مركزية إفريقية - ويكيبيديا

المركزية الأفريقية أو الأفروسنتريك (بالإنجليزية: Afrocentrism)‏ هو نموذج فكري يسعى إلى تسليط الضوء على الهوية والمساهمات الخاصة للثقافات الأفريقية في تاريخ العالم. يجادل الأفروسنتريك بأن المجتمع العلمي الغربي يستهين بالحضارات الأفريقية، ويشارك -بوعي أو بدون وعي- في مؤامرة لإخفاء المساهمات الأفريقية في التاريخ.[1]

بدأت بالظهور منذ عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، وتتمركز خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية عند الأفارقة الأمريكيين، وأصبح لها انتشار واسع بين الجاليات الإفريقية جنوب الصحراء في أوروبا، وبين الأفارقة جنوب الصحراء وعند الأقليات السوداء في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

يؤيد أنصار المركزية الإفريقية عدة ادعاءات مثل أن مساهمات الأفارِقة السود قد تم التقليل من شأنها أو تشويه سمعتها كجزء من إرث الاستعمار وعلم أمراض العبودية المتمثل في "إخراج الأفارقة من التاريخ".[2][3] من بين أكبر النُقّاد للنزعة المركزية الأفريقية ماري ليفكوفيتز، التي رفضتها باعتبارها تاريخ زائف،[4] وانها أسلوب عنيد يتجاهل الحقائق.[5][4] ويدعي كلارنس إي ووكر أنها مثل المركزية الأوروبية لكن بنسخة إفريقية.[6]

الخلفية

[عدل]

تعود أصول المركزية الأفريقية إلى مجموعة أعمال المثقفين الأفارقة في الشتات في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وذلك بعد التغيرات الاجتماعية في الولايات المتحدة وأفريقيا بسبب نهاية العبودية وانسحاب الاستعمار. بعد الحرب الأهلية الأمريكية، اجتمع الأمريكيون الأفارقة في الجنوب معًا ضمن مجتمعات هربًا من سيطرة البيض وأنشأوا تجمعات كنسية خاصة بهم وعملوا بجد للحصول على التعليم. تمكنوا من القيام بأدوار عامة أكثر نشاطًا على الرغم من التمييز الشديد والفصل العنصري.[7] كان المثقفون الأمريكيون والأفارقة يتطلعون إلى الماضي الأفريقي لإعادة تقييم ما حققته حضارتهم وما تعنيه للمجتمع المعاصر.[8][9]

خضعنا إلى حوالي أربع إلى خمسمائة عام من الهيمنة الأوروبية الصارمة على المفاهيم الفكرية والأفكار الفلسفية. إذ تم إدراج أفريقيا وآسيا تحت مختلف عناوين التسلسل الهرمي الأوروبي. عندما نشبت الحرب بين القوى الأوروبية، أُطلق عليها اسم الحرب العالمية وسرعان ما وجد الآسيويون والأفارقة أنفسهم إلى جانب قوة أوروبية أو أخرى.[10] كان هناك هذا الشعور بالحزم حول الثقافة الأوروبية التي تقدمت مع القوى التجارية والدينية والعسكرية في أوروبا.[11] - موليفي أسانتي، محو طابع التواصل الغربي: استراتيجيات لتحييد الأساطير الثقافية.

بصفتها أيديولوجية وحركة سياسية، تميزت المركزية الأفريقية بنشاطها في البداية بين المثقفين السُّود والشخصيات السياسية والمؤرخين في سياق حركة الحقوق المدنية الأمريكية. وفقًا للأستاذ الأمريكي فيكتور أوجيجيوفور أوكافور، فإن مفاهيم المركزية الأفريقية تكمن في جوهر التخصصات مثل الدراسات الأمريكية الأفريقية، في حين يدعي ويلسون جيريمياه موسى أن جذور المركزية الأفريقية ليست أفريقية بشكل حصري:

على الرغم من انتقادات الشوفينيين الإثنيين وغيرهم من الأشخاص المتحيزين، تظل مساهمات العلماء البيض حقيقة واقعة، مثل بواس ومالينوفسكي وهيرسكوفيتس، بالنظر إلى كونها أساسية في تشكيل الأفكار التي نصفها اليوم بأنها مركزية أفريقية... لطالما قدر طلاب التاريخ الأفريقي والأمريكي من أصل أفريقي المفارقة القائلة بأن الكثير مما نسميه الآن المركزية الأفريقية قد تم تطويره خلال ثلاثينيات القرن العشرين على يد الباحث الأمريكي اليهودي ميلفيل هيرسكوفيتس. - ويلسون جيريمياه موسى، مسودة تاريخية حول المركزية الأفريقية.

في عام 1987، نشر مارتن برنال كتابه أثينا السوداء، الذي ادعى فيه أن اليونان القديمة كانت مستعمرة من قِبَل الغزاة الشماليين الذين اختلطوا مع مستعمرة أنشأتها فينيقيا (لبنان الحديث). تتمثل إحدى الموضوعات الرئيسية للعمل في الإنكار المزعوم من قِبَل الأوساط الأكاديمية الغربية للتأثير الأفريقي و(الغربي) الآسيوي على الثقافة اليونانية القديمة.

انظر أيضا

[عدل]

مراجع

[عدل]
  1. ^ Marie-Aude Fouéré, recension de Fauvelle-Aymar, François Xavier, La mémoire aux enchères (Paris, Verdier, 2009), Journal des africanistes, no. 80 1/2, 2010, ص. 321-324 . Dans History in Black: African-Americans in Search of an Ancient Past (Frank Cass Publishers, 2001), Yaacov Shavit parle d'un « projet de réécriture de l'histoire de l'humanité d'un point de vue afrocentrique ».
  2. ^ Rewriting History, Rebel and Motherhood by Susan Andrade.p.91 نسخة محفوظة 2022-03-28 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ Woodson، Carter Godwin (1933). The Mis-education of the Negro. ReadaClassic.com. ص. 7. GGKEY:LYULWKX4YJQ. مؤرشف من الأصل في 2019-12-21.
  4. ^ ا ب Howe، Stephen (1998). Afrocentrism: Mythical Pasts and Imagined Homes. Verso Books. ص. 10. ISBN:978-1-85984-228-7. مؤرشف من الأصل في 2021-03-09.
  5. ^ Bracey، Earnest N. (1 يناير 1999). Prophetic Insight: The Higher Education and Pedagogy of African Americans. Lanham, Maryland: University Press of America. ص. 7. ISBN:978-0-7618-1384-2. مؤرشف من الأصل في 2021-03-08.
  6. ^ Banner-haley, C.P.؛ Walker، Clarence E. (2003). "We Can't Go Home Again: An Argument about Afrocentrism". Journal of Southern History. ج. 69 ع. 3: 663–665. DOI:10.2307/30040016. JSTOR:30040016. مؤرشف من الأصل في 2022-03-28. اطلع عليه بتاريخ 2007-11-13.
  7. ^ Du Bois, W. E. B., Black Reconstruction in America, 1860–1880. New York: Harcourt Brace, 1935; reprint New York: The Free Press, 1998.
  8. ^ "Reconstruction". Accessed 19 November 2007. Archived 2009-10-31.
  9. ^ Moses، Greg. "Afrocentricity as a Quest for Cultural Unity: Reading Diop in English". National Association for African American Studies. مؤرشف من الأصل في 2007-12-12. اطلع عليه بتاريخ 2007-11-13.
  10. ^ Victor Oguejiofor Okafor, "The Place of Africalogy in the University Curriculum", Journal of Black Studies, vol. 26 no. 6, July 1999, pp. 688–712.
  11. ^ Olaniyan, T. (2006). "From Black Aesthetics To Afrocentrism (or, A Small History of an African And African American Discursivepractice)". West Africa Review. ISSN:1525-4488.