ألمانيا - ويكيبيديا
ألمانيا | |
---|---|
(بالألمانية: Bundesrepublik Deutschland)[1][2][3] | |
علم ألمانيا[4] | شعار ألمانيا[5][6] |
الشعار: (بالألمانية: Einigkeit und Recht und Freiheit) | |
النشيد: | |
الأرض والسكان | |
إحداثيات | 51°N 10°E / 51°N 10°E [7] |
أعلى قمة | قمة تسوغشبيتسه (2962 متر)[8][9] |
أخفض نقطة | نويندوف-ساكسين بانده (-3.54 متر)[10] |
المساحة | 357587.77 كيلومتر مربع[11] |
نسبة المياه (%) | 2.3 نسبة مئوية[12] |
عاصمة | برلين[13][14] |
اللغة الرسمية | الألمانية[15][16] |
التعداد السكاني (2022) | 84,270,625 نسمة (19) |
| 40996355 (2019)[17] 41032520 (2020)[17] 41049155 (2021)[17] 41347556 (2022)[17] |
| 42096607 (2019)[17] 42128351 (2020)[17] 42146923 (2021)[17] 42450429 (2022)[17] |
عدد سكان الحضر | 64294010 (2019)[17] 64410589 (2020)[17] 64513567 (2021)[17] 65067459 (2022)[17] |
عدد سكان الريف | 18798952 (2019)[17] 18750282 (2020)[17] 18682511 (2021)[17] 18730526 (2022)[17] |
متوسط العمر | |
الحكم | |
نظام الحكم | جمهورية[19]، ودولة اتحادية[1][20]، وجمهورية برلمانية اتحادية[1][21][19]، وجمهورية برلمانية[22] |
رئيس ألمانيا[26][27] | فرانك-فالتر شتاينماير (19 مارس 2017–)[23][24][25] |
المستشار الاتحادي لألمانيا | أولاف شولتس (8 ديسمبر 2021–)[28][29] |
السلطة التشريعية | البوندسرات[30]، وبوندستاغ[31] |
السلطة القضائية | المحكمة الدستورية الألمانية[32] |
السلطة التنفيذية | المستوى الاتحادي في ألمانيا، ومجلس الوزراء الألماني |
التأسيس والسيادة | |
التاريخ | |
تاريخ التأسيس | 23 مايو 1949[33][34] |
الناتج المحلي الإجمالي | |
سنة التقدير | 2023 |
← الإجمالي | $5.537 تريليون▲ (5) |
← للفرد | $66,037 ▲ (19) |
الناتج المحلي الإجمالي الاسمي | |
← الإجمالي | $4.429 تريليون▲ (3) |
← للفرد | $52,823 ▲ (19) |
معامل جيني | |
الرقم | 31.7 (2019)[35] |
مؤشر التنمية البشرية | |
المؤشر | 0.942 (2021)[36] |
معدل البطالة | 6.1 نسبة مئوية (فبراير 2024)[37] |
متوسط الدخل | |
اقتصاد | |
معدل الضريبة القيمة المضافة | 19 نسبة مئوية |
السن القانونية | 18 سنة[39] |
سن التقاعد | 65.25 سنة (2015) |
بيانات أخرى | |
العملة | يورو[40][41][42] |
البنك المركزي | البنك الاتحادي الألماني[43][44] |
رقم هاتف الطوارئ | |
المنطقة الزمنية | ت ع م+01:00 (توقيت قياسي) ت ع م+02:00 (توقيت صيفي) |
جهة السير | يمين [47][48] |
اتجاه حركة القطار | يمين [49] |
رمز الإنترنت | .de[50] |
أرقام التعريف البحرية | 211، و218 |
الموقع الرسمي | الموقع الرسمي |
أيزو 3166-1 حرفي-2 | DE |
رمز الهاتف الدولي | +49 |
تعديل مصدري - تعديل |
أَلمَانِيَا (بالألمانية: Deutschland ⓘ) رسمِيّاً جُمهُورِيَّةُ أَلمَانِيَا الاِتِّحَاديَّة (بالألمانية: Bundesrepublik Deutschland ⓘ).[51] هي جمهوريَّة اتحاديَّة ديمقراطيَّة، تقع في وسط غرب أوروبا. تتكون من 16 ولاية تُغطي مساحة 357,021 كيلومتر مربع (137,847 ميل2)، وتتميَّز بمناخها الموسمي المعتدل. تُعدُّ ألمانيا الدولة الأوروبيَّة الأكثر سكاناً بأكثر من83.286.591 مليون نسمة حسب إحصائيَّات 2023م،[52] كما تُعدُّ من أقوى دول الاتحاد الأوروبي وأوسعها نفوذًا.[53]
تُعدُّ برلين أكبر مدنها وهي العاصمة ومقر السلطة فيها، كما تُعدُّ أيضاً أكبر مدن الاتحاد الأوروبي. النظام السياسي اتحادي فيدرالي، ويتخذ شكلاً جمهورياً برلمانياً ديمقراطياً. تنقسم ألمانيا إلى ستة عشر 16 إقليماً اتحادياً يتمتع كل منها بسيادته وحكومته المحلية الخاصة.
تقع ألمانيا في وسط أوروبا يحدها من الشمال: بحر الشمال والدنمارك وبحر البلطيق، ومن الجنوب: النمسا وسويسرا، ومن الشرق: بولندا والتشيك ومن الغرب: فرنسا ولوكسمبورغ وبلجيكا وهولندا.
تبلغ مساحة ألمانيا: 357.021 كيلو متر مربع ويبلغ عدد سكانها 83.286.591 مليون نسمة[52] وتُعدُّ الدولة الأكثر عدداً وكثافة سكانية في دول الاتحاد الأوروبي وهي أيضاً ثالث أكبر دولة من حيث عدد المهاجرين إليها.[54]
شكلت ألمانيا جزءاً مركزيًّا في الإمبراطورية الرومانية المقدسة التي دامت حتى عام 1806م، وخلال القرن السادس عشر أصبحت ألمانيا الشمالية مركز الإصلاح البروتستانتي. انقسمت ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية إلى قسمين: ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية. وأعيد توحيدهما عام 1990م. في عام 1957م أصبحت ألمانيا الغربية عضواً مؤسساً في السوق الأوروبية المشتركة، والذي أصبح عام 1993م الاتحاد الأوروبي. وفي عام 1999م أصبحت عُملة ألمانيا اليورو (بالألمانية: Euro أُيْرُو) كما أصبحت إحدى الدول الأوربية المنتمية إلى اتفاقية شينجن والتي تسمح لسكان الدول الأوروبيَّة المنتمية إلى هذه الاتفاقية بالتنقل منها واليها دون تأشيرة ودون رقابة على الحدود.
أسَّسَت ألمانيا نظام التأمين الاجتماعي كخطوة ضمن سلسلة إجراءات في سبيل تطوير المعايير المعيشية لسكانها، كما أن لها موقعاً مميزاً في العلاقات الأوروبية بالإضافة إلى أنها تُحافِظ على شراكات متينة على المستوى العالمي، كما تُعدُّ ألمانيا إحدى الدول الرائدة في علوم الطب والهندسة والتكنولوجيا والتقنيات الحديثة، وهي عضوٌ في الأمم المتحدة وحلف الناتو ومجموعة الثماني ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية وتُعدُّ قوًّة اقتصاديًّة كُبرى حيث أنها أكبر مصدر للسلع وثاني أكبر مستورد لها في العالم.[55]
أصل التسمية
[عدل]الاسم الإنجليزي «جيرماني» (Germany) مستمد من الكلمة اللاتينية جيرمانيا (باللاتينية: Germania) التي دخلت حيز الاستخدام في عصر يوليوس قيصر، وقد اعتمد ذلك المصطلح للإشارة إلى الشعوب القاطنة شرق نهر الراين.[56][57] والاسم باللغة الألمانية هو «دويتشلاند» (بالألمانية: Deutschland) «أرض الدويتش»، مشتق من اللغة الألمانية العليا القديمة.[58] والاسم الفرنسي «ألِماني» (بالفرنسية: Allemagne) اشتُقّ من اسم قبائل «الألامان».
وقال محمد تقي الدين الهلالي في كتابه تقويم اللسانين "ومن ذلك قولهم: ألماني وألمان والصواب: جرماني وجرمانيون، لأن البلاد التي تسمى في هذا الزمان ألمانية، كانت العرب تسميها (جرمانية) هكذا سماها ابن الفقيه البغدادي المتوفى في أواخر المائة الثالثة للهجرة في كتابه الذي سماه (كتاب البلدان) وذكر فيه جغرافية العالم: وقد ترجمتُه مع الأستاذ (باول كالي) باللغة الجرمانية ولفظ «ألمانية» فرنسي، فإذا أردنا أن نتساهل ونترك اللفظ العربي، ونستعير اللفظ الفرنسي وجب علينا أن نقول (ألماني وألمانيون) والأفضل لنا أن نستعمل اللفظ العربي ونحييه ونستغني به.[59]
التاريخ
[عدل]تواجد الإنسان القديم في ألمانيا منذ ما يزيد عن 600,000 عام.[60] تم إكتشاف أول آثار إنسان النياندرتال في وادي النياندرتال بألمانيا.[61]
القبائل الجرمانية
[عدل]الإثنية الجرمانية يُفترض أنها ظهرت خلال العصر البرونزي الشمالي، أو على أبعد تقدير خلال ما قبل العصر الحديدي الروماني. من جنوب إسكندنافيا وشمال ألمانيا، بدأت القبائل في التوسع جنوباً وشرقاً وغرباً في القرن الأول قبل الميلاد، وأخذوا يتصلون مع قبائل الكلت الغولية وكذلك القبائل الإيرانية والبلطيقية والسلافية في شرق أوروبا. لا يعرف الكثير عن التاريخ الألماني المُبكر، إلا من خلال الوقائع التاريخية المسجلة للتفاعل مع الإمبراطورية الرومانية [62]
تحت قيادة الجنرال الروماني أغسطس قيصر بدأ غزو جيرمانيا (وهو تعبير يستخدمه الرومان لتعريف الأراضي التي تمتد تقريباً من نهر الراين إلى جبال الأورال)، وفي هذه الفترة كانت القبائل الجرمانية تصارع الرومان مع الحفاظ على الهوية القبلية لقبائلهم. ألمانيا الحديثة، الممتدة ما بين الراين والدانوب، ظلت خارج الإمبراطورية الرومانية. مع العام 100 ميلادية، استقرت القبائل الجرمانية على امتداد نهر الراين ونهر الدانوب، واحتلت أكثر من مساحة ألمانيا الحديثة. وقد شهد القرن الثالث الميلادي ظهور عدد كبير من القبائل الجرمانية الغربية مثل: الألامانيون، الفرنجة، الخاتيون، السكسونيون، الفريسيون والتورينجيون. بنحو عام 260، كانت الشعوب الجرمانية قد اخترقت اللايم ونهر الدانوب على حدود الأراضي التي تسيطر عليها الإمبراطورية الرومانية.[63]
الإمبراطورية الرومانيّة الجرمانيّة المقدّسة (962 - 1806 م)
[عدل]قام شارلمان أو شارل العظيم الذي ينحدر من القبائل الجرمانية بتأسيس إمبراطورية الفرنجة.[64] توج بعدها كأول قيصر للإمبراطورية الغربية عام 800 م[65]، فاعتبر ذلك إحياء للإمبراطورية الرومانية التي قضى عليها البرابرة قبل ثلاثة قرون من الزمن. وكانت تربط بين شارلمان وأمير المؤمنين هارون الرشيد في بغداد علاقات ودية ومراسلات وتبادل للهدايا، ذلك لأن العباسيين في بغداد ومملكة شارلمان في آخن كانوا يخشون من قوة حكام الأمويين في الأندلس، فكان هذا التقارب بين بغداد وآخن أشبه ما يكون بالدعم المتبادل لمقاومة الأمويين. إلا أن إمبراطورية شارلمان في آخن (على الحدود بين فرنسا وألمانيا، والفرنسيون يعدّونه أمبراطورا فرنسيا) لم تعمر طويلاً، فبعد وفاة الأخير تقاسم أبناؤه الثلاثة المملكة عام 843 فيما عُرف بمعاهدة فردان، اثنتان فقط من بين هذه الممالك عمرتا هما مملكة الفرنجة الغربية، والتي عُرفت بعدها باسم فرنسا، ومملكة الفرنجة الشرقية، والتي كونت ما يعرف اليوم بألمانيا.[66]
حسب الأعراف الحالية يعدّ تاريخ 2 فبراير 962 موافقا لميلاد ما يعرف اليوم بألمانيا، في هذا اليوم بالذات تم تتويج الملك أوتو الأول العظيم صاحب مملكة الفرنجة الشرقية إمبراطوراً أو قيصرأ على البلاد وجرت مراسيم التتويج في الفاتيكان بمدينة روما كما كان الحال مع شارل العظيم.[65]
تطورت مملكة الفرنجة الغربية إلى أن أصبحت دولة وطنية تعرف بفرنسا، فيما سيطر زعماء المقاطعات في المملكة الشرقية على أراضيهم واستقلوا بها. رغم محاولات القيصر لاستعادة السيطرة على أراضي المملكة، تواصلت عملية التفكك واستقلالية المقاطعات داخل ما أصبح يسمى شكلياً الإمبراطورية الرومانية الجرمانية المقدسة [67]، وتشكلت مدن أعلنت استقلالها وسيادتها. عرفت تلك المدن بعد ذلك باسم «مدن الإمبراطورية الحرة». وبالرغم من الإصلاحات ونشوب حرب الثلاثين سنة؛ بقي الإمبراطور أو القيصر يحكم البلاد اسمياً فقط.
الراهب مارتن لوثر نشر أطروحاته ال95 في عام 1517، وتحدى ممارسات الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، وشرع في الإصلاح البروتستانتي. أصبح دين الكنيسة اللوثرية المنفصلة هو الدين الرسمي في كثير من الولايات الألمانية بعد عام 1530. وأدى الصراع الديني الناتج عن ذلك إلى حرب الثلاثين عاما 1618 - 1648، والتي نتج عنها تدمير الكثير من الأراضي الألمانية.[68] كما انخفض عدد سكان الولايات الألمانية بحوالي 30 ٪ بسبب الحرب. وفي عام 1648 عُقد صلح وستفاليا والذي انتهت به الحرب الدينية في الولايات الألمانية، ولكن في الواقع كانت الإمبراطورية مقسّمة إلى العديد من الإمارات والولايات المستقلة.[69]
منذ عام 1740 فصاعدا، سيطر على تلك المرحلة من التاريخ الألماني مملكتان، هما مملكة بروسيا، ومملكة هابسبورغ النمساويّة، حتى تم حلهما عام 1806 نتيجة للحروب النابليونية.[70]
الرايخ الأول
[عدل]تسمية الرايخ ظهرت لأول مرة عام 962، وذلك بعد تتويج أوتو الأول العظيم، الذي قام معتمداً على رايخ منطقة شرق فرنكونيا.
في العام 1512 تحول اسم الرايخ إلى الرايش الروماني المقدس للأمة الألمانية، كتعبير عن خلافة القيصر للأمبراطورية الرومانية القديمة، وأيضاً للتعبير عن الصفة المقدسة للقيصر.
وقد استمر هذا الرايخ لأكثر من ثمانية قرون حتى عهد فرانس الثاني، الذي تخلى عن عرش هابسبورغ في عام 1806 لنابليون بعد تشكيل حلف الراين.[71]
التجديد والثورة (1814 - 1871)
[عدل]استمرت الأمور على هذا النظام حتى عام 1806، كان فرانس الثاني قيصرًا على النمسا (منذ عام 1804)، كما حمل لقب الإمبراطور الجرماني (احتكرت أسرة الهبسبورغ هذا اللقب منذ قرون). بدأ نابليون حملته على أوروبا، واستطاع بعد تهديدات وضغوطات، أن يجبر فرانتز الثاني على التنازل عن عرشه الجرماني. كان هذا الحدث بمثابة شهادة وفاة للإمبراطورية الأولى التي أسسها أوتو الأول العظيم عند غزوه للبلاد، قضى نابوليون على استقلالية المدن الكبيرة، وقد بلغ عدد المدن الحرة حوالي 80 مدينة في ذلك الوقت، وساهم نابليون - ولو بشكل غير مقصود - في دفع تلك المدن إلى مسار الوحدة.
بعد سقوط نابليون، أعيد في مؤتمر فيينا عام 1814 التأكيد على هذه الوحدة، واتفق 41 عضو في البداية من بين هذه المدن الألمانية على عقد اتحاد فيما بينها، فتشكل الإتحاد الألماني وتم وضعه تحت إدارة النمسا مؤقتاً، لكن عدد المدن تقلص فيما بعد ليصبح 33 عضواً فقط.
وكان للإتحاد هيئة وحيدة تسمى المجلس القومي، ومركزه مدينة فرانكفورت وقد استمر حتى تم حله في 1866 بسبب الحرب الألمانية-الألمانية.[71]
الخلاف مع حركة التجديد الأوربية أدى جزئيًا إلى بروز الليبرالية الألمانية، التي تطالب بالوحدة والحرية.
تأثر كثير من الألمان في هذه الحقبة بأفكار وتوجهات خارجية، مثل الثورة الفرنسية، والقومية، التي أصبحت قوة أكثر أهمية، خاصةً في أوساط الشباب والمثقفين، الذين يسعون إلى الوحدة. وقد ظهرت - لأول مرة - الألوان الثلاثة: الأسود[؟] والأحمر والذهبي، التي اختيرت؛ لتمثيل هذه الحركة، والتي تحولت فيما بعد إلى الألوان الوطنية لعلم ألمانيا الحالي.[72]
لتأثرها بالحركات الثورية في مختلف أنحاء أوروبا وخصوصًا الثورة الناجحة ثورة 1848 في فرنسا، والتي أسست الجمهورية قامت ثورة في عام 1848 في الولايات الألمانية. فرضت هذه الثورة قيام حكومات ليبرالية وانتخابات لمجلس قومي، وقد تم وضع الدستور في كنيسة باولوس في عام 1849 بمدينة فرانكفورت، لكن جيوش الأشراف الألمان أبادت الثورة بعدما رفض القيصر البروسي فريدرخ فيلهلم الرابع ملك بروسيا طلب المجلس القومي، بأن يتنازل عن صفته الدينية الإلهية كقيصر لألمانيا، وأن يكون حاكمًا بإرادة الشعب.[73]
الصراع بين الملك الإمبراطور الألماني فيلهلم الأول إمبراطور بروسيا والحركة الليبرالية البرلمانية التي كانت تزداد قوة اندلع بسبب الإصلاحات العسكرية في عام 1862، وعين الملك أوتو فون بسمارك كرئيس وزراء بروسيا. نجح بسمارك في شن حرب على الدنمارك في عام 1864.ثم مكنه نجاح بروسيا في الفوز في الصراع العنيف مع كبرى القوى الجرمانية وهي النمسا في الحرب الألمانية - الألمانية في 1866، مكنه من خلق اتحاد شمال ألمانيا الكونفدرالي مع استبعاد النمسا.
الإمبراطورية الألمانية (1871-1918)
[عدل]بدأ الاتحاد الألماني الجديد في التشكل وبوتيرة متسارعة، كانت بروسيا تقود العملية بزعامة بسمارك، فشملت كل الدويلات والمدن الألمانية شمال الإمبراطورية الألمانية القديمة. ثم قامت بعدها الحرب الفرنسية البروسية في عام 1870-1871، وكان أن انتصرت بروسيا من جديد فأصبحت القوة الرئيسية في أوروبا. أعلن ملك بروسيا فيلهيلم الأول نفسه قيصرا على الإمبراطورية الألمانية التي أُعلنت في قصر فرساي في 18 يناير 1871 وكانت عاصمتها برلين ومستشارها بسمارك. عرفت هذه الفترة باسم الإمبراطورية الثانية أو الرايخ الثاني. رغم أن هذه الإمبراطورية حاولت إظهار نفسها كخليفة للإمبراطورية الأولى أي الرايخ الأول الذي أسسه أوتو الأول العظيم إلا أن حدود الدولتين كانت مختلفة.
ضمت الإمبراطورية الجديدة أراض جديدة لأنها ضمت أراضي الإمبراطورية الألمانية وبروسيا التي لم تكن ضمن إمبراطورية الرايخ الأول باستثناء أراضي النمسا، ثم وابتداء من عام 1884 استحوذت ألمانيا على العديد من المستعمرات في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.
في الفترة التالية لتوحيد ألمانيا أمّنت السياسة الخارجية للإمبراطور فيلهلم الأول لألمانيا الحصول على وضعها كأمة عظيمة من خلال تشكيل تحالفات، وعزل الجمهورية الثالثة الفرنسية في فرنسا من خلال الوسائل الدبلوماسية، وتجنب الحرب.
لكن ألمانيا تحت قيادة القيصر فيلهلم الثاني، ومثلها مثل دول أوروبية أخرى، ونتيجة لظهور النزعة الإمبريالية الجديدة، قامت بأعمال إمبريالية أدت إلى الاحتكاك مع البلدان المجاورة.
معظم تحالفات ألمانيا التي وقعت في السابق لم تكن تُجدد، وهكذا نشأت تحالفات جديدة تستبعد ألمانيا. خصوصاً ما فعلته فرنسا من إقامة علاقات جديدة، وذلك من خلال التوقيع على الوفاق الودي مع المملكة المتحدة وتأمين العلاقات مع الإمبراطورية الروسية. فضلا عن اتصالاتها مع الإمبراطورية النمساوية المجرية، أصبحت ألمانيا في عزلة متزايدة بسبب كل ذلك.
ألمانيا الاستعمارية التي وصلت إلى خارج أراضيها، جمعت العديد من القوى الأخرى في أوروبا من أجل المطالبة بنصيبها من أفريقيا. وفي مؤتمر برلين عام 1884 قسمت أفريقيا بين القوى الأوروبية. تملكت ألمانيا عدة قطع من الأراضي في أفريقيا بما في ذلك شرق أفريقيا الألمانية، أفريقيا الجنوبية الغربية، توغو، والكاميرون. وأدى التزاحم على أفريقيا إلى التوتر بين القوى العظمي والذي ربما ساهم في الظروف التي أدت إلى الحرب العالمية الأولى.
مثل إغتيال الدوق فرانس فرديناند ولي عهد النمسا في سراييفو يوم 28 يونيو 1914 الشرارة لإندلاع الحرب العالمية الأولى.
بدأت الحرب العالمية الأولى، وهي حرب قامت في أوروبا ثم امتدت لباقي دول العالم ما بين عامي 1914 و1918. بدأت الحرب حينما قامت الإمبراطورية النمساوية المجرية بغزو مملكة صربيا، فأعلنت روسيا الحرب على النمسا، فدخلت ألمانيا الحرب كحليف للنمسا، ودخلت فرنسا وبريطانيا كحلفاء لروسيا. إذ كان الوفاق الثلاثي هو روسيا وفرنسا والمملكة المتحدة بالإضافة إلى إيطاليا، أما الحلف الثلاثي الأخر فكان إمبراطورية النمسا والمجر وألمانيا، واستعملت لأول مرة الأسلحة الكيميائية في الحرب العالمية الأولى كما تم قصف المدنيين من السماء لأول مرّة في التاريخ.
شهدت الحرب ضحايا بشرية لم يشهدها التاريخ من قبل وسقطت السلالات الحاكمة والمهيمنة على أوروبا والتي يعود منشأها إلى الحملات الصليبية، وتغيرت الخارطة السياسية لأوروبا بشكل كامل. تعد الحرب العالمية الأولى البذرة للحركات الإيديولوجية كالشيوعية وصراعات مستقبلية أخرى كالحرب العالمية الثانية، بل وحتى الحرب الباردة.
عانت ألمانيا، كجزء من فشل قوات المحور من الهزيمة في الحرب ضد قوات الحلفاء في واحد من أعنف الصراعات على مر العصور. اندلعت ثورة نوفمبر عام 1918 وتنازل على إثرها القيصر فيلهلم الثاني وجميع الأمراء الألمان عن الحكم وانتهى عهد الحكم الملكي في كل من ألمانيا والنمسا. وأعلِن عن قيام جمهورية ألمانية ديمقراطية عُرِفت بجمهورية فايمار. تعود أسباب قيام ثورة نوفمبر إلى ضيق الشعب بالأعباء الاقتصادية السيئة التي عمت ألمانيا خلال سنوات الحرب الأربعة، والتي كان يحكمها نظام قيصري ذو دستور رجعي وغير ديمقراطي، بالإضافة إلى التأثير القوي للهزيمة على الإمبراطورية الألمانية، فضلا عن التوترات الاجتماعية التي نشبت بين نخبة حاكمة فاسدة من الطبقتين الأرستقراطية والبورجوازية.
وكان من أهم الأسباب التي أشعلت الثورة، السياسة التي اتبعتها قيادة الجيش، والتي أسفرت عن هزيمة الأسطول الحربي الألماني في الحرب العالمية الأولى. مما أدى إلى قيام ضباط البحرية بالتمرد في مينائي فيلهلمسهافن وكيل، وتطور التمرد إلى ثورة عارمة امتدت إلى ألمانيا كلها. وخرج الشعب للمطالبة بالجمهورية وإسقاط القيصر. ورضخ القيصر فيلهلم الثاني ووقع وثيقة التنازل عن العرش في 9 نوفمبر 1918.
غير أن الأحزاب التي قادت الثورة رأت أن القضاء الكامل على النخبة التي كانت تحكم في عهد القيصر المخلوع، قد يقود البلاد إلى حافة حرب أهلية, فقررت الإبقاء عليها وإقامة علاقات طبيعية معها. وهكذا تحالف قادة الثورة مع قيادة الجيش, مما أدى إلى نشوب أعمال شغب واسعة عرفت باسم «انتفاضة سبارتاكوس» التي قادتها القوى اليمينية. لكن تم القضاء على هذه الثورة الصغيرة.
وفي 11 أغسطس 1919 تم وضع دستور جديد للجمهورية عرف بدستور فايمار. وتم انتخاب فريدريش إيبرت أول رئيس للرايخ في جمهورية فايمار.
وضعت الهدنة مع ألمانيا حداً للحرب وقد تم التوقيع عليها في 11 نوفمبر 1918 وتم إجبار ألمانيا على التوقيع على معاهدة فرساي في يونيو 1919. خلال التفاوض وعلى عكس المفاوضات الدبلوماسية التقليدية في فترة ما بعد الحرب، تم استبعاد القوى المهزومة من حلف المحور. وكان ينظر إلى هذه المعاهدة في ألمانيا باعتبارها مهينة واستمراراً للحرب بوسائل أخرى وبسبب قسوتها فإنها كثيراً ما يستشهد على أنها سهلت في وقت لاحق بروز النازية في ألمانيا.
ومن نتائج الحرب في معاهدة فرساي:
- فرض غرامة مالية كبيرة على الدول المنهزمة.
- فرض قيود على تسليح الجيش الألماني.
- فقدان الدولة العثمانية كل ممتلكاتها في أوروبا وآسيا.
- توسع الإمبراطوريتين الفرنسية والإنجليزية.
- اختفاء أربع إمبراطوريات عريقة هي: الإمبراطورية النمساوية المجرية - الإمبراطورية الألمانية - الدولة العثمانية - الإمبراطورية الروسية.
ويقول بعض المؤرخين أن الذين حضروا مؤتمر فرساي هم أنفسهم الذين وضعوا بأيديهم بذور الحرب العالمية الثانية؛ ففرنسا تقاسمت العالم مع إنجلترا وأهملت الدول الاستعمارية الأخرى مثل روسيا وألمانيا وإيطاليا مما هيأ لقيام الحرب العالمية الثانية.
بعد مؤتمر فرساي تم اقتطاع العديد من المناطق الألمانية لصالح قوات الحلفاء[؟] المنتصرة، الألزاس واللورين تم ضمهما إلى فرنسا، بلجيكا حصلت على مقاطعة أويبن-مالميدي، كما ذهب جزء من الشلسفيغ إلى الدنمارك، مقاطعات بوزن وبروسيا الشرقية والمناطق المحيطة بها ذهبت كلها إلى بولندا، كما تحصلت دول أخرى ناشئة على مناطق أخرى على غرار ليتوانيا وتشكوسلوفاكيا. وأخيراً تقاسمت كل من فرنسا وبريطانيا المستعمرات الألمانية في أفريقيا وباقي القارات.
جمهورية فايمار (1919-1933)
[عدل]أُعلنت ألمانيا جمهورية عند بداية الثورة الألمانية في نوفمبر 1918. ثم في 11 أغسطس 1919 وقّع الرئيس فريدريش إيبرت دستور فايمار الديمقراطي.[74]
عرفت ألمانيا تحولا من الحكم الديموقراطي إلى الحكم الاستبدادي، فكانت هذه الجمهورية بشكل أو بآخر مجرد استمرارية للحكم القيصري الذي سقط بثورة نوفمبر. فقد كان منصب رئيس الجمهورية المنتخب من قبل الشعب يتمتع بصلاحيات كبيرة. أيضاً حيث لم تقم أية مسائلة جادة حول المتسبب في الحرب العالمية ولا حتى بنتائجها الفظيعة، على الرغم من أن الوثائق الألمانية تشير إنه بعد مقتل خليفة القيصر النمساوي في سراييفو في 28 يونيو 1914 تعمدت القيادة السياسية الألمانية للبلاد إضرام نار الأزمة الدولية وكانت بذلك مسببا رئيسيا لاندلاع الحرب العالمية الأولى.
كان على هذه الجمهورية التخلص من القيود والشروط التي وضعتها معاهدة فرساي، والتي أدت إلى ظروف اقتصادية صعبة، فقد اعتبرها معظم الألمان معاهدة جائرة بحقهم وقد اعتبر منع النمسا من التوحد مع ألمانيا أيضا نوعا من الحكم المجحف بحق الشعب الألماني. في نتيجة انتخابات 14 سبتمبر 1930 خرج حزب أدولف هتلر القومي الاجتماعي (المعروف بالحزب النازي) بالمرتبة الثانية من حيث القوة السياسية في البلاد، بينما خرج الحزب الديمقراطي الاجتماعي (SPD) في المرتبة الأولى، وقد قام بدعم حكومة الأقلية هذه. لاحقاً وبسبب كل هذه الظروف وبسبب التشرذم والتصدع اللذين أصابا الجمهورية، أوجد كل هذا المناخ اللازم لوصول أدولف هتلر للسلطة مع حلول سنة 1933. كان الأخير قد أوجد الأداة التي مكنته من الوصول إلى هدفه، وذلك عبر حزب العمل الألماني الوطني الاشتراكي والذي اختصر لاحقا إلى «نازي» وتحولت الجمهورية إلى دكتاتورية مطلقة سميت بالعهد النازي.[75]
الرايخ الثالث (1933-1945)
[عدل]في 27 فبراير 1933 احترق مبنى البرلمان الألماني وترتب على ذلك إعلان حالة الطوارئ في ألمانيا ملغية حقوق المواطن الأساسية. مُرر قانون التمكين في البرلمان والذي أعطى هتلر سلطة تشريعية بدون قيود. وكان الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني هو الحزب الوحيد الذي صوت ضد مشروع ذلك القانون، في حين كان الأعضاء من الحزب الشيوعي الألماني مسجونين.[76] باستخدام صلاحياته لسحق أي مقاومة فعلية أو محتملة، أسس هتلر دولة مركزية استبدادية في غضون أشهر. أعيد تنشيط الصناعة مع التركيز على إعادة تسليح الجيش.[77] وفي عام 1935، استعادت ألمانيا السيطرة على سارلاند، وفي 1936 تمت السيطرة العسكرية على منطقة حوض الراين المنزوعة السلاح، وكلاهما كانا قد فقدا بموجب معاهدة فرساي.
كل هذا أدى إلى نشوب الحرب العالمية الثانية وبالتوازي مع إعادة تسليح الجيش، صارت السياسة الخارجية الألمانية أكثر عدوانية وتوسعية. في عامي 1938 و1939 ضمت النمسا وتشيكوسلوفاكيا لألمانيا وفي 1939 احتلت بولندا بغزو مزدوج ألماني - سوفيتي لتعلن كل من بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا معلنتين بذلك بداية الحرب العالمية الثانية في أوروبا والتي استمرت ست سنوات. مع تطور الحرب، سرعان ما سيطرت ألمانيا وحلفائها على جزء كبير من القارة الأوروبية.
في ربيع عام 1940، قامت ألمانيا بغزو الدنمارك والنرويج ومن بعدها فرنسا وبعض الدول الأخرى. قامت إيطاليا أيضا بإعلان الحرب ضد بريطانيا وفرنسا عام 1940.
في يونيو 1941، غزت ألمانيا الإتحاد السوفياتي. وفي العام نفسه، هاجمت اليابان القاعدة الأمريكية في بيرل هاربر، وأعلنت ألمانيا الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة لتحالفها مع اليابان وتحولت الحرب لحرب عالمية مفتوحة بين معسكرين. على الرغم من أن الجيش الألماني تقدم في الاتحاد السوفيتي بشكل سريع، شهدت معركة ستالينجراد نقطة تحول رئيسية في الحرب.
بعد ذلك، بدأ الجيش الألماني بالتراجع على الجبهة الشرقية. وفي سبتمبر 1943، استسلمت إيطاليا الحليف لألمانيا، تبعاً لذلك اضطرت القوات الألمانية للدفاع عن جبهة إضافية في إيطاليا. شهد إنزال النورماندي نقطة تحول رئيسية أخرى في الحرب، فاتحاً جبهة غربية للقوات الألمانية، حيث نزلت قوات الحلفاء على شواطئ النورماندي وأحرزت تقدماً في اتجاه الأراضي الألمانية. ثم هزمت ألمانيا بعدها بوقت قصير. في 8 مايو 1945، استسلمت القوات المسلحة الألمانية بعدما احتل الجيش الأحمر برلين. ما يقرب من سبعة ملايين من الجنود والمدنيين الألمان، بمن فيهم الألمان من أوروبا الشرقية، لقوا مصرعهم خلال الحرب العالمية الثانية.[78] في حين أقدم هتلر على الانتحار بصحبة عشيقته إيفا براون في ملجأهما المحصن اسفل مبنى المستشارية ببرلين.
الانقسام والاتحاد (1945-1990)
[عدل]أسفرت الحرب عن تقسيم ألمانيا من قبل الحلفاء إلى أربع مناطق احتلال عسكري.
القطاعات الغربية، التي سيطرت عليها كل من فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، دمجت في 23 مايو 1949، لتشكل جمهورية ألمانيا الاتحادية، وفي 7 أكتوبر 1949، أصبحت المنطقة السوفييتية (القطاع الشرقي) جمهورية ألمانيا الديمقراطية (DDR). عُرفت الدولتان خصوصاً خارج ألمانيا بأسماء غير رسمية هي ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، وعُرف شطرا برلين كبرلين الشرقية وبرلين الغربية. اختارت ألمانيا الشرقية برلين الشرقية عاصمة لها، في حين أًختيرت بون عاصمة لألمانيا الغربية. ومع ذلك، أعلنت ألمانيا الغربية أن بون عاصمة مؤقتة لها، من أجل التأكيد على موقفها بأن الحل القائم على دولتين آنذاك هو وضع مصطنع ومن المحتم ان يتم التغلب على هذا الوضع وتوحيد ألمانيا مجدداً في يوم ما.[79]
ألمانيا الغربية، التي تأسست كجمهورية برلمانية فيدرالية تتبنى اقتصاد السوق الاشتراكي، كانت متحالفة مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا. وقد تم صياغة الدستور من قبل ممثلين للبرلمانات المنتخبة ديمقراطياً في المناطق الخاضعة للاحتلال في بون، كان هذا الدستور رداً على البنية الهيكلية لدستور الرايش الذي يعود لعام 1919، وبالتالي رداً على انهيار جمهورية فايمار.[80] تمتعت البلد بالنمو الاقتصادي لفترات طويلة ابتداءا من أوائل الخمسينيات من القرن العشرين وإطلق عليها اصطلاحاً المعجزة الاقتصادية وساعدت فترة الازدهار هذه على توطين واندماج حوالي 8 ملايين مُهجر من المناطق الشرقية التي رُحّلوا عنها بعد الحرب. وانضمت ألمانيا الغربية لحلف شمال الأطلسي في 1955 وكانت أحد الأعضاء المؤسسين للسوق الأوربية المشتركة في 1957. وفي 1 يناير 1957، قدمت سارلاند انضمامها إلى ألمانيا الغربية بموجب المادة 23 من القانون الأساسي لجمهورية ألمانيا الاتحادية.
ألمانيا الشرقية كانت إحدى دول الكتلة الشرقية تحت السيطرة السياسية والعسكرية للإتحاد السوفييتي عن طريق قوات الاحتلال وحلف وارسو. في حين كانت تدعي أنها دولة ديمقراطية ، السلطة السياسية كانت تقرر من قبل الأعضاء القياديين في المكتب السياسي لحزب الوحدة الاشتراكي الألماني. وقد تم ضمان تلك السلطة من قبل جهاز أمن الدولة الاشتازي، وهو جهاز سري هائل الحجم سيطر على كافة جوانب الحياة في المجتمع الألمانى حينئذ، وكان ذلك مقابل توفير الاحتياجات الأساسية للسكان وبأسعار منخفضة من قبل الدولة كانت مرضية وكافية. أصبحت جمهورية ألمانيا الديمقراطية قائمة على الاقتصاد الشمولي على الطراز السوفيتي، وفي وقت لاحق انضمت للكوميكون. في حين استندت دعاية ألمانيا الشرقية على فوائد برامج جمهورية ألمانيا الديمقراطية الاجتماعية والتهديد المزعوم المستمر لغزو ألماني غربي، بدا العديد من المواطنين بالنظر إلى الغرب من أجل الحريات السياسية والازدهار الاقتصادي.[81] جدار برلين الذي بني في عام 1961 لمنع الألمان الشرقيين من الهرب إلى ألمانيا الغربية، أصبح رمزاً من رموز الحرب الباردة.
انخفضت حدة التوتر بعض الشيء بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية في أوائل السبعينات مع علاقات تقارب قادها المستشار فيلي برانت، والتي تضمنت قبول الأمر الواقع من خسائر في ألمانيا الإقليمية في الحرب العالمية الثانية واعتراف بجمهورية ألمانيا الديمقراطية.
في صيف 1989 قررت المجر في 2 مايو تفكيك الستار الحديدي وفتح الحدود في 23 أغسطس، مما تسبب في نزوح الآلاف من الألمان الشرقيين في 11 سبتمبر والذهاب إلى ألمانيا الغربية عبر المجر. كانت الآثار المترتبة على الأحداث المجرية مدمرة لجمهورية ألمانيا الديمقراطية. مع انطلاق مظاهرات حاشدة اضطرت السلطات الألمانية الشرقية إلى تخفيف القيود المفروضة على الحدود بشكل غير متوقع في نوفمبر، مما سمح للمواطنين الألمان الشرقيين بالسفر إلى الغرب. ما كان مقصوداَ ان يكون صماما لتخفيف الضغط من أجل الإبقاء على ألمانيا الشرقية كدولة، أدى فتح الحدود في الواقع إلى تسريع عملية الإصلاح في ألمانيا الشرقية، التي اختتمت مع معاهدة اثنان + أربعة بعد مرور عام في 12 سبتمبر 1990. ثم في إطار الصلاحيات التي تخلت عنها قوى الاحتلال الأربع والتي كانت قد حصلت عليها سابقا بموجب وثيقة الاستسلام، استعادت ألمانيا سيادتها الكاملة. وهو ما سمح بإعادة توحيد ألمانيا في 3 أكتوبر 1990، مع انضمام الولايات الخمس التي أسست جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة للولايات العشر المكونة لجمورية ألمانيا الإتحادية.
الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي 1990
[عدل]استناداً إلى قانون برلين الذي تم اعتماده من البرلمان في 10 مارس 1994، عادت برلين مرة أخرى لألمانيا الموحدة، في حين حصلت بون على منصب « مدينة فيدرالية » (بالألمانية: Bundesstadt) وهو منصب يعدّها بمثابة «مدينة اتحادية» ويُبقي على بعض الوزارات الاتحادية فيها.[82][83] وقد تم الانتهاء من نقل الحكومة لبرلين في 1999.
منذ إعادة توحيد ألمانيا، اضطلعت ألمانيا بدور أكثر نشاطا في الاتحاد الأوروبي والناتو. وارسلت ألمانيا قوة لحفظ السلام لضمان الاستقرار في منطقة البلقان وأرسلت قوة من القوات الألمانية إلى أفغانستان المضطرب كجزء من عمل حلف شمال الأطلسي لتوفير الأمن بعد الإطاحة بطالبان.[84] نشر هذه القوات كان مثارا للجدل، حيث أنه منذ انتهاء الحرب، كانت ألمانيا مقيدة بموجب القانون المحلي أن نشر القوات يكون للدفاع فقط. ويفهم أن الانتشار في الأراضي الأجنبية لا يمكن تغطيته من خلال غطاء الدفاع، لكن تصويت البرلمان حول هذه القضية وتصديقه على إرسال القوات للمشاركة في سياق حفظ السلام انهى الجدل القانوني.
في 2005 انتخبت أنغيلا ميركل كأول امرأة تتولى منصب المتشارة في ألمانيا. بين عامي 2005 - 2009 قادت تشكيل ائتلاف موسع مع الاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الاشتراكي الديموقراطي. وعقب الانتخابات العامة في 27 سبتمبر 2009، اسست ميركل حكومة ائتلافية مع الحزب الديمقراطي الحر محل الحزب الاشتراكي الديموقراطي .
الجغرافيا
[عدل]تتشارك ألمانيا الحدود مع كثير من البلدان الأوروبية أكثر من أي دولة أوروبية أخرى. جيران ألمانيا هم الدنمارك من الشمال وبولندا والتشيك عند الحدود الشرقية والنمسا وسويسرا عند الحدود الجنوبية وفرنسا ولوكسمبورغ عند الحدود الجنوبية الغربية وبلجيكا وهولندا عند الحدود الشمالية الغربية. تقع ألمانيا في معظمها بين خطي عرض 47 درجة و 55 درجة شمالا وخطي الطول 5 درجات و 16 درجة شرقا وتبلغ مساحتها 357.021 كم² (137,847 ميل مربع)، مساحة اليابسة منها 349.223 كم² (134,836 ميل مربع) ومساحة المياه 7.798 كم² (3,011 ميل مربع)، وهي سابع أكبر دولة من ناحية المساحة في أوروبا، والثالثة والستين على مستوى العالم، [85]
يترواح ارتفاعها من أعلى نقطة تقع في جبال الألب وهي تزوغشبيتسا 2.962 متر (9,718 قدم) في الجنوب إلى سواحل بحر الشمال في الشمال الغربي وبحر البلطيق في الشمال الشرقي. بين المرتفعات التي تغطيها الغابات في وسط ألمانيا والأراضي المنخفضة في شمال ألمانيا تقع أخفض نقطة وهي ويلسترماش 3.54 متر/(11.6 قدم) تحت مستوى سطح البحر، حيث تعبر منها الأنهار الرئيسية مثل نهر الدانوب والراين وإلبه، كما توجد الأنهار الجليدية في منطقة جبال الألب. الموارد الطبيعية الهامة تشمل خام الحديد والفحم والبوتاس والأخشاب والليجنيت واليورانيوم والنحاس والغاز الطبيعي والملح والنيكل والأراضي الصالحة للزراعة والمياه.[86]
المناخ
[عدل]معظم أنحاء ألمانيا تتمتع بمناخ معتدل حيث تسود رياح غربية رطبة. يتلطف هذا المناخ بتيارات المحيط الأطلسي الذي هو الامتداد الشمالي لتيار الخليج. هذه التيارات الأكثر دفئاً تؤثر على المناطق التي تحد بحر الشمال بما فيها شبه جزيرة يوتلاند والمنطقة المحاذية لنهر غاين الذي يصب في بحر الشمال. لهذا يكون المناخ في الشمال الغربي والشمال محيطي. وتتساقط الأمطار على مدار السنة وتكون غزيرة خلال الصيف. فصل الشتاء يكون معتدلا وفصل الصيف يميل إلى البرودة مع أن درجات الحرارة يمكن أن تتجاوز ال 30 درجة لفترات طويلة. من جهة الشرق يكون المناخ قارياً أكثر إذ أن فصل الشتاء يكون بارداً جدا في حين يكون فصل الصيف دافئاً ويمكن أن تسجل فترات جفاف طويلة. إن مناطق ألمانيا الجنوبية والوسطى هي مناطق متقلبة حيث تتغير من محيطية معتدلة إلى قارية. ومجدداً يمكن لدرجات الحرارة أن تتخطى ال 30 درجة مئوية. (86 درجة فهرنهايت).[88]
كلما اتجهنا شرقاً يبرز المناخ القاري، يمكن للشتاء أن يكون بارداً جداً والصيف حاراً جداً، كما أن فترات الجفاف طويلة ومتكررة. مناطق وسط وجنوب ألمانيا تمر بمرحلة مناخية انتقالية تتباين بين معتدلة وقارية. بالإضافة إلى المناخات البحرية والقارية التي تسيطر على معظم أنحاء البلاد، مناطق جبال الألب في أقصى الجنوب، وبدرجة أقل، بعض مناطق المرتفعات الوسطى الألمانية لديها المناخ الجبلي الذي يتميز بانخفاض درجات الحرارة وزيادة في هطول الأمطار.[88][89]
البيانات المناخية لـألمانيا | |||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
الشهر | يناير | فبراير | مارس | أبريل | مايو | يونيو | يوليو | أغسطس | سبتمبر | أكتوبر | نوفمبر | ديسمبر | المعدل السنوي |
متوسط درجة الحرارة الكبرى °م (°ف) | 2.0 (35.6) | 3.4 (38.1) | 7.5 (45.5) | 12.1 (53.8) | 17.2 (63.0) | 20.4 (68.7) | 22.0 (71.6) | 21.9 (71.4) | 18.4 (65.1) | 13.1 (55.6) | 6.9 (44.4) | 3.2 (37.8) | 12.3 (54.2) |
متوسط درجة الحرارة الصغرى °م (°ف) | −3.0 (26.6) | −2.5 (27.5) | 0.0 (32.0) | 3.0 (37.4) | 7.3 (45.1) | 10.6 (51.1) | 12.3 (54.1) | 12.0 (53.6) | 9.3 (48.7) | 5.7 (42.3) | 1.6 (34.9) | −1.5 (29.3) | 4.6 (40.2) |
الهطول مم (إنش) | 46 (1.8) | 43 (1.7) | 34 (1.3) | 24 (0.9) | 24 (0.9) | 24.3 (0.96) | 24 (0.9) | 27 (1.1) | 43 (1.7) | 54 (2.1) | 54 (2.1) | 60 (2.4) | 457.3 (17.86) |
المصدر: الإحصائية المجمعة للمناخ في ألمانيا ما بين عامي 1961-1990.[90][91] |
التنوع الحيوي
[عدل]بالنسبة للتنوع الجغرافي للنباتات تنقسم ألمانيا ما بين الأقاليم الأوروبية الأطلسية والأقاليم الأوروبية الوسطى الملتفة حول المملكة البوريالية. منطقة ألمانيا يمكن أن تنقسم إلى منطقتين بيئيتين: الغابات المختلطة الأورو-متوسطية الجبلية وسلسلة شمال شرق المحيط الأطلسي البحرية.[92] معظم أنحاء ألمانيا تغطيها الأراضي الصالحة للزراعة (33%)، والأراضي الغابية المشجرة (31%)، بينما لا تشكل المراعي الدائمة سوى 15%.
النباتات والحيوانات هي تلك الشائعة عموماً في أوروبا الوسطى. أشجار البلوط والأشجار ذات البذور تشكل ثلث الغابات. أشجار الراتينغ والتنوب تسود في الجبال العليا بينما توجد أشجار الصنوبر في التربة الرملية.
يوجد الكثير من الورود والفطريات والطحالب. تنحصر الأسماك في الأنهار وفي بحر الشمال. الحيوانات البرية تتضمن الغزلان من نوع اليحمور الأوروبي والأيل والخنازير البرية ودجاج التدرج والأرانب البرية والثعالب والقط البري من نوع لوكس وأنواعاً كثيرة من السناجب. تعبر طيور مهاجرة متنوعة سماء ألمانيا في الربيع والخريف. وتعطي حكومات الولايات تصريحات للصيد بحيث تحافظ على وجود أعداد معينة من كل نوع، ويبلغ عدد الحيوانات والطيور التي اصطيدت عام 2010 ما يزيد عن مليون حيوان، ويمثل ذلك ازديادا عن نحو 600 ألف حيوان اصطيدت في عام 2007. كما تعطي حكومات الولايات تصاريحا لصيد الأسماك في الأنهار والبحيرات بشروط دقيقة، ويعاقب القانون من يخالفها.
المتنزهات الوطنية في ألمانيا تشمل متنزه بحر وادن الوطني ومتنزه جاسموند الوطني ومتنزه منطقة فوربوميرن لاجون الوطني ومتنزه موريتز الوطني ومتنزه وادي اودر الأسفل الوطني ومتنزه هارتز الوطني ومتنزه سكسونيا سويسرا الوطني ومتنزه غابة بافاريا الوطني وحديقة هاينيخ الوطنية.
تشتهر ألمانيا بامتلاكها العديد من حدائق الحيوان ومحميات الحياة البرية والأحواض المائية وحدائق الطيور.[93] أكثر من 400 حديقة مسجلة للحيوانات تعمل في ألمانيا، ويعتقد أن هذا العدد هو أكبر عدد من الحدائق الموجودة في بلد واحد في العالم.[94] حديقة حيوان برلين هي أقدم حدائق الحيوانات في ألمانيا، وتمتلك أكبر مجموعة شاملة من المخلوقات في العالم.[95]
البيئة
[عدل]يعرف الشعب الألماني بوعيه البيئي العالي.[96] حيث ينظر معظم الألمان للأسباب البشرية على أنها عامل شديد الأهمية في ارتفاع درجة حرارة الارض.[97] للدولة الألمانية دور ريادي على المستوى العالمي في سياسات المناخ والطاقة حيث أنها ملتزمة باتفاقية كيوتو ومعاهدات أخرى عديدة لتعزيز التنوع البيولوجي وخفض الانبعاثات الكربونية وإعادة التدوير واستخدام الطاقة المتجددة النظيفة والكفاءة في استخدامها كما تدعم التنمية المستدامة على المستوى العالمي.[98]
وقد شرعت الحكومة الألمانية في تنفيذ برامج واسعة النطاق للحد من الانبعاثات حيث أن الانبعاثات الشاملة للبلاد آخذة في الهبوط.[99] على سبيل المثال، منذ 1964، تم تنظيم تلوث الهواء في ألمانيا بواسطة تشريعات قانونية صارمة. ومع ذلك تظل معدلات انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون في ألمانيا للفرد من بين أعلى المعدلات في الاتحاد الأوروبي باعتبارها أكبر الاقتصادات الأوروبية والثالثة على مستوى العالم، رغم ذلك تظل أيضاً أقل بكثير من تلك المعدلات في أستراليا وكندا والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.
تنتج الانبعاثات من المرافق التي تعمل بحرق الفحم والصناعات المساهمة في تلوث الهواء. تتسبب الأمطار الحمضية الناتجة عن انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت في تلف الغابات الألمانية. تم تخفيض التلوث في بحر البلطيق من مياه المجاري والنفايات الصناعية السائلة من الأنهار في ألمانيا الشرقية سابقا. وأعلنت الحكومة في ظل حكم المستشار غيرهارد شرودر نيتها وضع حد لاستخدام الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء. تعمل ألمانيا على الوفاء بالتزاماتها في الاتحاد الأوروبي في مجالات الحفاظ على المحميات الطبيعية والحيوانات المهددة بالانقراض في الاتحاد الأوروبي. الأنهار الجليدية في ألمانيا في منطقة جبال الألب معرضة للخطر. المخاطر الطبيعية مثل فيضانات الأنهار في فصلي الربيع والرياح العاصفة تحدث في جميع المناطق.
النظام السياسي
[عدل]حسب المادة 20 من الدستور تعدّ ألمانيا جمهورية، فيدرالية، برلمانية ديمقراطية تمثيلية. يقوم النظام السياسي في ألمانيا على دستور تم وضعه في 1949 يسمى بالقانون الأساسي، وقد اختيرت كلمة القانون الأساسي عوضاً عن الدستور كناية عن نية واضعيه آنذاك بأنه سيتم استبداله بدستور أفضل حينما يتم توحيد ألمانيا مجدداً.
أي تعديل على القانون الأساسي يحتاج أغلبية الثلثين من كلا غرفتي البرلمان؛ والمبادئ الأساسية للدستور تنص على ضمان كرامة الإنسان والفصل بين السلطات والنظام الفيدرالي وسيادة القانون. وخلافاً لرغبة واضعي القانون الأساسي فقد ظل الدستور كما هو بعد إعادة توحيد ألمانيا عام 1990 مع بعض التعديلات الطفيفة.
الحكومة
[عدل]جزء من سلسلة مقالات سياسة ألمانيا |
ألمانيا |
---|
الرئيس، هو قائد الدولة ويتمتع بصلاحيات وسلطات تمثيلية أولية. يتم انتخاب الرئيس من قبل المؤتمر الفيدرالي، وهو مؤسسة تشمل أعضاء البرلمان (البوندستاغ) وعدد مماثل من مجالس الولايات («البوندسرات») وعدد من المواطنين المشهور لهم بالاحترام والتقدير.
ثاني أعلى منصب رسمي حسب ترتيب الأسبقية الألماني هو رئيس البوندستاج ويتم انتخابه من قبل أعضاء البوندستاج وهو مسؤول عن الإشراف على الجلسات اليومية للبرلمان.
ثالث أعلى المناصب الرسمية ورئيس الحكومة هو «المستشار» وهو رئيس تآلف من حزب أو أحزاب لتكوين الحكومة، ويقوم بأداء القسم أمام رئيس البوندستاج. يمكن إقالة المستشار بالتصويت على حجب الثقة عليه من قبل البوندستاج، حيث يتم انتخاب خليفة للمستشار في نفس الوقت.
المستشار الحالي أولاف شولتس هو رئيس الحكومة ويمارس سلطاتها التنفيذية، بشكل مماثل لرئيس الوزراء الموجود في النظام البرلماني في الدول الديمقراطية. الهيئة التشريعية الفيدرالية مخولة للبرلمان المتكون من البوندستاج والمجلس الفيدرالي، اللذين معاً يمثلان نموذجا فريدا للسلطة التشريعية. يتم انتخاب البوندستاج (البرلمان) بالانتخابات المباشرة ذات التمثيل النسبي. أعضاء البوندسرات (مجلس الولايات) يمثلون حكومات 16 ولاية فيدرالية وهم أعضاء الحكومات المحلية. ويحق لحكومة الولاية الممثلة أن تعين أو تعفي ممثليها في أي وقت.
منذ 1949، ظل الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني مسيطرين على النظام الحزبي كون كل المستشارين كانوا أعضاء أحد هذين الحزبين. مع ذلك، الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي الأصغر حجما (الذي كان لديه أعضاء في البوندستاج منذ 1949)، وحزب الخضر الألماني (الذي لديه مقاعد في البرلمان منذ 1983) قد لعبا ادوارا مهمة عن طريق كونهم الشريك الأصغر في حكومة ائتلافية.[100]
التقسيمات الإدارية
[عدل]تتألف ألمانيا من 16 ولاية والتي يشار إليها كدول باعتبار ألمانيا دولة اتحادية (فِيدرالية). لكل ولايةٍ دستورها الخاص، ووزارتها الخاصة ويرأسها رئيس الوزارة، وتتمتع بحكم شبه ذاتيٍّ فيما يتعلق بتنظيمها الداخلي. تختلف هذه الولايات بسبب الاختلافات في حجم السكان والتقسيم الجغرافي لا سيما فيما بين الولايات المدينية (ولايات المدن، وهي ثلاثة برلين وهامبورغ وبريمن)، والولايات الأكبر (بلدان منطقة). لأغراض إدارية إقليمية خمس ولايات، وهي ولاية بادن فورتمبيرغ، بافاريا، هسن، شمال الراين وستفاليا وساكسونيا تتكون من مجموع الدوائر الحكومية 22 (المقاطعات). اعتباراً من عام 2017 تنقسم ألمانيا إلى 401 بلدية (منطقة)، تنقسم بدورها إلى 294 منطقة ريفية و107 منطقة حضرية، وبلغت في انتخابات 2117م 299 دائرة انتخابية.
|
القوات المسلحة
[عدل]تنقسم القوات المسلحة الألمانية إلى فير (الجيش الألماني وقيادة القوات الخاصة) والبحرية الألمانية وسلاح الجو الألماني والخدمة الطبية المشتركة وخدمة الدعم المشترك. اعتبارا من عام 2018، يقدر الإنفاق العسكري بحوالي 1.2% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، ومن حيث القيمة المطلقة تأتي النفقات العسكرية الألمانية في المركز الثامن من حيث أعلى المعدلات في العالم. وفي وقت السلم، يأتمر الجيش الألماني بأمر وزير الدفاع، أما في حالة الحرب - والتي وفقا للدستور تكون فقط لأغراض دفاعية - يصير المستشار هو القائدالعام للقوات المسلحة.
طبقا لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، أتت ألمانيا في المركز الرابع من حيث تصدير السلاح على مستوى العالم في الفترة من 2014 إلى 2018.
اعتبارا من يناير 2021 يوظف الجيش الألماني 184,017 من الجنود المحترفين و80,698 من المدنيين. وهو ما يجعل الجيش الألماني من أكبر 30 جيشاً على مستوى العالم، والثاني على مستوى الاتحاد الأوروبي - بعد فرنسا - من حيث عدد المنتسبين إليه. وتعتزم ألمانيا زيادة عديد جيشها إلى 203,000 جندي بحلول عام 2025, وذلك ليتناسب العدد مع المهام الموكل إليه. يوصف الجيش الألماني في الدستور بأن هدفه الدفاع فقط، ولكن صدر حكم عام 1994 من المحكمة الدستورية الفيدرالية بأن الدفاع لا يعني فقط حماية الحدود، بل يشمل في صورته الكبرى الدفاع عن أمن ألمانيا في أي بقعة من بقاع العالم. اعتبارا من 2017 يوجد لدى الجيش الألماني 3900 جندي من قواته يتمركزون في البلدان الأجنبية كجزء من قوات حفظ السلام الدولية، بما في ذلك 980 في قوة ايساف التي يقودها حلف الأطلسي في أفغانستان وأوزبكستان و800 جندي ألماني في كوسوفو، و 300 جندي مع قوة الأمم المتحدة في لبنان.
حتى عام 2011، كانت الخدمة العسكرية إلزامية للذكور عند بلوغهم سن 18 عاماً، وهو ماتم تعليقه واستبداله بالخدمة التطوعية، ويكون ذلك على سبيل المثال في إدارة مكافحة الحرائق أو الصليب الأحمر[؟]. ومنذ مايو 2001 يسمح للمرأة بالخدمة في جميع وظائف الخدمة دون قيود، ولكنها لا تخضع للتجنيد. هناك حاليا من الجنود النساء عدد 23,066في الخدمة الفعلية بالإضافة إلى عدد آخر منهن في قوات الاحتياط.
إنفاذ القانون
[عدل]ألمانيا لديها نظام القانون المدني على أساس القانون الروماني مع بعض الإشارات إلى القانون الجرماني. النظام القانوني الألماني هو نظام القانون الذي تأسس على المبادئ التي وضعها القانون الأساسي لجمهورية ألمانيا الاتحادية، على الرغم من أن العديد من أهم القوانين والأنظمة قد وضعت قبل الدستور عام 1949. وهو يتألف من القانون العام، الذي ينظم العلاقات بين المواطن/الشخص والدولة أو بين هيئتين للدولة (بما في ذلك القانون الجنائي) والقانون الخاص (القانون الخاص) الذي ينظم العلاقات بين شخصين أو الشركات والقانون الجنائي. فقد كان يخضع لمجموعة واسعة من التأثيرات من القانون الروماني.
والمحكمة الدستورية الألمانية (المحكمة الدستورية الاتحادية) هي المحكمة العليا الألمانية المسؤولة عن الأمور الدستورية، مع قوة المراجعة القضائية.[101][102] وأعلى محكمة هي محكمة الاستئناف وهي المحكمة الاتحادية لتحقيق العدل، والشؤون الأخرى يتم نظرها أمام المحاكم الأخرى وهي محكمة العمل الاتحادية والمحكمة الاجتماعية الاتحادية والمحكمة المالية الاتحادية والمحكمة الإدارية الاتحادية.
ويسعى نظام العقوبات الألماني إلى تأهيل المجرم وحماية الجمهور.[103] باستثناء الجرائم الصغيرة، التي تنظر من قبل قاض محترف واحد، والجرائم السياسية الخطيرة، تكون محاكمة جميع التهم أمام المحاكم المختلطة التي وضعت القاضي العادي (القضاء) الجالس جنبا إلى جنب مع القضاة المحترفين.[104][105] وما زال الكثير من المسائل الأساسية للقانون الإداري في اختصاص الولايات.
ويوجد لالمانيا معدل جرائم قتل منخفض بنسبة 1,18 جريمة قتل لكل 100،000 نسمة في عام 2016.[106] وفي عام 2018 انخفض المعدل الكلى الجرائم بالبلاد إلى أدنى مستوى له منذ عام 1992.
العلاقات الخارجية
[عدل]لدى ألمانيا شبكة متألفة من 227 بعثة دبلوماسية منتشرة في جميع أنحاء العالم. وترتبط بعلاقات مع أكثر من 190 دولة.[107] وهي اعتبارا من عام 2011، أكبر مساهم مالي في ميزانية الاتحاد الأوروبي (حيث تقدم 20% من ميزانيته)[108] وثالث أكبر المساهمين في تمويل الأمم المتحدة (حيث تقدم 8% من ميزانيته).[109] ألمانيا عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومجموعة الثماني، ومجموعة العشرين، والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وقد لعبت ألمانيا دورا قياديا ومحوريا في الاتحاد الأوروبي منذ تأسيسه وحافظت على تحالفها القوي مع فرنسا وجميع البلدان المجاورة منذ عام 1990. تسعى ألمانيا للمضي قدما في إرساء سياسة ودفاع وجهاز أمني أوروبي أكثر توحدا.[110][111]
إن سياسة التنمية التي تنهجها جمهورية ألمانيا الاتحادية تعد بحد ذاتها مجالا منفصلا مستقلا عن السياسة الخارجية الألمانية، حيث يقع على عاتق الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية مهمة وضع وتشكيل هذه السياسة والتي تطبقها على أرض الواقع المنظمات المنفِذة. ترى الحكومة الألمانية في سياسة التنمية مسؤوليةً مشتركةً يتحملها المجتمع الدولي.[112] وكانت ألمانيا ثالث أكبر مانح للمساعدات عالميا عام 2009 بعد الولايات الممتحدة وفرنسا.[113][114]
وضعت حكومة المستشار غيرهارد شرودر عام 1999 تعريفا ذا أساس جديد للسياسة الخارجية الألمانية من خلال المشاركة في عملية صناعة القرار ضمن حلف شمال الأطلسي فيما يتعلق بحرب كوسوفو؛ حيث أقدمت ألمانيا على إرسال قوات إلى جبهة القتال في خطوة هي الأولى من نوعها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945.[115] يربط حكومتي ألمانيا والولايات المتحدة تحالف سياسي وثيق.[116] وقد وضعت خطة مارشال عام 1948 والعلاقات الثقافية القوية رابطة قوية بين البلدين، على الرغم من أن شرودر كان من المعارضين لحرب العراق مما تسبب ببعض البرود النسبي في العلاقات الألمانية الأمريكية كما أن البلدين مترابطان إقتصاديا: 8.8٪ من الصادرات الألمانية متجهة إلى الولايات المتحدة و 6.6٪ من الواردات الألمانية تنبع من الولايات المتحدة.
التركيبة السكانية
[عدل]بلغ تعداد سكان ألمانيا نحو 80.2 مليون نسمة بحسب تعداد عام 2011،[117] وبلغ اعتبارا من 31 ديسمبر عام 2015 نحو 81.9 مليون نسمة ليرتفع إلى 81.3 مليون نسمة عام 2019.[118] لتحتل ألمانيا المرتبة الأولى على مستوى الاتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان والمرتبة الثانية على مجمل القارة الأوروبية بعد روسيا، وليكون ترتيبها التاسعة عشر عالميا بعدد السكان.[119] يعدّ معدل الخصوبة الكلي لديها من أدنى المعدلات في العالم حيث يبلغ 1.41 طفل لكل امرأة (عام 2011)،[120] ويتوقع المكتب الفيدرالي الألماني للإحصاء أن يتراجع عدد السكان إلى ما بين 65 و 70 مليون بحلول عام 2060 (65 مليون في حال كان عدد المهاجرين السنوي إليها 100,000 و70 مليون في حال كان عدد المهاجرين 200,000 سنوياً).[121]
ألمانيا لديها العديد من المدن الكبيرة، أكثر المدن سكاناً هي: برلين، هامبورغ، ميونخ، كولونيا، فرانكفورت وشتوتغارت. انظر أيضاً قائمة المدن في ألمانيا بأكثر من 100,000 ساكن
يشكل الألمان الأغلبية حوالي 91% من السكان. في حين يشكل المهاجرون نسبة تفارب 9% من السكان، ويقارب عددهم 11 مليون نسمة بحسب مقال لوكالة رويترز[122] وبحسب الوكالة فإن 1 لكل 8 من الالمان يعدّ من المهاجرين. ويقدر المكتب الفيدرالي الألماني للإحصاء أن أحد الوالدين على الأقل لحوالي 30% من الالمان بعمر 5 سنوات واقل مولود خارج ألمانيا.[123]
في عام 2009، 20% من السكان لديهم جذور مهاجرة، وهي أعلى نسبة مسجلة منذ 1945. في 2008 كانت أكبر مجموعة من السكان لديها اصول مهاجرة كانت من تركيا بحوالي 2.5 مليون، وتاتي بعدها الاصول الإيطالية بحوالي 776,000 ثم البولندية بحوالي 687,000.[124]
صندوق الأمم المتحدة للسكان ادرج ألمانيا بالمرتبة الثانية لأكبر الدول التي تستضيف المهاجرين في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية، أي حوالي 5% أو 12 مليون من مجمل 242 مليون مهاجر في العالم.[125]
من ناحية أخرى هناك أعداد كبيرة من السكان الذين يتحدرون من اسلاف الألمان موجودون في الولايات المتحدة (50 مليون)،[126] البرازيل(5 مليون)[127] وكندا (3 مليون).[128]
فيما يلي إحصائية بأعداد المهاجرين وفقا لقائمة الدول حسب السكان المهاجرين إليها.[129] وتقسيمات المجموعات الإثنية لعام 2010:
مجموعات إثنية | %[130][131] | عدد السكان[132] |
---|---|---|
أوروبيون | 88.0 | 70,593,332 |
ألمان | 80.7 | 64,737,294[133] |
بولندا | 2.0 | 1,604,394 |
دول الاتحاد السوفيتي سابقة + يهود | 1.7 | 1,363,735 |
(أوروبيين من يوغوسلافيا واليونان) | 3.6 | 2,887,909 |
الشرق الأوسط | 5.2 | 4,171,424 |
أتراك | 4.0 | 3,208,788 |
أخرى (بشكل رئيسي عرب وفرس) | 1.2 | 962,636 |
آسيويين | 2.0 | 1,604,394 |
أفارقة | 1.0 | 802,197 |
مختلط أو غير معروف | 2.0 | 1,604,394 |
المجموعات الأخرى (بشكل رئيسي , تشمل أمريكيون) | 1.8 | 1,443,955 |
إجمالي السكان | 100 | 80,219,695 |
المدن الكبرى
[عدل]ألمانيا لديها عدد من المدن الكبيرة. هناك 11 منطقة حضرية معترف بها رسميا في ألمانيا. أكبر المجتمعات الحضرية هي منطقة الراين والرور (11.7 مليون في عام 2008)، بما في ذلك دوسلدورف (عاصمة ولاية شمال الراين وستفاليا)، كولونيا وبون، دورتموند، إيسن، دويسبورغ، وبوخوم.[134] توجد في ألمانيا 82 مدينة يزيد عدد سكانها عن 100,000 نسمة.
الترتيب | المدينة | الولاية | السكان | ||
---|---|---|---|---|---|
1 | برلين | برلين | 3,460,725 | ||
2 | همبورغ | همبورغ | 1,786,448 | ||
3 | ميونخ | ميونخ | 1,353,186 | ||
4 | كولونيا | شمال الراين - وستفاليا | 1,007,119 | ||
5 | فرانكفورت | هسن | 679,664 | ||
6 | شتوتغارت | بادن فورتمبيرغ | 606,588 | ||
7 | دوسلدورف | شمال الراين - وستفاليا | 588,735 | ||
8 | دورتموند | شمال الراين - وستفاليا | 580,444 | ||
9 | إسن | شمال الراين - وستفاليا | 574,635 | ||
10 | بريمن | ولاية بريمن | 547,340 | ||
11 | دريسدن | ساكسونيا | 523,058 | ||
12 | لبسيا | ساكسونيا | 522,883 | ||
13 | هانوفر | سكسونيا السفلى | 522,686 | ||
14 | نورنبيرغ | بافاريا | 505,664 | ||
15 | دويسبورغ | شمال الراين - وستفاليا | 489,599 | ||
16 | بوخوم | شمال الراين - وستفاليا | 374,737 | ||
17 | فوبرتال | شمال الراين - وستفاليا | 349,721 | ||
18 | بون | شمال الراين - وستفاليا | 324,899 | ||
19 | بيليفيلد | شمال الراين - وستفاليا | 323,270 | ||
20 | مانهايم | بادن فورتمبيرغ | 313,174 |
اللغات
[عدل]اللغة الألمانية هي اللغة الرسمية والمستخدمة في ألمانيا.[135][136] وهي إحدى اللغات الـ23 الرسمية في الاتحاد الأوروبي، واحد اللغات الثلاث المستخدمة في المفوضية الأوروبية مع الفرنسية والإنجليزية. اللغات الأخرى للأقليات في ألمانيا هي: الدنماركية، الصربية، الرومنية والفريزية. هذه اللغات معترف بها رسمياً من قبل الميثاق الأوروبي للغات الإقليمية ولغات الأقليات. اما أكثر اللغات المستخدمة من قبل المهاجرين في ألمانيا فهي: التركية، والسريانية والكردية والبولندية، واللغة البلقانية، والروسية.
في جميع أنحاء العالم، اللغة الألمانية هي اللغة الأم لحوالي 100 مليون شخص، إضافة إلى 80 مليون شخص يتحدث الألمانية كلغة ثانية.[137] الألمانية هي اللغة الأم لما يقرب من 90 مليون شخص في الاتحاد الأروربي أي ما يوازي 18% من سكانه. 67% من الألمان يتحدثون لغة أخرى على الأقل إلى جانب الألمانية، بينما 27% يتحدثون لغتين اضافيتين.
الدين
[عدل]عند تأسيسها في عام 1871، كان حوالي الثلثين في ألمانيا من البروتستانت والثلث كاثوليكي روماني، مع أقلية يهودية بارزة. توجد معتقدات أخرى في الدولة، لكنها لم تحقق أبداً أهمية ديموغرافية وتأثير ثقافي مماثل لهذه الإعتقادات الثلاثة. فقدت ألمانيا تقريبا كل الأقلية اليهودية خلال الهولوكوست. تغيرت البنية الدينية تدريجياً في العقود التالية لعام 1945 مع تنوع ألمانيا الغربية من خلال الهجرة كما أصبحت ألمانيا الشرقية لادينية بأغلبية ساحقة من خلال سياسات الدولة (إلحاد الدولة). استمرت الدولة في التنوع بعد إعادة التوحيد الألمانية في عام 1990، مع وجود تراجع كبير في التدين في جميع أنحاء ألمانيا وزيادة في البروتستانت الإنجيليين والمسلمين.[138]
جغرافيًا، تتركز البروتستانتية في الأجزاء الشمالية والوسطى والشرقية من البلاد. معظمهم أعضاء في الكنيسة الإنجيلية الألمانية أو EKD، والتي تشمل اللوثرية، الكالفينية والنقابات الإدارية أو الطائفية لكل التقاليد التي يعود تاريخها إلى الاتحاد البروسي عام 1817. تتركز الكاثوليكية الرومانية في الجنوب والغرب.
وفقا للتعداد الألماني لعام 2011، تعدّ المسيحية أكبر ديانة في ألمانيا، حيث يعتنقها 66.8٪ من مجموع السكان.[139] نسبة إلى مجموع السكان، أعلن 31.7٪ أنهم بروتستانت، بما في ذلك أعضاء الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا (30.8٪) والكنائس الحرة (الألمانية: Evangelische Freikirchen) (0.9٪)، و31.2٪ أعلنوا أنفسهم من الكاثوليك.[140] شكل المسيحيون الأرثوذكس 1.3٪، وكانت الديانات الأخرى تمثل 2.7 ٪. وفقا لأحدث البيانات من عام 2016، ادعت الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الإنجيلية على التوالي امتلاكهما 28.5 ٪ و 27.5 ٪ من السكان.[141][142] فقدت كلتا الكنيستين الكبيرتين عددًا كبيرًا من الأتباع في السنوات الأخيرة.
في عام 2011، كان 33٪ من الألمان ليسوا منتمين لأي من الطوائف الدينية المعترف بها رسمياً ولها وضع خاص. كانت اللادينية في ألمانيا أقوى في ألمانيا الشرقية السابقة، التي اعتادت أن تكون بروتستانتية في الغالب قبل إلحاد الدولة، وكذلك في المناطق الحضرية الكبرى.[143][144][145]
الإسلام هو ثاني أكبر دين في البلاد. في تعداد عام 2011، أعلن 1.9٪ من تعداد السكان (1.52 مليون شخص) دينهم الإسلام، لكن هذا الرقم يعدّ غير موثوق لأن عددًا ملحوظا من معتنقي هذا الدين (والأديان الأخرى، مثل اليهودية) استعملوا حقهم في عدم الإجابة على السؤال.[146] تشير الأرقام الواردة من Religionswissenschaftlicher Medien - und Informationsdienst إلى وجود 4.4 إلى 4.7 مليون مسلم (حوالي 5.5 ٪ من السكان) في عام 2015.[147] وجدت دراسة أجراها المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين أن عدد المسلمين ارتفع بين عامي 2011 و2015 بنسبة 1.2 مليون شخص، معظمهم بسبب الهجرة.[148] معظم المسلمين هم من السنة والعلويين من تركيا، ولكن هناك عدد قليل من الشيعة، الأحمدية والطوائف الأخرى.[149] ووفقا لمركز بيو سنة 2016، بلغ عدد المسلمين في ألمانيا حوالي 5 مليون شخص، ويمثلون نحو 6,1% من إجمالي السكان.[150]
الديانات الأخرى التي تضم أقل من واحد في المائة من سكان ألمانيا هي البوذية التي تضم 270 ألف من الأتباع، واليهودية التي تضم 200 ألف، والهندوسية مع حوالي 100000 من الأتباع. لدى جميع الطوائف الدينية الأخرى في ألمانيا أقل من 50000 من الأتباع.[151]
البنية التحتية
[عدل]الطاقة
[عدل]في عام 2015 كانت ألمانيا سابع مستهلك للطاقة على مستوى العالم.[152] كما أنها خامس أكبر مستهلك للنفط في العالم، واُستخدم النفط لإنتاج 34.4% من مجمل استهلاك الطاقة في 2018، بينما يأتي 23.7% من استهلاك ألمانيا للطاقة من الغاز.