مصر - ويكيبيديا
مصر | |
---|---|
جمهورية مصر العربية | |
علم مصر | شعار جمهورية مصر العربية |
الشعار: مصر أمّ الدنيا | |
النشيد: بلادي، بلادي، بلادي | |
الأرض والسكان | |
إحداثيات | 27°N 29°E / 27°N 29°E [1] |
أعلى قمة | جبل كاترين (2,629 متر)[2] |
أخفض نقطة | منخفض القطارة (-133 متر)[2] |
المساحة | 1,010,408[3][4] كم² (29) |
نسبة المياه (%) | 0.632 (6,000 كم²)[2] |
عاصمة | القاهرة |
اللغة الرسمية | العربية |
تسمية السكان | مصريون |
التعداد السكاني (يونيو 2024) | 107,785,000▲[5] نسمة (14) |
| 53429404 (2019)[6] 54357401 (2020)[6] 55260287 (2021)[6] 56124592 (2022)[6] |
| 52189268 (2019)[6] 53107732 (2020)[6] 54001891 (2021)[6] 54865512 (2022)[6] |
الكثافة السكانية | 106.67 ن/كم² (107) |
عدد سكان الحضر | 45130858 (2019)[6] 45976808 (2020)[6] 46831955 (2021)[6] 47689118 (2022)[6] |
عدد سكان الريف | 60487813 (2019)[6] 61488326 (2020)[6] 62430223 (2021)[6] 63300985 (2022)[6] |
متوسط العمر | 24.1 سنة (2020)[2] |
الحكم | |
نظام الحكم | جمهورية ديمقراطية مركزية شبه رئاسية |
الرئيس | عبد الفتاح السيسي |
رئيس الوزراء | مصطفى مدبولي |
التشريع | |
السلطة التشريعية | البرلمان المصري |
← المجلس الأعلى | مجلس النواب |
← المجلس الأدنى | مجلس الشيوخ |
السلطة القضائية | المحكمة الدستورية العليا |
السلطة التنفيذية | مجلس الوزراء |
التأسيس والسيادة | |
التاريخ | |
تاريخ التأسيس | 3150 ق.م |
الدولة العتيقة | 3200 ق.م |
الدولة الرومانية | 31 ق.م |
الفتح الإسلامي | 641 م |
أسرة محمد علي | 9 يوليو 1805 م |
المملكة المصرية | 28 فبراير 1922 م |
الجمهورية | 18 يونيو 1953 م |
الناتج المحلي الإجمالي | |
سنة التقدير | 2023 |
← الإجمالي | $1.899 تريليون دولار▲[5] (18) |
← الإجمالي عند تعادل القوة الشرائية | 1,662,433,700,890 دولار جيري-خميس (2017)[7] |
← للفرد | $17,614▲[5] (93) |
الناتج المحلي الإجمالي الاسمي | |
سنة التقدير | 2024 |
← الإجمالي | $347.594 مليار▼[5] (42) |
← للفرد | $3,225▼[8] (133) |
معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي | 4.3 نسبة مئوية (2016)[9] |
إجمالي الاحتياطي | 41.057 دولار أمريكي (أبريل 2024)[10] |
معامل جيني | |
الرقم | 31.5 [11] |
السنة | 2017 |
مؤشر التنمية البشرية | |
السنة | 2022 |
المؤشر | 0.728 [12] |
التصنيف | مرتفع (105) |
اقتصاد | |
معدل الضريبة القيمة المضافة | 14 نسبة مئوية |
السن القانونية | 21 سنة |
بيانات أخرى | |
العملة | جنيه مصري EGP |
البنك المركزي | البنك المركزي المصري |
معدل التضخم | 27.130 نسبة مئوية (مايو 2024)[13] |
رقم هاتف الطوارئ | ( |
المنطقة الزمنية | ت ع م+02:00 (توقيت قياسي) ت ع م+03:00 (توقيت صيفي)[15] |
← في الصيف (DST) | ت ع م+03:00 |
جهة السير | يمين |
اتجاه حركة القطار | يسار |
رمز الإنترنت | .مصر .eg |
أرقام التعريف البحرية | 622 |
أيزو 3166-1 حرفي-2 | EG |
رمز الهاتف الدولي | 20+ |
تعديل مصدري - تعديل |
مِصرُ (رسميًّا: جُمْهُورِيّةُ مِصْرَ العَرَبيّةِ) هي دولة عربية عابرة للقارات تمتد على الركن الشمالي الشرقي لإفريقيا والركن الجنوبي الغربي من آسيا عبر جسر بري شكلته شبه جزيرة سيناء. قُدِّر عدد سكانها بأكثر من 116 مليون نسمة،[16] ليكون ترتيبها الثالث عشر بين دول العالم بعدد السكان والأكثر سكاناً عربيًّا وشرق أوسطيًّا.[2] يحدها شمالاً البحر المتوسط وجنوباً السودان وشرقاً البحر الأحمر ومن الشمال الشرقي قطاع غزة وإسرائيل وغرباً ليبيا، تبلغ مساحة جمهورية مصر العربية نحو 1,010,408 كيلومتر مربع.[2] والمساحة المأهولة تبلغ 78,990 كم2 بنسبة 7.8% من المساحة الكلية.[17] وتُقسَّم مصر إداريًّا إلى 27 محافظة، وتنقسم كل محافظة إلى تقسيمات إدارية أصغر وهي المراكز أو الأقسام.[18]
ويتركَّز أغلب سكان مصر في وادي النيل وفي الحضر ويشكل وادي النيل والدلتا أقلَّ من 4% من المساحة الكلية للبلاد أي نحو 33000 كم2، وأكبر الكتل السكانية هي القاهرة الكبرى التي بها تقريبًا ربع السكان، تليها الإسكندرية؛ كما يعيش أغلب السكان الباقين في الدلتا وعلى ساحلي البحر المتوسط والبحر الأحمر ومدن قناة السويس، وتشغل هذه المناطق ما مساحته 40 ألف كيلومتر مربع. بينما تشكل الصحراء غير المعمورة غالبية مساحة البلاد بنسبة بين 95% و 96%.[19][20][21]
تشتهر مصر بأنَّ بها إحدى أقدم الحضارات على وجه الأرض حيث بدأ البشر بالنزوح إلى ضفاف النيل والاستقرار، وبدأ في زراعة الأرض وتربية الماشية منذ نحو 10,000 سنة.[22] وتطوَّر أهلها سريعًا وبدأت فيها صناعات بسيطة وتطوَّر نسيجها الاجتماعي المترابط، وكوَّنوا إمارات متجاورة مسالمة على ضفاف النيل تتبادل التجارة. تشهد على ذلك حضارة البداري منذ نحو 7000 سنة وحضارة نقادة (4400 سنة قبل الميلاد - نحو 3000 سنة قبل الميلاد). وكان التطوَّر الطبيعي لها أن تندمج مع بعضها البعض شمالًا وجنوبًا وتوحيد الوجهين القبلي والبحري وبدأ الحكم المركزي الممثل في بدء عصر الأسرات (نحو 3000 سنة قبل الميلاد). وتبادلت التجارة مع جيرانها حيث تعد مصر من أوائل الدول التجارية. وكان لابتكار الكتابة في مصر أثرًا كبيرًا على مسيرة الحياة في البلاد وتطورها السريع، وكان المصري القديم مولعًا بالكتابة، كذلك شهدت مصر القديمة تطورًا في مجالات الطب والهندسة والحساب.
تواكبت على مصر العديد من العصور والحقب التاريخية، مرورًا بالفرس (نحو 343 قبل الميلاد) ثمَّ قدوم الإسكندر الأكبر (323 قبل الميلاد) والذي تأسَّست بعده الدولة البطلمية، وبعدها غزاها الرومان (31 قبل الميلاد) وظلَّت تحت حكمهم 600 عام. وفي فترة حكم الرومان شهدت مصر ظهور المسيحية وانتشارها في مصر، وبعدها جاء الفتح الإسلامي (نحو 640 بعد الميلاد) وتحولت مصر إلى دولة إسلامية. وتأسَّست في مصر العديد من الدول مثل: الدولة الطولونية ثمَّ الإخشيدية ثمَّ الفاطمية ثمَّ الأيوبية ثمَّ المماليك، وبعدها أصبحت تحت حكم العثمانيين حتَّى عام 1914 عندما أعلنت السلطنة، ثمَّ تحولت إلى مملكة (1922)، ثم تحولت بعد ذلك إلى جمهورية (1953).
تشتهر مصر بالعديد من الآثار؛ مثل أهرام الجيزة وأبي الهول، ومعبد الكرنك والدير البحري ووادي الملوك وآثارها القديمة الأخرى، مثل الموجودة في مدينة منف وطيبة والكرنك، ويُعرض بعضٌ من هذه الآثار في المتاحف الكبرى في جميع أنحاء العالم. وقد وجد علم خاص بدراسة آثار مصر سمِّي بعلم المصريات، وكذلك هناك الآثار الرومانية والإغريقية والقبطية والإسلامية بمختلف عصورها.
تعدُّ اللغة المصرية القديمة من أقدم لغات العالم واستمرت أكثر من 3000 سنة، واخترع المصريون القدماء الكتابة الهيروغليفية. تعدُّ اللغة العربية هي اللغة الرسمية لها، ووفقًا للدستور الدين الرسميّ الإسلام،[23] ونظام الحكم فيها جمهوري ديمقراطي.[24] وتُعدُّ مصر من الأعضاء المؤسسين لجامعة الدول العربية ويوجد بها المقر الرئيسي لها، كذلك تعد من الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة حيث انضمَّت لها عام 1945، بالإضافة إلى عضويتها بالاتحاد الإفريقي، وكذلك تعدَُّ مصر عضوًا في العديد من الاتحادات والمنظمات الدولية، ولديها العديد من العلاقات الدبلوماسية مع أغلب دول العالم.[25] في 2016، أخذت مصر مركز جنوب إفريقيا لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في إفريقيا (بعد نيجيريا).[26][27]
أصل التسمية
اسم مصر في اللغة العربية واللغات السامية الأخرى نسبة إلى مصرايم بن حام بن نوح،[29] وقالت عنه النصوص الآرامية السوريانية «مصرين»، ويفسره البعض بأنه مشتق من جذر سامي قديم قد يعني البلد أو البسيطة (الممتدة)، وقد يعني أيضًا الحصينة أو المكنونة. يعرفها العرب باسم «مِصر» ويسميها المصريون في لهجتهم «مَصر». أما الاسم الذي عرف به الفراعنة موطنهم في اللغة هو كِمِيت أو كيمى "ⲭⲏⲙⲓ " وتعني «الأرض السوداء»، كناية عن أرض وادي النيل السوداء تمييزا لها عن الأرض الحمراء الصحراوية دِشْرِت المحيطة بها. «مجر» التي كانت تعني معني «الدرء»، ومعني (البلد) «المكنون» أو «المحصور» واشتقت من كلمة «جرو» بمعني الحد، أو من كلمة «جري» بمعني السور، ثم أضيفت إليها ميم المكانية فأصبحت «مجر» وكتبت بعد ذلك بصور كثيرة مثل «مجري» و«إمجر». وقد استعملها المصريون القدماء فوصف أحد شعرائهم فرعونه سنوسرت الثالث بأنه «أمجر»؛ أي درء وأنه أشبه بأسوار الحدود.[30][31]
الأسماء التي تعرف بها في لغات أوربية عديدة مشتقة من اسمها في اللاتينية إجبتوس Aegyptus المشتق بدوره من اللفظ اليوناني أيجيبتوس Αίγυπτος، الذي يرجع إلى وحي خيال هوميروس في أسطورته التي ألفها في وقت يقع بين عامي 1600 و 1200 قبل الميلاد، وأطلق البطالمة لفظ «إيجيبتوس» على مصر وسكانها من وحي أسطورة هوميروس المشار إليها. فقد أطلق الإغريق اسم آيجوبتوس على النيل وأرض النيل في آن واحد، ثم قصروه على مصر نفسها، وكتبه الرومان بعدهم آيجيبتوس، ولعل أقرب المسميات المصرية المحتملة إلى اسم آيجوبتوس ومشتقاته هو اسم آجبي ومترادفاته آجب وآجبة، وإجب وإكب، وكانت كلها مترادفات رمزت المتون المصرية بها إلى الماء الأزلي الذي برزت الأرض منه، وإلى النيل والفيضان ورب الفيضان، وربما إلى الأرض المغمورة بالفيضان أيضًا، وذلك على نحو ما عبر الإغريق باسم آيجوبتوس في العصور المتأخرة عن النيل وأرض النيل معًا، بعد أن حوروا كتابته إلى ما يتفق مع نطقهم له وبعد أن أضافوا في نهايته حرفي الواو والسين اللذين اعتادوا على إضافتهما إلى نهاية أغلب مسمياتهم.[32][33]
جغرافيا
تقع أراضي جمهورية مصر العربية بين خطيّ عرض 22° و36' 31° شمالًا، وهذا يعني أن مدار السرطان يمر بالطرف الجنوبي للبلاد ماسًّا بالطرف الجنوبي لمدينة أسوان تقريبًا، وبين خطي طول 24° و37° شرقي خط جرينتش.[34]
تتكون أرض مصر من نواة أركية قديمة، هي جزء من الكتلة العربية النوبية والتي تُعد جزءًا من الدرع الإفريقي؛ والذي كان يُمثل قلب قارة جوندوانا في العصر الأركي. وقد تعرّض الدرع الإفريقي بمختلف أجزائه لتأثيرات العديد من العوامل عبر العصور، لذلك أخذت أرض مصر تنمو صوب الشمال على حساب بحر تيثيس. وبلغت مصر عند منصرم الزمن الجيولوجي الثالث مساحتها الحالية، وتشكلت ملامح سطحها وسواحلها كما هي الآن في الزمن الرابع.[35] وقد تكونت التربة المصرية في وادي النيل ودلتاه من تراكم طمي النيل الذي اُشتق أصلًا من فتات صخور هضبة الحبشة، والذي بدأ يرد إلى مصر منذ نحو 10 آلاف سنة، ويُمكن تقسيم التربة المصرية إلى أنواع هي: التربة الصلصالية السوداء الثقيلة القوام العميقة والتربة الصلصالية السوداء الثقيلة القوام الضحلة والتربة الصلصالية الرملية الخفيفة والتربة الرملية الحصوية.[36]
يُمكن تقسيم تضاريس البلاد إلى أربعة أقسام رئيسية:[37]
الحدود
تُعد الحدود السياسية الحالية لمصر حديثة للغاية، فأقدم اتفاقية للحدود ترجع إلى عام 1899م. أما قبل ذلك فكانت تخومًا، وبحكم طبيعة موقع مصر الجغرافي الرابط بين قارتي آسيا وإفريقيا؛ فكانت تخوم مصر تتمدد وتنكمش حسب درجة قوة الدولة المصرية.[38] والحدود البرية المصرية فلكية هندسية، وتتجاور مصر مع 4 دول: فلسطين (قطاع غزة) وإسرائيل جهة الشمال الشرقي، وليبيا جهة الغرب، والسودان جهة الجنوب. فيحد جمهورية مصر العربية اليوم من الشمال البحر المتوسط بساحل يبلغ طوله 995 كم، ويحدها شرقا البحر الأحمر بساحل يبلغ طوله 1941 كم، ويحدها في الشمال الشرقي منطقة فلسطين (إسرائيل وقطاع غزة) بطول 265 كم، ويحدها من الغرب ليبيا على امتداد خط بطول 1115 كم، كما يحدها جنوبا السودان بطول 1280 كم.
فلسطين (قطاع غزة) إسرائيل الأردن | تركيا قبرص • البحر المتوسط | اليونان البحر المتوسط | ||
السعودية • البحر الأحمر | ليبيا | |||
| ||||
السعودية • البحر الأحمر | السودان | ليبيا |
المناخ
يتأثر مناخ مصر بعدة عوامل أهمها الموقع ومظاهر السطح والنظام العام للضغط والمنخفضات الجوية والمسطحات المائية،[39] حيث ساعد ذلك كله على تقسيم مصر إلى عدة أقاليم مناخية متميزة فتقع مصر في الإقليم المداري الجاف فيما عدا الأطراف الشمالية التي تدخل في المنطقة المعتدلة الدفيئة التي تتمتع بمناخ شبيه بإقليم مناخ البحر المتوسط الذي يتميز بالحرارة والجفاف في أشهر الصيف وبالاعتدال في الشتاء مع سقوط أمطار قليلة تتزايد على الساحل.[40]
بحسب الموقع الفلكي للبلاد، فإن أطرافها الشمالية تقع على مشارف العروض الوسطى، كما أن باقي أجزائها تقع داخل العروض المدارية الحارة والجافة حيث يسيطر الضغط المرتفع دون المداري وما يصحبه من هواء هابط يقلل من فرص سقوط الأمطار. كما أن هذه العروض تسود بها على السطح الرياح التجارية الجافة والتي تتميز بقابليتها لحمل بخار الماء؛ لأنها تسخن كلما تقدمت جنوبًا إلى خط الاستواء.[41]
خلال فصل الشتاء تغلب على شمال مصر الرياح الجنوبية الشرقية والشمالية الغربية والغربية؛ خاصةً الساحل الشمالي الغربي والدلتا. وفي مصر الوسطى ومصر العليا تسود الرياح الشمالية. أما في الربيع فتبدأ الرياح الغربية في التراجع بينما تتقدم الرياح الشمالية وذلك بشكل عام. ولفصل الصيف نمطًا مختلفًا للرياح السطحية، فالرياح الشمالية وأفرعها تطغى على كل الاتجاهات وتستحوذ على أكبر نصيب من اتجاهات الرياح، وتعرف بالرياح التجارية وهي رياح جافة وتعرف بين العوام بـالهواء البحري. ويعد فصل الخريف فترة انتقالية بين ظروف الصيف والشتاء في مصر، فتبدأ الرياح الشمالية بالتراجع وقد يحدث بعض الخلل في توزيعات الرياح.
بالنسبة للرطوبة، فإنها ترتفع في فصل الشتاء خاصةً في القسم الشمالي للبلاد؛ ويصل متوسط الرطوبة النسبية إلى 80% شمال البلاد، و40% في أقصى جنوب البلاد، وتصل ما بين 60% و70% على سواحل البحر الأحمر وشبه جزيرة سيناء. أما في فصل الصيف فإنها تنخفض في شهر يوليو، وتصل الرطوبة النسبية في المناطق الساحلية ما بين 60% و70% في يوليو وأغسطس، بينما تنخفض إلى 20% في أقصى جنوب البلاد. أما في الفصول الانتقالية وهما الربيع والخريف فتكون الرطوبة النسبية وسطًا بين الشتاء والصيف.[42][43]
البيانات المناخية لـمصر | |||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
الشهر | يناير | فبراير | مارس | أبريل | مايو | يونيو | يوليو | أغسطس | سبتمبر | أكتوبر | نوفمبر | ديسمبر | المعدل السنوي |
الدرجة القصوى °م (°ف) | 31 (88) | 34.2 (93.6) | 37.9 (100.2) | 43.2 (109.8) | 47.8 (118.0) | 46.4 (115.5) | 42.6 (108.7) | 43.4 (110.1) | 43.7 (110.7) | 41 (106) | 37.4 (99.3) | 30.2 (86.4) | 47.8 (118.0) |
متوسط درجة الحرارة الكبرى °م (°ف) | 18.9 (66.0) | 20.4 (68.7) | 23.5 (74.3) | 28.3 (82.9) | 32 (90) | 33.9 (93.0) | 34.7 (94.5) | 34.2 (93.6) | 32.6 (90.7) | 29.2 (84.6) | 24.8 (76.6) | 20.3 (68.5) | 27.7 (81.9) |
المتوسط اليومي °م (°ف) | 13.6 (56.5) | 14.9 (58.8) | 16.9 (62.4) | 21.2 (70.2) | 24.5 (76.1) | 27.3 (81.1) | 27.6 (81.7) | 27.4 (81.3) | 26 (79) | 23.3 (73.9) | 18.9 (66.0) | 15 (59) | 21.4 (70.5) |
متوسط درجة الحرارة الصغرى °م (°ف) | 9 (48) | 9.7 (49.5) | 11.6 (52.9) | 14.6 (58.3) | 17.7 (63.9) | 20.1 (68.2) | 22 (72) | 22.1 (71.8) | 20.5 (68.9) | 17.4 (63.3) | 14.1 (57.4) | 10.4 (50.7) | 15.8 (60.4) |
أدنى درجة حرارة °م (°ف) | 1.2 (34.2) | 3.6 (38.5) | 5 (41) | 7.6 (45.7) | 12.3 (54.1) | 16 (61) | 18.2 (64.8) | 19 (66) | 14.5 (58.1) | 12.3 (54.1) | 5.2 (41.4) | 3 (37) | 1.2 (34.2) |
الهطول مم (إنش) | 5 (0.2) | 3.8 (0.15) | 3.8 (0.15) | 1.1 (0.04) | 0.5 (0.02) | 0.1 (0.00) | 0 (0) | 0 (0) | 0 (0) | 0.7 (0.03) | 3.8 (0.15) | 5.9 (0.23) | 24.7 (0.97) |
متوسط أيام هطول الأمطار (≥ 0.01 mm) | 3.5 | 2.7 | 1.9 | 0.9 | 0.5 | 0.1 | 0 | 0 | 0 | 0.5 | 1.3 | 2.8 | 14.2 |
متوسط الرطوبة النسبية (%) | 59 | 54 | 53 | 47 | 46 | 49 | 58 | 61 | 60 | 60 | 61 | 61 | 56 |
ساعات سطوع الشمس الشهرية | 213 | 234 | 269 | 291 | 324 | 357 | 363 | 351 | 311 | 292 | 248 | 198 | 3٬451 |
المصدر #1: المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (UN) (1971–2000),[44] الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي for mean, record high and low and humidity[45] | |||||||||||||
المصدر #2: Danish Meteorological Institute for sunshine (1931–1960)[46] |
الموارد الطبيعية
تتمتع مصر بالعديد من الموارد الطبيعية، فمن الموارد المائية بها ساحلي البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى وجود 10 بحيرات طبيعية منها بحيرة المنزلة وبحيرة البرلس وبحيرة قارون إضافة إلى بحيرة ناصر الصناعية، بالإضافة إلى مورد المياه العذبة الرئيسي وهو نهر النيل الذي يمتد بطول مصر وينتهي بشطريه رشيد ودمياط، ويبلغ حجم الموارد المائية المتاحة عام 2000 / 2001 حوالي 68 مليار متر مكعب يستخدم منها في الزراعة نحو 85% سنويا، وفي الصناعة 9.5% وفي الشرب 5.5%.[47] ساهم وجود نهر النيل أيضًا في انتشار الرقعة الزراعية على طول ضفتيه، كذلك يوجد بمصر سلاسل جبلية تمتد في جبال البحر الأحمر وجبال سانت كاترين في سيناء، وتوجد مساحات واسعة تتمثل في الصحراء الشرقية والغربية (والتي تتميز بوجود عدد من الواحات بها مثل: سيوة والفرافرة والداخلة والخارجة) بالإضافة إلى شبه جزيرة سيناء.[48]
التنوع في التضاريس والأماكن الجغرافية ساهم أيضًا في توفر العديد من الثروات الطبيعية مثل الحديد والذهب والمنجنيز والفوسفات، وكذلك الأحجار مثل: الجرانيت والبازلت والرخام والحجر الجيري ورمل الزجاج، بالإضافة إلى الفحم والبترول والغاز الطبيعي.[47]
الجيولوجيا والأحياء
ساهم تعاقب العديد من الحقب والعصور الجيولوجية على مصر في وجود العديد من الأماكن الجيولوجية والمحميات الطبيعية وجعلها واحدة من أكثر دول العالم في التنوع الجغرافي والأحيائي. يوجد في مصر العديد من المحميات وقامت اليونسكو بضم 30 موقعًا في مصر إلى قائمة التراث العالمي،[49] ومن أهم هذه المناطق: محمية رأس محمد بسيناء، والتي تتميز بالشواطئ المرجانية والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة، وجزيرة تيران التي تبعد حوالي 6 كم من ساحل سيناء الشرقي وهي من الجزر والشعاب المرجانية العائمة وتتكون من صخور القاعدة الجرانيتية القديمة وتختفي تحت أغطية صخور رسوبية. محمية الزرانيق وسبخة البردويل بشمال سيناء والتي تعد أحد المفاتيح الرئيسية لهجرة الطيور في العالم من أوروبا وأسيا خلال الخريف متجهة إلى إفريقيا كما تقيم بعض الطيور في المنطقة بصفة دائمة وتتكاثر فيها. تم تسجيل أكثر من 270 نوعًا من الطيور في المحمية، محمية الغابة المتحجرة بالمعادي بمحافظة القاهرة وتزخر منطقة الغابة المتحجرة بكثافة من السيقان وجذوع الأشجار المتحجرة ضمن تكوين جبل الخشب والذي ينتمى إلى العصر الأوليجوسيني ويتكون من طبقات رملية وحصى وطفلة وخشب متحجر وهي غنية بدرجة ملحوظة ببقايا وجذوع وسيقان الأشجار الضخمة المتحجرة التي تأخذ أشكال قطع صخرية ذات مقاطع أسطوانية تتراوح أبعادها من سنتيمترات إلى عدة أمتار وتتجمع مع بعضها على شكل غابة متحجرة، وادي الحيتان هي منطقة للحفريات في الشمال الغربي لمحمية وادي الريان يرجع عمرها إلى حوالي 40 مليون عام وهذه الحفريات لهياكل متحجرة لحيتان بدائية وأسنان سمك القرش وأصداف وغيرها.[50][51]
كذلك محمية بحيرة قارون بالفيوم وتعدّ من أقدم البحيرات الطبيعية في العالم وهي البقية الباقية من بحيرة موريس القديمة والتي اشتهرت عالميًّا بتوافر رواسب حفرية بحرية ونهرية وقارية يرجع عمرها إلى حوالي 40 مليون سنة، وادي دجلة بمحافظة القاهرة من الأودية الهامة التي تمتد من الشرق إلى الغرب بطول حوالي 30 كم، ويمر بصخور الحجر الجيري الذي ترسب في البيئة البحرية خلال العصر الأيوسيني بالصحراء الشرقية (60 مليون سنة)، ويضم الوادي مجموعة من الكائنات الحية الحيوانية النادرة، محمية سيوة الطبيعية بمطروح الغنية بالمقومات السياحية المتميزة وتتميز أيضًا بوجود أكثر من 40 نوعًا من النباتات البرية التي تشمل أنواع طبية ورعوية وغيرها، وكذلك حوالي 28 نوعًا من الحيوانات البرية الثديية ومنها أنواع نادرة مهددة بالانقـراض وأيضًا 32 نوعًا من الزواحف وحوالي 164 نوعًا من الطيور بالإضافة إلى أعداد كثيرة من اللافقاريات والحشرات.[51][52]
واكتُشف مؤخرًا منطقة نيزك جبل كامل بالوادي الجديد التي أعلنت محمية طبيعية، وقد اكتُشف نيزك جبل كامل في فبراير 2010 أثناء الرحلة الاستكشافية الجيوفيزيقية التي ضمت فريق من الباحثين، تقع منطقة فوهة نيزك جبل كامل أعلى تكوينات الحجر الرملي المتكون من الكوارتز آرنيت والتي يرجع عمرها إلى العصر الكريتاسي السفلي يعلوه طبقة محدودة (سنتيمترات) من الرمال شمالًا وبأسفله توجد صخور القاعدة من عصر ما قبل الكمبري ويحيط بالمنطقة العديد من الجبال ومسارات الأودية الجافة القديمة مما يعطى للمنطقة مظهرًا جماليًا فريدًا.[52][53]
التاريخ
عصور ما قبل التاريخ
تعد مصر من أقدم الحضارات بالعالم التي ظهرت قبل كتابة وتدوين التاريخ، حيث استوطنتها الشعوب البدائية منذ القدم تعود إلى أواخر العصر الحجري القديم (110 آلاف عام قبل الميلاد)، واستخدم فيها الإنسان المصري القديم أدوات من الحجر المنحوت نحتا بسيطا، وكان يستخدم الأخشاب والأحجار كأسلحة للصيد والدفاع عن نفسه.[54]
وفي الفترة التي ترجع إلى 6000 أو 5500 قبل الميلاد بعد أن قلت الأمطار وساد الجفاف واختفت النباتات في أواخر العصر الحجري القديم، اضطر الإنسان إلى ترك الهضبة واللجوء إلى وادى النيل (الدلتا والفيوم ومصر الوسطى) بحثًا عن الماء، في هذه البيئة الجديدة اهتدى الإنسان إلى الزراعة، وأنتج الحبوب مثل القمح والشعير، واستأنس الحيوان واعتنى بتربية الماشية والماعز والأغنام، وعاش حياة الاستقرار والنظام والإنشاء بدلًا من حياة التنقل، وتعلم الزراعة، وكانت حضارة سابقة لحضارات ذلك الوقت، وأقام المساكن من الطين والخشب، فظهرت التجمعات السكانية على شكل قرى صغيرة، واعتنى الإنسان بدفن موتاه في قبور، كما تطورت في هذا العصر صناعة الآلات والأدوات حيث تميزت بالدقة وصغر الحجم، أيضًا صنع الأواني الفخارية، ويتميز العصر الحجري الحديث بالتحول إلى الزراعة والاستقرار واستئناس الحيوان، وارتقاء صناعة الأدوات والأسلحة وبناء المساكن والقبور وصناعة الفخار.
عرف المصريون الأوائل الكتابة، واستقروا في مجتمعات صغيرة وبدؤوا في تكون نواة المدنية قبل أربعين قرنًا تقريبًا، وبدأ تكوين الدولة أثناء تلك الحقبة فكانت كثير من المدن على جانبي نهر النيل مثل طيبة وممفيس وبوتو وهيراكونوبليس وأليفاتانين وبوباستيس وتانيس وأبيدوس وسايس وأكسويس وهليوبوليس،[55] ولكنها تقلصت على مر القرون إلى ثلاث مدن كبيرة في صعيد مصر هم: ثينيس ونخن ونقادة.
ويقسم عصر ما قبل الأسرات إلى ثلاث أجزاء رئيسية نسبة إلى الموقع الذي توجد فيه المواد الأثرية: المواقع الشمالية من حوالي عام 5500 قبل الميلاد وخلفت آثار تدل على استقرار ثقافي ولكنه ليس كمثيله في الجنوب، وتدل الآثار على أنه في حوالي عام 3000 قبل الميلاد تواجدت قوة سياسية كبيرة كانت العامل الذي أدى إلى اندماج أول مملكة موحدة في مصر القديمة حيث تعود إلى هذه الفترة أقدم الكتابات الهيروغليفية المكتشفة، وبدأت تظهر أسماء الملوك والحكام على الآثار، واستمر الحال كذلك حتى القرن الحادي والثلاثين 3200 قبل الميلاد حيث جاء مينا أو نعرمر موحد القطرين الشمالي والجنوبي (الدلتا والصعيد)، ويعتقد كثير من علماء المصريات بأن الملك نعرمر هو آخر ملوك هذا العهد، والبعض الآخر يضعه في الأسرة الأولى.[56]
مصر القديمة
يبدأ تاريخ مصر القديمة من عام 3150 ق.م، عندما وحد الملك نارمر مصر العليا والسفلى ونشأة الأسرة الأولى، ضمت تاريخيًّا سلسلة من الممالك المستقرة سياسيًّا، يتخللها فترات عدم استقرار نسبي تسمى الفترات المتوسطة. بلغت مصر القديمة ذروة حضارتها في عصر الدولة الحديثة، وبعد ذلك دخلت البلاد في فترة انحدار بطئ ثم التدهور.[57][58]
استمد نجاح الحضارة المصرية القديمة في القدرة على التكيف مع ظروف وادي نهر النيل. وساعد التنبؤ بالفيضانات والسيطرة على أضرارها في إنتاج محاصيل زراعية وافرة أسهمت في التنمية الاجتماعية والثقافية. وقامت السلطات ومع توافر المواد اللازمة باستغلال المعادن الموجودة في منطقة الوادي والمناطق الصحراوية المحيطة به، وقامت بوضع نظام كتابة مستقل، ونظمت البناء الجماعي والمشاريع الزراعية، بالإضافة للتجارة مع المناطق المحيطة بها، وتعزيز القوى العسكرية للدفاع العسكري ضد الأعداء الخارجيين وتأكيد الهيمنة الفرعونية على البلاد. وقد كان تنظيم تلك الأنشطة وتحفيزها يتم من خلال نخبة من البيروقراطيين والزعماء الدينيين والإداريين تحت سيطرة الفرعون الذي حرص على التعاون والوحدة للمصريين في سياق نظام محكم للمعتقدات الدينية.[59][60]
تضمنت إنجازات قدماء المصريين استغلال المحاجر إضافة إلى المسح وتقنيات البناء التي سهلت بناء الأهرام الضخمة والمعابد والمسلات، بالإضافة لنظام رياضيات عملي وفعال في الطب، وأنظمة الري وتقنيات الإنتاج الزراعي، وأول ما عرف من السفن، والقيشاني المصري وتكنولوجيا الرسم على الزجاج، وأشكال جديدة من الأدب، وأول معاهدة سلام معروفة.[61] تركت مصر القديمة إرثًا دائمًا. ونُسخت وقُلدت الحضارة والفن والعمارة المصرية على نطاق واسع في العالم، ونقلت آثارها إلى بقاع بعيدة من العالم. وألهمت الأطلال والبقايا خيال المسافرين والكُتَابُ لعدة قرون، وأدت اكتشافات في مطلع العصر الحديث عن آثار وحفريات مصرية إلى أبحاث علمية للحضارة المصرية تجلت في علم أطلق عليه علم المصريات، ومزيدًا من التقدير لتراثها الثقافي في مصر والعالم.[62]
في عصر الدولة القديمة بنى الملوك أهرامًا كثيرة ليُلقَّب هذا العصر بعصر بناة الأهرام؛ من أشهرهم الملك زوسر وهرم سقارة المدرج الذي بناه المهندس إمحوتب والملك خوفو والهرم الأكبر الذي يعد من عجائب الدنيا السبع.[63]
وفي عام 1786 ق.م قام الهكسوس الذين قدموا إلى مصر كتجار وأجراء في القرن المضطرب السابق، باحتلال شمال مصر واستقدموا الحصان والعجلات الحربية وقوي نفوذهم بسبب المشاكل الداخلية بمصر، ولكن في عام 1560 ق.م قام الملك أحمس بطرد الهكسوس وباقي القبائل الآسيوية،[64] مؤسسًا الدولة الحديثة وأصبحت مصر إمبراطورية سيطرت على الشام والنوبة وأجزاء من الصحراء الليبية وشمال السودان لتصبح مصر أول إمبراطورية في تاريخ البشرية لكنها سقطت بعد أن دخل الآشوريين مصر؛ وكانت الأسرة الثلاثون آخر الأسر الفرعونية بعد أن أسقطها الفرس عام 343 ق.م.[65]
العصر الأخميني
في عام 525 قبل الميلاد بدأ الفرس الأخمينيون الأقوياء بقيادة قمبيز الثاني، غزوهم لمصر واستولوا في النهاية على الفرعون بسماتيك الثالث آخر الفراعنة المصريين، وآخر الأسرة السادسة والعشرون في معركة الفرما أو معركة بيلوسيوم عام 525 قبل الميلاد في الفرما إحدى المدن الثلاث لمنطقة بورسعيد القديمة، وأدت المعركة إلى هزيمة مصر ودخول قمبيز الثاني لمدينة ممفيس وبداية العدوان الفارسي على مصر وتأسيس الأسرة المصرية السابعة والعشرين. وتولى قمبيز الثاني اللقب الرسمي لفرعون، لكنه حكم مصر من موطنه سوسة في بلاد فارس ( إيران الحديثة )، تاركًا مصر تحت سيطرة الساتراب. سلالة مصر السابعة والعشرون بأكملها، من 525 إلى 402 قبل الميلاد، باستثناء بيتوباستيس الثالث، كانت فترة حكم فارسي بالكامل، حيث مُنح جميع الأباطرة الأخمينيين لقب فرعون. شهد القرن الخامس قبل الميلاد بعض الثورات الناجحة مؤقتًا ضد الفرس، لكن مصر لم تكن قادرة على الإطاحة بالفرس بشكل دائم.[66]
كانت الأسرة الثلاثين هي آخر سلالة حاكمة محلية خلال العصر الفرعوني. سقطت في أيدي الفُرس الأخمينيون مرة أخرى في 343 قبل الميلاد بعد هزيمة الفرعون الأصلي الأخير الملك نختنبو الثاني في المعركة. ومع ذلك فإن هذه الأسرة الحادية والثلاثون في مصر لم تدم طويلاً، حيث أطاح الإسكندر الأكبر بالفٌرس بعد عدة عقود. أسس الجنرال اليوناني المقدوني الإسكندر، بطليموس الأول سوتير سلالة البطالمة.
العصر البطلمي
في عام 332 ق.م استطاع الإسكندر الأكبر غزو مصر وإنهاء حكم الساسانيين فيها، ولكن بعد وفاة الإسكندر الأكبر قُسِّمت إمبراطوريته بين كبار قادته، حيث تولى «بطليموس الأول» حكم مصر وأسس فيها الدولة البطلمية. اهتم بطليموس الأول ببناء مدينة الإسكندرية التي أسسها الإسكندر الأكبر قبل مغادرته مصر في حملة عسكرية إلى بلاد الشرق، وجعل بطليموس الأول الإسكندرية عاصمة لمصر، وصل نفوذ الدولة البطلمية إلى فلسطين وقبرص وشرق ليبيا، وتكونت أسرة البطالمة من 16 حاكما، وظلت أسرة بطليموس تحكم مصر حتى دخلها الرومان في عام 30 ق.م، وآخر البطالمة كانت الملكة كليوباترا وابنها بطليموس الخامس عشر (قيصرون).[67]
عرفت مصر ازدهارا خلال عهود بطليموس الأول وبطليموس الثاني وبطليموس الثالث. كون البطالمة ذوى أصول إغريقية لم يمنعهم من التشبع بالتقاليد والعادات المصرية، فمعمارهم المصري ومعابدهم للآلهة المصرية وطريقة عيشهم مصرية وساعد على ذلك تزاوجهم من المصريين. جميع ملوك البطالمة حملوا اسم بطليموس. واتخذوا من الإسكندرية عاصمة لهم، وظلت كذلك حتى معركة أكتيوم البحرية عام 31 ق.م عندما انتصر أكتافيوس على أنطونيوس وكليوباترا لتصبح مصر ولاية رومانية منذ ذلك التاريخ.[68][69]
العصر الروماني
بعد انتصار أوكتافيوس في معركة أكتيوم عام 31 ق.م أصبحت مصر تابعة للدولة الرومانية، واعتمدت روما في توطيد سلطانها على مصر بالقوة العسكرية فأقامت الثكنات في أنحاء البلاد، فكان هناك حامية شرق الإسكندرية وحامية بابليون وحامية أسوان وغيرها من الحاميات التي انتشرت في أرجاء البلاد، ولم يهتم الرومان كثيرا بتحسين الأوضاع في مصر فقد كانوا ينظرون لها على أنها «سلة الغلال» بالنسبة للإمبراطورية الرومانية.[70]
وكان يتولى حكم مصر والٍ يبعثه الإمبراطور نيابة عنه ومقره الإسكندرية يهيمن على إدارة البلاد وشؤونها المالية وهو مسؤول أمام الإمبراطور مباشرة، وكانت مدة ولايته قصيرة حتى لا يستقل بها، وهذا ما جعل الولاة لا يهتمون بمصالح البلاد بل صبوا اهتماماتهم على مصالحهم الشخصية وحرموا المصريين من الاشتراك في إدارة بلادهم مما جعلهم كالغرباء فيها، بالإضافة إلى منعهم من الانضمام للجيش حتى لا يدفعهم ذلك إلى جمع صفوفهم ومقاومة الرومان في المستقبل.
وأدت هذه السياسة الجائرة إلى توتر الأوضاع واشتعال الثورات ضد الرومان، وكانت الحاميات الرومانية تقضى على هذه الثورات بكل عنف ومن أخطر هذه الثورات ما حدث في عهد الإمبراطور ماركوس أوريليوس (161-180 م) وعرف بحرب الزرع أو الحرب البكولية (نسبة إلى منطقه في شمال الدلتا) وتمكن المصريون من هزيمة الفرق الرومانية وكادت الإسكندرية أن تقع في قبضة الثوار لولا وصول إمدادات للرومان من سوريا قضت على هذه الثورة.[71][72][73]
ازدادت حدة الثورات مع دخول المسيحية إلى مصر، والتي قوبلت بأشد أنواع الاضطهاد للمسيحيين بالتعذيب والصلب والقتل حتى لم ينج منهم إلا من فر إلى الصحاري أو التجأ إلى المقابر والكهوف،[74] استطاعت الملكة زنوبيا ملكة تدمر «بالميرا» من الاستيلاء على مصر (269 م) لمدة عامين فقط ثم نجح الإمبراطور أوريليانوس (270 – 275 م) في القضاء على نفوذ تدمر في مصر، بل واستولى على تدمر نفسها، ثم استطاع الفرس مجددًا السيطرة على مصر لفترة وجيزة عام 618 ميلادية، قبل أن يستردها منهم البيزنطيون عام 629،[75][76] وعندما تولى الإمبراطور قسطنطين (323 – 337 م) أصبح أول إمبراطور مسيحي للإمبراطورية الرومانية واعترف رسميًّا بالديانة المسيحية، ويعدّ هذا هو بداية العصر البيزنطي الذي انتهى تماما مع دخول الإسلام مصر مع قدوم عمرو بن العاص عام 641 م.[77][78][79]
العصر الإسلامي
في عام 639 ميلادية، قاد عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب جيشًا إسلاميًا قدِمَ من الشام عدده 4 الآف جندي،[80] واستطاع هزيمة البيزنطيين في مصر والاستيلاء عليها عام 641 م بعد معارك استمرت لسنتين، وقام بإنشاء مدينة الفسطاط وأصبحت ولاية إسلامية تابعة للخلافة وقاعدة لانطلاق الفتوحات الإسلامية في شمال إفريقيا، وبدأت عملية أسلمة السكان في مصر.[81][82][83]
تعاقبت ممالك ودول على مصر، فبعد الخلفاء الراشدين والدولة الأموية حكمها العباسيون، واستطاع أحمد بن طولون تأسيس أول دولة في مصر (الدولة الطولونية) ثم أعقبه الإخشيديون، حتى انتزعها منهم الفاطميون وجعلوا عاصمتهم القاهرة التي أسسها الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الفاطمي، وذلك حتى أعادها الأيوبيون اسميًا إلى الخلافة العباسية، وأسس صلاح الدين الدولة الأيوبية التي كانت تحكم مصر والحجاز وأجزاء من الشام والعراق.[84][85] شهدت مصر بداية من العصر الأخشيدي جلب العديد من المماليك وهم رقيق من عدة مناطق في آسيا، زاد شأنهم في عهد الدولة الأيوبية واستعان بهم الحكام، ثم ما لبثوا أن ارتفع شأنهم وتولوا المناصب في الدولة وأمور الجيش، وعقب وفاة نجم الدين أيوب تمكن المماليك من الوصول للسلطة عام 1250 م، وشهدت مصر وقتها معركة عين جالوت والتصدي لخطر المغول، ثم أعقبها استعادة العديد من المدن من الصليبين، وتم نقل مقر الخلافة العباسية إلى القاهرة عام 1260 م، واستمر حكمهم حتى بعد أن فتحها العثمانيون، لتصبح مصر ولاية عثمانية عام 1517 م، واستمر حكم العثمانيين لمصر حتى قدوم الحملة الفرنسية والتي أعقبها تولي محمد علي حكم مصر فانتقل الحكم بعدها إلى سلالته.[86][87]
العصر العباسي
تميزت الفترة العباسية بفرض ضرائب جديدة، وثار الأقباط مرة أخرى في العام الرابع للحكم العباسي. تمكن عبد الله بن طاهر من إعادة الحكم العباسي في مصر في بداية القرن التاسع، لكنه قرر الإقامة في بغداد، وإرسال نائب إلى مصر ليحكم نيابة عنه. قامت ثورة أخرى في 828، وفي 831 انضم الأقباط إلى العامة المسلمين وعرفت بثورة البشموريين ولجأ الوالي للبطريرك يوسف الأول لإرسال رسائل وأساقفة لمناشدة البشموريين للتصالح، لكن البشموريين أساءوا معاملة الأساقفة ورفضوا التصالح، تدخل الخليفة المأمون بنفسه وشن هجومًا كبيرًا من شبرا بالقرب من سمنيد وتم القضاء علي التمرد وأدي ذلك لإضطهاد للمسيحيين في مصر بسبب تهديدهم السياسي للسلطة.[88][89] في نهاية المطاف، أدى ضعف سلطة العباسيين في بغداد إلى تكليفهم لولاة عسكريين الواحد تلو الآخر حكم مصر، ومع ذلك فقد كانت السلالة الطولونية (868-905) وسلالة الأخشيديون (935-969) من بين أكثر السلالات نجاحًا في تحدي الخليفة العباسي.
الطولونيون والفاطميون والأيوبيون والمماليك
ظل الحكام المسلمون مسيطرين على مصر على مدى القرون الستة التالية، نشأت بعدها حركات تمرد شعبوية تركية فتأسست الدولة الطولونية في مصر وامتدت للشام لاحقًا،[90] كانت القاهرة مقراً للدولة العبيدية الفاطمية. مع نهاية السلالة الأيوبية، سيطر المماليك، وهم طائفة عسكرية تركية شركسية، على حوالي عام 1250م. وبحلول أواخر القرن الثالث عشر، ربطت مصر البحر الأحمر والهند والملايا وجزر الهند الشرقية.[91] قتل الموت الأسود في منتصف القرن الرابع عشر حوالي 40٪ من سكان البلاد.[92]
العصر العثماني
المقال الرئيسي إيالة مصر
غزا الأتراك العثمانيون مصر بقيادة السلطان سليم الأول عام 1517، وبعد ذلك أصبحت مقاطعة تابعة للإمبراطورية العثمانية. لقد أضرت العسكرة الدفاعية بالمجتمع المدني والمؤسسات الاقتصادية.[91] ضعف النظام الاقتصادي مقرونًا بآثار الطاعون جعل مصر عرضة للغزو الأجنبي. استغرق التجار البرتغاليين على تجارتها.[91] شهدت مصر ست مجاعات بين عامي 1687 و1731. كلفت المجاعة عام 1784 ما يقرب من سدس سكانها.
كانت مصر دائمًا مقاطعة يصعب على السلاطين العثمانيين السيطرة عليها، ويرجع ذلك جزئيًا إلى استمرار قوة وتأثير المماليك، الطبقة العسكرية المصرية التي حكمت البلاد لقرون.[93]
ظلت مصر شبه مستقلة تحت حكم المماليك حتى غزاها الفرنسيون بقيادة نابليون بونابرت عام 1798م (انظر الحملة الفرنسية على مصر ). بعد هزيمة البريطانيين للفرنسيين، نشأ فراغ في السلطة في مصر، وتبع ذلك صراع ثلاثي على السلطة بين الأتراك العثمانيين والمماليك المصريين الذين حكموا مصر لقرون، والمرتزقة الألبان في خدمة العثمانيين.
التاريخ الحديث
يعدّ الوالي العثماني محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة لما قام به من إصلاحات شملت جميع نواحي الحياة بما يتفق مع روح العصر الحديث بما في ذلك تبنيه العلمانية وفصل الدين عن الدولة نتيجة تأثره بالأوروبيين خاصة الفرنسيين خلال شبابه وتأسيس الدولة على النمط الأوروبي،[17][18] فبدأ ببناء جيش مصر القوي وأنشأ المدرسة الحربية،[94] ونشأت صناعة السفن في بولاق،[95][96] والترسانة البحرية في الإسكندرية،[96] وأصلح أحوال الزراعة والري وأنشأ القناطر والسدود والترع، وأنشأ المصانع والمعامل لسد حاجة الجيش وبيع الفائض للأهالي، وفي مجال التجارة عمل محمد علي باشا على نشر الأمن لطرق التجارة الداخلية وقام بإنشاء أسطول للتجارة الخارجية حيث ازدهرت حركة التجارة في مصر.[94] ونشر التعليم لسد حاجة دواوين الحكومة فأنشأ المدارس على اختلاف مستوياتها وتخصصاتها وأرسل البعثات إلى أوروبا ونقل العلوم الحديثة. كما كان له أثر في ازدياد استقلالها عن الإمبراطورية العثمانية وإن ظلت تابعة لها رسميًا، مع استمرار حكم أسرته من بعده، وازداد نفوذها السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأدنى إلى أن هددت المصالح العثمانية ذاتها.[97][98]
بإتمام حفر قناة السويس 18 مارس 1869 ازدادت المكانة الجيوستراتيجية لمصر كمعبر للانتقال بين الشرق والغرب، قام الخديوي إسماعيل بنهضة شاملة وضم السودان إلى حكمه وتوغل في إفريقيا ولكن في عهده كثرت ديون مصر مما أدى إلى التدخل الأجنبي في شئون مصر الداخلية خاصةً بريطانيا التي عزلت الخديوي إسماعيل وعينت ابنه توفيق.
الاحتلال الإنجليزي لمصر
اُحتلت مصر خلال الحرب الإنجليزية المصرية الثانية التي دارت رحاها عام 1882 بين القوات المصرية بقيادة أحمد عرابي، والقوات البريطانية والأيرلندية، بدأ الأسطول البريطاني بقصف الإسكندرية ثلاثة أيام في الفترة بين (11 يوليو – 13 يوليو) واقتحمت قوات البحرية الإسكندرية بعد أن دمرتها بالكامل. أعلن أحمد عرابي رفضه، واستصدر من شيوخ الأزهر فتوى بتكفير الخديوي توفيق وخيانته للدولة ومساعدة العدو لاحتلال أرض مصر، وصرّح بوجوب التعبئة العامة والتجنيد لمحاربة بريطانيا. وظلت مصر ولاية عثمانية ظاهريًّا حتى الحرب العالمية الأولى؛ وأعلنت بريطانيا الأحكام العرفية والحماية البريطانية على مصر.[99][100]
السلطنة
أُنشئت في ظل الحماية البريطانية على مصر السلطنة المصرية وكان أول السلاطين هو السلطان حسين كامل (1914-1917) وقد نُصِّب سلطانًا على مصر بعدما عزل الإنجليز ابن أخيه الخديوي عباس حلمي الثاني وأعلنوا مصر محمية بريطانية في 1914 في بداية الحرب العالمية الأولى. وبتغيير اسم الخديوية المصرية للسلطنة المصرية أنهت السيادة الإسمية للعثمانيين على مصر، ووظِّفت لذلك رمزية تغيير اسم الخديوية لسلطنة لمضاهاة لقب رأس الدولة العثمانية؛ «السلطان». تلك الخطوة أنهت السيادة الإسمية للعثمانيين على مصر، ثم تولى الحكم من بعده فؤاد الأول الذي لقب بسلطان مصر حتى عام 1922 وتغيّر لقبه إلى ملك المملكة المصرية.[101][102]
الملكية
بعد إبعاد سعد زغلول وبدء ثورة 1919 والاضطرابات التي تبعتها، أعلنت بريطانيا من طرف واحد إنهاء حماية المملكة المتحدة على مصر بما عرف ب «تصريح 28 فبراير 1922» ليصبح هذا التاريخ هو تاريخ تأسيس المملكة المصرية.[103] وفي عام 1923 شُكِلت «لجنة الثلاثين» التي صاغت دستور 1923، وغُيّر لقب فؤاد الأول من سلطان مصر والسودان إلى ملك مصر والسودان. تم عقد معاهدة 1936 لمدة 20 عاما بين مصر وبريطانيا، وألغتها مصر من طرف واحد يوم 8 أكتوبر 1951 وألغت معها اتفاقية الحكم الثنائي للسودان الموقعة عام 1899، ثم بدأت حرب القنال الفدائية لمدة 3 شهور حتى حريق القاهرة وإقالة آخر حكومة وفدية يوم 27 يناير 1952، ثم انقلب ضباط من الجيش المصري في 1952 على الملك فاروق الأول وأجبروه على الرحيل عن مصر والتنازل لابنه الرضيع أحمد فؤاد الثاني آخر ملوك مصر،[104] ثم أعلنت الجمهورية يوم 18 يونيو 1953.[105][106]
الجمهورية
في 23 يوليو 1952 قاد اللواء محمد نجيب تنظيم الضباط الأحرار للقيام بانقلاب عسكري للإطاحة بالملك فاروق وإجباره على التنازل عن العرش، سميت في بدايتها «الحركة المباركة» وبعد تأييد الشعب أصبحت «ثورة 23 يوليو»،[107][108] وفي عام 1953 أعلنت الجمهورية واختير اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية ومجلس قيادة الثورة،[109] ثم تلاه جمال عبد الناصر والذي قام بالعديد من المهام من أهمها اتفاقية الجلاء مع بريطانيا ومنح السودان حق تقرير المصير، بالإضافة إلى إصدار قانون الإصلاح الزراعي، في عام 1958 توحدت مصر وسوريا تحت مسمى الجمهورية العربية المتحدة ولكن تفككت عام 1961، وأنشئ السد العالي 1960-1970؛ كما شجعت الثورة حركات التحرير من الاستعمار في عدة دول مجاورة.[110][111]
شنت إسرائيل في 5 يونيو 1967 هجومًا على مصر وسوريا والأردن واحتلت سيناء والجولان والضفة الغربية لنهر الأردن· فدخلت مصر حرب الاستنزاف واستمرت حتى توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار، وفي عام 1970 توفي جمال عبد الناصر وتولى من بعده نائبه محمد أنور السادات الذي عمل على إعداد الجيش لدخول الحرب مع إسرائيل لتحرير المناطق المحتلة.[112][113] في 6 أكتوبر، 1973 في تمام الثانية ظهرًا، نفذت القوات المسلحة المصرية والقوات المسلحة العربية السورية هجومًا متزامنًا على القوات الإسرائيلية في كل من شبه جزيرة سيناء والجولان وهو ما عرف باسم حرب أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان. بدأت الحرب على الجبهة المصرية بالضربة الجوية المصرية، وعبرت القوات المصرية إلى الضفة الشرقية واستطاعت السيطرة على الضفة الشرقية وتدمير خط بارليف، وفي 22 أكتوبر وافقت مصر على اتفاقية وقف إطلاق النار، والتي أعقبها اتفاقية فض الاشتباك الأولى والثانية.[114][115]
في عام 1977 بادر الرئيس السادات بعقد مباحثات سلام مع الجانب الإسرائيلي لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، والتي أفضت إلى بمعاهدة كامب ديفيد،[116] وحصل السادات ومناحم بيجن على جائزة نوبل في السلام، ونتج عنها انسحاب إسرائيل الكامل من سيناء في 25 أبريل 1982 عدا طابا التي أعادتها محكمة العدل الدولية فيما بعد لمصر، نتج عن هذه الاتفاقية حدوث تغييرات على سياسة العديد من الدول العربية تجاه مصر ومقاطعتها؛ إذ عُلِّقت عضوية مصر في جامعة الدول العربية من عام 1979 إلى عام 1989.[117][118]
في 6 أكتوبر، 1981، قامت مجموعة من الضباط بالجيش باغتيال السادات في عرض عسكري في ذكرى حرب أكتوبر والذي توفي متأثرًا بجراحه،[119][120] في أكتوبر 1981 تولى محمد حسني مبارك رئاسة جمهورية مصر العربية، باستفتاء شعبي بعد ترشيح مجلس الشعب له.[121]
امتدت فترة حسني مبارك لما يقرب من 30 عامًا، شهدت خلالها مصر القيام بالعديد من المشروعات القومية، بالإضافة إلى بعض الأحداث الشهيرة مثل: أحداث الأمن المركزي 1986 وحرب تحرير الكويت (والتي شاركت فيها مع القوات الدولية) ومذبحة الأقصر 1997 وحادث قطار الصعيد وحادث عبارة السلام 98 ثم إضراب 6 أبريل وغيرها، حتى انتهت بأحداث ثورة 25 يناير 2011 والتي أطاحت به من الحكم.[121][122][123]
ثورة 25 يناير
شهدت فترة حكم مبارك انتقادات واحتجاجات على تردي الأوضاع المعيشية والسياسية والاقتصادية، وانتشار الفساد خاصة في السنوات الأخيرة لحكمه، بالإضافة إلى التزوير والإقصاء في الانتخابات البرلمانية 2010.[124] ودفع تردي الأوضاع وكذلك نجاح ثورة الياسمين في تونس إلى التفكير في تنظيم مظاهرة سلمية يوم 25 يناير 2011 (يوم عيد الشرطة) ولكنها فاقت التوقعات نتيجة تزايد أعداد المتظاهرين تدريجيا، حتى جاء يوم 28 يناير والذي سمي «جمعة الغضب» والذي شارك فيه العديد من الطوائف السياسية وفئات الشعب المختلفة،[125] أدى قطع خطوط الاتصالات واستخدام القوة والعنف الزائد من قبل الشرطة لإخماد المظاهرات إلى زيادة حدة المظاهرات بشكل غير مسبوق، وحدث هجوم على أقسام الشرطة وقامت قوات الشرطة بالانسحاب وحدث فراغ أمني وفوضى على مستوى الجمهورية أعقبها انتشار حالات السرقة والنهب واقتحام السجون، مما دفع رئيس الجمهورية في نفس اليوم إلى إعلان حالة حظر تجول شملت محافظات مصر، وأمر بنزول قوات الجيش إلى الشوارع لحماية المرافق والمنشآت، وقام المواطنون بإنشاء لجان شعبية لحماية أماكنهم،[72] وفي يوم 11 فبراير أعلن نائب الرئيس عمر سليمان بيانًا بتخلي مبارك عن الحكم، وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد.[126][127][128]
تولى المجلس العسكري إدارة الفترة الانتقالية لمدة تقارب السنة والنصف، شهدت خلالها الاستفتاء على تعديلات دستورية، أعقبها إعلانًا دستوريًا ثم انتخابات مجلس الشعب (والذي تم حله لاحقًا)، ثم انتخابات مجلس الشورى، ثم أُجريت انتخابات رئاسية، وانتخب محمد مرسي رئيسا للبلاد.[129][130] أعقب ذلك طرح مسودة الدستور الجديد للاستفتاء والذي تمت الموافقة عليه.
أحداث 2013
شهدت فترة الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين العديد من الاحتجاجات، وفي 30 يونيو من عام 2013 خرجت مظاهرات معارضة للرئيس محمد مرسي بالإضافة إلى مظاهرات أخرى مؤيدة له، قام على إثرها القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح السيسي في 3 يوليو بانقلاب عسكري وإصدار بيان بمشاركة بعض ممثلي المؤسسات الدينية والمدنية وبعض الأحزاب السياسية أعلن فيه عزل الرئيس محمد مرسي من الحكم، وتنصيب رئيس المحكمة الدستورية رئيسًا مؤقتًا للبلاد لعدم وجود مجلسًا للنواب، وأُعلنت عدة إجراءات أخرى سُميت بخارطة الطريق، وهي: تشكيل حكومة جديدة وتشكيل لجنة لتعديل دستور 2012، ثم إجراء انتخابات البرلمان المصري وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة،[131][132] شهد هذا البيان تباينًا واسعًا في ردود الأفعال ما بين مؤيد ومعارض، حيث أيدت بعض الأطراف البيان واعتبروا ذلك تأييدًا لمطالب شعبية وموجه ثورية جديدة،[133][134][135] بينما رفضه بشدة الأطراف الأخرى واعتبروا أن ما حدث هو انقلابًا عسكريًا على شرعية الرئيس.[136][137][138]
عقب هذه البيان خرجت عدة مظاهرات واعتصامات ببعض الميادين، والتي شهدت لاحقًا عملية فض رافقتها أحداث دموية مؤسفة،[139][140] وفي يناير 2014 طُرحت مسودة دستور جديد للاستفتاء والذي تمت الموافقة عليه،[141] وفي مايو من نفس العام انتُخب عبد الفتاح السيسي رئيسًا للجمهورية.[142]
التقسيم الإداري
تنقسم جمهورية مصر العربية إلى 7 أقاليم، وتضم هذه الأقاليم إجمالًا 27 محافظة، كل محافظة لها عاصمة ويتبعها مراكز أو أقسام أو مراكز وأقسام معًا، المراكز الإدارية توجد في المحافظات التي بها ريف، وينقسم المركز الواحد إلى وحدات محلية؛ وعاصمة المركز أكبر بلاده وتكون مدينة، وعاصمة الوحدة المحلية تكون قرية رئيسية أو مدينة (إذا كان المركز يتبعه أكثر من مدينة)؛ والقرية الرئيسية يتبعها عدد من القرى، وكل قرية قد يتبعها عزب وكفور ونجوع. وإذا كانت عاصمة المركز مدينة كبيرة فإنها تكون قسمًا أو مقسمة لعدة أقسام ويكون لكل قسم رئيس يُسمى برئيس الحي، أما إذا كانت قسمًا واحدًا فيكون حاكمها رئيس المدينة وتقسّم لعدة أحياء صغيرة أو شياخات، ويعين رئيس المدينة رؤساء تلك الأحياء الصغيرة أو الشياخات.[143] أما المحافظات الحضرية غير الريفية فتقسم إلى أقسام، وتكون المحافظة نفسها محافظة مدينة أي تتبع سلطة المحافظ مباشرة، وكل قسم يرأسه رئيس حي. أما المحافظات الحدودية أو الصحراوية فتقسم إلى أقسام كذلك، وكل قسم عاصمته مدينة من مدن هذه المحافظات، وكل قسم قد يتبعه عددًا من القرى الصغيرة. والحكم للقسم الواحد يكون لرئيس المدينة الذي يُعين من قِبل المحافظ مباشرة.[144]
ظهر التقسيم الإداري المصري بشكل نظامي لأول مرة بعد توحد القطر المصري في نظام مركزي للحكم؛ حيث قسمت إداريًّا إلى 42 إقليمًا، وكان على رأس كل إقليم حاكم يديره، لكنه يتبع الفرعون ويطيعه. وعرفت البلاد نظامًا للحكم المحلي مشابهًا للنظام الحالي في عهد الاحتلال الفرنسي (1798 - 1801) حيث قسم نابليون بونابرت البلاد إلى 16 مديرية، ولما تولى محمد علي باشا حكم مصر منذ عام 1805؛ قسّم البلاد إلى 14 مديرية بجانب محافظات حضرية وقسمت كل مديرية إلى عدة مراكز كما هو معمول الآن.[145]
محافظات مصر [146] |
---|
رمز | المحافظة | المساحة (كم2) | عدد السكان (1 يوليو 2013) | العاصمة | عدد المدن | عدد المراكز | عدد الأحياء | الإقليم [147] |
---|---|---|---|---|---|---|---|---|
02 | الإسكندرية | 2,679 | 4,658,381 | الإسكندرية | 2 | 1 | 7 | الإسكندرية |
19 | الإسماعيلية | 1,442 | 1,128,373 | الإسماعيلية | 6 | 7 | 3 | القناة |
28 | أسوان | 679 | 1,374,985 | أسوان | 5 | 10 | 0 | جنوب الصعيد |
25 | أسيوط | 25,926 | 4,062,821 | أسيوط | 11 | 11 | 2 | وسط الصعيد |
29 | الأقصر | 55 | 1,104,858 | الأقصر | 6 | 7 | 0 | جنوب الصعيد |
31 | البحر الأحمر | 203,685 | 332,741 | الغردقة | 0 | 6 | 2 | القناة |
18 | البحيرة | 10,130 | 5,563,465 | دمنهور | 15 | 16 | 0 | الإسكندرية |
22 | بني سويف | 1,322 | 2,727,614 | بني سويف | 7 | 7 | 0 | شمال الصعيد |
03 | بورسعيد | 72 | 646,461 | بورسعيد | 0 | 2 | 6 | القناة |
35 | جنوب سيناء | 33,140 | 163,092 | الطور | 5 | 8 | 0 | القناة |
21 | الجيزة | 85,153 | 7,291,017 | الجيزة | 9 | 11 | 8 | القاهرة الكبرى |
12 | الدقهلية | 3,471 | 5,748,965 | المنصورة | 16 | 19 | 2 | الدلتا |
11 | دمياط | 589 | 1,284,710 | دمياط | 5 | 10 | 0 | الدلتا |
26 | سوهاج | 1,547 | 4,404,545 | سوهاج | 11 | 11 | 3 | جنوب الصعيد |
04 | السويس | 17,840 | 599,320 | السويس | 0 | 0 | 5 | القناة |
13 | الشرقية | 4,180 | 6,242,810 | الزقازيق | 13 | 15 | 2 | القناة |
34 | شمال سيناء | 27,574 | 415,532 | العريش | 6 | 6 | 0 | القناة |
16 | الغربية | 1,942 | 4,592,222 | طنطا | 8 | 8 | 4 | الدلتا |
23 | الفيوم | 1,827 | 3,021,448 | الفيوم | 6 | 6 | 0 | شمال الصعيد |
01 | القاهرة | 1,983 | 9,002,783 | القاهرة | 0 | 0 | 35 | القاهرة الكبرى |
14 | القليوبية | 1,001 | 4,926,148 | بنها | 7 | 10 | 2 | القاهرة الكبرى |
27 | قنا | 1,851 | 2,918,086 | قنا | 9 | 9 | 0 | جنوب الصعيد |
15 | كفر الشيخ | 3,437 | 3,054,770 | كفر الشيخ | 13 | 10 | 2 | الدلتا |
33 | مطروح | 212,112 | 417,294 | مرسى مطروح | 8 | 8 | 0 | الإسكندرية |
17 | المنوفية | 1,532 | 3,799,149 | شبين الكوم | 9 | 10 | 2 | الدلتا |
24 | المنيا | 32,279 | 4,930,641 | المنيا | 9 | 9 | 0 | شمال الصعيد |
31 | الوادي الجديد | 376,505 | 216,751 | الخارجة | 5 | 5 | 0 | وسط الصعيد |
الإجمالي | 27 محافظة | 1,002,450 كم2 | 84,628,982 نسمة | ـــ | 225 مدينة | 187 مركز | 85 حي | 7 أقاليم |
المدن الكبرى
المدينة | المحافظة | السكان | ||
---|---|---|---|---|
القاهرة | القاهرة | 8,943,725 | ||
الإسكندرية | الإسكندرية | 4,658,381 | ||
الجيزة | الجيزة | 2,572,581 | ||
شبرا الخيمة | القليوبية | 1,142,949 | ||
بورسعيد | بورسعيد | 588,935 | ||
دسوق | كفر الشيخ | 544,631 | ||
المنصورة | الدقهلية | 485,375 | ||
الأقصر | الأقصر | 459,440 | ||
طنطا | الغربية | 429,632 | ||
الإسماعيلية | الإسماعيلية | 358,429 |
خصائص السكان
السكان
يتركز معظم سكان مصر في وادي ودلتا النيل، لذلك فإن كثافة المعمور المصري من أعلى الكثافات السكانية في العالم، بينما تُعد الصحاري المصرية من أشدها إقفارًا.[148] وقد بلغ عدد سكان البلاد 87,000,000 نسمة بالضبط في تمام الساعة 6:46 مساءً يوم 18 أغسطس 2014 بتوقيت القاهرة،[149][150] وهو عدد السكان داخل البلاد، أما إجمالي المصريين في الداخل والخارج فقد تعدى 95 مليونًا. وبلغت الزيادة اليومية للسكان 5,604 فرد يوميًّا؛ بمعدل 3.9 فرد لكل دقيقة تقريبًا.[151][152] ويتركز سكان مصر في 7.7% فقط من إجمالي مساحة الجمهورية خاصةً في وادي النيل ودلتاه. وتبلغ الكثافة السكانية للجمهورية 86.1 نسمة/كم2 بالنسبة لإجمالي المساحة، و1,130 نسمة/كم2 للمساحة المأهولة فقط.[153] وتحتل مصر المرتبة الأولى عربيًّا والمرتبة رقم 13 عالميًّا في عدد السكان.[154]
طِبقًا لتقديرات السكان في أغسطس 2014؛ فإن إقليم القاهرة الكبرى أكبر الأقاليم السبعة سكانًا؛ فقد تجاوز حاجز 21 مليون نسمة.[155] وتعدّ محافظة القاهرة أكبر محافظات الجمهورية سكانًا، حيث بلغ عدد سكانها 9,2 مليون نسمة بنسبة 10.6% تليها محافظة الجيزة 7,5 مليون نسمة بنسبة 8.6%. بينما تعدّ محافظة جنوب سيناء أقل المحافظات سكانًا، حيث بلغ عدد سكانها 172 ألف نسمة بنسبة 0.2% تسبقها محافظة الوادي الجديد 222 ألف نسمة بنسبة 0.3%. وقد سُجلت أعلى كثافة سكانية بمحافظة القاهرة 47,285 نسمة/كم2؛ يليها محافظة الجيزة 6122 نسمة/كم2، بينما سُجلت أقل نسبة كثافة سكانية بمحافظة جنوب سيناء 9.7 نسمة/كم2 تليها محافظة السويس 67 نسمة/كم2.[156][157]
مدن مصر الكبرى | |||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
القاهرة | |||||||||||
ترتيب | المدينة | محافظة | عدد السكان | ترتيب | المدينة | محافظة | عدد السكان | الجيزة | |||
1 | القاهرة | القاهرة | 8,105,071 | 11 | أسيوط | أسيوط | 403,202 | ||||
2 | الإسكندرية | الإسكندرية | 4,388,219 | 12 | الإسماعيلية | الإسماعيلية | 352,411 | ||||
3 | الجيزة | الجيزة | 3,348,401 | 13 | الفيوم | الفيوم | 338,959 | ||||
4 | شبرا الخيمة | القليوبية | 1,072,951 | 14 | الزقازيق | الشرقية | 314,331 | ||||
5 | بورسعيد | بورسعيد | 607,353 | 15 | دمياط | دمياط | 299,296 | ||||
6 | السويس | السويس | 547,352 | 16 | أسوان | أسوان | 281,891 | ||||
7 | المحلة الكبرى | الغربية | 538,297 | 17 | المنيا | المنيا | 253,767 | ||||
8 | الأقصر | الأقصر | 487,896 | 18 | دمنهور | البحيرة | 252,017 | ||||
9 | المنصورة | الدقهلية | 470,494 | 19 | بني سويف | بني سويف | 223,789 | ||||
10 | طنطا | الغربية | 437,793 | 20 | الغردقة | البحر الأحمر | 223,124 |
اللغة
اللغة العربية هي اللغة الرسمية الوحيدة في البلاد بحسب الدستور المصري،[158] وتُكتب بها المعاملات الرسمية الحكومية وغير الحكومية والرسائل العلمية للعلوم النظرية، بينما تكتب الرسائل العلمية للعلوم التطبيقية باللغة الإنجليزية. أما اللهجة المحكية فهي اللهجة المصرية، وهي لغة عربية مخلوطة ببعض الألفاظ والكلمات من العصور القديمة، وتعدّ اللهجة المصرية مفهومة في جميع أرجاء البلاد على الرغم من اختلاف اللكنات وبعض الكلمات في أرجاء مصر المختلفة، ويظهر الاختلاف بوضوح نسبي خاصةً بين مناطق الوجه البحري والصعيد والمناطق الصحراوية وسيناء.
تحدّث المصريون العربية بعد الفتح الإسلامي لمصر، وذلك بعد اعتناق أغلب المصريين للإسلام لفهم الدين خاصةً القرآن الكريم.[159] وكان المصريون قبل ذلك يتحدثون اللغة القبطية، وهي الطور الأخير للغة المصرية القديمة،[160] وما زالت تُستخدم في الشعائر الدينية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكنائس أخرى بجانب اللغة العربية.[161]
يتحدث النوبيون في جنوب البلاد اللغة النوبية مخلوطة بالعربية،[162] كذلك أهل واحة سيوة يتحدثون الأمازيغية السيوية مخلوطة باللهجة المصرية.[163] يفهم المصريون بشكل عام بعض اللغات الأجنبية خاصةً الإنجليزية وبدرجة أقل الفرنسية لتدريسها في بعض مراحل التعليم.
الدين
غالبية سكان مصر من المسلمين من أهل السنة والجماعة، مع وجود أقلية كبيرة من المسيحيين من الأقباط الأرثوذكس، وهي أكبر طائفة مسيحية عددًا في الشرق الأوسط، ويعود تاريخ المسيحية في مصر إلي القرن الأول الميلادي حيث جاء مرقس الرسول والمسيحيون الأوائل لمصر في حوالي 33م وقاموا بالتبشير بالمسيحية وأدي لإضطهاد شديد لهم من قبل الإمبراطورية الرومانية خاصة في عهد دقلديانوس، ومع مرسوم ميلانو عام 313، أنهى قسطنطين الأول اضطهاد المسيحيين. وعلى مدار القرن الرابع، تم قمع الوثنية وفقدت أتباعها وفي إحدى هذه الأحداث، تم تدمير معبد سيرابيس الكبير، معقل الوثنية. وأصبحت المسيحية الدين الرسمي في مصر وظل المسيحيون غالبية سكان البلاد حتي مجئ الفتح الإسلامي لمصر في القرن السابع الميلادي مما أدي لتراجع نسبة المسيحيين تدريجيًا.[164][165] والأقليات الأخرى من طوائف مسيحية أخرى بجانب اليهود. كما يظهر في البلاد أتباع لديانات وطوائف أخرى غير معترف بها كالبهائية، خاصةً أن الإحصاءات السكانية الدورية في البلاد لا تدرج إحصاءات عن أتباع الديانات والطوائف منذ إحصاء عام 1986.[166][167][168