مجموعة العمل لتنسيق الحطام المداري - ويكيبيديا
مجموعة العمل لتنسيق الحطام المداري (Inter-Agency Space Debris Coordination Committee، أو اختصارًا IADC) هي منظمة دولية تأسست في عام 1993 بهدف تنسيق الجهود بين الوكالات الفضائية المختلفة للتعامل مع قضية الحطام المداري. تُعتبر هذه القضية من التحديات الكبرى في مجال استكشاف الفضاء واستخدامه، حيث يشكل الحطام المداري خطرًا على الأقمار الصناعية والمحطات الفضائية وحتى الرحلات المأهولة.[2]
أهداف المجموعة
[عدل]- تبادل المعلومات: تبادل البيانات والمعرفة حول الحطام ال مداري بين الوكالات الأعضاء.
- التقييم والتخفيف: دراسة تأثير الحطام المداري ووضع إرشادات لتقليل إنتاجه.
- التعاون الدولي: تعزيز التعاون بين الدول والوكالات للتعامل مع مشكلة الحطام المداري.
- التوعية: نشر الوعي حول مخاطر الحطام المداري وسبل الوقاية منه.
أعضاء المجموعة
[عدل]تضم مجموعة العمل لتنسيق الحطام المداري العديد من الوكالات الفضائية الكبرى حول العالم، مثل:[3]
- ناسا، (الولايات المتحدة)
- وكالة الفضاء الأوروبية، (ESA)
- وكالة الفضاء الاتحادية الروسية، (روسيا)
- إدارة الفضاء الوطنية الصينية، (CNSA) (الصين)
- منظمة استكشاف الفضاء اليابانية، (JAXA) (اليابان)
- المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء، (ISRO) (الهند)
وغيرها من الوكالات الدولية.
إرشادات المجموعة
[عدل]وضعت مجموعة العمل لتنسيق الحطام المداري مجموعة من الإرشادات لتقليل الحطام المداري، منها:
- تصميم المركبات الفضائية لتقليل انبعاث الحطام.
- إزالة المركبات الفضائية من المدار بعد انتهاء مهمتها.
- تجنب الاصطدامات في الفضاء من خلال مراقبة الحطام.
تاريخ المخلفات الفضائية
[عدل]منذ بداية عصر اكتشاف الفضاء عام 1957، أطلق حوالي 4600 مركبة فضائية لوضع 6000 قمر صناعي في المدار المخصص له.[1] ولعل أقدم هذه الأقمار هو القمر فانقارد 1 (بالإنجليزية: Vanguard I) الذي أطلق عام 1958، ويعتبر هذا القمر الصناعي أقدم المخلفات الفضائية حيث لا زال يقبع في مدارهِ حول الأرض.[4] وتشكل هذه الأقمار نسبة بسيطة مقارنة بالمخلفات الأخرى كقشر الأصباغ وخزانات الوقود، وتعتبر التصادمات بين الأقمار الفضائية مصدر آخر للمخلفات، ففي تقرير لوكالة ناسا للفضاء عام 1991، حذر دونالد كسلر (بالإنجليزية: Donald Kessler) من خطر التصادم المتسلسل للأقمار الصناعية، حيث المخلفات - الناتجة عن تصادم جسمين فضائيين من بقايا الأقمار الصناعية - ستؤدي إلى تصادم أعداد أكبر من الأجسام الفضائية.[1] ولعل ما حذر به كيسلر حصل في العاشر من فبراير عام 2009 حيث اصطدم قمرين صناعيين إحداهما أمريكي، تديره شركة ايريديوم ساتيلايت (ال ال سي)، والآخر روسي موضوع لأغراض التجسس، ونتج عن هذا التصادم ما بين 500 و 600 جسم لا يتعدى حجم بعضها 10 سنتيمترات.[5] وبعد هذه الحادثة قامت ناسا بقياس احتمالات حدوث حادث خطير لإطلاق المكوك الفضائي فوجدت أن هناك احتمال حدوث حادث خطير لكل 318 عملية إطلاق مكوكية.[6] ويعتقد أن بعض هذه المخلفات الناتجة عن الاصطدام قد تبقى في مدار كوكب الأرض لمدة 10000 عام.[7]
وإن من أهم الحوادث التي أدت إلى تكون العديد من المخلفات ما حصل بتاريخ 11 يناير سنة 2007 عندما اختبرت جمهورية الصين الشعبية صواريخ مضادة للأقمار الصناعية، فاطلق صاروخ يعمل بالوقود الصلب من قاعدة زيجانق (بالصينية: 西昌) ليصيب أحد الأقمار الصناعية الصينية، وكان القمر المصاب يدور في مدار قطبي وهو متخصص في قياس الأرصاد الجوية، ومن الجدير بالذكر أن الصاروخ المضاد للأقمار الصناعية لم يكن مجهزاً برأس متفجر بل دمر القمر عن طريق الأصطدام بهِ فقط، ومع هذا فقد نتج عن الانفجار ما بين 2300 و 2500 جسيم (أصغرها بحجم كرة التنس)، مما يجعل هذا الأصطدام الحدث الأكبر في تكوين المخلفات الفضائية.[1][8] ويختلف هذا الحدث عن الأختبارات التي قامت بها كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي إبان الحرب الباردة حيث أختبر أكثر من 20 صاروخ مضاد للأقمار الصناعية، ويكمن الأختلاف أن معظم التجارب التي تمت بين العامين 1968 و 1986 كانت لأقمار في مدار منخفض والمخلفات التي نتجت عن انفجارها سرعان ما أحترقت في الغلاف الجوي للأرض، بينما التجربة الصينية تمت على ارتفاع 550 كم عن سطح الأرض والمخلفات التي نتجت عنها انتشرت على مسافة تتراوح بين 200 كم و 3850 كم مما قد يؤثر على غالبية الأقمار الموجودة في مدار الأرض المنخفض.[9][10] وفي شهر يونيو من عام 2007، أدى هذا الكم من المخلفات إلى تغيير مسار القمر الصناعي (المركبة الفضائية تيرّا المتخصصة في دراسة المناخ) (بالإنجليزية: Terra environmental spacecraft) لتجنب الأصطدام المحتمل بالمخلفات الناتجة عن التجربة الصينية، لتكون المرة الأولى التي تضطر فيها وكالة ناسا للفضاء إلى تغيير مسار مركبة أو قمر صناعي.[11] ولكن إن أعتبر هذا الحدث هو الأكبر في تكوين المخلفات الفضائية تبقى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي السابق هما المسببان الأكبر لبقايا المخلفات الفضائية على مدى أكثر من 50 عام منذ التجربة الفضائية الأولى.[12] ومما يؤكد على ذلك تقرير وكالة ناسا عن المخلفات الفضائية عام 2004 الذي حدد مقدار المخلفات الفضائية في مدار الأرض الناتجة عن الرحلات الفضائية لكل دولة كما هو مبين في الجدول التالي:[13]
الولايات المتحدة الأمريكية | دول الاتحاد السوفيتي السابق | فرنسا | الصين | الهند | اليابان | وكالة الفضاء الأوروبية | دول أخرى | المجموع | |
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
حاويات الحمولات الفضائية | 981 | 1313 | 33 | 38 | 27 | 84 | 33 | 327 | 2836 |
أجسام الصواريخ | 525 | 815 | 92 | 22 | 6 | 29 | 6 | 14 | 1509 |
مخلفات المهام الفضائية | 619 | 429 | 87 | 11 | 1 | 19 | 11 | 2 | 1179 |
مخلفات محطمة | 1556 | 1383 | 114 | 250 | 106 | 0 | 11 | 0 | 3420 |
انفصال أجسام غير مخطط له | 106 | 13 | 1 | 0 | 0 | 0 | 0 | 0 | 120 |
المجموع | 3783 | 3953 | 327 | 321 | 140 | 132 | 61 | 343 | 9064 |
أشهر المخلفات الفضائية
[عدل]- في 18 نوفمبر سنة 2008 سقط من رائد الفضاء هيرماري ستيفانيشين-بيبر (بالإنجليزية: Heidemarie Stefanyshyn-Piper) علبة أدوات خلال أعمال صيانة الذراع الإنسالية لمحطة الفضاء الدولية، وتقدر قيمة الأدوات بحوالي 100000£ يضاف إليها 10000£ قيمة شحن الكيلوجرام الواحد إلى المحطة الدولية (قد يكون وزن العدة أكثر من أول أقل من كيلوجرام).
- في عام 1966 أضاع الرائد ميكل كولينز (بالإنجليزية: Michael Collins) آلة تصوير قيمة، كان يستخدمها في تصوير الأرض من الفضاء، ولأن الكاميرا سويدية الصنع، ابتهج السويديون في تلك الفترة واعتبروا الكاميرا هي أول قمر صناعي سويدي يدور حول الأرض، ويعتقد أن الكاميرا لا تزال تدور في مدارها حول الأرض.
- في شهر فبراير من سنة 2006 تم القاء بذلة فضاء مزودة بجهاز أرسال على موجات اللاسلكي كي يتم دراسة قدرة تجهيز البدلات الفضائية لتكون أقمار صناعية، وسميت البذلة «بالبذلة القمرية 1» (بالإنجليزية: SuitSat-1). وقد أحترقت البذلة في شهر سبتمبر من عام 2006 نتيجة احتكاكها بالمجال الجوي للأرض، ويتم الآن تجهيز النسخة الثانية والمطورة منها والتي ستحمل اسم «البذلة القمرية 2» (بالإنجليزية: SuitSat-2).
- لعل أغرب جسم فضائي هو ما نتج عن تجربة القنبلة النووية في عام 1957 في لوس ألاموس، نيومكسيكو، حيث أدى الانفجار إلى طيران غطاء قناة التفجير بسرعة جعلتهُ يخرج من المجال الجوي، ويعتقد أن هذا الغطاء هو أول جسم فضائي من صنع الإنسان، لأن هذه التجربة حدثت قبل إطلاق القمر سبوتنك-1 السوفيتي.[1]
التحديات
[عدل]رغم الجهود الكبيرة، لا تزال مشكلة الحطام المداري تتزايد بسبب زيادة عدد الأقمار الصناعية والبعثات الفضائية، خاصة مع ظهور مشاريع مثل "ستارلينك" التابعة لشركة سبيس إكس، والتي تهدف لإطلاق آلاف الأقمار الصناعية.
المراجع
[عدل]- ^ ا ب ج د ه اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح
<ref>
والإغلاق</ref>
للمرجعفوكس
- ^ "What is the IADC". iadc-home.org. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-08.
- ^ "IADC Space Debris Mitigation Guidelines" (PDF). NASA. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-08.
- ^ Space junk, USA WEEKEND Magazine, by Julian Smith, August 26, 2007 Site:www.usaweekend.com/07_issues/070826/070826space.html#junk
- ^ جريدة القبس الكويتية.العدد 12827. 13 فبراير 2009 ,17 صفر 1430. الموقع الإلكتروني:www.alqabas.com.kw
- ^ Irene Klotz. Debris briefly forces astronauts from space station. Reuters. Thu Mar 12, 2009 نسخة محفوظة 16 مارس 2009 على موقع واي باك مشين.
- ^ Europeans Tackle Space Junk. CBS news. Feruary 16, 2009. Site نسخة محفوظة 04 أكتوبر 2013 على موقع واي باك مشين.
- ^ Chinese ASAT test. Center for Space Standards & Innovation,December 5,2007. Site:www.centerforspace.com/asat
- ^ William J. Broad. Orbiting Junk, Once a Nuisance, Is Now a Threat. The Newyork Times Published: February 6, 2007
- ^ Leonard David. China's Anti-Satellite Test: Worrisome Debris Cloud Circles Earth. Space.com February 2, 2007. Site: [1] نسخة محفوظة 06 يناير 2011 على موقع واي باك مشين.
- ^ Burger, Brian. NASA's Terra Satellite Moved to Avoid Chinese ASAT Debris. Space.com Site:www.space.com/news/070706_sn_china_terra.html
- ^ Space Junk: The full list Space.com. October 19, 2000. Site نسخة محفوظة 2 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
- ^ History of on orbit satellite fragmentation - 13th Ed. Orbital Debris Program Office - NASA. May 2004 [2] نسخة محفوظة 24 أكتوبر 2006 على موقع واي باك مشين.