصية (P1622) في ويكي بيانات
اتجاه حركة القطار يسار  [لغات أخرى][30]،  ويمين  [لغات أخرى]‏  تعديل قيمة خاصية (P5658) في ويكي بيانات
رمز الإنترنت ‎.ch‎[31]  تعديل قيمة خاصية (P78) في ويكي بيانات
أرقام التعريف البحرية 269  تعديل قيمة خاصية (P2979) في ويكي بيانات
الموقع الرسمي الموقع الرسمي،  والموقع الرسمي،  والموقع الرسمي،  والموقع الرسمي،  والموقع الرسمي  تعديل قيمة خاصية (P856) في ويكي بيانات
أيزو 3166-1 حرفي-2 CH[32][33]  تعديل قيمة خاصية (P297) في ويكي بيانات
رمز الهاتف الدولي +41  تعديل قيمة خاصية (P474) في ويكي بيانات
وسيط property غير متوفر.

سِوِيسْرَا (بالألمانية:die Schweiz، بالفرنسية:la Suisse، بالإيطالية:Svizzera، بالرومانشية:Svizra) ورسمِيّاً الاِتِّحَاد السُّوَيْسْرِيّ هي جمهورية فيدرالية تتكون من 26 كانتونًا، مع برن عاصمةً ومقراً للسلطات الاتحادية. تقع سويسرا في أوروبا الغربية، حيث تحدها ألمانيا من الشمال، فرنسا من الغرب، إيطاليا من الجنوب، والنمسا وليختنشتاين من الشرق. تشكلت الكونفدرالية السويسرية على مدى عدة قرون، لكنها تميّزت منذ نهاية القرن الثالث عشر بحرصها على الحياد والسلميّة مع الدول، وابتعادها عن الدخول في حروب مع جيرانها. ومع أنها تقع في قلب القارة الأوروبية، إلا أنها تمتاز عن معظم الدول المجاورة لها بتنوّعها الديني واللغوي وتمسكها بممارسة الديمقراطية المباشرة.[34]

سويسرا هي أيضاً مهد للصليب الأحمر؛ وموطن لعدد كبير من المنظمات الدولية؛ بما في ذلك ثاني أكبر مكتب للأمم المتحدة. وعلى المستوى الأوروبي فهي عضو مؤسس في الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة؛ وجزء من منطقة شنغن، وعلى الرغم من أنها ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي ولا في المنطقة الاقتصادية الأوروبية إلا أن سويسرا هي واحدة من أغنى البلدان في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد، وتحتوي على أعلى ثروة للشخص البالغ (الأصول المالية وغير المالية) من أي بلد في العالم.[35][36] وقد صُنفت زيورخ وجنيف المدينتين الثانية والثامنة من بين الأعلى في جودة المعيشة في الحياة في العالم.[37] وهي الدولة التاسعة عشر ذات أكبر اقتصاد في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي ورقم 36 في تعادل القوة الشرائية.

سويسرا بلد قائم على أساس احترام الأقليّات وعلى الديمقراطية المباشرة؛ التي أدّت في نهاية المطاف إلى نظام فدرالي يضم 26 إقليمًا أو كما تُعرف بالكانتون، تلتقي على التواؤم والتضامن فيما بينها. ورغم أنها تختلف فيما بينها بالهوية إلا أن المصلحة المشتركة تجمعها. ثمة تماثل بين الفدرالية السويسرية والاتحاد الأوروبي فيما عدا الشأن المالي والدِّفاع والسياسة الخارجية، رغم أن سويسرا الحديثة تشكّلت عام 1848 إلا أنه لا توجد لغة رسمية واحدة بل هناك أربع لغات، ولا توجد ثقافة واحدة بل هناك عدة ثقافات متنوعّة وغنيّة ومتناقضة فيما بينها. فبعض المواطنين لغتهم الأم الفرنسية ويعيشون ويعملون في مدينة منفتحة مثل جنيف، يوجد فيها أكثر من 200 منظمة دولية. والبعض من سكان الريف يعيشون في قرى جبلية تقع في كانتون أوري، ويتحدّثون بلهجة ألمانية وليس بينهم إلا كما بين اليابانيين والبرازيليين، إلا أنهما يرتبطان سويًا بتاريخ من النجاحات التي حقّقها وما زال يحقِّقها هذا البلد، وبديمقراطية يعود تاريخها إلى أكثر من 700 عام.

تضم سويسرا أربع لغات رئيسية لغوية وثقافية: الألمانية، الفرنسية، الإيطالية، والرومانشية، وعلى الرغم من أن الغالبية تتحدث الألمانية، إلا أنها لا تشكل أمة في معنى هوية عرقية أو لغوية مشتركة لكن بينهم شعور قوي بالانتماء إلى البلد الذي تأسس على خلفية تاريخية مشتركة وقيم مشتركة (فدرالية وديمقراطية مباشرة)[38] تتخذ من جبال الألب رمزاً لها.[39] وتحتفل سويسرا بيومها الوطني في 1 أغسطس من كل عام والذي يوافق تاريخ إنشاء الاتحاد السويسري في 1 أغسطس 1291.

أصل التسمية[عدل]

أصل كلمة سويسرا الإنجليزية (Switzerland) ألماني وجاء من كلمة schwytz شفايزر ويعني ساكن منطقة شفايز وهي إحدى أقاليم والدستاتين التي شكلت نواة الاتحاد السويسري القديم. ولعل المصطلح مشتق من الكلمة الألمانية سويتس الذي يعني «يحرق» إشارة إلى منطقة حرجية قد تم إحراقها قديماً.[40] وبعد أن وضعت حرب سوابيان في العام 1499 في تلك المنطقة أوزارها أصبح المصطلح يستخدم للإشارة إلى الاتحاد بأكمله.[41][42][43][42][43]

تاريخيا إن تسمية اتحاد المدن السويسري لم تكن رسمية إلّا في القرن السابع عشر وأن الاسم السائد قبل ذلك «عصبة مدن ألمانيا العليا» وكانت هذه الأراضي تابعة إلى أسرة آل هابسبورغ.[44]

الجغرافيا[عدل]

الخريطة المادية من سويسرا.

تقع سويسرا في قلب القارة الأوروبية وتحيط بها خمس دول، وهي ألمانيا من الشمال وإيطاليا من الجنوب والنمسا وإمارة ليختنشتاين من الشرق وفرنسا من الغرب، وليست لها منافذ بحرية وتبلغ مساحتها حوالي 41300 كيلومترا مربعا.[45] وتتكون سويسرا من ثلاث مناطق جغرافية وهي: سلسلة جبال الألب، التي تمتد في الجنوب وتغطي حوالي ثلثي مساحة البلاد ويبلغ ارتفاع أعلى قممها "Punta Dufour" «بونتا دوفور» 4638م. ثم هناك سلسلة جبال جورا والتي تمتد على شكل هلال في غرب وشمال البلاد، وتمثل الحد الفاصل بين سويسرا وفرنسا وتغطي نحو 12٪ من المساحة الكلية، ويبلغ ارتفاع أعلى قممها Cret de la Neige«كريت دو لا نيج» 1718 م، وبين هاتين المجموعتين من السلاسل الجبلية، تمتد منطقة الهضبة السهلية التي تضم معظم المدن والقرى السويسرية.[45][46][47]

تباين المناظر الطبيعية بين مناطق ماترهورن وبحيرة لوسيرن

كان لموقع سويسرا فوق الهضاب «الألبينية» في منطقة هي ملتقى ثلاثة ممرات جبلية (غوتهارد – فوركا – أوبيرآلب) ونقطة وصل هامة تربط بين العديد من بلدان سويسرا، الأثر العظيم في صياغة تاريخ هذا البلد.[48] وينبع في سويسرا عدداً من أكبر أنهار أوروبا: كنهر الراين، الذي يمتد إلى بحر الشمال ونهر الرون، الذي يصب في البحر الأبيض المتوسط، ونهر إن، الذي هو أحد روافد نهر الدانوب وينتهي مساره في البحر الأسود، ونهر تيتشينو، الذي هو أحد روافد نهر البو، ويصب في البحر الادرياتيكي.[45]

خريطة سويسرا بمقياس كوبين لتصنيف المناخ.

تقع سويسرا بين خطي عرض 45 درجة و48 درجة شمالاً، وخطي طول 5 ° و11 ° E. وهي تحتوي على ثلاثة مجالات الطبوغرافية الأساسية: جبال الألب السويسرية إلى الجنوب، الهضبة السويسرية والميدليلاند، وجبال جورا في الشمال.[45][49] جبال الألب هي سلسلة جبال عالية تمتد في وسط جنوب البلاد، التي تضم حوالي 60٪ من المساحة الإجمالية للبلاد. بين الوديان عالية من جبال الألب السويسرية عُثِر على العديد من الأنهار الجليدية وبلغ مجموع مساحتها 1,063 كيلومترا مربعا.[45][50]

من هذه تنشأ منابع عدة أنهار رئيسية مثل الراين، ونزل، وتيسان ورون، وتتدفق في أربعة اتجاهات أساسية في جميع أنحاء أوروبا. الشبكة الهيدروغرافية تتضمن مخزون يعد من الأكبر في المياه العذبة في أوروبا الوسطى والغربية، حيث يضم بحيرة جنيف، بحيرة كونستانس وبحيرة ماجيوري. تمتلك سويسرا أكثر من 1500 بحيرة، وبها 6٪ من نصيب أوروبا من المياه العذبة. فيما تغطي البحيرات والأنهار الجليدية حوالي 6٪ من الأراضي السويسرية.[45][51][52]

تمتاز سويسرا بوجود عدد كبير من البحيرات – أكثر من 1500 بحيرة، وهناك أكثر من 20 عيْـن تَتم منها تعبئة المياه المعدنية.[53] ومن أهم البحيرات السويسرية، بحيرة ليمان (أو بحيرة جنيف)، وهي من أكبر بحيرات أوروبا (60٪ ضمن الحدود السويسرية و40٪ ضمن الحدود الفرنسية)، وبحيرة كوستانس وبحيرة لوغانو وبحيرة ماجوري وبحيرة نوشاتيل وبحيرة لوتسرن وبحيرة زيورخ، وبحيرة بريينس وبحيرة تون وغيرها.[54][55]

الحدود[عدل]

سويسرا هي إحدى الدول الواقعة في القارة الأوروبيّة وتحديداً في قلبها، وتشكّل اتحاداً فيدرالياً ديمقراطياً ويحيط بها خمس دول أوروبيّة، هي كلّ من: ألمانيا من الجهة الشماليّة، وإيطاليا والنمسا من الجهة الجنوبيّة، وإمارة ليختنشتاين من الجهة الشرقيّة، وفرنسا من الجهة الغربيّة. وتُعتبر سويسرا من الدول الداخليّة لأنها لا تطل على أيّ منفذٍ بحري، أمّا مساحتها فتبلغ 41.300 كيلو متر مربّع.[45][48][50]

المناخ[عدل]

التنوع المناخي بين منطقة سينتوفالي (تيسان) و أبنزل (شمال شرق سويسرا)

تقع سويسرا ضمن المناطق الشمالية المعتدِلة مناخياً وضمن دائرة تأثير التيار الخليجي. وتنقسم البلاد إلى طبيعتين مناخيتين بسبب وجود سلسلة جبال الألب التي تخترق البلاد من الغرب حتى الشرق. ففي الجنوب يسود مناخ متوسطي معتدل، بينما يتعرض الشمال للتأثيرات المناخية المحيطية الرطبة، القادمة من غرب أوروبا، ويكون في فصل الشتاء في مواجهة التأثيرات المناخية القارية الباردة القادمة من شرق أوروبا.[56][57]

وعلى الرغم من صغر مساحة سويسرا، إلا أن مناخها متباين بصورة ملحوظة، بسبب وجود مساحات من الودْيان وامتداد المساحات الشاسعة من الهضاب نحو المرتفعات العليا من الغابات والثلوج، حتى أن المناطق الشمالية من جبال الألب والأودية الكبيرة من سهول الألب في منطقة كانتون فاليز وبعض مناطق غراوبوندن، تهب عليها رياح حارة وجافة يطلق عليها «رياح الفون».[58]

وبشكل عام يسود سويسرا مناخ معتدل في الهضاب والأودية السفلية، حيث يبلغ المعدل السنوي لدرجة الحرارة حوالي 10 درجات مئوية، وتتراوح درجة الحرارة في أشهر الصيف يونيو ويوليو وأغسطس بين 17 و28 درجة، بينما تتراوح في أشهر الشتاء ديسمبر ويناير وفبراير بين (-2) و (+7).[59]

وكلما زاد الارتفاع كلما انخفضت درجات الحرارة وزادت الأمطار، ويكون هطول الأمطار على مدار السنة، ولكنه يكثر في فصل الشتاء، كما يكثر سقوط الثلوج في الجبال والمرتفعات وتبقى قمم الجبال الشاهقة مغطّاة بالثلوج طوال العام.[60]

كما تتكون الأنهار الجليدية في مرتفعات جبال الألب وتهبّ على البلاد في فصل الشتاء رياح شمالية قارصة البرودة تعرف بـ «البيز»، بينما تهب في فصل الصيف قادمة من الجبال رياح جنوب شرقية حارة وجافة تعرف برياح «الفون».[59][61]

الهضبة السويسرية[عدل]

لافو، وبحيرة جنيف.

تُشكل الهضبة السويسرية واحدة من المناظر الطبيعية الرئيسية الثلاث في سويسرا إلى جانب جبال جورا وجبال الألب السويسرية. وتغطي حوالي 30٪ من السطح السويسري. وتضم المناطق بين جبال جورا وجبال الألب غالباً شقاً جزئياً من المناطق الجبلية، وتقع على ارتفاع متوسط بين 400 و 700 متر.[53][62] تُعتبر هو المنطقة الأكثر كثافة سكانية في سويسرا، لما لها من أهمية من ناحية الاقتصاد والنقل. وتحد جبال جورا الشمال والشمال الغربي للهضبة السويسرية جغرافياً وجيولوجياً. أما في الجنوب فلا توجد حدود واضحة مع جبال الألب، أحياناً تُعتبر منطقة الهضبة السويسرية عالية الارتفاع، خصوصاً على التلال في كانتون فريبورغ، ومنطقة ناف، ومنطقة إرم وأجزاء من منطقة أبنزل لتشكيل جبال الألب السويسرية في أرض أمامية.

شلالات الراين.

تنتمي أجزاء من الأرض الأمامية من جبال الألب إلى الهضبة السويسرية، حيث تقع وتطل الهضبة على ضفاف بحيرة جنيف، وعلى ضفاف بحيرة كونستانس ونهر الراين. جيولوجياً فإن الهضبة السويسرية هي جزء من حوض أكبر يمتد إلى أبعد الحدود من سويسرا. ويقع نهايته في الجهة الجنوبية الغربية من فرنسا، وتنتهي الهضبة في جينيفويز في شامبيري حيث يلتقي جورا وجبال الألب. وفي الجانب الآخر من بحيرة كونستانس، تُطل الهضبة على منطقة بريالبس الألمانية والنمساوية.[63]

يبلغ طول الهضبة السويسرية حوالي 300 كم، ويزيد عرضها من الغرب إلى الشرق في منطقة جنيف، في منطقة تبعد عن برن حوالي 50 كم وعن شرق سويسرا نحو 70 كيلومترا.

العديد من كانتونات سويسرا تُعتبر جزء من الهضبة السويسرية. أما الكانتونات التي تقع بالكامل داخل الهضبة السويسرية فهي كانتونات زيورخ، ثورجو وجنيف؛ وأما الكانتونات التي تقع معظمها في الهضبة السويسرية فهي كانتونات لوسيرن، أرجاو، سولوتورن، برن وفريبورغ وفود؛ وأما الكانتونات التي تقع أجزاء صغيرة منها داخل الهضبة السويسرية هي كانتونات نوشاتيل، زوغ، شويز، سانت غالن وشافهاوزن.

التاريخ[عدل]

أولريش ويلي، القائد العام للقوات المسلحة السويسرية خلال الحرب العالمية الأولى.

ترجع نشأة سويسرا إلى 1 أغسطس من عام 1291، عندما اجتمعت ثلاثة كانتونات وهي شفيتس وأونترفالدن ويوري، ووقّعت ميثاق تحالف دفاعي فيما بينها، يعرف باسم «الميثاق الدائم»، فكان هذا الميثاق بمثابة حجر الأساس لولادة الكنفدرالية السويسرية، الذي أطلق عليه فيما بعد اسم سويسرا، نسبة إلى كانتون شفيتس.[64] وبعد الانتصار التاريخي الذي حققه السويسريون عام 1315 في مَعْرَكة مورغَارتِنْ ضد القوات النمساوية تحت حُكم عائلة هابسبورغ، انضمت كانتونات سويسرية أخرى إلى التحالف، منها لوتسرن في عام 1332 وزيورخ في عام 1351 وغلاروس وتسوغ في عام 1352، ثم برن في عام 1353.[65][66][66] شكلت هذه الكانتونات الثمانية النّواة الأولى للفدرالية السويسرية، ثم سرعان ما التحقت بها خمسة كانتونات أخرى خلال الفترة ما بين 1481 و1513 وأصبح المجموع ثلاثة عشر كانتونا. واستطاعت سويسرا في عام 1499 انتزاع استقلالها التام من الإمبراطورية الجرمانية، التي كانت تعرف باسم الإمبراطورية الرومانية المقدسة وكان يحكمها أحد أفراد عائلة هابسبورغ، إلا أن الإمبراطورية لم تعترف بهذا الاستقلال رسميا إلا في عام 1648 بموجب معاهدة وستفاليا.[67]

الجمعية الاتحادية البرلمان السويسري.

إن تسمية «اتحاد المدن السويسري» لم تكن رسمية إلا في القرن السابع عشر وأن الاسم السائد قبل ذلك «عصبة مدن ألمانيا العليا».[44]

وسرعان ما تبنّت سويسرا سياسة الحياد وابتعدت عن الحروب الخارجية، وتوالى انضمام كانتونات جديدة إلى الاتحاد الكونفدرالي، وكان كل كانتون يحكم نفسه بنفسه حُـكما استقلاليا شبه تام، ولم تكن هناك حكومة مركزية لهذا الاتحاد. ولم تنتقل البلاد إلى الحكم الفدرالي، إلا بعد حرب أهلية طاحنة، أعقبتها حركة إصلاحية تكللت بموافقة الناخبين على دستور جديد للبلاد عام 1848، أقيم بموجبه نظام ديمقراطي فيدرالي، ذو هيئة تشريعية مُـكوَّنة من مجلسيْن، وتمّ اعتماد حكومة فدرالية ذات سلطة وصلاحيات وتحددت مدينة برن عاصمة للفدرالية السويسرية، وما زالت إلى يومنا هذا، وغدت سويسرا تضم اليوم 26 كانتونا.[68] وتتبع سويسرا سياسة محايِدة يعود تاريخها إلى عام 1515، وقد حافظت على حيادها إبّان الحربين العالميتين، الأولى والثانية. وفي عام 1919 أصبحت جنيف مقرا لعصبة الأمم المتحدة. وفي عام 1949، أقرت معاهدة جنيف الدولية لحماية المدنيين أثناء الحروب.[69]1999.

في عام 1971 حصلت المرأة السويسرية على حق التصويت، بينما رفض الناخبون السويسريون عام 1992 الانضمام إلى المنطقة الاقتصادية الأوروبية، ولم تنضم سويسرا إلى عضوية الأمم المتحدة إلا في عام 2002. رسَّخ الدستور الفدرالي الأول الصادر عام 1848 والمعدل تعديلا جِـذريا عام 1874، الهياكل السياسية لسويسرا، واعتنى بتحديد سلطة الحكومة المركزية وحكومات الكانتونات والفصل بينها. كما ضمن الدستور السويسري ممارسة الحقوق السياسية على أساس نظام حكم جمهوري ذي ديمقراطية مباشرة، يمنح السيادة أو السلطة السياسية العليا للشعب، من خلال قيامه بانتخاب ممثليه ومشاركته المباشرة في سَنِّ القوانين عن طريق الاستفتاءات، إذ يمكن إجراء استفتاء على تغيير مادة دستورية من خلال جمع تواقيع مائة ألف ناخب. أمّا القوانين فتتطلّب تواقيع خمسين ألف ناخب أو موافقة ثمانِ ولايات. والشعب هو صاحب الحق في انتخاب البرلمان، الذي ينتخِب بدوره أعضاء المجلس الفدرالي (الحكومة) المكوّن من سبعة أعضاء، ومدّته أربع سنوات. وتتألف السلطة التشريعية (البرلمان) من غرفتين لهما نفس الصلاحيات، ومدة كل منهما أربع سنوات. مجلس الشيوخ يضم ممثلي الكانتونات، ويتكون من 46 عضوا. ومجلس النواب يتكون من 200 عضو يمثلون الأحزاب وِفقا لرصيد كل حزب من أصوات الناخبين.[70]

في عام 2003 حصل حزب الشعب السويسري على مقعد ثان في الحكومة، غير من التحالف البرلماني الذي سيطر على السياسة السويسرية منذ عام 1959.

تقوم السلطة التشريعية أيضاً بانتخاب كل من رئيس الجمهورية ونائبه من بين أعضاء المجلس الفدرالي، وذلك لمدة عام واحد. وتتألف الحكومة من ممثلي أهم أربعة أحزاب سياسية وهي: حزب الشعب السويسري (يمين شعبوي) والحزب الراديكالي (الحزب الليبرالي الراديكالي) والحزب الاشتراكي والحزب الديمقراطي المسيحي وحزب الشعب الديمقراطي. وهناك المحكمة الفدرالية التي تمثل أعلى سلطة قضائية في البلاد، ومقرها مدينة لوزان، وتتكون أساسا من 26 قاضياً يتم انتخابهم - بالإضافة إلى 12 قاضيا بديلاً - من قبل البرلمان كل ست سنوات. وهناك المحكمة الجنائية الفدرالية ومقرها في مدينة بيلينزونا، والمحكمة الإدارية الفدرالية التي تمارس عملها بشكل مؤقت من العاصمة برن، وسيتم نقلها إلى المقر الرئيسي في سانت - غالن في عام 2010. ولكل كانتون سويسري دستور خاص به، وكذا برلمان وحكومة ومحكمة ويقارب عدد البلديات السويسرية 2900 بلدية، تتمتع جميعها باستقلالية إدارية واسعة.[71] وتقوم الكانتونات في سويسرا على أسس غير عرقية أو طائفية أو مذهبية أو لغوية، وربما كان للتاريخ والجغرافيا أثر، إلا أنه عرف حده فوقف عنده. وقد تجد في الكانتون الواحد، أكثر من عِرق وأكثر من مذهب وأكثر من لغة، وهذا الحال ينطبق كذلك على المدن والقرى، بل حتى على الأحزاب السياسية، حتى تلك التي لها مسميات دينية. فما من كيان سياسي في البلاد، إلا هو قائم على هوية واحدة وعلى روح واحدة وعلى جنسية واحدة وعلى عواطف ومشاعر واحدة.[72]

الكونفدرالية السويسرية القديمة[عدل]

الكونفدرالية السويسرية القديمة من 1291 (الخضراء الداكنة) إلى القرن السادس عشر (الضوء الأخضر) والزميلة (الأزرق)).

كانت الكونفدرالية السويسرية القديمة تتحالف ما بين مجتمعات وادي جبال الألب الوسطى. وسهلت الكونفدرالية إدارة المصالح المشتركة وضمان السلام على المسارات الهامة للتجارة الجبلية. ويعتبر الميثاق الاتحادي المتفق عليه عام 1291 بين جماعة قروية من أوري، شويز، وأونتير والدين الوثيقة التأسيسية للكونفدرالية، على الرغم من تحالفات مماثلة من المرجح أن تكون وجدت في وقت سابق.[73][74]

انضمت الكانتونات الثلاث الأصلية قبل عام 1353 مع كانتونات غلروس وزوغ ووزيرن، زيورخ وبرن لتتشكل «الكونفدرالية القديمة» من ثماني دول والتي ظلت قائمة حتى نهاية القرن 15. أدى هذا التوسع إلى زيادة سلطة وثروة الاتحاد. وبحلول عام 1460 سيطر الاتحاد على معظم حلفاء أراضي الجنوب والغرب من نهر الراين إلى جبال الألب وجبال جورا، خاصة بعد الانتصارات أمام هابسبورغ (معركة Sempach، معركة Näfels).

الميثاق الاتحادي في 1291

كما فاز السويسريون في الحرب ضد الإمبراطور ماكسيميليان الأول في 1499 وهو الفوز الذي أثمر الاستقلال الفعلي عن الإمبراطورية الرومانية المقدسة.

اكتسبت الكونفدرالية السويسرية القديمة سمعة بأنها لا تقهر خلال الحروب التي خاضتها في وقت سابق، وذلك حتى تعرض التوسع في الاتحاد لانتكاسة في عام 1515 مع الهزيمة السويسرية في معركة مارينيون لينتهي بذلك ما يسمى عصر «البطولية» من التاريخ السويسري. وأدى نجاح إصلاح زوينجلي في بعض الكانتونات إلى صراعات دينية بينها في 1529 و1531 (حروب KAPPEL). بعد أكثر من مرور مائة عام على تلك الحروب الداخلية اعترفت الدول الأوروبية باستقلال سويسرا عن الإمبراطورية الرومانية المقدسة وحيادها في عام 1648، فيما يعرف بإطار سلام ويستفاليا.

خلال الفترة الحديثة المبكرة من التاريخ السويسري، أدت السلطوية المتزايدة لأسر باتريسياتي جنباً إلى جنب الأزمة المالية في أعقاب حرب الثلاثين عاماً، لحرب الفلاحين السويسرية في 1653. وتعود خلفية هذا الصراع إلى الصراع بين الكاثوليكية والبروتستانتية لكانتونات لا تزال قائمة، وظهرت تلك الصراعات في صورة عنف متزايد في معارك فيلميرجين في 1656 و1712.

العهد النابليوني[عدل]

القانون الوساطة محاولة نابليون إلى حل وسط بين النظام القديم والجمهورية.

قَلَبَ الغزو الفرنسي لسويسرا في عام 1798 الأوضاع في الكنفدرالية القديمة رأساً على عقب. فحتى ذلك الحين كانت سويسرا مؤلفة من 13 كانتوناً - جميعها ناطقة بالألمانية - تُسيطر على رُقعة شاسعة من البلاد باعتبارها "مناطق خاضعة للإدارة المشتركة لهذه الكانتونات".[75] وبعد فشل محاولات أولية لإقامة حكومة مركزية، شكل "قانون الوساطة / الوصاية"، الذي أصدره نابليون في عام 1803 دولةَ سويسرا الجديدة المؤلفة من تسعة عشر كانتوناً، ومُنِحَت هذه المناطق حُقوقاً متساوية مع حُكامها السابقين. أبرزت معركة بيريزينا إمكانية السويسريين على القتال معاً على قدم المساواة، وعلى عَدَم تفَوق الناطقين بالألمانية على أولئك المُتحدثين بالفرنسية، وبإمكانية أخذ رجال التيتشينو (الناطقين بالإيطالية) على مَحمَل الجِدّ، وبِقُدرَةِ هؤلاء التامة على القتال".[76][77]

نفس الشيء حدث في شرق سويسرا، حيث تمّ دمج مناطق مثل غلاروس، وسارغانس، وتوغينبورغ العليا، لتشكّل كانتون لينت، وأبنزل وسانت غالن وراينتال وتوغينبورغ السفلي، لتشكل كانتون «سانتيس»، لكن هذا الانقلاب الجغرافي السياسي لم يدُم طويلاً، وسُرعان ما فشلت محاولة تطبيق النموذج المركزي الوحدوي الفرنسي في سويسرا.[78] في عام 1803 وتحت ضغط الوضع غير المستقر، أصدر نابليون مرسوماً يتيح للبلاد دستوراً جديداً، ذو طابع فدرالي أكثر تعدّدا (يُعرف بدستور الوساطة)، وأعاد حدود الكانتونات إلى ما كانت عليه سابقاً.[79] "لا يُمكن مقارنة سويسرا بأي بلد آخر، سواء من حيث الأحداث التي طرأت عليها عبْر القرون، أو بالنسبة للوضع الجغرافي والطوبوغرافي، أو بالنسبة لتعدد اللغات والأديان والعادات والتقاليد، التي تختلف من منطقة إلى أخرى.[80] إن القدر أراد لبلادكم أن تكون دولة فدرالية، ولا ينازع في ذلك رجُل حكيم"، كما ورد في نصّ الكتاب الذي وجهه نابليون إلى المندوبين السويسريين الذين تمّ استدعاؤهم إلى باريس في نفس العام.[81][82][83]

الدولة الفيدرالية[عدل]

أول قصر للاتحادية في برن (1857). تم اختيار برن كعاصمة اتحادية في عام 1848، وذلك بسبب قربها من المنطقة الناطقة بالفرنسية.

شهد عام 1848 إنشاء الدولة الفدرالية بدستور جديد وبرلمان فدرالي وأولى الخطوات نحو إجراءات اعتماد الحكم المركزي. ولم يغفل مؤسسو الدولة الجديدة العبر المـُستخلصة من «سوندربوند» (Sonderbund) أو الحرب الأهلية. كانت الوحدة الوطنية تعتمد على مقدرة الدولة على التوفيق بين مختلف العناصر السياسية واللغوية والإثنية والدينية، المكونة للمنطقة الأوروبية الضيقة، التي كانت تحتلها سويسرا. وكانت الفدرالية الإطار الوحيد الكفيل بإدارة مثل ذلك التنوع.

وتقتضي الفدرالية درجات من التبعية، بمعنى أن القرارات السياسية تتخذ دائماً على أدنى مستوى ممكن، سواء كان فدرالياً أو كانتونياً أو بلدياً. رغم مراجعة دستور عام 1848 وتعويضه بدستور جديد في عام 2000، ظلت الاستقلالية الأساسية للكانتونات مقدسة.[81]

تتكون سويسرا الآن من 26 كانتوناً (20 كانتون و6 أنصاف كانتون). كل كانتون له دستوره الخاص (الذي يصادق عليه البرلمان الفدرالي). ويذكر أن الجورا كان آخر كانتون التحق بالفدرالية السويسرية بعد انفصاله عن كانتون برن. ورحبت أغلبية الناخبين بضم كانتون الجوارا الجديد في استفتاء شعبي أجري عام 1979.[84]

يحق للكانتونات جمع الضرائب وسَن قوانينها الخاصة، طالما يتوافق ذلك مع خط التشريعات الفدرالية. ويمكنها أيضا انتخاب حكومتها وبرلمانها الخاصين. ويتوفر زهاء خُمس السلطات المحلية السويسرية - التي يناهز عددها الثلاثة آلاف بلدية - على برلمانه وقوانينه المحلية المرتبطة بقضايا مثل تعبيد الطرق والبنايات المدرسية وأسعار المياه والطاقة وتقنين كل ما يتعلق بركن السيارات ووسائل النقل.

التقسيمات الإدارية[عدل]

الوحدات الجغرافية التي تتكوّن منها الفدرالية، تسمى الكانتونات، ويوجد في سويسرا 26 كانتوناً، منها ستة «أنصاف كانتونات» باستثناء الجورا، كل الكانتونات كانت قائمة عندما تأسست الفدرالية سنة 1848.[85] وشكلت الكانتونات الثلاث «الأولى»، النواة التاريخية للفدرالية في أواخر القرن الثالث عشر (1291).[86] تمثل الغريسون بمساحتها الشاسعة التي تبلغ 7105 كم2 أكبر كانتون في سويسرا، مقابل ريف بازل، التي لا تتجاوز مساحتها 37 كم2، وتتمتع الكانتونات بحكم ذاتي واسع النطاق، خاصة على المستويين المالي والتشريعي.[87]

كانتونات سويسرا
الكانتون أي دي العاصمة الكانتون أي دي العاصمة
كانتون أرجاو 19 أراو كانتون نيدفالدن 7 ستانس
كانتون أبينزيل أوسيرهودن 15 هيراسايو كانتون أوبفالدن 6 سارنين
كانتون أبينزيل إينرهودن 16 أبنزل كانتون شافهوزن 14 شافهاوزن
كانتون ريف بازل 13 ليستل كانتون شفيتس 5 شويز
كانتون مدينة بازل 12 بازل كانتون سولوتورن 11 سولوتورن
كانتون برن 2 برن كانتون سانت غالن 17 سانت غالن
كانتون فريبورغ 10 فريبورغ كانتون تورغاو 20 فراونفيلد
كانتون جنيف 25 جنيف كانتون تيسينو 21 بيلينزونا
كانتون غلاروس 8 غلروس كانتون أوري 4 ألتدورف
كانتون غراوبوندن 18 خور كانتون فاليز 23 سيون
كانتون جورا 26 ديليمونت كانتون فود 22 لوزان
كانتون لوسيرن 3 لوسرن كانتون تسوغ 9 زوغ
كانتون نيوشاتل 24 نوشاتيل كانتون زيورخ 1 زيورخ
  • هُناك كانتونات تعرف بنصف كانتون، وبالتالي فهي تمثل من قبل مجلس واحد فقط (بدلا من اثنين) في مجلس الولايات.

الانقسامات السياسية والمناطق الكبرى[عدل]

كدولة فدرالية، تتكون سويسرا من 26 كانتوناً، وتنقسم إلى مناطق وبلديات. كان كل كانتون بمثابة دولة كاملة السيادة مع حدودها الخاصة وجيشها وعملتها وذلك وفقاً لمعاهدة وستفاليا عام (1648) وحتى قيام الدولة الاتحادية السويسرية في عام 1848.[88] هناك اختلافات كبيرة بين الكانتونات، وعلى الأخص من حيث عدد السكان والمنطقة الجغرافية؛ وعلى ذلك تم تحديد أكبر سبع مناطق وأكثرها تجانساً. وتشكل الوحدات الإدارية وتستخدم في الغالب للأغراض الإحصائية والاقتصادية.[89]

المناطق الكانتونات المناطق الكانتونات
كانتون أرجاو كانتون لوسيرن
كانتون ريف بازل كانتون نيدفالدن
كانتون مدينة بازل كانتون أوبفالدن
كانتون برن كانتون شفيتس
كانتون فريبورغ كانتون أوري
كانتون جورا كانتون تسوغ
كانتون نيوشاتل كانتون أبينزيل أوسيرهودن
كانتون سولوتورن كانتون أبينزيل إينرهودن
كانتون جنيف كانتون غلاروس
كانتون فاليز كانتون غراوبوندن
كانتون فود كانتون شافهوزن
كانتون زيورخ كانتون سانت غالن
كانتون تيسينو كانتون تورغاو

المدن الكبرى[عدل]

مدن سويسرا الكبرى
المصدر : مكتب الإحصاءات الاتحادي، 2011[90]

زيورخ
زيورخ

جنيف
جنيف

ترتيب المدينة الكانتون عدد السكان ترتيب المدينة الكانتون عدد السكان بازل
بازل

لوزان
لوزان

1 زيورخ زيورخ 396,027 11 ثون برن 43,303
2 جنيف جنيف 197,376 12 كوينز برن 39,998
3 بازل بازل 175,566 13 لا شو دو فون نيوشاتل 39,027
4 لوزان فود 133,897 14 فريبورغ فريبورغ 38,288
5 برن برن 130,015 15 شافهاوزن شافهوزن 35,927
6 فينترتور زيورخ 108,044 16 خور غراوبوندن 34,547
7 لوسرن لوسرن 81,057 17 نوشاتيل نيوشاتل 33,815
8 سانت غالن سانت غالن 75,310 18 فيرناير جنيف 35,164
9 لوغانو تيسينو 63,668 19 أوستر زيورخ 33,853
10 بيال برن 53,667 20 سيون فاليز 33,296

التركيبة السكانية[عدل]

اللغات الرسمية في سويسرا (2016):
  الألمانية (63.5%)
  الفرنسية (22.5%)

يوجد في سويسرا أربع لغات رسمية وهي: الألمانية والفرنسية والإيطالية والرومانشية. الألمانية ويتحدث بها (65.6٪ من المقيمين الأجانب؛ 73.3٪ من السكان الذين يحملون الجنسية السويسرية)؛ الفرنسية (22.8٪؛ 23.4٪) في غرب سويسرا؛ الإيطالية (8.4٪؛ 6.1٪) في جنوب سويسرا وهناك قلة من السويسريون ممن يقطنون بعض وديان جبال كانتون غراوبوندن، يتحدثون لغة وثيقة باللغة اللاتينية يطلق عليها «الرومانشية». ونسبة مُتحديثها (0.6٪؛ أو 0.7٪). وتم اختيار الرومانشية من خلال الدستور الاتحادي كلغة رسمية للبلاد وكلغة وطنية إلى جانب الألمانية والفرنسية والإيطالية من (المادة 4 من الدستور)، وتتواصل السلطات مع المواطنين باللغة الرومانشية من (المادة 70 من الدستور)، ولكن القوانين الاتحادية والأفعال الرسمية الأخرى لا تحتاج إلى أن صدر مرسوم بهذه اللغة. وتلتزم الحكومة الاتحادية بالتواصل باللغات الرسمية، وفي البرلمان الاتحادي تستخدم الترجمة الفورية من وإلى اللغة الألمانية والفرنسية والإيطالية.[91]

الرسم البياني الديمغرافي يبين التوزيع العمري في سويسرا. الماس الأزرق يمثل مجموع السكان بالآلاف، مثلثات خضراء تمثل المواطنين السويسريين فقط (بالآلاف) والدوائر الحمراء تمثل السكان الأجانب بالآلاف. "بيانات إحصائية صادرة عن المكتب الاتحادي السويسري عام 2007".

تسود الألمانية كلغة يتحدث بها في سويسرا وهي في الغالب مجموعة من اللهجات الألمانية التي تعرف باسم الألمانية السويسرية، ولكن التواصل الكتابي عادة يستخدم معيار السويسرية الألمانية، في حين أن الغالبية العظمى من القنوات الإذاعية والتلفزيونية تستخدم اللغة الألمانية السويسرية وكذلك (استخدام ازدواجية من لغة). وبالمثل هناك بعض اللهجات الفرنسية في المجتمعات الريفية في الجزء الناطق بالفرنسية والمعروفة باسم «سويسرا الروماندية»، وفي المنطقة الناطقة باللغة الإيطالية تستخدم لهجة من لومبارد. وعلاوة على ذلك فإن اللغات الرسمية (الألمانية والفرنسية والإيطالية) تستعير بعض المصطلحات غير مفهومة خارج سويسرا.[92] وفي المدارس السويسرية تعلم إحدى اللغات الوطنية بجانب اللغة التي يتحدث بها واجب على كل سويسري، حيث يفترض أن يتحدث كل شخص لغتين على الأقل، لا سيما أولئك الذين ينتمون إلى أقليات.[93]

الكثافة السكانية في سويسرا في عام 2016.

يشكل الأجانب من المقيمين والعمال المؤقتين نحو 22٪ من السكان.[94] نسبة 60٪ منهم من الاتحاد الأوروبي أو دول الافتا.[95] ويمثل الإيطاليين أكبر فئة من الأجانب بنسبة 17.3٪ من مجموع الأجانب السكان. ويليهم الألمان (13.2٪)، والمهاجرين من صربيا والجبل الأسود (11.5٪)، وكذلك البرتغال (11.3٪).[95] فيما يمثل المهاجرون من سري لانكا، ومعظمهم من لاجئين التاميل السابقين، أكبر مجموعة من أصل آسيوي.[96] بالإضافة إلى ذلك أظهرت دراسة أجريت عام 2008 أن 30.6٪ من قاطني سويسرا الدائمين تتراوح أعمارهم بين 15 سنة أو أكثر، أي 196,5000 شخصاً، ثلث هذه الفئة من السكان (651,000) يحملون الجنسية السويسرية. أربعة أخماس الأشخاص ذوي خلفية الهجرة هم أنفسهم من المهاجرين (الجيل الأول من الأجانب فضلا عن المواطنين السويسريين المولودين والمتجنسين)، في حين ولد الخمس في سويسرا (الأجانب من الجيل الثاني وكذلك المواطنين السويسريين المولودين والمجنسين).[97] في عام 2000 أعربت المؤسسات المحلية والدولية عن قلقها إزاء ما اعتبروه زيادة في كراهية الأجانب، ولا سيما في بعض الحملات السياسية. ولاحظ المجلس الاتحادي أن «العنصرية للأسف موجودة في سويسرا»، لكنه أوضح أن نسبة عالية من المواطنين هم من الأجانب، وأكد على الانفتاح في سويسرا.[98]

السكان[عدل]

عدد سكان سويسرا 1970-2005. بيانات من المكتب الإحصائي الاتحادي السويسري.

بلغ عدد المقيمين على الأراضي السويسرية 8,594,38 مليون نسمة في 2018 [6] حيث بلغت نسبة الارتفاع 1.2% على مدى 15 شهرا.[99][100] وبلغ النمو الديمغرافي ذروته في عام 2008 حيث قدرت الزيادة ب 103.363 نسمة، وهو أعلى معدّل سجّل في سويسرا منذ عام 1961، قبل أن يتراجع النمو كثيرًا.[101] تبلغ نسبة الأجانب في سويسرا 23%، وهو ما يوازي 1.828.400 نسمة.[102] وفي 2011 كان أغلبية الوافدين الجدد من الألمان (12.6%+)، يليهم البرتغاليون (11.1%+)، والكوسوفيون (8.9%)، ثم الفرنسيون (4.4%)، والإرتيريون (2.6%).[103][104]

تتراوح أعمار ثلثي المهاجرين الذين قدموا إلى سويسرا منذ عام 2002، بين 20 عاما و39 عاما، 53% منهم متحصلون على شهادات جامعية. يبلغ معدّل الولادة في سويسرا: 1.48 طفل/لكل امرأة سويسرية.[105][106] تبلغ نسبة الكثافة السكانية في منطقة الهضاب الوسطى 400 ساكن في الكيلو متر المربع الواحد.[107] ويقيم حوالي 75% من السّكان السويسريين في مناطق حضرية.[108] في عام 2008 كان المعدّل العمري للسويسريين: 84.4 سنة للنساء، و79.7 سنة للرجال.[109][110]

المدن والمناطق الحضرية[عدل]



زيورخ

بازل

برن

لوسرن

لوغانو

المرتبة المدينة الكانتون تعداد السكان المرتبة المدينة الكانتون تعداد السكان


جنيف

لوزان

فينترتور

سانت غالن

بيال

1 زيورخ زيورخ 396,027 2 جنيف جنيف 197,376
3 بازل بازل 175,566 4 لوزان فود 133,897
5 برن برن 130,015 6 فينترتور زيورخ 108,044
7 لوسرن لوسرن 81,057 8 سانت غالن سانت غالن 75,310
9 لوغانو تيسينو 63,668 10 بيال برن 53,667
11 ثون برن 43,303 12 كوينز برن 39,998
13 لا شو دو فون نيوشاتل 39,027 14 فريبورغ فريبورغ 38,288
15 شافهاوزن شافهوزن 35,927 16 خور غراوبوندن 34,547
17 نوشاتيل نيوشاتل 33,815 18 فيرناير جنيف 35,164
19 أوستر زيورخ 33,853 20 سيون فاليز 33,296
الأرقام هي تقديرات من مكتب الإحصاءات الاتحادي لعام 2011

التحضر[عدل]

التحضر في وادي الرون (ضواحي سيون).

يعيش نسبة تتراوح بين الثلثين والثلاثة أرباع من السكان في المناطق الحضرية.[111][112] وتطورت سويسرا إلى حد كبير من بلد ريفي إلى بلد يضم أرقى المناطق الحضرية خلال 70 عاماً. ومنذ عام 1935 كان للتنمية الحضرية قدر كبير من المشهد السويسري. وأثر هذا الزحف العمراني ليس فقط على الهضبة السويسرية ولكن أيضا على جورا وسفوح جبال الألب[113] وهناك قلق متزايد حول استخدام الأراضي.[114] ومع ذلك ومنذ بداية القرن 21، والنمو السكاني في المناطق الحضرية أعلى من في الريف.

تضم سويسرا شبكة كثيفة من المدن، تتكامل بها المدن الكبيرة والمتوسطة والصغيرة. وتتميز الهضبة السويسرية بكثافة سكانية عالية مع حوالي 450 شخصاً.[115] وأكبر المناطق الحضرية هي زيورخ، وجنيف، ولوزان وبازل وبرن حيث تميل تلك المدن إلى الزيادة السكانية.

الديانة[عدل]

الدين في سويسرا - 2011-2013[116]
الدين النسبه المئويه
الرومان الكاثوليك
  
38.21%
البروتستانتية السويسرية
  
26.93%
طوائف مسيحية أخرى
  
5.68%
اليهودية
  
0.25%
إسلام
  
4.95%
البوذية
  
0.52%
الهندوسية
  
0.50%
أخرى
  
0.28%
غير معروف
  
1.26%
*اللادينيين
  
21.42%

سويسرا بلد علماني بطبيعته ولا يوجد دين رسمي للدولة ولكن دستورها الفدرالي ما زال مُستهلا بعبارة «باسم الرب».[117] والديانة الشائعة فيها هي المسيحية بكلا المذهبين البروتستانتي والكاثوليكي، ولكن الأغلبية في سويسرا هم من الكاثوليك 41.8% ثم البروتستانت 35.3%، وتوجد نسبة 11.1% لا تدين بعقيدة معينة. بالنسبة للإسلام فيشكل أتباعه 4.3% من السكان (أغلبهم كوسوفيون، بوسنيون وأتراك). والأرثوذكس الشرقيون 1.8% وهما من الأديان التي يتبعها أبناء الأقليات ومنهم المهاجرين إلى البلاد.[118] في الاستقصاء الإحصائي التابع لليوروباروميتر "Eurobarometer"[119] وجد أن 48% من السويسريين المستقصاة آرائهم اعتبروا أنفسهم «مؤمنين بوجود إله»، فيما عبر 39% عن اعتقادهم في وجود «روح أو قدرة ما في الحياة». و 9% ملحدون فيما ذكر 4% أنهم لا أدريون. وفي 2003 وجد غريللي "Greeley"[120] أن 27% من السكان لا يؤمنون بوجود إله. وتتوزع النسبة الباقية 4% على الجماعات المسيحية الأخرى وأتباع الديانات اليهودية والبوذية والهندوسية.[6][121]

الدين في سويسرا في عام 2016

اعتباراً من تعداد عام 2010 تعتبر الديانة المسيحية هي السائدة في سويسرا، وتنقسم بين الكنيسة الكاثوليكية (38.8% من السكان) ومختلف الطوائف البروتستانتية (30.9%). تحولت جنيف إلى البروتستانتية في 1536، فقط قبل وصول جون كالفين هناك. ونتيجة للهجرة استحوذ الإسلام على نسبة (4.5%) والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية على حوالي (2%) كديانات أقلية كبيرة.[122] ويشمل تعداد طوائف الأقليات المسيحية الأخرى النيو التقوى (0.44%)، خمسينية (0.28%، أدرجت معظمها في وشفايتزر)، المنهاجية (0.13%)، والكنيسة الرسولية الجديدة (0.45%)، شهود يهوه (0.28%)، الطوائف البروتستانتية الأخرى (0.20%)، والكنيسة الكاثوليكية القديمة (0.18%)، الطوائف المسيحية الأخرى (0.20%). الأقليات غير المسيحية هي الهندوسية (0.38%)، البوذية (0.29%)، اليهودية (0.25%)، و «الديانات الأخرى» (0.11%). وفي استطلاع يوروباروميتر 2010 وجد أن 44% من المؤمنين، 39% أعربوا عن اعتقادهم في «روح أو قوة الحياة» و 11% ملحد. وفي استطلاع غريلي عام 2003 وجد أن 27% من السكان لا يعتقدون في وجد إله.[123] تاريخياً كانت الديانة السائدة في البلاد متوازنة بين الكاثوليكية والبروتستانتية، مع خليط معقد من الأغلبية في معظم أنحاء البلاد. أحد كانتون، أبنزل، تم تقسيمه رسميا إلى أقسام كاثوليكية وبروتستانتية في عام 1597.[124] المدن الكبرى (برن، جنيف، زيوريخ وبازل) يسود بها في الغالب البروتستانتية. وفي وسط سويسرا، وكذلك تيسان الكاثوليكية هي الديانة التقليدية.[125]

الكنيسة البروتستانتية في غلاروس.
كنيسة في فيشينثال، وهي قرية في كانتون زيورخ.
مسجد الأحمدية في زيوريخ (بني في 1963).
مجمع لينغوناو تابع لليهودية.
الدين (عمر 15+) في سويسرا - 2014[126]
الانتماء النسبة المئوية من سكان سويسرا
مسيحيون 71.5 71.5
 
الرومان الكاثوليك 38.0 38
 
البروتستانتية السويسرية 26.0 26
 
الأرثوذكسية الشرقية 2.2 2.2
 
الإنجيلية 1.7 1.7
 
لوثرية 1.0 1
 
أنجليكانية 0.1 0.1
 
الكاثوليكية القديمة أو طوائف مسيحية أخرى 2.5 2.5
 
الديانات غير المسيحية 6.5 6.5
 
المسلمون 5.0 5
 
البوذية 0.5 0.5
 
الهندوسية 0.5 0.5
 
اليهودية 0.2 0.2
 
غيرها من الطوائف غير المسيحيين 0.3 0.3
 
لادينية* 22.0 22
 
المجموع 100 100
 

السياسة[عدل]

المجلس الاتحادي السويسري في عام 2016 مع الرئيس يوهان شنايدر آمان في (الوسط).

رسَّخ الدستور الفدرالي الأول لعام 1848 الهياكل السياسية لسويسرا. لكن الأساطير الشعبية المُتداولة تقول إن تلك الهياكل تعود إلى زمن أقدم بكثير وتروي هذه الأساطير أن القرويين في سويسرا الوسطى تعهدوا عام 1291 بإنشاء تحالف دائم جمع الكانتونات الثلاثة الأولى: يوري وشفيتس وأونترفالدن يعيش قرابة 650.000 سويسري وسويسرية خارج وطنهم ويعادل حجم «سويسرا الخامسة» حجم ثالث أكبر كانتون في البلاد، من حيث عدد السكان.

ومنذ سنة 2000، تُحدّد مادة خاصة في الدستور الفدرالي حقوق السويسريين المقيمين بالخارج وواجباتهم يحتفظ كل مواطن مغترب بإمكانية ممارسة حقوقه السياسية من دون تحديد أو شروط. وللإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الفدرالية، يتوجب على المهاجرين السويسريين التوجّه إلى القنصليات والسفارات الأقرب لأماكن إقامتهم.

كما أنه من الواجب عليهم إعادة تسجيل أسمائهم بالقوائم الانتخابية في المجموعات المحلية، التي ينحدرون منها أو لآخِر مكان أقاموا فيه قبل سفرهم. ولا يمكن للمهاجر المشاركة في الانتخابات الكانتونية، ما لم ينص دستور الكانتون على ذلك، وهو ما لم يحصل إلا في إحدى عشر كانتوناً حتى الآن، وساهم الاقتراع عن بُعد في حل مشكلات كثيرة ولم يكن بإمكان السويسريين المقيمين في الخارج المشاركة في الاقتراع، إلا بالتوجه إلى مقار السفارات والقنصليات أو في مسقط الرأس، إذا ما صادفت الانتخابات وجودهم في البلاد لقضاء عطلة. وتواصل العمل بهذا الإجراء حتى سنة 1992.[127]

القصر الاتحادي في برن، هو المبنى الذي يسكنه أعضاء الجمعية الاتحادية السويسرية (البرلمان الاتحادي)، والمجلس الاتحادي السويسري (السلطة التنفيذية).

السياسة الخارجية[عدل]

سمحت نهاية الحرب الباردة لسويسرا بالقيام بدور أكثر نشاطاً على مستوى سياستها الخارجية.[128] لكن ذلك أصبح ينطبق أيضا على عدد من البلدان الصغيرة، وبذلك لم يعد الاختيار يقع بشكل تلقائي على سويسرا للقيام بدور «الوسيط» لحل النزاعات. رغم ذلك ما زالت سويسرا تحتضن العديد من المفاوضات الدولية، مثل محادثات التوفيق بين القبارصة اليونانيين والأتراك التي تمت تحت رعاية الأمم المتحدة، والمفاوضات بين حكومة سريلانكا والمتمردين التاميل.[129] ويظل عرضُ «المساعي الحميدة» من أبرز أهداف السياسة الخارجية السويسرية، التي تشمل أيضا الحفاظ على المصالح الاقتصادية للفدرالية،[130] والترويج لحقوق الإنسان والحكم الرشيد على المستوى الدولي، وحماية الموارد البيئية والطبيعية.[131] أما الجهود السويسرية الأكثر بروزا للعيان، فتتمثل في مشاريع المساعدات التنموية التي تركز عامة على الدول الأكثر فقراً، وتقوم على مبدأ مساعدة الدول على مساعدة نفسها.[132] تُنفق سويسرا أموال طائلة في مجال المساعدات الإنسانية، خاصة بعد الكوارث الطبيعية مثل الزلازل حيث تتدخل هيئة المساعدات السويسرية في حالات الكوارث بفريق خبرائها المحنك. وتفتح هذه المساعدات الطارئة القصيرة المدى الباب لمشاريع طويلة المدى لإعادة إعمار المناطق المنكوبة، وهي مشاريع تتولى إدارتها عادة الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون التابعة لوزارة الخارجية.[133]

الديمقراطية المباشرة[عدل]

التصويت الشعبي في جلاروس

يعطى الناخبون السويسريون الفرصة للتصويت في الاستفتاءات الفيدرالية بمعدل أربع مرات في السنة.[134] ومن الطبيعي أن يصوت الناخبون أيضاً على عدد من المواضيع المحلية والخاصة بالمقاطعة في يوم الاقتراع الفدرالي. وفي النصف الثاني من القرن العشرين، تدنى الإقبال على الاستفتاءات الفدرالية من 50-70% ليصل إلى معدل 40% مما يعكس تدن مشابه في الإقبال على الانتخابات الفيدرالية من 80% ليصل إلى 45%. ومن الآراء التي تشير إلى سبب هذا الإقبال المتدني نسبياً هو العدد الكبير من الاقتراعات التي يتاح للسويسريون التصويت عليها، ويعلل العديد بأن هذا عائد إلى أن نسبة عالية جداً من السكان ناشطون سياسياً أكثر مما يظهر بنسبة الـ 40%، طالما أن نسبة 40-45% من الناخبين المقترعين هم ليسوا نفس الأشخاص في كل فرصة استفتاء.[135] لعبت الديمقراطية المباشرة دوراً رئيسياً في تشكيل النظام السياسي السويسري الحديث. إلا أنه لا يزال من المهم مناقشة الأثر الحقيقي للديمقراطية المباشرة على المواضيع التشريعية، ذلك أنها في بعض الأقطار، هي من مسؤولية الممثلين المنتخبين.

ويجادل البعض بأن هذا الأثر كان محدوداً، ففي القرن الأول الذي تلى تمرير أول مبادرة (1891-2004)، جرى تمرير 14 مبادرة في سويسرا. ومع ذلك فإن النظر إلى هذه الإحصائية وحدها يتجاهل إلى حد كبير الأثر غير المُباشر للديمقراطية المباشرة. وبالرغم من فشل معظم المبادرات، إلا أن ذلك يزيد من ضغط الحملة لنشر الموضوع قيد الطرح ونشر المعرفة العامة عنه. كما يزيد إلى حد كبير من الضغط على الحكومة لتقديم إجراءات تتعامل مع هذا الموضوع، حتى لو لم يمكن مطلوباً بمقتضى استفتاء ناجح. لذا قد تكون المبادرة ناجحة في تحقيق بعض أهداف مؤيديها، حتى لو لم تكن ناجحة من حيث تمريرها. ويفسر هذا التوجه لماذا يتم تقديم العديد من المبادرات ولكنها تسحب لاحقا بسبب اختيار الحكومة في بعض الأحيان أن تتخذ إجراءات بشأنها قبل وصول المبادرة إلى مرحلة الاستفتاء.[136][137]

سلطة الشعب[عدل]

على مستوى التطبيق يمكن للشعب السويسري - أو «صاحب السيادة» مثلما يدعى الجسم الانتخابي أحياناً - أن يـقلب الموازين ويغير ما تطلبه الحكومة أو ما يصادق عليه البرلمان.[138] فور مصادقة البرلمان على قانون ما، وهو ما يعني أن القانون أصبح جاهزاَ لدخول حيز التطبيق، يحق للناخبين تجميع خمسين ألف توقيع على الأقل في ظرف لا يتجاوز 100 يوم لطرح استفتاء شعبي يدعو إلى تعديل أو إبطال القانون. وتعدُّ هذه الممارسة بمثابة مكبح في يد الشعب، الشيء الذي يفسر عملية الاستشارات الطويلة والشاملة التي تتم بين الأحزاب المعنية بالمواضيع المطروحة قبل عرض أي مسودة قانون على البرلمان.[139] ومن خلال التجربة الطويلة، أدركت الحكومة والبرلمان أن تلك الاستشارات الحذرة لا تضمن بالضرورة النجاح للمقترحات التشريعية. ويحق أيضاً لمجموعة من الكانتونات – شرط أن لا يقل عددها عن ثمانية - الدعوة إلى تنظيم استفتاء شعبي بشأن قضايا تخصهم. ورغم أن هذا الحق خُوّل للكانتونات قبل أكثر من قرن، إلا أنه لم يُستخدم للمرة الأولى إلا في عام 2003 عندما دعا 11 كانتوناً إلى استفتاء شعبي لرفض رزمة هامة من الإصلاحات الضريبية، وهو ما أيده الناخبون في ربيع العام الموالي برفضهم لتلك الإصلاحات.[140]

تصويت شعبي في جلاروس لعام 2013

لا تقتصر سلطة الناخبين على كبح التشريعات فحسب، بل تصل إلى حد إقرار تشريعات جديدة.[141] يكفي لذلك تجميع المائة ألف توقيع الضرورية لطرح مبادرة شعبية تهدف إلى تعديل الدستور أو إضافة مواد إليه. وتمنح للناخبين مهلة ثمانية عشر شهراً لتجميع التوقيعات اللازمة. وخلال تلك الفترة، نادراً ما تتقدم الحكومة بمشروع «مضاد» لا يدعو بالضرورة إلى رفض المبادرة الشعبية، إذ عادة ما تقترح صيغة بنفس المعنى، لكن أكثر واقعية على المستويين السياسي والتطبيقي. ومنذ عام 1848 طرحت على الناخبين السويسريين 160 مبادرة شعبية تمت الموافقة على 15 منها فقط.[142]

ويفترض أن يكون لأي مبادرة شعبية علاقة بالمسائل الدستورية، سواء تعلق الأمر بإبطال مادة أو إدخال بند جديد. لكن في الواقع، لا يلتزم الناخبون تماماً بهذا المبدأ، بحيثُ أن العديد من المبادرات الشعبية التي طرحت في العقود الأخيرة ارتبطت بمواضيع أخرى مثل حظر الماسونية أو تصدير الأسلحة. أما التوقيع على المعاهدات الدولية الدائمة مثل الانضمام إلى الأمم المتحدة، فيخضع بدوره لإرادة الناخبين. وفي حالات كثيرة يكون فيها تنظيم الاستفتاء اختيارياً، تبادر الحكومة باقتراح تنظيم استفتاء شعبي حتى لا تترك مجالاً لمعارضي الإصلاحات للقيام بحملة صاخبة.[143]

البرلمان[عدل]

شعار الجمعية الاتحادية السويسرية (البرلمان السويسري).

سنُّ التشريعات الوطنية، مهمة مُلقاة على عاتق البرلمان الفدرالي في برن، الذي يجتمع كل عام خلال أربع دورات (خريفية وشتوية وربيعية وصيفية) تتواصل كل واحدة منها ثلاثة أسابيع. وقد يؤدّي ضغط العمل أو اندلاع أزمة ما إلى عقد دورات إضافية تستغرق بضعة أيام. ويتميز عمل البرلمانين، سواء في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ، بالاندراج فيما يُسمى بنظام الميليشيات، أي أن شغل منصب في البرلمان لا يعد مهنة في حد ذاتها، بل هو عمل يزاوله البرلمانيون إلى جانب مهنتهم الرئيسية خارج قبة القصر الفدرالي. يتكون البرلمان من غرفتين تتواجدان في نفس المبنى. يضم مجلس النواب الذي يمثل الشعب 200 مقعداً (تُوزعُ تبعاً لحجم السكان في كل كانتون)، بينما يضم مجلس الدّويلات (مجلس الشيوخ) الذي يمثل الكانتونات 46 عضواً (نائبان عن الكانتونات العشرين، ونائب واحد عن أنصاف الكانتونات الستة).[144]

قاعة المجلس الوطني السويسري

لا توجد غرفة عليا وغرفة دنيا، إذ يمكن طرح القوانين التشريعية على أيّ من الغرفتين، لكن المصادقة على نفس نص مسودة المشروع المعروض، يجب أن تتم من طرف الغرفتين. يُنتخب مجلس النواب بالتمثيل النسبي، بينما ينتخب مجلس الشيوخ بنظام الأغلبية. لكل كانتون كامل ممثلان في مجلس الشيوخ وممثل واحد لكل نصف كانتون. وتحدِّد الكثافة السكانية لكل كانتون عدد ممثليه في مجلس النواب في العاصمة الفدرالية برن. تعد الحكومة وتعرض مُعظم مسودات القوانين على البرلمان، لكن جميع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ يتمتعون بالحق الفردي في طرح مذكرة أو مشروع قانون أو مقترحات ملزمة أو غير ملزمة أو أسئلة بسيطة. فضلاً عن ذلك يخصص البرلمان جلسة أسبوعية ترد فيها الحكومة على الأسئلة الكتابية التي تقدم بها النواب والشيوخ. رغم حصول النساء على حق التصويت منذ 1971 على المستوى الفدرالي، ما زال تمثيلهن في البرلمان يحوم حول 25%، مع أنهن يمثلن أكثر من نصف السكان في الفدرالية. يبدو النظام السويسري إذا ما تم النظر إليه من الخارج، أشبه ما يكون بديمقراطية برلمانية نموذجية. لكن ما يجعل من الفدرالية حالة خاصة، هو عدم تمتع الوزراء والبرلمانيين السويسريين بنفس سلطات نظرائهم في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.[145]

الحكماء السبعة[عدل]

أول سبعة أعضاء للمجلس الاتحادي في انتخابات عام 1848

السلطة التنفيذية مُخولة لأعضاء الحكومة السبعة الذين يُشكلون ما يُـسمى حرفيا بـ «مجلس الحكم الفدرالي» (الحكومة الفدرالية). يتم انتخاب الأعضاء، وإعادة انتخابهم لأكثر من مرة من طرف مجلسي النواب والشيوخ. ونادرا جدا ما تتم إقالة عضو في الحكومة من منصبه من قـِبَل البرلمان الفدرالي (بغرفتيه) في برن. تـُجرى الانتخابات لتجديد البرلمان كل أربعة أعوام. وليس غريبا أن يظل أعضاء الحكومة في مناصبهم الوزارية لمدة تستغرق عشر سنوات أو أكثر، رغم أن معظمهم ينتقل من وزارة لأخرى خلال فترة الاعتماد. نظريا، يمكن لأي سويسري راشد أن يُصبح عضوا في الحكومة. لكن على المستوى التطبيقي، تبدو العضوية في أحد الأحزاب الأربعة المُمـَثلة في الحكومة منذ الحرب العالمية الثانية فرصة النجاح الوحيدة للالتحاق بالحكومة.

في عام 1959، اعتمد تحوير حكومي يُسمى بـ «المعادلة السحرية»: 2-2-2-1، أي مقعدان في الحكومة للحزب الراديكالي ومقعدان للحزب الاشتراكي ومقعدان للحزب الديمقراطي المسيحي ومقعد واحد لحزب الشعب السويسري، الذي كان يُدعى آنذاك «حزب المزارعين والحرفيين».

توزيع المقاعد الحكومية عكس في الواقع القوة التناسبية لأبرز الأحزاب في البرلمان. وقد أدى النمو المتزايد لحزب الشعب السويسري (يمين متشدد) خلال الدورتين التشريعيتين الأخيرتين إلى تخلي الحزب الديمقراطي المسيحي عن مقعد في الحكومة لصالح حزب الشعب بعد الانتخابات التشريعية لعام 2003. وفي حدث نادر عقب تلك الانتخابات، وبعد صراع داخل حزبها (الحزب الديمقراطي المسيحي - وسط يمين)، اضطرت وزيرة العدل والشرطة روت ميتسلر إلى مغادرة الحكومة بعد أربع سنوات فقط من تنصيبها، وحل محلها كريستوف بلوخر، أبرز رموز حزب الشعب السويسري. وبذلك، ضمت «الصيغة السحرية» للحكومة للمرة الأولى منذ اعتمادها، مقعدين لحزب الشعب السويسري ومقعدا واحدا فقط للحزب الديمقراطي المسيحي، مما يدل على أن الحكومة السويسرية ما زالت تعكس القوة التناسبية للأحزاب.

سلطات الحكومة[عدل]

الدستور الاتحادي 1848.
صفحة تذكارية بمناسبة مراجعة الدستور الاتحادي لعام 1874، وشارك فيها شعار ("الواحد للكل والكل للواحد").

سلطات الحكومة الفدرالية مُرسخة بشكل وطيد في الدستور. وتشمل الدفاع والأمن الداخلي والسياسة الخارجية والعلاقات الدبلوماسية والجمارك والبريد والاتصالات السلكية واللاسلكية وشبكة السكك الحديدية. وقد تمت خوصصة جزء من قطاعيْ النقل والاتصالات السلكية واللاسلكية، لكن الدولة احتفظت بأغلبية الأسهم في الشركات التي تمتلكها في عديد القطاعات. وقننت السلطات الفدرالية أيضا مجالات الصيد البري والبحري. ويظل القانون الفدرالي مهيمنا على قطاعات التأمين الاجتماعي الوطني الإجباري، وتأمينات التعويض على العجز والشيخوخة والباقين على قيد الحياة.

أما قطاع الطاقة، وخاصة الطاقة النووية، فما زال يخضع لقوانين صارمة. وفشلت لحد الآن كافة المحاولات الرامية إلى تخصيصه. عندما تأسست الدولة الفدرالية السويسرية عام 1848، كانت البلاد جمهورية ديمقراطية محضة وسط محيط من الأنظمة الملكية. وسرعان ما تحولت الدولة الفتية إلى ملاذ للراديكاليين والثوريين والفوضويين. لينين، على سبيل المثال، أقام في سويسرا خلال الحرب العالمية الأولى. وانطلق من منفاه في زيورخ إلى رحلته الحاسمة لقيادة الثورة البولشيفية وتأسيس الاتحاد السوفييتي. اعتمد الدستور الفدرالي لعام 1848 حقوقا وطنية واسعة منحت للسويسريين فرصة التأثير الحقيقي على الحياة السياسية.

التوافق السياسي[عدل]

من المبادئ الأساسية للحكومة السويسرية المُكونة من أربعة أحزاب تحقيق التوافق بينها وإظهارُ ذلك أمام البرلمان والشعب. ويتم غالبا التوصل إلى ذلك التوافق بعد نقاش طويل ومعمق. وليس نادرا أن يـُضطر بعض الوزراء إلى تمثيل سياسات الأغلبية في الحكومة، دون أن يعني ذلك بالضرورة أن تلك السياسات تتوافق مع وجهة نظرهم الخاصة، إذ يحدث مثلا أن يتعارض موقف وزير ما من بعض القضايا مع موقف الحزب الذي ينتمي إليه. لكن سويسرا لا تتوفر على حكومة إئتلافية، ولا يوجد بالتالي أي برنامج مُتفق عليه من طرف أحزاب مختلفة ولا يمكن أن تخضع الحكومة للضغط من قبل تحالفات حزبية. ما يشبه في سويسرا طبيعة عمل حكومة ائتلافية، هو إعداد الوزراء لتقرير مُشترك، لكن غير مُلزم، يعرض الأهداف الحكومية للدورة التشريعية التي تتواصل أربعة أعوام. وقد حاول البرلمان في السنوات الأخيرة، الضغط على الحكومة من أجل تقديم برنامج تشريعي حقيقي، لكن مسعاه باء بالفشل.

تشكيل المجلس الاتحادي من قبل الأحزاب السياسية من عام 1919 حتى عام 2011

رغم عدم تقاضيهم لرواتب خيالية، يظل دخل الوزراء السويسريين جيدا إذ يناهز 400 ألف فرنك في العام. ويتمتع أعضاء الحكومة بمقام اجتماعي عال. ومع ذلك، ليس غريبا مصادفتهم في الأماكن العامة أو في وسائل النقل العمومية التي يستقلونها في بعض الأحيان للذهاب إلى العمل. غير أن الحصول على مقعد في الحكومة ليس مأمورية سهلة. فالنظام السويسري يقوم على قوانين مكتوبة وأخرى تقليدية مُتفق عليها فقط، لكن لها وزن أكيد. ووفقا للقواعد التقليدية التي حرص البرلمان دائما على احترامها، هنالك سعي جاد لمراعاة التوازن بين مختلف الأحزاب والمناطق اللغوية السويسرية في الحكومة. يكفي أن يصل المرشح إذن في الوقت المناسب ومن المنطقة المناسبة والحزب المناسب.

التوازن[عدل]

تشكيل المجلس الوطني من قبل الأحزاب السياسية من عام 1919 حتى عام 2019

تعكس التشكيلة الحكومية توازنا بين المناطق واللغات والديانات والأحزاب. ومن القواعد التقليدية غير المكتوبة أيضا والسارية المفعول، الحرصُ على تمثيل أكبـرِ الكانتونات، زيورخ وبرن وفود، في الحكومة الفدرالية. توازن حكومي وقد يعني ذلك أن كانتونات مثل جنيف (الكانتون السويسري الأكثر شهرة على المستوى العالمي) يـُمكن أن تُـقصى من التمثيل الحكومي لمدة عقود. كذلك الشأن بالنسبة لكانتون تيتشينو الجنوبي (وهو المنطقة الوحيدة التي تتحدث غالبية سكانه بالإيطالية) الذي لم يشغل مقعدا في الحكومة منذ عدة سنوات. الأمر الذي يعزز حظوظ أي ترشح مستقبلي من تيتشينو. ويَعـتـبرُ بعض السويسريين انفرادَ البرلمان بانتخاب أعضاء الحكومة ظاهرة شاذة. ونـجم عن ذلك الاستياء بعض الجهود المتواضعة التي دعت إلى مناقشة إمكانية انتخاب الوزراء مباشرة من قبل الشعب. وعزَّز المقترح ما أقدم عليه البرلمان عندما استغنى في نهاية عام 2003 عن الوزيرة روت ميتسلر وعوضها بكريستوف بلوخر. لكن تغييرا بذلك الحجم سيعني «حرمان» البرلمان الفدرالي من سلطات يحرص عليها شديد الحرص، ومن بين هذه السلطات «تعمده» انتخاب حكومات ضعيفة نسبيا في معظم الأحيان.

العلاقات الخارجية والمؤسسات الدولية[عدل]

قصر الأمم والمقر الأوروبي للالأمم المتحدة في جنيف

تقليديا تتجنب سويسرا التحالفات التي قد تنطوي على الأعمال الاقتصادية أو العسكرية أو السياسية، وكانت محايدة منذ نهاية توسعها في 1515. واعترف بسياستها الحيادية دولياً في مؤتمر فيينا عام 1815.[146][147] حتى عام 2002 لم تصبح سويسرا عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة[146]، وكانت أول دولة في الانضمام إليه عن طريق الاستفتاء. وتقيم سويسرا علاقات دبلوماسية مع جميع البلدان تقريباً، وعملت تاريخياً كوسيط بين الدول الأخرى[146] وهي ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي حيث رفض الشعب السويسري باستمرار العضوية مبكراً منذ عام 1990.[146] ويتخذ عدد غير عادي من المؤسسات الدولية من سويسرا مقراً لمكاتبها سواء الرئيسية أو الفرعية بسبب سياستها الحيادية. وتعد جنيف هي مهد حركة الهلال الأحمر في اتفاقيات جنيف للصليب الأحمر، ومنذ عام 2006، تستضيف مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

مونوتشروماتيكالي عكس العلم السويسري أصبح رمزاً "حركة الصليب الأحمر"، أسسها هنري دونان عام 1863.

على الرغم من سويسرا هي واحدة من البلدان الأخيرة التي انضمت إلى الأمم المتحدة، إلا أن قصر الأمم في جنيف هو ثاني أكبر مركز للأمم المتحدة بعد نيويورك، وكانت سويسرا عضوا مؤسساً وموطناً لعصبة الأمم. وبجانب مقر الأمم المتحدة، يستضيف الاتحاد السويسري العديد من وكالات الأمم المتحدة، مثل منظمة الصحة العالمية، ومنظمة العمل الدولية، والاتحاد الدولي للاتصالات، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين وحوالي 200 من المنظمات الدولية الأخرى، بما في ذلك منظمة التجارة العالمية.[146] كما يعقد في دافوس الاجتماعات السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يجمع كبار رجال الأعمال والسياسة الدولية من سويسرا والدول الأجنبية لمناقشة القضايا الهامة التي تواجه العالم، بما في ذلك الصحة والبيئة.

وعلاوة على ذلك، توجد العديد من الاتحادات الرياضية والمنظمات في جميع أنحاء البلاد، مثل الاتحاد الدولي لكرة السلة في جنيف، الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في نيون، والاتحاد الدولي لكرة القدم واتحاد هوكي الجليد الدولي في زيوريخ، والاتحاد الدولي للدراجات في إيغل، واللجنة الأولمبية الدولية في لوزان.[148]

سويسرا والاتحاد الأوروبي[عدل]

أراضي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (التي عرفت بالجماعة الأوروبية قبل 1993), تظلل وفقاً لتاريخ الانضمام (الأقاليم خارج النطاق الأوروبي غير معروضة)

صوتت سويسرا ضد العضوية في المنطقة الاقتصادية الأوروبية في استفتاء ديسمبر عام 1992، وحافظت على علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية من خلال الاتفاقات الثنائية. في مارس 2001 رفض الشعب السويسري في تصويت شعبي بدء مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وفي السنوات الأخيرة تقاربت ممارسات سويسرا الاقتصادية إلى حد كبير مع تلك في الاتحاد الأوروبي في نواح كثيرة، في محاولة لتعزيز قدرتها التنافسية الدولية. وقد نمى الاقتصاد إلى حوالي 3٪ سنوياً. وتظل العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي هو هدف طويل الأجل لبعض أعضاء الحكومة السويسرية، ولكن هناك رفض شعبي كبير ضد هذا الاتجاه بدعم من حزب المحافظين بقيادة نائب الرئيس الأول. وتميل المناطق الناطقة بالفرنسية الغربية والمناطق الحضرية في بقية البلاد إلى أن تكون أكثر تأييداً لفكرة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولكنها فكرة بعيدة عن المناطق كثيفة السكان.[149]

أنشأت الحكومة مكتب التكامل في إطار وزارة الشؤون الخارجية ووزارة الشؤون الاقتصادية للحد من الآثار السلبية لعزلة سويسرا عن بقية أوروبا، ووقعت برن وبروكسل سبعة اتفاقات ثنائية لزيادة تحرير العلاقات التجارية. تم توقيع هذه الاتفاقيات في عام 1999 ودخلت حيز التنفيذ في عام 2001. وشملت السلسلة الأولى من الاتفاقيات الثنائية حرية تنقل الأشخاص. وتم التوقيع على سلسلة ثانية تغطي تسع مناطق في عام 2004 تشمل معاهدة شنغن واتفاقية دبلن. فيما استمرت المناقشة حول فتح مجالات أخرى للتعاون.

شعار رابطة التجارة الحرة الأوروبية

في عام 2006 أنفقت سويسرا 1000 مليون دولار من الاستثمارات الداعمة للبلدان الأوروبية الجنوبية والوسطى الأكثر فقراً بهدف دعم التعاون والعلاقات الإيجابية في الاتحاد الأوروبي ككل. فيما يخطط لاستفتاء آخر في الآونة الأخيرة للموافقة على 300 مليون فرنك لدعم رومانيا وبلغاريا. في بعض الأحيان زادت ضغوط الاتحاد الأوروبي والضغوط الدولية على سويسرا للحد من السرية المصرفية ورفع معدلات الضرائب إلى مستوى يعادل المعمول به داخل الاتحاد الأوروبي.

كما يتم فتح مناقشات تحضيرية في أربعة مجالات جديدة في سوق الكهرباء، والمشاركة في مشروع غاليليو الأوروبي للشبكات، بالتعاون مع المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والاعتراف بشهادات المنشأ للمنتجات الغذائية.[150][151] في 27 نوفمبر 2008 أعلن وزراء الداخلية والعدل من الاتحاد الأوروبي في بروكسل انضمام سويسرا إلى منطقة خالية من جواز سفر شنغن في الفترة من 12 ديسمبر 2008. فيما ستبقى نقاط التفتيش الحدودية البرية لمراقبة حركات السلع.[152]

الحياد[عدل]

اتفاقية جنيف الأولى قد وقعت عام 1864. جنيف هي المدينة التي تحتضن أكبر عدد من المنظمات الدولية في العالم

سويسرا والحياد مرادفان. فلا يمكن لهذا البلد الانضمام إلى تحالفات عسكرية إلا في حال تعرضه للهجوم. ولا يمكنه اللجوء إلى قواته إلا للدفاع عن النفس والحفاظ على الأمن الداخلي. كما لا يمكنه اتخاذ موقف من النزاعات الدولية ولا إعطاء قوات أجنبية حق عبور أراضيه. يقتضي الحيادُ ضمنيا بالنسبة لسويسرا، الحياد المسلح، وهو ما يُفسرُ كفاحها الدائم من أجل الحفاظ على مستوى عالي لقواتها الدفاعية والإبقاء على الخدمة العسكرية إجبارية في الدستور الفدرالي.[153] بعد نهاية الحرب الباردة، لم يعد الحياد ضرورة قصوى بالنسبة للدول الصغيرة. وفي ظل العولمة المتنامية، يصعب أكثر فأكثر الحفاظ على حياد حقيقي وتقليدي. فقد انضمت سويسرا إلى الأمم المتحدة يوم 10 سبتمبر 2002، رغم أنها شاركت بشكل تام على مدى عقود طويلة في نشاطات وكالات متخصصة، مثل منظمة الثقافة والتربية والعلوم التابعة للأمم المتحدة «يونسكو» ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة ومنظمة العمل الدولية وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة «يونيسف». واستدعى انضمام سويسرا إلى الأمم المتحدة تنظيم استفتاء شعبي صوّت فيه 55% من الناخبين لصالح العضوية.

التوقيع على اتفاقية جنيف الأولى من نوعها من قبل بعض القوى الأوروبية الكبرى في عام 1864.

سويسرا عضو أيضا في «الشراكة من أجل السلام» التي أطلقها حلف شمال الأطلسي، لكن ليس لديها أي مخطط للانضمام إلى التحالف العسكري للمنظمة بما أن ذلك قد يمس بمبدأ الحياد. حظيت عضوية سويسرا في الأمم المتحدة بترحيب كبير، إذ اعتُبرت خطوة كبرى باتجاه الاندماج في المجتمع الدولي.[154] إلا أنه لم ينضم جنودها إلى وحدات القبعات الزرق الأممية، لكنها دعمت دائما وبشكل متواصل المساعي الدولية لإحلال السلام في العالم منذ الحرب العالمية الثانية. على سبيل المثال أرسلت الفدرالية مراقبين سويسريين للإشراف على الهدنة التي تم التوصل إليها عام 1953 في أعقاب الحرب الكورية، وكذلك إلى الشرق الأوسط منذ عام 1967. كما أرسلت مراقبي انتخابات إلى بلدان إفريقية وأوروبية شرقية، ومراقبين عسكريين إلى مالي.[155] وفي عام 1999، كانت سويسرا قد بعثت إلى إقليم كوسوفو بوحدة «سويس كوي» (يجب ألَّا يزيد تعدادها عن 220 جنديا متطوعا) لدعم مساعي حفظ السلام الدولية في منطقة البلقان. في عام 1963 انضمت سويسرا إلى المجلس الأوروبي الذي تأسس عام 1949. كما أنها عضو في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا منذ تأسيسها الرسمي عام 1975 في هلسنكي (وكانت تحمل إلى عام 1994 اسم مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا). وفي عام 1974 صادقت سويسرا على المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان.[156][157]

العلم[عدل]

اعتمد علم سويسرا في 12 كانون الأول - ديسمبر سنة 1889. والعلم السويسري مشابه لعلم الصليب الأحمر ولكن بعكس الألوان حيث يكون الصليب الموجود في العلم السويسري باللون الأبيض على خلفية حمراء اللون. يزين العلم السويسري ذو الصليب الأبيض والخلفية الحمراء العديد من المنتجات، من قمصان وأحزمة وأواني وسكاكين وتذكارات بأشكال مختلفة. ولكنه يظل بالدرجة الأولى رمزاً لتمسك أبناء الفدرالية بوطنهم وتاريخهم وقيمهم.

القوات المسلحة[عدل]

باترولي سويس عرض في جبال الألب.

تتكون القوات المسلحة السويسرية من القوات البرية والقوات الجوية، ويشكل الجنود المحترفين حوالي 5٪ فقط من الأفراد العسكريين، والنسبة الباقية هي من المواطنين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 20-34 سنة (وفي حالات خاصة تصل إلى 50 سنة). ولكونها بلد غير ساحلي، فليس لديها قوات بحرية، ولكن على البحيرات المتاخمة لدول الجوار تستخدم زوارق دورية عسكرية مسلحة. ويحظر على المواطنين السويسريين الخدمة في الجيوش الأجنبية، مع استثناء الحرس السويسري في الفاتيكان، أو إذا كانوا مواطنين مزدوجي الجنسية من بلد أجنبي ومقيمين هناك.

إف/إيه-18 هورنت تابعة للقوات الجوية السويسرية في عرض جوي

ينص هيكل نظام الميليشيات السويسري على احتفاظ الجنود بأسلحتهم الشخصية التي استخدموها بالجيش من المعدات بمنازلهم. وأعربت بعض المنظمات والأحزاب السياسية عن أن هذه الممارسات مثيرة للجدل.[158] وترتبط الخدمة العسكرية الإلزامية بجميع المواطنين السويسريين الذكور فقط، فيما يمكن للمرأة أن تخدم طوعاً. عادة ما يحصل الذكور على أوامر التجنيد العسكري في سن الـ 19. ونحو ثلثي السويسريين الشباب ملائمين للخدمة فيما الثلث الباقي غير ملائم لشروط التجنيد، كما تتعدد أشكال الخدمة والبدائل المتاحة للشباب.[159] ويتم سنوياً تدريب ما يقرب من 20,000 شخص في مراكز تجنيد لمدة 18-21 أسبوع. اعتمد نموذج «جيش القرن الحادي والعشرين» عن طريق التصويت الشعبي في عام 2003، والذي حل محل النموذج السابق «جيش 95»، كما تم حد عدد المنضمين من 400,000 إلى حوالي 200,000. ومن بين هؤلاء، 120,000 جنود نشطة ومدربة و80،000 هم احتياطيات غير مدربة.[160]

تم الإعلان عن ثلاثة تحركات عامة لضمان نزاهة وحيادية سويسرا. وعقدت الأولى بمناسبة الحرب الفرنسية البروسية عام 1870-1871. وقررت الثانية رداً على اندلاع الحرب العالمية الأولى في أغسطس 1914. وفي سبتمبر 1939 تمت تعبئة ثلث الجيش رداً على الهجوم الألماني على بولندا وانتخب هنري جيزان قائداً عاماً للقوات المسلحة.

مدرعات تابعة للقوات البرية

بسبب سياسة سويسرا الحيادية، فإن الجيش السويسري لا يشارك حالياً في الصراعات المسلحة في البلدان الأخرى، ولكن هو جزء من بعض بعثات قوات حفظ السلام في جميع أنحاء العالم. منذ عام 2000 حافظت إدارة القوات المسلحة على نظام لجمع المعلومات الاستخبارية ورصد الاتصالات.[161]

في أعقاب نهاية الحرب الباردة كانت هناك عدة محاولات للحد من النشاط العسكري أو حتى إلغاء القوات المسلحة تماماً. وفي 26 نوفمبر 1989 أجري استفتاء شهير على هذا الموضوع، أطلقته جماعة مناهضة للعسكرية، وقد صوت حوالي ثلثي الناخبين ضد هذا الاقتراح.[162][163] وعقد استفتاء مماثل عقب هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، وصوت أكثر من 78٪ من الناخبين ضده.[164]

الاقتصاد[عدل]

فرع بنك يو بي إس في زوغ، سويسرا.

تعتبر سويسرا أحد أكثر الاقتصادات القوية في العالم.[165] فعلى الرّغم من مساحتها المحدودة وعدم توفُّر المواد الخام بأرضها، إلا أن سويسرا تشهَد نجاحاً اقتصادياً مرمُوقاً في المجاليْن الصناعي والمالي. ونظراً للظروف الاقتصادية والسياسية الإيجابية، تتخّذ العديد من الشركات متعدِّدة الجنسيات من سويسرا مقرّاً لها. وتبقى البلد معتمدة كثيرًا على استيراد المواد الأولية والمُنتجات شِبه المصنعة والمنتجات الجاهزة، إضافة إلى الطاقة والمواد الغذائية.[166][167]

أما الزراعة، فإنها موجّهة بشكل أساسي نحو تربية المواشي وإنتاج الألبان. وتحقِّق البلاد نجاحات كبيرة في مجالات أخرى، مثل زراعة الحبوب والعِنب والفواكه. كما أن لسويسرا حضور في التجارة الدولية من خلال تربية المواشي وإنتاج الألبان، وتتمتّع بالإضافة إلى المزارع الكبيرة، بالعديد من المزارع الصغيرة وما دون الصغيرة. فيما يهدد غزْو منتجات الأسواق الأجنبية يجعل الفِلاحة السويسرية أمام تحدٍّ ليس بالسّهل.[168][169][169]). تتميز الصناعة السويسرية بالمُنتجات عالية الجودة، وتُعتَبر المصانع الصغيرة والمتوسِّطة أهم القطاعات الصناعية في البلاد. ويتِم تصدير جُزء كبير من المنتجات الصناعية. ومن أهم المجالات الصناعية والحِرفية: تصنيع المعادن وصناعة الماكينات والآلات وصناعة الساعات والأدوية والكيماويات والمواد الغذائية وصناعة المنتجات الفاخرة وصناعة البناء والتشييد. كما يوجد على رأس صناعة الماكينات والآلات: صناعة الأجهزة الكهربائية وآلات النسيج ووحدات ومراكز إنتاج الطاقة والقاطرات والمصاعد والصناعات الدقيقة، فضلاً عن تزايُد أعداد الشركات التي تهتَم بصناعة التكنولوجيا الجديدة (بما في ذلك التكنولوجيا البيئية وتكنولوجيا النانو).

أما عن قطاع الخدمات السويسري فهو في غاية التطوّر. فهناك البنوك وشركات التأمين، والتي تُزاول نشاطها على مستوى دولي. وتجيد سويسرا فنّ صناعة السياحة، إذ تحتلّ السياحة هي الأخرى مكانة مرموقة، ولها اعتباراتها المتميِّزة، من تنوع في المواقع الطبيعية إلى تعدّد أماكن ممارسة الرياضات المختلفة، بالإضافة إلى المطاعم التي تقدِّم أطيب وأشهى الأكلات المتميِّزة، كل ذلك جعل من سويسرا مكاناً ممتعاً لقضاء العطلات والقيام بالرحلات، واستقطاب أعداداً غفيرة من السياح. ومن جانب آخر فإن سويسرا منْخرِطة كثيرًا في مجال التجارة الدولية، لدرجة أنها أصبحت تحقِّق حالياً نصف أرباحها في الخارج، أما أهم شركائها التجاريِّين فهي دول الاتحاد الأوروبي ودول السوق الأوروبية المشتركة والولايات المتحدة الأمريكية واليابان والصين. وهنالك تقدُّم على جبهة المحيط الهادي، حيث تظهر الأسواق الجديدة الآخِذة في التوسّع. وفي عام 2008 بلغت قيمة الصادرات السويسرية 216,3 مليار فرنك، بينما بلغت قيمة السلع المُستوردة 197,4 مليار فرنك، وبذلك يكون قيمة الفائض التجاري نحو 18,9 مليار فرنك.

الواردات في عام 2010
الواردات في عام 2010
الصادرات في عام 2010
الصادرات في عام 2010
مخطط بياني لاستيراد وتصدير المنتجات السويسرية عام 2010.

وطبقاً لتقرير التنافسية العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي، فإن اقتصاد سويسرا يعتبر الأكثر قدرة على المنافسة في العالم،[170] في حين صنفت من قبل الاتحاد الأوروبي بوصفها البلد الأكثر ابتكارا في أوروبا.[171] وطوال فترة كبيرة من القرن 20، ظلت سويسرا هي أغنى دول أوروبا وبفارق كبير عن باقي الدول (طبقاً للناتج المحلي الإجمالي - للفرد الواحد).[165] في عام 2005 قدر متوسط دخل الأسرة في سويسرا بـ 95,000 فرنك سويسري، أي ما يعادل تقريباً 100,000 دولار أمريكي. تتمتع سويسرا أيضاً بأحد أكبر أرصدة الحسابات في العالم كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي.

سويسرا هي موطن عدة شركات ضخمة متعددة الجنسيات. وأكبر الشركات السويسرية من ناحية الإيرادات هي جلينكور، جونفور، نستله، نوفارتس، هوفمان-لاروش، شركة أي بي بي، مجموعة ميركوريا الطاقة وأديكو، هي يو بي إس إيه جي، زيوريخ للخدمات المالية، بنك كريدي سويس، باري كاليبو، سويس ري، تترا باك ومجموعة سواتش. أما أهم قطاع اقتصادي في سويسرا فهو التصنيع الذي يتمثّل إلى حد كبير في إنتاج المواد الكيميائية المتخصصة، والصحة والأدوية والسلع وأدوات القياس الدقيقة والآلات الموسيقية. وتحتل المواد الكيميائية المرتبة الأولى من المواد المصنّعة المُصدّرة بنسبة 34٪ من السلع المصدرة. بينما يصل تصدير الخدمات إلى ثلث الصادرات،[172] والآلات والإلكترونيات بنسبة (20.9٪)، والأدوات الدقيقة (الساعات) بنسبة (16.9٪).

المنطقة الكبرى في زيوريخ يقطنها 1.5 مليون نسمة يوجد فيها 150،000 شركة، وهي إحدى أهم المراكز الاقتصادية في العالم.

يعمل حوالي 3.8 مليون شخص في سويسرا، منهم حوالي 25٪ من الموظفين الذين ينتمون إلى نقابات عمالية حسب إحصائيات عام 2004.[173] ويعتبر سوق العمل في سويسرا أكثر مرونة من أسواق العمل بدول الجوار، أما معدل البطالة بالدولة فهو منخفض جداً، والذي ارتفع من مستوى منخفض بلغ 1.7٪ في شهر يونيو 2000 إلى ذروته التي بلغت 4.4٪ في ديسمبر 2009.[174] ونتيجة لارتفاع معدل الهجرة زاد النمو السكاني بشكل عالي جداً، فوصلت نسبة السكان من أصول أجنبية إلى 21.8٪ حسب إحصاءات 2004.[172]

تعتمد سويسرا اقتصاد القطاع الخاص إلى حد كبير بالإضافة إلى المعدلات الضريبية المنخفضة وفقا لمعايير العالم الغربي؛ وتعد سويسرا مكان سهل نسبياً للقيام بأعمال تجارية، وتحتل المرتبة 28 حالياً من بين 178 دولة في مؤشر سهولة ممارسة أنشطة الأعمال. تباطأ نمو سويسرا خلال عام 1990